إنتاج الفطر في القطيفة… مشاريع متناهية الصغر تسهم بتحسين المستوى المعيشي للمزارعين
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
ريف دمشق-سانا
بالجهد والمثابرة تمكن محمد هشام شهاب من الانتقال بمشروعه متناهي الصغر الخاص بزراعة الفطر في منطقة القطيفة بريف دمشق، ليصبح الأول على مستوى المحافظة من حيث المساحة والإنتاج والنوعية.
وقال شهاب في تصريح لمراسلة سانا: إنه أسس المشروع عام 2004 في غرفة صغيرة، وبعد فترة وجيزة توسع ليصبح أربع غرف كبيرة، وبالعمل والمتابعة بات الأول على مستوى المحافظة من حيث المساحة والإنتاج، واستطاع بمساعدة ودعم دائرة الزراعة في القطيفة امتلاك الخبرة الكافية لتصنيع الخلطات الخاصة بزراعة الفطر (كمبوست)، وتوزيعها لباقي المزارعين، ومكافحة الأمراض، بما ساعد على التوسع بهذه الزراعة على مستوى المنطقة.
وأشار شهاب إلى أن الفطر نبات يختلف عن غيره لأنه يزرع في تربة تصنع لتكون غنية بالبروتين والسللوز، وتتكون من (قش القمح وزرق الدواجن والجبس الزراعي)، حيث تخلط وتترك لمدة 15 يوماً لتكوين المواد التي يحتاجها النبات للنمو، بعدها تبدأ مرحلة التخمير والبسترة، وبعد سبعة أيام تتحول إلى (كمبوست) وهو السماد المخصص للفطر، ثم يخضع لمرحلة التحضين الأولى، وفي مرحلة التحضين الثانية يتم فرش التربة ضمن الغرف على الرفوف الخاصة، بسماكة تتراوح بين 4 و5 سنتيمترات، وبعد 15 يوماً أخرى تتشكل رؤوس الفطر الصغيرة، وخلال فترة أسبوع تنضج ويصل الفطر إلى الحجم المناسب للقطاف والتسويق.
ووفق شهاب، تنتج التربة التي تحضر نحو خمسة أفواج، والمتر المربع ينتج وسطياً 25 كيلوغراماً من الفطر، بعدها يتم غسل وتعقيم الغرفة لوضع خلطة جديدة، موضحاً أن الغرفة تتسع لنحو 250 متراً مربعاً ، لكن لا يمكن زراعة سوى 75 متراً مربعاً لعدم توافر الكهرباء، وتتم الاستعانة بالمولدات لسد النقص.
وقال: إن التربة التي تخرج بعد إنتاج كامل الأفواج تحول إلى تورب، وتقدم للمشاتل ونباتات الزينة والخضراوات، مضيفاً : إن كامل الإنتاج يسوق، وهناك طلب للفطر وأسعاره تتناسب مع التكلفة ومع هامش ربح جيد.
أيهم الحاج أحمد، أحد المساهمين في مشروع إنتاج الفطر بالقطيفة أوضح من جهته أن إنتاج الفطر يحتاج إلى بيئة وظروف جوية تناسب الإنتاج، مثل التهوية والرطوبة ودرجات الحرارة، مشيراً إلى أن درجة حرارة الجو في المرحلة الأولى تصل إلى 25 درجة مئوية، بينما تبلغ درجة حرارة التربة 22 درجة، ولتنشيط النمو والإثمار يتم خفض درجة حرارة الجو إلى 17 درجة مئوية، والتربة إلى 22 درجة، وتتراوح درجة الرطوبة الحاضنة للتربة بين 90 و95 درجة، بينما تحدد نسبة الرطوبة الخاصة بالإنتاج بـ 85 درجة، وتحتاج إلى متابعة مستمرة وصولاً إلى إنتاج مميز.
ومن أهم سلالات الفطر في المنطقة (أ 15) و(أ 18) و(ب 12)، وكل سلالة لها درجة حرارة معينة، لكن من أجود السلالات هي (أ 15) لأنها محبة للحرارة وذات إنتاجية عالية، بحسب أحمد الذي اعتبر أن عدم توافر الأبواق والتورب المستورد والقش في مرحلة تحضير التربة والأدوية يشكل صعوبة للمزارع.
رئيس دائرة الزراعة في منطقة القطيفة، الدكتور عثمان كحيل رأى في تصريح لـ سانا أن الأزمة التي مرت على سورية حفزت المزارعين على البحث عن مشاريع زراعية متناهية الصغر، تحقق لهم قيمة مضافة وهامش ربح لتحسين معيشتهم، مثل زراعة الفطر وإنتاج الخلطات العلفية.
وأضاف كحيل: إن الفطر كان من أهم المشاريع التي انتشرت، حيث بدأت به سيدات ريفيات من المنازل، وكان يزرع ضمن أكياس نايلون وأقفاص صغيرة، ثم انتقل إلى مراحل جديدة وتوسع واكتسب شهرة بإنتاجه، وبفضل الإرشاد الزراعي والتوعية المستمرة وصل بعض المشاريع الصغيرة إلى منشأة كبيرة غطت إنتاجها المنطقة وأسواق دمشق.
وأكد كحيل أن دائرة الزراعة حريصة على تقديم الدعم اللازم للتوسع بمثل هذه المشاريع، لافتاً إلى وجود مخابر في وزارة الزراعة تنتج أبواقاً فطريةً تباع بأسعار رمزية لمزارعي الفطر.
سفيرة إسماعيل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: درجة حرارة
إقرأ أيضاً:
يوم حقلي لوزارة الزراعة في قرحتا… الوزير بدر: ضرورة التركيز على استنباط محاصيل متكيفة مع التغيرات المناخية
ريف دمشق-سانا
أجرت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية برعاية وزارة الزراعة، اليوم، يوماً حقلياً في محطة بحوث المحاصيل بقرحتا، تضمن ورشة عمل حملت عنوان “التعريف بالأصناف المعتمدة والسلالات المبشرة الناتجة عن برنامج التربية من القمح والشعير”، وتقديم ملخص عن واقع محاصيل القمح والشعير في المحطة.
وخلال الورشة استعراض الباحثون أبرز أصناف القمح والشعير المعتمدة في الوزارة، وسلالاتها، ومراحل نموها، وكيفية قياس جودتها، وقدرتها على التحمل، والتقنيات والوسائل المستخدمة في المحاصيل، وتطوير إنتاجيتها، وتحسين جودتها، ومكافحتها للأمراض والأضرار البيئية التي تصيب الحبوب، وأساليب الري المستخدمة، إضافة إلى الوقوف على واقع عمل محطة البحوث، وآخر الأبحاث العلمية التي تعمل عليها الهيئة في دراسة هذه المحاصيل ومنتجاتها.
وأكد وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر أهمية نتائج البحوث العلمية الزراعية التي تجريها الهيئة للحبوب الزراعية من قمح وشعير، وفق البروتوكول المعتمد، والتقنيات التي يستخدمها الفلاحون في عملية زراعة هذه المحاصيل، إضافة إلى سلسلة البحوث التطبيقية التي تنفذها الهيئة على واقع هذه المحاصيل وجودة منتجاتها، وأبرز سلالاتها، ومدى فائدتها، وملاءمتها للمواصفات القياسية، والوقوف على الثغرات والمشكلات التي تواجه واقع العملية الزراعية، وتعيق تطور الإنتاج الزراعي، والعمل على معالجتها.
وأشار الوزير بدر إلى أن الدراسات على محاصيل القمح والشعير تعد ضرورة، لارتباطها الرئيس بالأمن الغذائي في سوريا، إضافة إلى دور محصول الشعير في الثروة الحيوانية، ولفت إلى أهمية العمل على أن تكون نتائج هذه المحاصيل متكيفة مع التغيرات المناخية المختلفة في ظل موجة الجفاف التي ضربت الموسم الزراعي، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود المختلفة لمواجهة تداعياتها على الأراضي الزراعية باختلاف أنواعها.
وعقب الورشة اطلع الوزير على واقع محاصيل الحبوب في بلدة قرحتا، وأنواعها، وأصنافها، واستمع من كوادر الهيئة والمحطة والمزارعين عن ميزاتها، والتقنيات الزراعية المستخدمة، والمشكلات التي تواجه واقع زراعة هذه المحاصيل، حيث أكد سعي الوزارة إلى تذليل العقبات التي تواجه المزارعين، وتقديم الدعم وفق الإمكانيات المتاحة، ومعالجة مشكلاتهم، بما يسهم في تطوير إنتاج المحاصيل الزراعية.
مدير الهيئة الدكتور أسامة العبد الله بيّن في تصريح لمراسل سانا أهمية تعزيز اللقاءات بين أصحاب القرار والمزارعين، والاطلاع عن كثب على كافة المشكلات التي تواجه زراعة المحاصيل الإستراتيجية، في ظل التغيرات المناخية عموماً والجفاف بشكل خاص، وتقييم أصناف منتجاتها، وإمكانية استنباط أصناف جديدة، ذات جودة مميزة، إضافة إلى دور هذه الفعاليات في ترسيخ المنهج البحثي في تحليل المنتجات الزراعية، والتركيز على دراسة الأصناف ذات التحمل الأعلى للجفاف.
بدوره استعرض رئيس قسم الحبوب في الهيئة المهندس خالد الشريدة الأهمية الاقتصادية لمحصولي القمح والشعير، وما تتميز به هذه المنتجات من أصناف وسلالات متعددة، والخطط المتبعة في زراعة المحاصيل، وزيادة الإنتاج، والمواد المستخدمة في العملية الزراعية، ولفت إلى وجود أصناف مختلفة من القمح تبلغ نحو 12 صنفاً من القمح القاسي، و10 أصناف من الطري، وسلالات مبشرة حالياً بالقمح القاسي والطري حققت زيادة على الشواهد بنسبه 10 بالمئة تقريباً.
رئيس محطة بحوث قرحتا ورئيس مركز بحوث ريف دمشق في الهيئة العامة للبحوث المهندس نبال خزعل، أشار إلى أن هذا اليوم الحقلي يعد من الفعاليات المهمة التي تعرف المزارعين سنوياً بأهم الأصناف الجديدة الوراثية، التي أنهت سنوات الاختبار وفق البروتوكول المعمول به في الهيئة، وملاءمتها للبيئة السورية ومقاومتها للأمراض والجفاف، وذات إنتاجية عالية تعزز من الأمن الغذائي في سوريا.
تابعوا أخبار سانا على