جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@17:16:40 GMT

مشروع سكة الحديد في عُمان.. متى يتحقق؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

مشروع سكة الحديد في عُمان.. متى يتحقق؟

 

عمير بن الماس العشيت **

[email protected]

 

تُمثِّل شبكة القطارات في دول العالم أجمع أحد أهم المشاريع الاستراتيجية، وذلك لما تحمله معها من آثار اقتصادية واجتماعية ولوجستية، وهي تمثل أحد أهم العناصر الأساسية في البنية التحية لأي دولة في العالم فغياب شبكة القطارات في أي دولة يعني التأخر في النمو الاقتصادي، لقد بدأت حملة إنشاء شبكة القطارات منذ فترة الحقبة الصناعية العالمية في القرن السادس عشر، ثم تسابقت معظم دول العالم على إنشاء شبكات الطرق الحديدية منها الدول المتقدمة والنامية والغنية والفقيرة، وبواسطة هذه الشبكات المهمة ترابطت دول العالم مع بعضها البعض، وانتعشت محاور التجارة العالمية، وتوحدت أقاليم الدول والمجتمعات والمدن، وكانت شبكة القطار السبب الرئيسي في توحيد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقًا ودول أخرى.

تُقدِّم شبكات النقل بالقطارات العديد من الامتيازات التي لا يمكن أن تمنحها وسائل النقل التقليدية، تتضمن أنها شريك فاعل في الاقتصاد الوطني؛ فهي ناقل ناشط في الخدمات اللوجستية، ومساهم مؤثر في القطاع السياحي. تكاليف النقل معقولة للقادر والمعسر، وصديقة للبيئة، الأكثر أمانًا في تواصل الشعوب والتلاحم الاجتماعي والمتعة، ونقل البضائع والمنتجات من موقع الى موقع آخر. ونتيجة لذلك فإن الدول التي تتمتع بشبكات سكة الحديد هي الأكثر نموًا وازدهارًا وتطورًا وتقدما بين الشعوب فيها تنشط الحركة التجارية والمصانع والأسواق والسياحة والنشاط الاجتماعي، وتخلق أجواء صاخبة مفعمة بالحياة في المدن والقرى، بل نكاد نجزم بأن أغلب دول العالم تمتلك هذه الشبكة السحرية في كل مدنها وقراها حتى الدول الخليجية المجاورة للسلطنة لديها شبكات سكة الحديد.. فلم لا تمتلك السلطنة شبكة سكة الحديد مع أن كل المعطيات الاقتصادية والجغرافية والديمغرافية محفزة لهذا المشروع ويعطي نتائج إيجابية غير متوقعة.

وتعد سلطنة عُمان ضمن الدول المهيأة لإنشاء مشروع شبكات السكك الحديد نظرا لتباعد مواقع المحافظات والولايات والمناطق الاقتصادية والصناعية والمناطق الحرة وهو يمثل مشروعا وطنيا استراتيجيا في غاية الأهمية  يعزز عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي في ظل التنافس الكبير بين دول العالم والتطور التكنولوجي، ذلك أنَّ السلطنة تمتلك العديد من المناطق الصناعية الهامة في كل المحافظات الإحدى عشرة والبعض منها تبعد عن الأخرى مئات الكيلومترات ولعدم وجود سكك حديد تربط هذه المناطق، فإنها تشكل لها عائقًا في عملية الاستيراد والتصدير والنشاط التجاري، ولن ترقى إلى الإنتاجية العالية المطلوبة والسريعة التي تتماشى مع التطور المتسارع والمنافسة الشديدة في دول المنطقة، فهناك مثلا منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة في محافظة الوسطى، تبعد عن العاصمة مسقط أكثر من 300 كيلومتر، وهناك أيضا المنطقة الحرة في ولاية المزيونة في محافظة ظفار، التي تبعد عن ولاية صلالة أكثر من 200 كيلومتر، والتي قل فيها عدد رجال الأعمال لذات السبب، وغيرها من المناطق التي تعاني من فقدان الغطاء اللوجستي المتمثل في القطارات بل إن بعض هذه المناطق لم تحقق أي مردود اقتصادي يذكر، وهي مازالت تعتمد في نقل منتجاتها عبر وسائل النقل التقليدية التي تسببت في تباطؤ حركتها الاقتصادية.

في الفترات الماضية تم طرح عدة اتفاقيات والإعلان عنها في السلطنة حول بناء أول سكة حديد من خلال شركة قطارات عُمان التي تأسست عام 2014، وفي عام 2014 تم طرح مناقصة مشروع سكة الحديد لمسار صحار- البريمي،  وفي عام 2017 تم التوقيع على اتفاقية مشروع سكة الحديد التي تربط بين الدقم والشويمية، وفي عام 2023 قامت شركة عُمان والاتحاد للقطارات بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة الاستثمار السيادي في أبو ظبي لتطوير شبكة السكك الحديدية بين السلطنة والامارات.. وأيضا الموافقة على انضمام عُمان الى الاتفاقية العامة لربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشروع سكة الحديد عام 2023، الا ان كل الاتفاقيات لم تنفذ من الناحية العملية لا محليًا ولا إقليميًا، وإنما نظريًا وبقيت ملفاتها تتداول في مكاتب الشركة الى يومنا هذا.. فيا ترى من المستفيد من تعطل وتعثر وتأخر هذا المشروع الاستراتيجي الكبير الذي عول عليه الخبراء الاقتصاديون بانه سيحقق للسلطنة قيمة اقتصادية عالية جدا؟

تؤكد الدراسات الاقتصادية على فرضية وجود سكة حديد في سلطنة عُمان، والتي ستفتح آفاقًا ومنافذَ اقتصادية وسياحية واستثمارات واسعة، وسيحقق أهم الأهداف في رؤية "عُمان 2040"؛ فالكل منتظر هذا المشروع الضخم بفارغ الصبر فهل سيتحقق على أرض الوطن في القريب العاجل؟

** كاتب وباحث

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!



لدي كل أمة مشاريع  تسمي بالمشروعات الكبري وهذه المشروعات تأخذ من الاهتمام الحكومي والشعبي، قدر كبير من التضحيات ولعل أكبر مشروع    شهده العالم هو مشروع "مارشال " وهو إعادة بناء دول أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية  ولعل "المانيا الإتحادية" قد إنهارت كلها لم يعد فيها مبني قائم أو شارع قادر علي أستيعاب حركة مرور  تهدمت المانيا كلها بعد حرب  ضروس إنتهت بهزيمتها وإنتصار الحلفاء  وتقسييم ألمانيا إلي شرقية وغربية، وقامت الدول المتحاربة المنتصرة  بأعادة بناء تلك الدول تحت أسم مشروع " مارشال "  وها هي ألمانيا ‍‍‍‍!! أعظم حضارات العالم  وأكبر إقتصادياتهًا وتغير النظام السياسي في العالم وتوحدت ألمانيا وليس هذا مقصد هذا المقال ولكن المشروعات الوطنية كان لنا نصيب كبير فيها  في التاريخ المعاصر، كان لدينا مشروع الإصلاح الزراعي ومشروع شمال وجنوب التحرير، ومشروع الوادي الجديد، والمشروع الهندسي الضخم هو مشروع السد العالي، حاربنا من أجله، وغنينا من أجله وأنشأنا له وزارة تختص بشئونه وبنائه ( وزارة السد العالي ) والتي تولاها المهندس / صدقي سيلمان ( رحمة الله عليه )  !!
وإنتهت هذه الوزارة بإنتهاء بناء السد العالي  هكذا كانت مصر في مشروعاتها الوطنية الكبري  تحشد المصريين جميعًا وراء فكرة  المشروع !!
ورغم أننا أقمنا مشاريع في الثمانينات أكبر بكثير جدًا من مشروع السد العالي ( هندسيًا ) مثل مترو الأنفاق الخط الأول والثاني والثالث تحت الإنشاء  كل القاهرة الكبري والجيزة والقليوبية كلها تم مد شبكات مترو الأنفاق تحت 
( تربتها ) وأصبحت القاهرة أكبر العواصم في الشرق الأوسط  وأعظمها من ناحية النقل تحت الأرض !!
وتغير سلوك البشر المستخدم لهذه الوسيلة للإنتقال  تغيرًا واضحأ فتحت الأرض تجد الركاب يتصرفون بالضبط مثل ركاب المترو في باريس أو الولايات المتحدة أو حتي في روسيا !! كل شيء إنضبط وإن كان هناك بعض القصور الأن نتيجة عدم إستمرارنا بالإهتمام بمشاريعنا وبالصيانه بعد الإستخدام !!
إلا أننا لم نغنى للمترو ولم نشهد فخرًا قوميًا بهذا المشروع الضخم !!
أيضًا من المشروعات العظمي التي قمنا بإنشائها خلال السنوات الماضية، كوبري السلام فوق قناة السويس  أكبر كوبري فوق ممر بحري هام في العالم  أنشأنا أطول طريق ساحلي، دولي، من شرق مصر إلي غربها  من العريش إلي السلوم !!مشروعات ضخمة في شرق التفريعة، وشمال غرب خليج السويس، وتوشكي  وشرق العوينات مئات المليارات من الجنيهات تم صرفها علي مشروعات تستحق تسميتها بالمشروعات الوطنية الكبري !!
وأخيرًا مشروع إزدواج "مجرى قناة السويس" والذى شارك فى تمويله كل شعب "مصر" ومع ذلك إلا أننا في ظل حكومات لا تسوق لأعمالها ومشروعاتها !! لأنها حكومات ليست لديها رؤية سياسية !! حكومات تكنوقراطية أعضائها أغلبهم ليسوا سياسيين !!

مقالات مشابهة

  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • الزبيدي: تحرير صنعاء لن يتحقق بظهر مكشوف.. وتأمين الجنوب حجر الزاوية
  • أكبر فضيحة تزوير في العالم.. شبكة هندية تزور أكثر من مليون شهادة جامعية لأطباء ومهندسين
  • الشورى ينتهي من مناقشة مشروع اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع الهند
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • بوجبا من ملاعب كرة القدم إلى ميادين الهجن
  • د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!
  • «Ai71» الإماراتية شريك في مشروع «AgriLLM»