أكد سفير مصر لدى رومانيا السفير مؤيد الضلعي أن استهداف رفح وتعطيل إسرائيل لدخول المساعدات الانسانية إلى غزة يعد جزءاً من سياستها لتطبيق التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية في تحد صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني وقرارات الأمم المتحدة.


جاء ذلك خلال مشاركة السفير مؤيد الضلعي وسفراء كل من لبنان ، السعودية ، فلسطين، قطر، الأردن، إندونيسيا، وباكستان في اللقاء العاجل الذي طلبته المجموعتان العربية والإسلامية المعتمدتان في بوخارست مع وزيرة الخارجية الرومانية لومينتسا أودوبيسكو ؛ لبحث تداعيات الوضع في غزة في ضوء التصعيد الأخير على الساحة (محكمة العدل الدولية - الأونروا - رفح).


وأشار السفير الضلعي ، خلال اللقاء ، إلى خطورة الوضع في مدينة رفح الحدودية وأهمية استمرار الجهود الدولية والإقليمية لوقف استهداف الفلسطينيين هناك والذي تجاوز 4ر1 مليون فلسطيني تم تهجيرهم إلى رفح التي تعد الملجأ الآمن الأخير في قطاع غزة.


وطالب سفير مصر لدى رومانيا باسم المجموعتين العربية والإسلامية بضرورة بذل المساعي للوقف الفوري لإطلاق النار ، وتطبيق هدنة وتبادل المحتجزين والضغط على إسرائيل ، تفادياً للمزيد من التعقيدات التي ستضر بمصالح الجميع دون استثناء.


وذكرت وزارة الخارجية ، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) اليوم /الأحد/ ، أن السفراء ناقشوا أهمية قيام رومانيا باستغلال دورها للضغط على إسرائيل كونها كانت وسيطاً من قبل في عملية السلام وكذلك وجود مليون يهودي من أصل روماني داخل إسرائيل بالإضافة إلى توضيح أن هدف إسرائيل هو القضاء على منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للتخلص نهائياً من مسألة اللاجئين، وأن المنظمة لا يمكن إيجاد بديل لها .


ووفقا للوزارة ، فقد استعرض الوزراء خلال الاجتماع كذلك الوضع في الضفة الغربية وازدياد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين هناك.


ومن جانبها..لفتت وزيرة الخارجية الرومانية لومينتسا أودوبيسكو إلى أن الوضع أصبح خطيراً ومتصاعداً .. قائلة:"إنها على اتصال دائم مع نظرائها لبحث ما يمكن اتخاذه من خطوات للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لغزة".


وبالنسبة للأونروا وقرار رومانيا تعليق المساهمات لحين انتهاء التحقيقات الجارية.. أكدت أودوبيسكو أن بلادها مستمرة في تقديم الدعم الإنساني من خلال الأطر الأخرى.


وجددت وزيرة الخارجية الرومانية موقف بلادها الثابت في تأييد حل الدولتين وعدم السماح بتهجير الفلسطينيين..مشيرة إلى تقديرها الكبير لجهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر وكافة المبادرات الأخرى الهادفة لإحلال السلام في المنطقة.
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

سياسة هدم المنازل الإسرائيلية تشرد الفلسطينيين وتهدد مصيرهم

الضفة الغربية- لم يتوقف أثر هدم 5 منازل في بلدة بروقين قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية عند حدود تشريد أصحابها فقط، بل فتح الباب على مصير عشرات العائلات الأخرى المهددة بالهدم. في لحظة، وجدت 5 أسر نفسها بلا مأوى، لتبدأ رحلة البحث عن مأوى بديل والعيش في بيوت أقارب أو تحت تقدير الظروف الصعبة.

هذه ليست سوى صورة مصغرة عن واقع تعيشه العديد من عائلات القرية، التي تصنف 70% من أراضيها ضمن مناطق "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حسب اتفاق أوسلو، حيث يشكّل شبح الهدم تهديدا دائما يطارد السكان، ويُحوِّل حياة الناس إلى انتظار على أعتاب المجهول.

وصباح يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي، استيقظت عائلة جمال الحاج على أصوات الجرافات وناقلات الجند الإسرائيلية وهي تُطوق وتشرع بهدم منزله الذي يعيش فيه ابنه بسام مع زوجته وأطفاله، مع منزلين آخرين في الوقت نفسه.

وحاولت العائلات التواصل مع محاميها في اللحظات الأخيرة، لكن دون جدوى، إذ لم تستجب سلطات الاحتلال لأي محاولات لتجميد القرار أو تأجيله.

تبعات الهدم

ويقول جمال للجزيرة نت إنه فوجئ قبل أشهر، في نهاية مايو/أيار الماضي، بقرار وقف بناء رغم أن المنازل المستهدفة ليست أبنية حديثة أو قيد الإنشاء، بل مأهولة منذ أكثر من 15 سنة وتضم عائلات كاملة. ويضيف "لم نتلقَّ أي إخطار مسبق، أو قرار بالهدم، وفجأة، وجدنا الجرافات تقف أمام منازلنا، تهم بالهدم".

لم يخسر جمال منزله الذي بناه حجرا فوق حجر فقط، بل فقد أيضا جميع مقتنياته وأثاثه الذي لم يتمكن من إخراج معظمه خلال عملية الهدم، حيث أُجبروا على الخروج على عجل بعد أن طلب منهم الجنود إخلاء منازلهم وأخذ ما خفّ وزنه من المال والذهب وأوراقهم الثبوتية فقط.

منذ ذلك اليوم، يستضيف جمال الحاج ابنه الذي هُدم منزله مع زوجته وأطفاله في بيت العائلة، ويردف جمال بأسى قائلا "البيت كلَّفنا تعب السنين، وبناؤه استغرق وقتا وجهدا، والآن ابني وأولاده بلا استقرار ولا خصوصية". وبات حال عائلته "لا يوصف" بعد هدم منزلهم، يقول جمال، حيث يعيشون اضطرابا، وحيرة، وخسارة لكل ما جمعوه على مدى سنوات.

بسام الحاج انتقل لبيت العائلة بعدما هدم الاحتلال منزله حيث يواجه ظروفا صعبة (الجزيرة)بيت العمر

وعلى بُعد أمتار من منزل جمال المهدوم، يواجه عمار بركات مصيرا مشابها، إذ لم يعرف طعم النوم منذ أن تسلّم إخطارا بوقف البناء تمهيدا للهدم. ويقول للجزيرة نت "لا يمرّ يوم وأنا مطمئن، في كل لحظة أتوقّع أن يأتوا لهدم البيت فوق رؤوسنا".

إعلان

ومنزل بركات ليس بناء جديدا، بل قائم منذ أكثر من 10 سنوات، وفي طابقه الأول مخازن صغيرة شيّدها بجهده، يعلوها شقتان تسكنهما عائلتان: هو وزوجته المريضة بالسرطان، وابنه المتزوج مع زوجته وأطفاله.

ويضيف بصوت يختلط فيه الغضب بالعجز "نحن 14 فردا، ولا نملك سوى هذا البيت. إن هدموه، سنجد أنفسنا في الشارع، فلا أرض لدينا نبني عليها، ولا بيت آخر نلجأ إليه".

الاحتلال يفجر منزل الشهيد محمد بسام طه في بلدة قطنة شمال القدس المحتلة، أحد منفذي عملية "راموت" التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة آخرين قبل شهر#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/6JYpHHhrQD

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 10, 2025

ويحاول بركات الظهور متماسكا، لكنه لا يخفي شعوره بالانكسار، مردفا "عمري 51 عاما، قضيته كلّه هنا. بنيت دار العمر بشقاء وتعب السنين، واليوم يهددوننا وكأن كل العمر ينهار".

وعند سؤاله عن أي خطة بديلة أو تحضيرات في حال تنفيذ الهدم، بدا السؤال عبثيا بالنسبة لعمار بركات الذي يعيش تحت وطأة التهديد والخوف، فزوجته تعاني من سرطان في الدماغ وتنتظر عملية جراحية خلال أسابيع، بينما هو يواجه حالة إنهاك نفسي عميقة.

وبين مرض زوجته وبيت العمر المهدد بالهدم، لا يعرف عمار أيّ الوجعين أولى بالقلق، قائلا "الظروف أقوى منّا، وما لنا إلا الله، نردّد دائما: أمرنا لله، والفرج من عنده".

ويختم "لم أعد أستطيع التفكير، فليس لدينا بديل، ولا قدرة مادية، ولا أرض أخرى الظروف أقوى منّا".

إجراءات تعجيزية

من جهته، يؤكد رئيس بلدية بروقين، فايد صبره، للجزيرة نت، أن عمليات الهدم في بلدة بروقين بدأت منذ سنوات، لكنّ الهجمة الأخيرة كانت الأوسع، ووقعت تحديدا يوم 14 مايو/أيار 2025، بعد عملية إطلاق نار قرب مستوطنة بروخين الجاثمة على أراضي القرية، حيث شنّت قوات الاحتلال حملة واسعة على المنطقة الشمالية من البلدة، بحجة أن المنازل غير مرخّصة.

ويشير صبرة أن 21 عائلة تلقت إخطارات بوقف البناء، خلال اجتياح واسع للبلدة وفرض حصار مشدد، وأُمهلت مدة لا تتجاوز 24 ساعة فقط لتقديم الأوراق اللازمة للاعتراض، وهي فترة قصيرة جدا لا تتيح أي تحرك قانوني فعلي.

كما فُرض منع تجول في المنطقة لعدة أيام، مما جعل من المستحيل تقريبا على الأهالي متابعة الإجراءات أو تقديم اعتراضاتهم في الوقت المحدد.

ويضيف "معظم منازل القرية عمليا تقع تحت خطر الهدم في أي وقت، وجرى هدم 3 منازل دفعة واحدة، تلاها بعد أيام هدم منزلين آخرين".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يثمن الجهود الأممية الداعمة لحماية المدنيين الفلسطينيين
  • برلماني: دخول المساعدات لغزة ثمرة مباشرة للجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي
  • غزة تلتقط أنفاسها.. لحظة دخول المساعدات وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم
  • وزير العدل الفلسطيني: جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت الحرب على غزة.. ومنعت التهجير القسري
  • وزير العدل الفلسطيني: جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت حرب غزة ومنعت التهجير القسري
  • برلماني: دخول المساعدات وعودة النازحين لغزة يعكسان الدور الإنساني لمصر
  • إسرائيل: سيُسمح بعودة الفلسطينيين من الخارج لغزة بعد وضع آلية مع مصر
  • سياسة هدم المنازل الإسرائيلية تشرد الفلسطينيين وتهدد مصيرهم
  • أمل سلامة: دخول المساعدات لغزة انتصار لدبلوماسية مصر وحكمة الرئيس السيسي
  • التحرير الفلسطينية: القاهرة تصدت بكل وضوح لمحاولات فرض سياسة التهجير