بوابة الوفد:
2025-07-06@09:53:47 GMT

المحاماة بين الوسائل والغايات

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

الغاية هدف يُطلب لذاته يقصد لنفسه قيمته فيه، يتطلع إليه الراغبون ويرجوه القاصدون، والوسيلة هى القنطرة التى يعبر من خلالها الناس إلى أهدافهم، وقد تختلط الأمور فى الأذهان أو فى واقع الناس فتتحول الوسيلة إلى غاية ويغفل الناس عن الغايات ويقصدون الوسائل.

وهذا مشاهد ومعلوم، فإذا نظرت وجدت كثيرًا من الوسائل صارت غايات، وأدل مسألة على ذلك المال، فالمال وسيلة وأى وسيلة، بل من الوسائل الهامة والعامة، فالمال هو القوة وهو المحرك هو أنجع الوسائل وأسرعها، إلا أنك تجده قد صار غاية تُطلب لذاتها عند غالب الناس.

وقد يضل الناس طريقهم فى طلب الغاية بالمرور بوسائل فاسدة بدعوى أن الغاية تبرر الوسيلة، كما يتجلى ذلك فى النظريات والمذاهب الميكافيللية، ومع أنه تقرر حكمًا أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وأن الأمور بمقاصدها وأن الحرام بيّن والحلال بيّن، وأن الحق لا يُطلب بالباطل، بل إن للحق قوة وصولة تأبى أن يستعين بالباطل لإظهار نفسه وإثبات وجوده.

إذا نظرت إلى الغايات ومحّصتها وفحصتها؛ لوجدت أن أعظم غايات الدنيا هى عمارة الأرض، ولا يتأتى ذلك إلا بمنهاج واضح وسبيل قويم يظهر فيه الحق ويزدهر، ويهزم الباطل وينحدر.

وعمارة الأرض صيانتها من الظلم وتحقيق العدل وكف الفساد، ونشر الخير وزيادته، وتقليل الشر وإزالته، وها هى المحاماة تظهر فى الأفق فى أخص حالاتها وأرفع مقاماتها حين تتجلى فيتدلى السبب الذى يقبض عليه المكلوم ليرفعه من حاله ويعلى من شأنه وينتصر بدفع الباطل واستجلاب الحق، والتصدى لإقامة العدال.

فتجد المحاماة وسيلة لأعظم غاية، وغاية لأقدس مهمة وهى عمارة الأرض، وكأنه بلا محاماة تختل موازين الدنيا ويأفل القسط والإحسان ويمرح الظلم والخذلان.

لذلك قال عبدالعزيز باشا فهمي- ثانى نقيب للمحامين وأول رئيس لمحكمة النقض-: «إذا وازنت بين عمل القاضى وعمل المحامي، لوجدت أن عمل المحامى أدق وأخطر، أن مهمة القاضى الوزن والترجيح، أما مهمة المحامى فهى الخلق والإبداع والتكوين».

وعلى الحقيقة، فالقاضى يحكم بالظاهر والمحامى يدافع عما يعتقد، والاعتقاد أعلى عزيمة وأشد شكيمة. وقال المناضل نيلسون مانديلا: «المحامون هم حراس العدالة، وهم الذين يدافعون عن حقوق الإنسان وكرامته، ولولاهم لكانت المجتمعات غارقة فى الظلم، ومن هنا كانت المحاماة غاية باعتبار ووسيلة باعتبار آخر وللحديث بقية والمحاماة باقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حاتم رسلان المحاماة الراغبون

إقرأ أيضاً:

في قضية حنتوس إلى جانب أنصار الله.. وتضليل الرأي العام لن يدوم كالعادة!!

حسب معرفتنا ومتابعتنا للواقع اليمني، فقد تعرض أنصار الله للظلم الذي لم يتعرض له أحد، بدءاً من الحروب الستة وحتى الآن، وهذا الظلم على مستوى الظلم الثقافي بالتشويه والإساءة وتضليل الرأي العام بتقديمهم كمجرمين بلا أخلاق ولا قيم إلخ…
إضافة إلى الظلم بالفعل بممارسة كل جرم في حقهم، وإعلان الجهاد في سبيل الله للقضاء عليهم كما في الحروب الستة (والمبررات جاهزة « روافض ومجوس- يدعون النبوة، يحلون المتعة، يسبون الصحابة و…)، واليوم وبعد سلسلة من الأحداث يستميت خصومهم في العمل على اجتثاثهم، مقابل حرص أنصار الله على مد اليد لهم ولكل اليمنيين، فاليمن للجميع .
ليس هذا فحسب، فقد وصل الظلم إلى مرحلة الشرعنة لاستباحة دمائهم، واعتبار أن تصديهم لأي منكر أو إجرام في حقهم ويخل بأمن البلاد واستقرارها من واقع مسؤوليتهم كسلطة، كل ذلك يعتبر محرماً عليهم وجريمة لا تقبل منهم، وكأن عليهم أن يقفوا أمام ذلك مكتوفي الأيدي، وعليهم تقديم أنفسهم وأرضهم لكل مخرب، ليفعل مايشاء من منكر في حقهم، وهذا قمة الباطل، وقمة الغباء .
أقول هذا : لأن قضية الأستاذ حنتوس في ريمة، بات الجميع يعرف أسبابها وحيثياتها، وكيف تعاملت السلطة في صنعاء بمنتهى المسؤولية الأخلاقية وإلى جانبها كل عقلاء اليمن من أبناء ريمة، وأنها لم تذهب لحسم الأمور إلا بعد استنفاد كل الجهود، واقدام حنتوس ابتداء على ارتكاب الجريمة بقتل وجرح عدد من أبناء الأمن.
والدولة تعي جيداً ماوراء حنتوس وماهو مخططه الساعي لزعزعة الاستقرار، فقامت بواجبها الذي يحقق المصلحة العامة، وهذا هو الموقف الطبيعي لأي نظام حكم حريص على الأمن والاستقرار .
فيكفي تضليلاً وتزييفاً للحقائق، فهذا لن يحق حقا ولن يبطل باطلاً، وسيعود على أصحابه بالخيبة والفشل، كما هو الحال في كل حادثة مماثلة حصلت من قبل، كما أن محاولة إسكات كل من يقول الحق ويقف إلى جانب الدولة في صنعاء، هذا أيضا غير وارد في واقع كل من يعرف أنصار الله على حقيقتهم ويعرف العملاء والخونة على حقيقتهم.
والجريمة جريمة، سواء صدرت من رجل دين، أو صدرت من شخصية قبلية، أو صدرت من شخص في منظومة الحكم ذاته، أو صدرت من آحاد الناس، ويأبى لنا الله أن نقبل بظلم أحد كائناً من كان، اتفقنا معه أو اختلفنا، وسنقف في وجه أنصار الله، ناصحين ومتبرئين إن كانوا على خطأ، أما في مثل قضية واضحة وضوح الشمس، فلا يمكن أبداً الانزلاق إلى مربع التحريض وتخطئة وتجريم السلطة في صنعاء، هذا لا يمكن.!!
بل كنّا وسنكون إلى جانبها، لما فيه الخير للبلاد والعباد، وصد كيد الأعداء والمتربصين من قوى الشر والعدوان ومن معهم من خونة وعملاء .

* وكيل وزارة الإرشاد

مقالات مشابهة

  • في قضية حنتوس إلى جانب أنصار الله.. وتضليل الرأي العام لن يدوم كالعادة!!
  • اندماج المؤسسات المصرفية تعزيز للخدمات والاقتصاد الوطني أم وسيلة للاحتكار والسيطرة؟
  • العراق يجدد وقوفه مع إيران من خلال إبعاد الحرب عنها بكافة الوسائل
  • الزلال: الهلال واجه الظلم وخرج مرفوع الرأس
  • أباعود: الهلال صنع مجدًا رغم الظلم التحكيمي
  • المحرضون على أذية الناس..«كفى»!
  • مالك عقار: الأرض أرض الله، ولا كأننا سمعنا حاجة
  • تأملات من وراء القضبان.. نظرة إلى أعماق النفس البشرية
  • محلل إسرائيلي: حرب غزة صارت غاية في حد ذاتها وحماس ترص صفوفها
  • ماجات: «مونديال الأندية» وسيلة لجمع الأموال فقط!