مخاطر التربية الغربية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
التربية في زمن الآباء والأجداد كانت أسهل بكثير من التربية في زماننا الحاضر، لأسباب باتت معروفة للجميع، وهذا لا يعني الاعتراف والاستسلام والخضوع لكل ما هو سلبي على الساحة الاجتماعية والأسرية الحديثة، وإنما من باب التفاعل بأهمية المسؤولية الشرعية والاجتماعية والاسرية، ومحاربة المخاطر التي تحيط بزماننا الحاضر، والتي باتت تؤرق المجتمع وأفراده.
لذا أصبح من الواجب التصدي لتلك المخاطر بإخلاص ووفاء ومسؤولية مجتمعية ليتمكن المجتمع من الاستقرار والاطمئنان النفسي وتجنب المخاطر التي تعصف به والتي منها الآتي:
أولًا: فقدان القناعة: وقد قيل عنها: (اَلْقَنَاعَةُ كَنْزٌ لاَ يَفْنَى) وقيل في الأمثال الشعبية: "مد ارجولك على قد الحافك"، وهذا ما كان يسير عليه الآباء والأجداد، لذا كانوا يعيشون الاستقرار والاطمئنان والسعادة النفسية فيما بينهم، أما اليوم فهناك فروقات شاسعة بين ماضي الآباء والأجداد وحاضر الأبناء والأحفاد، حيث يهتم البعض اليوم بحب الموضة وصيحاتها، ومحاولة امتلاك كل ما هو قادم من الغرب بحلة جديدة، ولو كان ذلك على حساب الديون التي مع كل الأسف جعلت من البعض يكثرون من القروض البنكية للتباهي والتفاخر أمام أعين الناس، وليقال عنهم يملكون ما يملكه الأغنياء، وهم في الواقع عكس ذلك تماما، مما جعل من السجون تضج بأهل الديون الذين اثقلوا ظهورهم بالديون، من أجل ارضاء الناس والاهتمام بالسمعة والشهرة الزائفة.
ثانيًا: استحكام التكنولوجيا بالإنسان؛ فقد دخلت التكنولوجيا والوسائل المادية كالتلفزيون والهاتف والفيديو والكمبيوتر والانترنت والأفلام المختلفة والمتنوعة إلى الداخل الاجتماعي والأسري، وتحويل العالم البشري إلى قرية مصغرة غزت غرف النوم العربية والاسلامية، بشكل دائم ومستمر، مما جعل من الانسان العربي يستقبل العديد من الثقافات الغربية المختلفة والتي عادة ما تكون مخالفة للعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والاسلامية، وهنا ليست دعوة لإهمال التكنلوجيا الحديثة فاستخدامها والاستفادة من ايجابياتها أصبح من أهم الأولويات، ولكن يجب استغلالها الاستغلال الأمثل الذي من خلاله يستطيع الانسان المزج بين الماضي والحاضر بما يتوافق مع العادات والتقاليد والقيم الانسانية والنبيلة والحذر كل الحذر من مخاطرها وسلبياتها.
ثالثًا: إضعاف الإسلام؛ فاليوم هناك محاولات عديدة يراد للإسلام أن يكون غريبًا لا ذكر له بين الأمم، وهم يعلمون جيدًا أن الآباء والأجداد كانوا يحرصون على أهمية الحفاظ على الإسلام وهو الأساس في زرع القيم والمبادئ التي لابد أن تتربى عليها الأجيال، وهذا ما لا يريده الغرب أن يتحقق في أجيالنا الحاضرة وفي بلداننا الإسلامية.
يقول بن جوريون وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلًا وبدأ يتململ من جديد". ويضيف: "إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد".
لقد أصبح الانسان في عصرنا الحاضر وبسبب تأثيرات تلك العوامل الدخيلة على المجتمع وعدم استغلالها بالشكل المطلوب يعيش إرهاقا جسديا وأمراضا نفسية، أثرت سلبا على شخصيته الاسرية والاجتماعية، ففي السابق كان الآباء والأجداد يجلسون مع بعضهم البعض، يتسامرون ويتزاورون، ويتحدثون ويضحكون، ويصافحون بعضهم البعض، أما اليوم فقد أصبح البعض منا يعيش الانعزال عن العالم الواقعي والتفاعل الاجتماعي المباشر مع أفراد الأسرة والمجتمع، فلا يتحدث البعض مع أصدقائه وأقاربه وحتى أسرته إلا عن طريق المراسلات، وذلك من خلال برامج التواصل الاجتماعي لا أكثر، فيا ترى إلى أين يسير المجتمع؟ وماذا يراد من الأسرة التي باتت مفككة ومتمزقة بسبب تلك العوامل الدخيلة على المجتمع العربي والإسلامي؟
إنَّ المتتبع لتأريخ الأمم وما آلت عليه، يجد أن العلاقات التي كانت تربط البلاد الغربية بالشعوب الإسلامية، كانت مبنية على الحقد الدفين الذي تضمره الصدور الغربية تجاه أهل القبلة مع الخوف الشديد من قوة وتأثير الاسلام الحنيف، لذا كانوا ولا زالوا يريدون من الإسلام وأهله أن يكونوا ضعفاء، فصرفت لذلك الأموال الطائلة، وابتكرت الحيل والأساليب الاعلامية الغربية الهابطة وتم بثها عبر الإعلام بهدف اختراق الانسان العربي ومعتقداته، والتركيز على اضعاف القوة الإسلامية عن طريق محو الثقافة الأخلاقية المتجذرة لدى المجتمعات الاسلامية وذلك بإدخال المثلية والنسوية وغيرها من الأفكار السامة على المجتمعات العربية والاسلامية.
اليوم هناك مسؤولية عظيمة على كل فرد من أبناء المجتمع تجاه دينه ومعتقده وقيمه وتقاليده، ومن أهمها على الاطلاق: الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، وعدم السماح باختراق الاسلام أو التأثير عليه، وهذا لا يكون إلا بالتعاون والتفاهم بين الجميع، ونشر الوعي الاجتماعي بحكمة ودراية وعقلانية، ومحاربة الأفكار الدخيلة والسعي الجاد لمقاطعتها وعدم الاعتراف بها.
ولكي نتمكن اليوم من المساهمة الفاعلة في حماية المجتمع من المخاطر الغربية المسمومة لابد من خلق الأدوار القوية والفاعلة، وذلك من خلال استغلال المساجد والنوادي والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والشبكات العنكبوتية، ودعوة المجتمعات العربية والإسلامية إلى التمسك بالقيم النبيلة والعادات والتقاليد العربية والإسلامية السليمة التي ورثناها من الآباء والأجداد وعدم التخلي عنها في أسوأ الظروف.
قال تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (التوبة: 32- 33).
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
استشهد المواطن باسم عساف من بلدة أرنون، في الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم. كما استشهد علي نظمي صبرا في الغارات التي استشهدفت علي الطاهر في النبطية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ 8 أشخاص أُصيبوا أيضاً في الغارات الإسرائيليّة.
مواضيع ذات صلة هذه هوية المُستهدف في الغارة على جنوب لبنان اليوم Lebanon 24 هذه هوية المُستهدف في الغارة على جنوب لبنان اليوم
08/05/2025 16:15:35 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "لبنان24": سقوط شهيد إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة في عيتا الشعب - جنوب لبنان Lebanon 24 "لبنان24": سقوط شهيد إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة في عيتا الشعب - جنوب لبنان
08/05/2025 16:15:35 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة التحلية جنوبي خانيونس Lebanon 24 شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة التحلية جنوبي خانيونس
08/05/2025 16:15:35 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 شهيد ومصابون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً جنوب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة (الميادين) Lebanon 24 شهيد ومصابون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً جنوب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة (الميادين)
08/05/2025 16:15:35 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
نواف سلام: أعلن اليوم إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنب الهندي
Lebanon 24 نواف سلام: أعلن اليوم إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنب الهندي
09:08 | 2025-05-08 08/05/2025 09:08:08 Lebanon 24 Lebanon 24 ورود وبقلاوة في المطار… فهل تكفي لاستعادة ثقة الخليج؟
Lebanon 24 ورود وبقلاوة في المطار… فهل تكفي لاستعادة ثقة الخليج؟
09:00 | 2025-05-08 08/05/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الثقافة تسلم دعوة من القائم بالأعمال الاماراتي لإلقاء محاضرة في مؤتمر عن الاوضاع الدولية
Lebanon 24 وزير الثقافة تسلم دعوة من القائم بالأعمال الاماراتي لإلقاء محاضرة في مؤتمر عن الاوضاع الدولية
08:56 | 2025-05-08 08/05/2025 08:56:58 Lebanon 24 Lebanon 24 دبوسي أعلن استضافة غرفة طرابلس لمؤتمر "الذكاء الاصطناعي" في 23 تموز
Lebanon 24 دبوسي أعلن استضافة غرفة طرابلس لمؤتمر "الذكاء الاصطناعي" في 23 تموز
08:52 | 2025-05-08 08/05/2025 08:52:20 Lebanon 24 Lebanon 24 "الوفاء للمقاومة": لتعتمد الحكومة سياسة واضحة وضاغطة لوقف الانتهاكات المستمرّة للسيادة الوطنية
Lebanon 24 "الوفاء للمقاومة": لتعتمد الحكومة سياسة واضحة وضاغطة لوقف الانتهاكات المستمرّة للسيادة الوطنية
08:44 | 2025-05-08 08/05/2025 08:44:37 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
للمواطنين... بشرى سارّة من "هيئة إدارة السير"!
Lebanon 24 للمواطنين... بشرى سارّة من "هيئة إدارة السير"!
12:38 | 2025-05-07 07/05/2025 12:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "حماتي السبب".. بعد تعرّضها للانتقاد بأن ملابسها لا تتناسب مع عمرها هكذا ردت أبنة أصالة (فيديو)
Lebanon 24 "حماتي السبب".. بعد تعرّضها للانتقاد بأن ملابسها لا تتناسب مع عمرها هكذا ردت أبنة أصالة (فيديو)
23:44 | 2025-05-07 07/05/2025 11:44:06 Lebanon 24 Lebanon 24 سيدة تفتح "معركة" على أوتوستراد الزلقا.. فيديو يرصدها!
Lebanon 24 سيدة تفتح "معركة" على أوتوستراد الزلقا.. فيديو يرصدها!
14:41 | 2025-05-07 07/05/2025 02:41:56 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... ممثلة ومذيعة تكشف عن سبب مغادرتها قناة "الجديد": "خاف مني"
Lebanon 24 بالفيديو... ممثلة ومذيعة تكشف عن سبب مغادرتها قناة "الجديد": "خاف مني"
10:14 | 2025-05-07 07/05/2025 10:14:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "أزمة حادة"... شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء لهذا السبب!
Lebanon 24 "أزمة حادة"... شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء لهذا السبب!
15:30 | 2025-05-07 07/05/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
09:08 | 2025-05-08 نواف سلام: أعلن اليوم إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنب الهندي 09:00 | 2025-05-08 ورود وبقلاوة في المطار… فهل تكفي لاستعادة ثقة الخليج؟ 08:56 | 2025-05-08 وزير الثقافة تسلم دعوة من القائم بالأعمال الاماراتي لإلقاء محاضرة في مؤتمر عن الاوضاع الدولية 08:52 | 2025-05-08 دبوسي أعلن استضافة غرفة طرابلس لمؤتمر "الذكاء الاصطناعي" في 23 تموز 08:44 | 2025-05-08 "الوفاء للمقاومة": لتعتمد الحكومة سياسة واضحة وضاغطة لوقف الانتهاكات المستمرّة للسيادة الوطنية 08:36 | 2025-05-08 بعد حادثة إطلاق الصواريخ... هذا ما أعلنه ممثل حركة "حماس" في لبنان فيديو بكت على الهواء مباشرة.. اعتراف صريح وصادم لنيكول سابا (فيديو)
Lebanon 24 بكت على الهواء مباشرة.. اعتراف صريح وصادم لنيكول سابا (فيديو)
09:57 | 2025-05-05 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 تُعاني من 3 أمراض وراثية مزمنة.. فنانة شهيرة تُدافع عن ديمة بياعة وتعتذر (فيديو)
Lebanon 24 تُعاني من 3 أمراض وراثية مزمنة.. فنانة شهيرة تُدافع عن ديمة بياعة وتعتذر (فيديو)
01:36 | 2025-05-05 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 تملك فيلا فخمة في بعلبك.. فنانة لبنانية تكشف عن تعرضها للخيانة (فيديو)
Lebanon 24 تملك فيلا فخمة في بعلبك.. فنانة لبنانية تكشف عن تعرضها للخيانة (فيديو)
03:24 | 2025-05-03 08/05/2025 16:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24