قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، اليوم الخميس، إن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء اعتزام الحكومة الإسرائيلية إدخال تعديلات على قوانين السلطة القضائية، في حين هدد الجيش الإسرائيلي باعتقال جنود الاحتياط الذين هددوا بوقف خدمتهم العسكرية رفضا للتعديلات.

وقال رئيس الوزراء الكندي في مؤتمر صحفي إنه سيستمر في حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السعي للتوصل إلى توافق أكبر على التعديلات القضائية.

وكان جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض صرح الاثنين الماضي أن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا رئيس وزراء إسرائيل في مكالمة هاتفية إلى زيارة رسمية للولايات المتحدة.

وأضاف كيربي أن هذه المكالمة بين بايدن ونتنياهو لا تعني أن قلق واشنطن تراجع بشأن التعديلات القضائية التي تسعى حكومة تل أبيب لإقرارها.

جنود الاحتياط

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنه من المحتمل أن يعتقل الجيش جنود الاحتياط الذين هددوا بعدم الامتثال للخدمة العسكرية في إطار الاحتجاجات على خطط الحكومة لإقرار تعديلات قضائية.


وكان رئيس الوزراء نتنياهو وعد في وقت سابق باتخاذ إجراءات صارمة بحق جنود الاحتياط المحتجين، وقال اليوم إن رفض الخدمة العسكرية "مرفوض ويشكل خطرا على أمن إسرائيل".

وامتدت الخلافات داخل إسرائيل بشأن التعديلات القضائية، التي ترمي إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا، إلى المؤسسة العسكرية التي لطالما اعتُبرت منفصلة عن السياسة.

وأظهر فيلم درامي قصير جرى تداوله عبر الإنترنت أحد جنود المشاة الإسرائيليين وهو يشارك في معركة ويطلق نداء لطلب دعم جوي، إلا أن الطيار سأله "هل أنت مع التعديلات أم ضدها؟".

ونشر وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار الفيلم، لكنه حذفه لاحقا بعدما استنكره المتحدث باسم الجيش باعتباره "يهدف إلى خلق انقسامات داخل الجيش".

ولم يقدم مكتب المتحدث باسم الجيش رسميا أرقاما حول جنود الاحتياط المحتجين على التعديلات القضائية، ولكن إذاعة الجيش، وهي محطة شهيرة تديرها وزارة الدفاع، قالت إن "بضع مئات" من جنود الاحتياط أعلنوا أنهم سيرفضون الامتثال للاستدعاءات للخدمة.

وقالت الإذاعة نفسها إن معظم هؤلاء من القوات الجوية.

ويقول المحتجون داخل إسرائيل على التعديلات القضائية إن الائتلاف الحاكم المؤلف من أحزاب دينية وقومية فقد التفويض الديمقراطي بسبب محاولته الإخلال باستقلال القضاء عبر التعديلات المقترحة.

في المقابل، يقول المدافعون عن التعديلات وعلى رأسهم نتنياهو إنها ستؤدي إلى تحقيق التوازن بين مؤسسات السلطة.

تصويت الكنيست

ومساء أمس الأربعاء صادقت لجنة برلمانية إسرائيلية على مشروع قانون يحد من سلطات المحكمة العليا، تمهيدا للمصادقة عليه في الهيئة العامة للكنيست (البرلمان) الأسبوع القادم.

ومشروع القانون هو تعديل للقانون الأساسي الخاص بالسلطة القضائية، ومن شأنه أن يمنع المحاكم الإسرائيلية، بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم "معيار المعقولية" على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخَبون.

وتتواصل الاحتجاجات في إسرائيل للأسبوع الـ28 على التوالي، ضد ما تسميه حكومة نتنياهو "إصلاحا قضائيا"، في حين تقول المعارضة إنها "تحول إسرائيل إلى دولة دكتاتورية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعدیلات القضائیة جنود الاحتیاط

إقرأ أيضاً:

حالات الانتحار تكشف انهيار جنود إسرائيل بسبب كابوس غزة

#سواليف

سلط تقرير نشره موقع إنسايد أوفر الإيطالي الضوء على #المعاناة_النفسية_العميقة التي يعيشها #الجنود الإسرائيليون بعد مشاركتهم في #الحرب على قطاع #غزة ولبنان، معتبرا أن ارتفاع #حالات_الانتحار يكشف #حجم_الكارثة في ظل تجاهل رسمي للإحصاءات المفزعة.

وقال الكاتب أندريا أومبريلو إن دانيئيل إدري، وهو جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، أضرم النار في نفسه قرب مدينة صفد بعد أن خدم في غزة ولبنان، ليتحول من جلاد إلى ضحية بعد أن طاردته صور الأجساد المتفحمة التي لم يكن قادرا على نسيانها.

وأضاف الكاتب أن اللهب الذي اختاره إدري ليُنهي به معاناته، يلتهم مبررات الحرب ومصالح الدولة التي حولت شبابها إلى جنود يمارسون القتل بشكل يومي، ثم ترتكهم وحدهم مع أشباح العنف الذي صنعوه بأيديهم ودمرهم في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة حدثان أمنيان صعبان في الشجاعية وخان يونس 2025/07/12

ونقل الكاتب عن والدة دانيئيل قولها لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن العذاب الداخلي كان ينهش ابنها بعد الخدمة العسكرية، حيث طاردته رؤى من ساحات الحرب في غزة ولبنان، وعجز عن التحرر من رائحة اللحم المحترق وصور القتلى والمصابين.

وكان إدري قد عبر في الأيام التي سبقت انتحاره عن حاجته الماسة إلى دخول مستشفى للعلاج النفسي بسبب قلة النوم وذكريات الحرب، لكنه تلقى ردا مفاده وجود فترات انتظار طويلة.

وذكر الكاتب أن دانيئيل إدري كان يتيم الأب، وقد بحث في الخدمة العسكرية عن معنى لوجوده، خاصة بعد أن خسر صديقين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث طلب استدعاءه كجندي احتياط مدفوعًا بمزيج من الولاء واليأس.

من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أدى دانييل مهمة نقل جثث رفاقه القتلى، وهي مهمة حولت أيامه إلى معاناة لا تتوقف.

وفي رسالة إلى أحد رفاقه اعترف بتحوله إلى تهديد للمحيطين به قائلًا: “أخي، عقلي ينهار. لقد أصبحت خطرا، قنبلة جاهزة للانفجار”.

وفقا للكاتب، فإن تلك الكلمات تكشف عن تبعات العنف الذي عاشه ومارسه، ثم رافقته إلى حياته العائلية وجعلت منه قنبلة موقوتة.

ولفت الكاتب إلى أن عائلة إدري طلبت أن يُدفن مع مرتبة الشرف العسكرية، لكن وزارة الدفاع رفضت هذا الطلب حتى الآن، لأن البيروقراطية العسكرية الإسرائيلية تعتبر أن الانتحار بعد التسريح من الخدمة يعني حرمان الجندي من التكريمات التي تُمنح للقتلى في المعارك.

وبحسب الموقع الإيطالي، تكشف بيانات الجيش الإسرائيلي عن زيادة مذهلة في حالات الانتحار بين الجنود، حيث تم تسجيل 38 حالة بين عامي 2023 و2024، من بينها 28 حالة بعد بدء الحرب على غزة، مقارنة بـ14 حالة عام 2022، و11 حالة عام 2021.

ويؤكد الكاتب أن التعبئة الاستثنائية لـ300 ألف جندي احتياط عرضت الجنود لمستويات قصوى من العنف والضغط النفسي في غزة والمنطقة الحدودية مع لبنان، ويواجه الجيش الإسرائيلي حاليا عواقب إخضاع جنوده لتجارب تتجاوز حدود الاحتمال.

وتكشف الإحصاءات الرسمية -يضيف إنسايد أوفر- أن الانتحار يحتل المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي.

ففي 2023، وقعت 558 حالة وفاة بين الجنود، منها 512 أثناء العمليات، و10 لأسباب طبية، و17 نتيجة للانتحار. وتُظهر البيانات الجزئية لعام 2024 تسجيل 363 حالة وفاة، من بينها 295 في عمليات عسكرية، و13 بسبب المرض، و21 حالة انتحار.

وتُبين تحليلات وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما لا يقل عن 11 جندي احتياط أقدموا على الانتحار بسبب مشاكل صحية نفسية مرتبطة بالخدمة العسكرية، منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة.

وكان موقع والا الإسرائيلي قد ذكر هذا الأسبوع أن عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة ارتفع إلى 43 بسبب أعراض ناتجة عن القتال.

يضيف الكاتب أن الإحصاءات تُظهر زيادة عدد الجنود الإسرائيليين الذين تخلوا عن الخدمة بسبب اضطرابات نفسية حادة. وتشير بيانات يناير/ كانون الثاني 2024 إلى أن 1600 جندي يخضعون للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد، في حين أن 75% من المحاربين القدامى احتاجوا إلى دعم نفسي.

وقد طبق الجيش الإسرائيلي تدابير طارئة، من بينها خدمة مساعدة مستمرة تعاملت مع 3900 مكالمة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ونشرت 800 مختص في الصحة النفسية.

غير أن هذه التدابير تصطدم -حسب الكاتب- بواقع موثق من نقص الإحاطة النفسية بالجنود، إذ تصف شهادات العائلات والمنظمات المدنية نظاما عاجزا عن مواكبة موجة الطلبات الكبيرة على الدعم النفسي.

واعتبر الكاتب أن قصة إليران مزراحي، جندي الاحتياط الذي خدم في غزة، تقدم مثالا واضحا على هذا الواقع الصعب. فبعد أشهر من العذاب النفسي، أقدم على الانتحار فور تلقيه استدعاء جديدا للخدمة العسكرية.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، عبرت والدته بكلمات قاسية عن واقع يعيشه كثير من الجنود الإسرائيليين: “لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه أبدا”.

وأشار الكاتب إلى أن منظمات قدامى المحاربين، ومن بينها “كسر الصمت”، توثق منذ فترة طويلة نقص الدعم النفسي للجنود بعد نهاية الخدمة، وحالة التكتم التي تُحيط بتجاربهم النفسية القاسية في مجتمع تحتل فيه المؤسسة العسكرية موقعا مركزيا.

مقالات مشابهة

  • إصابة جنود إسرائيليين.. ونتنياهو يعقد مشاورات أمنية في إسرائيل
  • حالات الانتحار تكشف انهيار جنود إسرائيل بسبب كابوس غزة
  • الاتحاد الأوروبي: نناقش الخيارات الدبلوماسية المتاح اتخاذها ضد إسرائيل الاثنين
  • 14 حالة انتحار بين جنود الجيش الإسرائيلي في 2025
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أُطلق من اليمن… والإنذارات تدوّي في تل أبيب والقدس
  • الحوثيون يقصفون مطار بن غوريون.. وصافرات الإنذار تدوي في تل أبيب
  • صاروخ حوثي جديد يستهدف إسرائيل وصفارات الإنذار تدوي في تل أبيب والقدس
  • فضيحة في صفوف الجيش الإسرائيلي.. اعتقال 7 جنود بتهم اغتصاب زملائهم
  • إسرائيل.. توقيف 7 جنود بتهم اغتصاب زملائهم
  • رئيس الوزراء: قانون الإيجار القديم حساس للغاية ويعالج أزمة عمرها 60 عامًا