سرايا - يروّج إعلام الاحتلال الإسرائيلي لتقسيم قطاع غزة، من خلال تسليط الضوء على الطريق 749، الاسم المؤقت لممر يفصل شمال غزة عن باقي القطاع. يمتد الطريق 749 من مستوطنات الغلاف إلى شاطئ غزة، إذ يبدأ من مستوطنة نحال عوز وينتهي عند البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت القناة 14، السبت الماضي، أن جيش الاحتلال يبني طريقاً محصناً يقسم قطاع غزة إلى قسمين، من أجل ما يدعي أنه "عزل المركز الإرهابي الرئيسي لمدينة غزة والقسم الشمالي عن وسطها وجنوبها".

وتعمل الكتيبة الاحتياطية 601 التابعة لفيلق الهندسة القتالية في جيش الاحتلال، على قدم وساق، على الطريق منذ أسابيع. ويقول تقرير القناة 14: "فتحت عشرات الجرّارات والشاحنات والأدوات الهندسية التي تديرها قوات الاحتياط التابعة لسلاح المهندسين مصانع حجرية في المنطقة. يسحقون الحجارة ويعدون المكان للمحور الجانبي الجديد. العمل لا يتوقف للحظة".

نقلت القناة 14 عن قائد الكتيبة 601 في جيش الاحتلال المقدم شمعون أوركابي: "نحن هنا في منطقة ممر نتساريم، التي تخلق حاجزاً بين شمال قطاع غزة شمالنا والمناطق الوسطى والجنوبية جنوبنا". وبرّر أوركابي هذا الطريق بأنه "من أجل حماية المنطقة، ومداهمة المناطق التي يوجد فيها عدو، ومنع المرور من الشمال".

وروّجت القناة: "على طول المحور، يميناً ويساراً، أمامياً وخلفياً، لم نَرَ منزلاً واحداً كاملاً"، وعلّقت بسخرية: "يبدو أن جميع المباني تنحني، ربما تحية للقوات المارة". وختمت القناة تقريرها بالقول: "ليس هناك شكّ في أن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لإقامة طويلة جداً هناك".

النقاش حول تقسيم قطاع غزة ليس جديداً في إعلام الاحتلال الإسرائيلي، إذ بينما يعرض بعضهم المعلومات المقدمة من جيش الاحتلال، يناقشها بعضهم بتشجيع، أو بتساؤلات ومخاوف. وعقب انهيار الهدنة الإنسانية (نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)، نشر الاحتلال خرائط يظهر خلالها تقسيم قطاع غزة إلى مربعات أمنية، وفي مقابلها تظهر الأراضي المصرية المتاخمة للحدود مع غزة، ما أثار حالة من القلق لدى الدوائر الرسمية المصرية.

وسبق أن أفادت صحيفة معاريف العبرية بأن جيش الاحتلال يمنع سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع بأوامر تأتي من عل. وبحسب التعليمات، فإن الفرقة 99، المسؤولة عن تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، تمنع الفلسطينيين من التوجه من جنوب القطاع إلى شماله. وسبق أن نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت، في الأيام الأولى للاجتياح البري، تقريراً بعنوان: "التطويق والتقسيم في غزة: الجمهور سيدفع الثمن إذا علم أن هناك خطة ثابتة وعملية"، قالت فيه: "التطويق وربما التقسيم، هما المصطلحان اللذان يلخصان هذه المرحلة من القتال". وأضافت حينها: "يبدو أن التطويق يتحول إلى خط فاصل: على طول مدينة غزة، هناك خط يفصل شمال القطاع عن وسطه، ولا خروج ولا قدوم.

كما طُرحت خطط لتشريح غزة أفقياً في جولات القتال السابقة، ولم تُنفَّذ لأسباب عديدة. لقد تم ذلك هذه المرة". ومع ذلك، ذكّرت بأن "ثمن حياة المحاربين باهظ ومُكلف جداً".

وبداية هذا الشهر، نشر موقع "والّا" العبري أن جيش الاحتلال "بدأ التخطيط لإنشاء معابر في وسط قطاع غزة من شأنها عزل المنطقة"، لكنه نقل تحذيراً من أن هذه المعابر "التي يخطط لها جيش الاحتلال بهدف تقسيم القطاع يمكن أن تشكّل خطراً على جنود جيش الاحتلال".
 
إقرأ أيضاً : "جحيم الحرب" برواية اطباء فرنسيون عائدون من غزة إقرأ أيضاً : نتنياهو: قيام دولة فلسطينية يعرض وجودنا للخطر


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: تقسیم قطاع غزة جیش الاحتلال أن جیش

إقرأ أيضاً:

أزمة مياه وتجويع وبلدية غزة تناشد للتدخل العاجل

توالت التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنعها لعبور شاحنات المساعدات الإنسانية.

وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الاحتلال يواصل سياسة الحصار والتجويع ضد أكثر من مليوني مدني يعيشون أوضاعا كارثية.

وأضاف المكتب أن الاحتلال يواصل منع دخول شاحنات المساعدات في انتهاك صارخ لما أعلنه من التزامات، وتابع "الاحتلال أوقف إدخال المساعدات التي زعم أنه سيسمح بها منذ الاثنين الماضي، دون أي مبرر قانوني أو إنساني، في وقت يشهد فيه قطاع غزة نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود، وتدهورا شديدا في الأوضاع الصحية والمعيشية".

وطالب مكتب الإعلام الحكومي بتحرك دولي للضغط على الاحتلال لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات فورا.

أزمة مياه

بدورها، ناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لمعالجة أزمة المياه الكبيرة التي يعيشها سكان القطاع، بسبب تقليص كميات الوقود وتوقف خط المياه الذي يغذي القطاع بالمياه الصالحة للشرب.

وحذّرت البلدية من حدوث أزمة مياه كبيرة بسبب استمرار تقليص كميات الوقود التي لا تفي بتشغيل آبار المياه التابعة للبلدية والخاصة، وقتًا كافيًا لتوفير الحدّ الأدنى من المياه.

وقالت إنّه مع استمرار النزوح من داخل مدينة غزة ومن خارجها، وارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحاجة للمياه وتقلص كميات الوقود، قد تؤدي هذه العوامل كلها إلى أزمة مياه وحدوث حالة عطش إذا لم يتم تدارك الأوضاع.

من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة إن تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المولدات الكهربائية يفاقم الوضع الكارثي في مستشفيات القطاع.

إعلان

وأوضحت أن المستشفيات تعمل بكميات محدودة من الوقود مما يهدد استمرار تقديم الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمرضى.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المدنيين في غزة محرومون منذ مطلع شهر مارس/آذار الماضي من الوصول للمساعدات والرعاية الصحية.

ودعت اللجنة إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين في غزة على نحو سريع ومستدام.

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في غزة ينهار بسبب توسيع العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء.

وأكدت المنظمة أن مستشفى العودة مهدد بالإغلاق وهو آخر مستشفى يعمل في شمال قطاع غزة.

ستار المساعدات

وفيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن إدخال مساعدات مؤقتة إلى غزة لا يكفي على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الملحة، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن ما أدخلته إسرائيل من مساعدات يهدف إلى تجنب اتهامها بتجويع سكان غزة

وأضافت المنظمة "كمية المساعدات التي بدأت إسرائيل السماح بدخولها إلى غزة مجرد ستار للتظاهر بأن الحصار انتهى"، وأكدت أن "خطة إسرائيل تهدف لاستغلال المساعدات وجعلها أداة لتحقيق أهدافها العسكرية".

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وتباينت الروايات بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في الأيام الماضية، فبينما أعلنت إسرائيل أنها سمحت بدخول 93 شاحنة، قالت الأمم المتحدة إن 100 شاحنة حصلت على إذن بالعبور دون تأكيد وصولها.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • أزمة مياه وتجويع وبلدية غزة تناشد للتدخل العاجل
  • صحيفة إسرائيلية: هناك وحدات من جيش الاحتلال خسرت نصف قوتها البشرية
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • 79 شهيدا بغزة وأنباء عن انهيار مبنى على قوة إسرائيلية
  • مصر تستعد لمواجهة عسكرية ضد إسرائيل.. الإعلام العبري يحذر
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف الاحتلال خيامًا للنازحين جنوب غزة
  • «إسرائيل» تتعمّد تفريغ قطاع غزة من الكفاءات
  • غزة تختنق.. جوع وموت ودمار في قبضة الاحتلال
  • المملكة تُدين بأشد العبارات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي العسكري في قطاع غزة
  • رغم المفاوضات.. جيش الاحتلال يبدأ عملية برية واسعة في قطاع غزة