الجزيرة:
2025-12-12@19:26:59 GMT

كابوس لا ينتهي.. موقع ميديا بارت يروي قصص نساء من غزة

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

كابوس لا ينتهي.. موقع ميديا بارت يروي قصص نساء من غزة

قال موقع "ميديا بارت" الفرنسي إن قصص الأمهات التي تمكنت من جمعها في قطاع غزة، تحكي عن كابوس لا ينتهي أبدا، مشيرة إلى أن النساء ضحايا غير مرئيات، ولكنهن يمثلن -وفقا للأمم المتحدة– غالبية الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا، أو أجبروا على ترك حياتهم بأكملها وراء ظهورهم.

وانطلق الموقع –في تقرير سيلين مارتيليه- من قصة فيروز (اسم مستعار) التي قالت في رسالة صوتية من رفح في جنوب قطاع غزة، إن ابنتها تفتقد والدها كثيرا، "ابنتي لا تزال صغيرة، صحيح أنها لا تتكلم، ولكنها تكرر "بابا.

بابا" بمجرد أن ترى شيئا تحبه".

وأضافت الأرملة الشابة التي كانت تعيش في مدينة غزة، في شقة في الطابق العلوي من مبنى قريب من البحر، مع مطبخ وغرفة معيشة ذات ديكور حديث للغاية "ليس من السهل العيش بعد وفاة زوجي. لقد اعتنينا بابنتنا معا. لم أكن أعتقد مطلقا أنني سأضطر في يوم من الأيام إلى تربية يتيمة وحدي".

تقول فيروز التي استشهد زوجها في غارة جوية إسرائيلية بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، ونجت مع ابنتها التي لم يكن عمرها يبلغ سنة في ذلك الوقت، "من الصعب جدا أن تكوني أما شابة، لأن الحرب تأخذ كل طاقتك. الخوف من فقدان طفلتي في غارة جوية يشل أعصابي".

وقد أجبرت الحرب -وفقا للأمم المتحدة- ما يقرب من مليون امرأة وفتاة على مغادرة منازلهن، وهن يعشن الآن في شقق مكتظة وفي مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو في خيام، أو حتى في أروقة المستشفيات التي أصبحت أيضا مخيمات للنازحين.

آخر من يأكل

ولم يسبق أن واجهت المرأة في غزة هذا القدر من التحديات بشكل يومي، حتى إن منظمة "كير" غير الحكومية حذرت قائلة "في غزة، النساء هن آخر من يأكل، والأطفال هم أول من يموت"، علما أن دورهن أساسي في الأسرة "يعتنين بالأطفال والمنزل وبكبار السن.. وهن اللاتي يقفن في الصف اليوم للحصول على الماء أو قنينة الغاز"، وهن يتحملن عبئا نفسيا لا يطاق بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب. كما تقول أسماء من رفح.

في بداية الحرب كانت هناك 50 ألف امرأة فلسطينية حامل -وفقا للأمم المتحدة- وهو ما يقرب من 180 ولادة كل يوم، تقول نورا التي تعيش في خيمة بالنصيرات وسط قطاع غزة مع أطفالها الثلاثة "أنا قلقة بشأن ولادتي. كيف سيحدث هذا؟ هل سيكون لدي طبيب بجانبي؟ هل سيظل هناك مستشفى قائم لرعايتي؟".

ولا يبقى لنورا التي تسعى كل يوم من أجل إطعام أطفالها، سوى المساعدات، ولكن الطرود الغذائية التي تدخل القطاع بكميات ضئيلة تبقى غير كافية، ويتم توزيع معظمها في مدينة رفح المكتظة بالسكان، ولا يصل منها إلا القليل جدا إلى النصيرات.

وتتساءل نورا "كيف سأتمكن من الرضاعة الطبيعية؟ أين سأجد الحفاظات؟ فقد أطفالي الكثير من الوزن. لا يمكن العثور دائما على مياه الشرب، ولكن لا خيار، هكذا نعيش الآن".

في قطاع غزة، تظهر النساء في كل مكان، في المستشفيات بجانب أسرّة أولادهن الملطخين بالدماء، وفي الطرقات يحملن أطفالهن وقت الفرار، وأخيرا في الخيام يصنعن الخبز أو يغسلن الملابس

وكلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على المستشفيات التي لا تزال تعمل، لأن جرحى الغارات يتدفقون في وسط هذه الفوضى، وتأتي النساء للولادة، يقول الطبيب مروان ناصر، مدير مستشفى العودة بالنصيرات "منذ بداية الحرب، استقبل جناح الولادة لدينا 2739 طفلا، ففي كل يوم، تصل حوالي 50 امرأة. كان علينا إجراء ما يقرب من 950 عملية قيصرية طارئة".

وبعد ساعات قليلة من الولادة، يجب على الأمهات والأطفال مغادرة المستشفى والعودة إلى الخيام حيث الظروف الصحية كارثية، وبين النساء من لا يتمكن من الوصول إلى المستشفيات ويلدن في الأماكن التي لجأن إليها، كما أنه لا يزال من المستحيل تقدير عدد الأطفال الذين ماتوا بعد أسابيع قليلة من ولادتهم.

أريد ألا أكون مجرد رقم

وتتساءل فيروز "كيف سنخرج من هذه الحرب نفسيا؟ إنهم يدمرون صحتنا العقلية"، وتضيف "إذا مت أريد شيئا واحدا فقط، ألا أكون مجرد رقم. على العالم أن يعرف أننا في غزة لدينا جميعا قصص".

ويقول الدكتور زهير متحدثا عن الدمار "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الكارثة الإنسانية في مثل هذا الوقت القصير. إنه تدمير للحياة".

ويضيف "في جميع الحروب، هناك دائما طريقة لمغادرة السكان المدنيين مناطق النزاع. من بين جميع الصراعات التي شهدتها في الكونغو وإثيوبيا وأفغانستان وسوريا واليمن، هذا هو الصراع الوحيد الذي لا يستطيع السكان فيه حماية أنفسهم وأطفالهم".

وفي مقاطع الفيديو التي يبثها الفلسطينيون من قطاع غزة، تظهر النساء في كل مكان، في المستشفيات بجانب أسرّة أولادهن الملطخين بالدماء، وفي الطرقات يحملن أطفالهن وقت الفرار، وأخيرا في الخيام يصنعن الخبز أو يغسلن الملابس.

ورغم كل هذه المآسي، يشير موقع "ميديا بارت" إلى أن الولايات المتحدة تهدد بمنع إجراء تصويت جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، طلبت الجزائر التصويت عليه صباح غد الثلاثاء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للأمم المتحدة قطاع غزة کل یوم

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي

 

أكدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في مؤتمر "المرأة والسلام والأمن" بأرمينيا، أن السلام يبدأ بتمكين النساء وتعزيز الديمقراطية وترسيخ العدالة.

 

وقالت كرمان في كلمتها خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلام والأمن وإطلاق خطة العمل الوطنية الثالثة لأرمينيا: "يشرفني الانضمام إليكم في يريفان للاحتفال بحدثٍ تاريخيٍّ بارز. مرّت خمسة وعشرون عامًا منذ أن أكّد العالم بالإجماع حقيقةً لطالما أدركتها النساء وعايشتها: أن السلام لا يمكن تحقيقه ولا استدامة له من دون الإدماج الكامل للمرأة".

 

وأضافت أن قرار مجلس الأمن رقم 1325 لم يكن مجرد اعتماد وثيقة أممية، بل كان إعلانًا لضمير عالمي جديد يعترف بالنساء ليس كضحايا للصراع، بل كقائدات ووسيطات وحاميات ومفاوضات وصانعات للسلام.

 

وأوضحت كرمان أن العالم يجتمع اليوم في وقت تتناسل فيه الحروب، وتتوسع فيه الأنظمة الاستبدادية، وتواجه حقوق الإنسان اعتداءات غير مسبوقة، مع صراعات محتدمة في غزة وأوكرانيا والسودان وميانمار واليمن ولبنان. وقالت: "ملايين النساء والأطفال يدفعون الثمن الباهظ لفشل النظام الدولي، فيما تتنامى النزعات القومية والتطرف، ويتوسع القمع الرقمي، ويُستخدم الكراهية كسلاح".

 

وأكدت أن أجندة السلام العالمية تواجه تهديدًا ليس بسبب قصورها، بل نتيجة غياب الالتزام الدولي بها، مشددة على ضرورة تجديدها وتوسيع نطاقها وحمايتها. وأشارت إلى أن رحلة أرمينيا في هذا المضمار هي رحلة بقاء وعزيمة وتطلع ديمقراطي، وأن خطة العمل الوطنية الثالثة ليست مجرد وثيقة سياسية، بل التزام ببناء أرمينيا أكثر أمانًا وشمولًا وديمقراطية.

 

وقالت كرمان إن الخطة تقر بثلاث حقائق أساسية: أن المرأة عنصر لا غنى عنه للأمن الوطني، وأن الديمقراطية والسلام لا ينفصلان، وأن السلام يتطلب العدالة والمساواة، مؤكدة أن بدون الحقوق والمساءلة والإشراك يصبح السلام مجرد وقف إطلاق نار هش. وأضافت أن أرمينيا ترسل رسالة للعالم بأنها اختارت طريق القيادة المسؤولة والتعاون الإقليمي، حتى بعد سنوات من عدم الاستقرار والصراع.

 

وأشارت إلى تجارب النساء حول العالم، قائلة: "في جميع أنحاء العالم، كانت النساء القوة المعنوية التي واجهت الحرب والتطرف والاستبداد: في ليبيريا، قادت النساء حركة تاريخية سلمية أنهت 14 عامًا من الحرب الأهلية. في كولومبيا، صاغت النساء اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) من خلال ترسيخ العدالة والتعويضات وحقوق الناجين. في اليمن، قادت النساء لجان الحوار الوطني ووضعن خارطة الطريق الشاملة الوحيدة للانتقال الديمقراطي قبل أن تأتي عليها الحرب. في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، تواصل النساء مساعي حماية المجتمعات والمطالبة بالمساءلة".

 

وأضافت: "تُذكرنا هذه التجارب بحقيقة بسيطة: عندما تقود النساء، يدوم السلام. عندما تمتلك النساء السلطة، تتعافى الأمم. ونحن نحيي هذه الذكرى، يجب أن نسأل: أي عالم نريد بناءه للجيل القادم من النساء والفتيات؟ نحن بحاجة إلى أجندة متجددة للمرأة والسلام والأمن، تطالب بما يلي: المساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. الحماية من الرقابة الرقمية، والعنف الإلكتروني، والحرب السيبرانية. التمكين الاقتصادي، والمساواة في الوصول إلى الموارد. قيادة المرأة على جميع مستويات مفاوضات السلام والحوكمة. إنهاء سباق التسلح، وتحويل الأولويات العالمية من العسكرة إلى التنمية. إيجاد حلول لأزمة المناخ، التي أصبحت الآن محركًا للصراع والنزوح. هذه ليست مثالية، بل ضرورة".

 

وقالت كرمان: "تقف أرمينيا اليوم عند مفترق طرق بين جراح الماضي وإمكانيات المستقبل. خطة العمل الوطنية الثالثة الخاصة بكم هي فرصة - ليس فقط لحماية النساء، بل لإطلاق العنان لطاقاتهن الكامنة كركائز للديمقراطية، وحارسات للاستقرار، وصانعات للسلام".

 

واختتمت كلمتها قائلة: "السلام ليس مجرد غياب الحرب؛ السلام هو العدالة؛ السلام هو المساواة؛ السلام هو الكرامة الإنسانية؛ السلام هو الشجاعة في مجابهة الظلم. السلام هو أن يعلو صوت على نحو لا يُقهر ولا يقبل المساومة. ونحن نحتفي بمرور ٢٥ عامًا على أجندة المرأة والسلام والأمن، فلنلتزم بالـ 25 عاماً القادمة بلا مواربة وبشجاعة وأمل. شعبنا يستحق السلام؛ ونساؤنا يستحقن القيادة؛ وعالمنا يستحق ما هو أفضل من الحرب".

مقالات مشابهة

  • وقفات جماهيرية في القبيطة تحت شعار “جهوزية واستعداد .. والتعبئة مستمرة”
  • مظهر شاهين يحذّر من فوضى الطلاق الشفهي: نساء معلّقات بين الشرع والقانون
  • أطباء بني سويف تنعي استشاري النساء.. وزميله يروي موقفًا إنسانيًا قبل وفاته بساعات
  • حبايبنا اللزم .. الشيف أبو جوليا يروي كواليس بدايته مع فيديوهات السوشيال ميديا
  • الأمم المتحدة : 760 موقع نزوح في غزة تضم 850 ألف شخص معرضة للفيضانات
  • نساء إيران يدخلن بقوة إلى الصناعات العسكرية!
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • صندوق الأمم المتحدة للسكان يحذر من مخاطر الحرب على النساء والفتيات في السودان