لجريدة عمان:
2025-12-09@05:34:16 GMT

ذهب الحلم وعادت الذكريات

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

قليلة هي المواد الوثائقية الخاصة بسرد السير الذاتية وكشف التجارب الإنسانية العميقة، إذ إن معظم المقابلات والبرامج يغلب عليها الجانب الدعائي بعد إجراءات عمليات التعديل والتجميل لأصحابها بما يتوافق مع سياسة الجهة الممولة أو الهيئة المحررة للمادة، التي في العادة تُمرر خطابات مبطنة لترسيخ فكرة أو وأد معلومة.

أما الأفلام التي تحاول سبر أغوار التجارب فإنها تُحفظ في الذاكرة مثل الفيلم الوثائقي (ذهاب وعودة) الذي أنتجته قناة (RT Arabic) الروسية، وجاء مختلفا مع أن تدشينه كان بمناسبة الذكرى الثمانين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر، ولكن طريقة تناول العلاقات بدأت بشكل مختلف عبر مترجم روسي مكث في مصر عدة سنوات في القطاع العسكري يدعى فيكتور ياكوشيف، الذي راح يتحدث عن تجربته في مصر ويسرد علاقته بثقافتها، و«فيكتور واحد من آلاف الروس الذين عملوا في مصر وبقيت لهجتها وثقافتها ومدنها وشوارعها وأناسها جزءا من حياتهم وذكرياتهم إلى الأبد». ختمت هذه العبارة الفيلم الوثائقي الممتد لخمس وثلاثين دقيقة، لكنها كانت كافية لنتعرف على التجارب الإنسانية غير المؤدلجة أو الببروجندا السياسية العسيرة على الفهم والإقناع.

في هذا الفيلم يستعرض المترجم العسكري ياكوشيف، الحاصل على رتبة مقدم في الجيش الروسي، بداية اهتمامه باللغة العربية، إذ استمع في بداية مراهقته إلى إذاعة صوت العرب من القاهرة، وشعر بجاذبية اللغة العربية وسحرها، فبدأ بالاطلاع على الكتب المتعلقة باللغة العربية في المكتبات الروسية، وبعد حصوله على شهادة الدبلوم العام حاول الالتحاق بجامعة لينينجراد ولكنه فشل في مسعاه، وسمع عن كلية عسكرية للغات الأجنبية في موسكو فالتحق بها سنة 1967، بعدها أُوفِد في مهمة عسكرية إلى مصر في شهر أغسطس من عام 1971، ثم بعد خمسين عاما على خروجه من مصر عاد إليها مرة أخرى، وطوال نصف قرن بقيت القاهرة وثقافتها في خياله، إذ يتذكر الأفلام المصرية التي ساعدته في إتقان اللهجة المصرية، منها فيلم (النظارة السوداء) الذي أنتج في سنة 1963 من بطولة نادية لطفي (1937-2020) وأحمد مظهر(1917-2002 ) وأحمد رمزي (1930-2012) وسناء مظهر (1932-2018)، وفيلم (في بيتنا رجل) الذي أنتج في سنة 1964، من بطولة عمر الشريف (1932-2015)، وزبيدة ثروت (1940-2016)، ورشدي أباظة (1920-1980)، ويوسف شعبان (1931-2021)، وفيلم (الصراع في الوادي) الذي أنتج في سنة 1954، من بطولة فاتن حمامة (1931-2015)، وعمر الشريف (1932-2012) وزكي رستم (1903-1972)، وفريد شوقي (1920-1998).

كانت مهمة المترجم ياكوشيف شرح العمليات العسكرية بين الجيشين المصري والروسي، والتقى في زيارته باللواء طيار أحمد كمال المنصوري، الذي حلّق بطائرات الميج الروسية نتيجة للتعاون المصري والروسي، (وهو الذي سيقضي عليه لاحقا الرئيس المصري أنور السادات (1918-1981) بعد طرده للخبراء السوفييت من مصر في يوليو 1972). كما ذكر ياكوشيف، أثناء حديثه مع اللواء المنصوري، مقتل بعض الطيارين الروس نتيجة للقصف الإسرائيلي، بقوله: «حتى أنني أتذكر أسماءهم، وهم جورافليوف ويورتشينكو وياكوفليف. جميعهم برتبة نقيب». في نهاية الفيلم يختتم المترجم العائد إلى القاهرة الحديث بقوله: «إحنا فهمنا إنه ما أخذ بالقوة لازم يتم استرداده بالقوة، وكان شعار الشعب المصري ساعتها، وكنا نؤيد هذا الشعار لأن فكرة الاحتلال تثير كراهية لدى الشعب الروسي، ونحن نشعر بأن قضية الشعب المصري والشعب العربي قضية عادلة، ونحن العسكر نؤيد الشعب الذي يريد يسترجع حقه في الأرض وحقه في السيادة».

هذه العبارة التي ختمت فيلم (ذهاب وعودة) تُذكّر بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتُعيد التذكير بأن الحقوق المسلوبة لا تُسترد إلا بالقوة، وإن اتفاقيات الاستسلام والارتهان للتطبيع لا تستعيد كرامة ولا أرضا ولا توقف آلة الاحتلال عن حصد الأرواح.

يبقى التذكير بأن فيلم (ذهاب وعودة) من إخراج كريم نجيب، وسيناريو وإعداد الإعلامية أنيسة مراد مديرة البرامج في قناة ( RT Arabic) وألّف موسيقى الفيلم الأخوان محمد وأحمد صالح.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هل علي ذنب إن لم أخرج الزكاة على الذهب الذي بلغ النصاب؟.. الفتوى تجيب

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بعض الفقهاء يرون أن الحُليّ الخاص بالنساء لا زكاة فيه مطلقًا مهما بلغت كميته، لأنه يُعد جزءًا من متاع المرأة وزينتها، بخلاف الذهب المُدَّخر مثل السبائك والجنيهات والذهب المكسور، فهذا يُعد مالًا ويدخل في حساب الزكاة إذا بلغ النصاب.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، أن فريقا آخر من الفقهاء قيّد المسألة، فرأى أن ما كان من حُلي المرأة مناسبًا لمستواها الاجتماعي والمادي فلا زكاة عليه، مثل 100 أو 150 جرامًا وفقًا للعرف، أما ما زاد على ذلك فيُحسب على أنه ذهب مُدخر، وتجب زكاته إذا بلغ النصاب وهو 85 جرامًا من الذهب.

وبشأن السنوات الماضية التي لم تُخرج فيها الزكاة، ذكر أمين الفتوى أن بعض الفقهاء أجازوا الأخذ برأي عدم وجوب الزكاة على الحُليّ، خصوصًا إذا كانت السنوات كثيرة وصعب إخراج الزكاة عنها، ولا حرج في اتباع هذا الرأي.

ونصح الدكتور علي فخر بأن تنظر المرأة إلى مقدار الذهب المتعارف عليه بين عائلتها ومثيلاتها، وما زاد على الحد المعتاد تُحسب زكاته ابتداءً من هذا العام دون حرج أو إثم.

اقرأ أيضاًمتى يكون تعدد الزوجات حلالاً ومتى يكون حرامًا؟.. أمين الفتوى يوضح

ما حكم الحلف برحمة النبي صلى الله عليه وسلم؟.. أمين الفتوى يجيب

هل يحاسب الرجل على ميل قلبه تجاه زوجة من زوجاته؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل

مقالات مشابهة

  • روبيو يشيد بالخطوات التي اتخذتها حكومة الشرع في سوريا
  • إصابة خطيرة... ما الذي جرى بين أطفال في مُخيّم عين الحلوة؟
  • القصاب.. «الحلم الأول» في «آسيوية الشباب»
  • رحلة الحلم العربي.. تحليل فرص المنتخبات في كأس العالم 2026
  • هل علي ذنب إن لم أخرج الزكاة على الذهب الذي بلغ النصاب؟.. الفتوى تجيب
  • ما الذي يحتاجه المنتخب المصري لعبور الأردن في كأس العرب؟..تفاصيل
  • حين ينقلب الحلم العربي إلى قيود.. تونس نموذجا
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • مواجهة الأرجنتين والجزائر تعيد الذكريات بين سكالوني ومدربه بيتكوفيتش
  • قرعة كأس العالم 2026 تُجدد الذكريات والأمنيات