كابوس لا ينتهي.. موقع ميديا بارت يروي قصص نساء من غزة
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
قال موقع "ميديا بارت" الفرنسي إن قصص الأمهات التي تمكنت من جمعها في قطاع غزة، تحكي عن كابوس لا ينتهي أبدا، مشيرة إلى أن النساء ضحايا غير مرئيات، ولكنهن يمثلن -وفقا للأمم المتحدة– غالبية الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا، أو أجبروا على ترك حياتهم بأكملها وراء ظهورهم.
وانطلق الموقع –في تقرير سيلين مارتيليه- من قصة فيروز (اسم مستعار) التي قالت في رسالة صوتية من رفح في جنوب قطاع غزة، إن ابنتها تفتقد والدها كثيرا، "ابنتي لا تزال صغيرة، صحيح أنها لا تتكلم، ولكنها تكرر "بابا.
وأضافت الأرملة الشابة التي كانت تعيش في مدينة غزة، في شقة في الطابق العلوي من مبنى قريب من البحر، مع مطبخ وغرفة معيشة ذات ديكور حديث للغاية "ليس من السهل العيش بعد وفاة زوجي. لقد اعتنينا بابنتنا معا. لم أكن أعتقد مطلقا أنني سأضطر في يوم من الأيام إلى تربية يتيمة وحدي".
تقول فيروز التي استشهد زوجها في غارة جوية إسرائيلية بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، ونجت مع ابنتها التي لم يكن عمرها يبلغ سنة في ذلك الوقت، "من الصعب جدا أن تكوني أما شابة، لأن الحرب تأخذ كل طاقتك. الخوف من فقدان طفلتي في غارة جوية يشل أعصابي".
وقد أجبرت الحرب -وفقا للأمم المتحدة- ما يقرب من مليون امرأة وفتاة على مغادرة منازلهن، وهن يعشن الآن في شقق مكتظة وفي مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو في خيام، أو حتى في أروقة المستشفيات التي أصبحت أيضا مخيمات للنازحين.
آخر من يأكل
ولم يسبق أن واجهت المرأة في غزة هذا القدر من التحديات بشكل يومي، حتى إن منظمة "كير" غير الحكومية حذرت قائلة "في غزة، النساء هن آخر من يأكل، والأطفال هم أول من يموت"، علما أن دورهن أساسي في الأسرة "يعتنين بالأطفال والمنزل وبكبار السن.. وهن اللاتي يقفن في الصف اليوم للحصول على الماء أو قنينة الغاز"، وهن يتحملن عبئا نفسيا لا يطاق بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب. كما تقول أسماء من رفح.
في بداية الحرب كانت هناك 50 ألف امرأة فلسطينية حامل -وفقا للأمم المتحدة- وهو ما يقرب من 180 ولادة كل يوم، تقول نورا التي تعيش في خيمة بالنصيرات وسط قطاع غزة مع أطفالها الثلاثة "أنا قلقة بشأن ولادتي. كيف سيحدث هذا؟ هل سيكون لدي طبيب بجانبي؟ هل سيظل هناك مستشفى قائم لرعايتي؟".
ولا يبقى لنورا التي تسعى كل يوم من أجل إطعام أطفالها، سوى المساعدات، ولكن الطرود الغذائية التي تدخل القطاع بكميات ضئيلة تبقى غير كافية، ويتم توزيع معظمها في مدينة رفح المكتظة بالسكان، ولا يصل منها إلا القليل جدا إلى النصيرات.
وتتساءل نورا "كيف سأتمكن من الرضاعة الطبيعية؟ أين سأجد الحفاظات؟ فقد أطفالي الكثير من الوزن. لا يمكن العثور دائما على مياه الشرب، ولكن لا خيار، هكذا نعيش الآن".
في قطاع غزة، تظهر النساء في كل مكان، في المستشفيات بجانب أسرّة أولادهن الملطخين بالدماء، وفي الطرقات يحملن أطفالهن وقت الفرار، وأخيرا في الخيام يصنعن الخبز أو يغسلن الملابس
وكلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على المستشفيات التي لا تزال تعمل، لأن جرحى الغارات يتدفقون في وسط هذه الفوضى، وتأتي النساء للولادة، يقول الطبيب مروان ناصر، مدير مستشفى العودة بالنصيرات "منذ بداية الحرب، استقبل جناح الولادة لدينا 2739 طفلا، ففي كل يوم، تصل حوالي 50 امرأة. كان علينا إجراء ما يقرب من 950 عملية قيصرية طارئة".
وبعد ساعات قليلة من الولادة، يجب على الأمهات والأطفال مغادرة المستشفى والعودة إلى الخيام حيث الظروف الصحية كارثية، وبين النساء من لا يتمكن من الوصول إلى المستشفيات ويلدن في الأماكن التي لجأن إليها، كما أنه لا يزال من المستحيل تقدير عدد الأطفال الذين ماتوا بعد أسابيع قليلة من ولادتهم.
أريد ألا أكون مجرد رقم
وتتساءل فيروز "كيف سنخرج من هذه الحرب نفسيا؟ إنهم يدمرون صحتنا العقلية"، وتضيف "إذا مت أريد شيئا واحدا فقط، ألا أكون مجرد رقم. على العالم أن يعرف أننا في غزة لدينا جميعا قصص".
ويقول الدكتور زهير متحدثا عن الدمار "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الكارثة الإنسانية في مثل هذا الوقت القصير. إنه تدمير للحياة".
ويضيف "في جميع الحروب، هناك دائما طريقة لمغادرة السكان المدنيين مناطق النزاع. من بين جميع الصراعات التي شهدتها في الكونغو وإثيوبيا وأفغانستان وسوريا واليمن، هذا هو الصراع الوحيد الذي لا يستطيع السكان فيه حماية أنفسهم وأطفالهم".
وفي مقاطع الفيديو التي يبثها الفلسطينيون من قطاع غزة، تظهر النساء في كل مكان، في المستشفيات بجانب أسرّة أولادهن الملطخين بالدماء، وفي الطرقات يحملن أطفالهن وقت الفرار، وأخيرا في الخيام يصنعن الخبز أو يغسلن الملابس.
ورغم كل هذه المآسي، يشير موقع "ميديا بارت" إلى أن الولايات المتحدة تهدد بمنع إجراء تصويت جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، طلبت الجزائر التصويت عليه صباح غد الثلاثاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للأمم المتحدة قطاع غزة کل یوم
إقرأ أيضاً:
غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء الأحد 27 يوليو / تموز 2025 ، عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى القطاع اليوم ، مبينا أن عمليات الإنزال الجوي سقطت في مناطق قتال خطرة.
بيان صحفي رقم (908) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:
المجاعة تزداد شراسة والاحتلال يواصل جرائم الإبادة: 73 شاحنة فقط دخلت اليوم وعمليات الإنزال سقطت في مناطق قتال خطرة
يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب.
في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع.
شهدنا ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وقد سقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء -وفق خرائط الاحتلال- يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.
إن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.
إن الحل الجذري يتمثل فقط ب فتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية.
بكل إدانة واستنكار، نعبّر عن رفضنا الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة. ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم.
نطالب الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً، وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس : لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع الأغذية العالمي: وقف النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لغزة السعودية: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يأتي استنادا إلى موقف المملكة الأكثر قراءة تقارير إسرائيلية : حماس سترد بإيجابية على المقترح الجديد مفوض الأونروا : التقاعس عن إدخال المساعدات إلى غزة تواطؤ فتوح: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة الرئيس عباس يباشر حملة اتصالات دولية لوقف التجويع كسلاح إبادة في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025