في ذكرى مولد الشيخ علي البيومي.. الإمام العابد وسلطان الموحدين
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
كانت مصر دائمًا وأبدًا منبتًا للعلماء والأولياء الصالحين، وهي ميزة قد منّ الله بها على هذه البلاد المباركة، فلا نجد مدينة ولا قرية إلا وفيها عالمًا بارزًا أو وليًا من أولياء الله الصالحين الذي تلقوا العلوم الشرعية عن الأكابر وساروا يعملون بها ويطبقونها بين الناس فأصبح لهم الكثير من التلامذة والمريدين.
وهو عالم شريف النسب، يقول عنه الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار": "هو الإمام الولي الصالح المعتقد المجذوب العالم العامل الشيخ علي ابن حجازي بـن محمـد البيومي الشافعي الخلوتي ثم الأحمد علي بن حجازي بن محمد البيومي الحسني الإدريسي الشاذلي الخلوتي الدمرداشي رضى الله عنه". تربى علي البيومي في عائلة من الصالحين فحفظ القرآن الكريم كاملًا وهو لا يزال صغير السن، ثم التحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الشريعة على أيدي كبار علماء عصره، فنهل من علمهم بالسند المتصل مختلف العلوم، فدرس الحديث على يد الشيخ عمر بن عبد السلام التطواني المغربي، وترقى في طلب العلم حتى أصبح يشار إليه بالبنان. ليس ذلك فحسب بل سلك طريق التصوف حتى صار فيه من الأعلام، فأخذ في البداية الطريقة الخلتية، ثم الطريقة الأحمدية التي تنسب إلى سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، فسلك فيها وكان رضي الله عنه يسكن منطقة "الحسينية" في القاهرة، ويعقد حلق الذكر في مسجد الظاهر خارج الحسينية، وكان يقيم به هو وجماعة، وكان يلقبه مريديه بـ "سلطان الموحدين". اجتمع حلوة مئات المريدين الذين اتبطوا به لصلاحه وعلمه وتقواه، فالتزموه ورافقوه، وكـان يعقـد الذكـر بالمشهـد الحسينـي فـي كـل يـوم ثلاثـاء، ويأتـي هو مريديه إلى هناك يذكرون الله في صحن المسجد إلـى الضحـوة الكبـرى. وكان رضي الله عنه يلبس قميصًا أبيضًا، وطاقية بيضاء، ويعتم عليها بقطعة شملةٍ حمراء، لا يزيد على ذلك شيئًا، لا شتاءً ولا صيفًا. وبإيعاز من الشيخ عبدالله الشبراوي شيخ الأزهر حينها قام الشيخ علي البيومي رضي الله عنه بالتدريس في الجامع الأزهر الشريف فقـرأ فـي "الطيبرسيـة الأربعين النووية"، وحضره غالب العلماء وطلبة العلم، وقـر لـه مـا بهـر عقولهـم". وللشيخ علي البيومي مؤلفات كثيرة ومفيدة ومتنوعة، يستفيد منها طلاب العلم حتى الآن، من بينها: كتاب "المربع في المذاهب الأربع"، و"شرح الجامع الصغير"، و"شرح السيرة الأحمدية"، و"رسالة في الحدود"، " وشرح الحكم لابن عطاء الله السكندري"، و" شرح الإنسان الكامل للجيلي"، و"شرح شرح حكم أبي مدين المغربي"، و"رسالة التنزيه المطلق" وغيرها الكثير من المؤلفات المهمة. وله في النصوص كتب مثيرة منها رسالة الفوز والانتباه، ورسالة فتح الرحمن والأنوار الجلية والنور الساطع، وشرح الأسماء الإدريسية، وغيرها وله حكم فى فى الزهد والعبادة والتصوف. وذكر الجبرتي أن الشيخ علي البيومي رضي الله عنه كان له الكثير من الكرام والأثر الكبير في تغيير أحوال العصاة إلى الطاعة، فيقول عنه: "كان يتوّب العصاة من قطاع الطريق ويردهم عن حالهم فيصيرون مريدين له وذا سمعته من الثقات ومنهم من صار من السالكين، وكان تارة يربطهم بسلسلة عظيمة من حديد في عمدان مسجد الظاهر، وتارة بالشوق في رقبتهم يؤدبهم بما يقتضيه رأيه". ويكمل الجبرتي فيقول: " ولما كان بمصر مصطفى باشا مال إليه واعتقده وزاره، فقال له: إنك ستطلب إلى الصدارة في الوقت الفلاني فكان كما قال له الشيخ. فلما ولي الصـدارة بعـث إلـى مصـر وبنى له المسجد المعروف به بالحسينية وسبيلًا وكتابًا وقمة وبداخلها مدفن للشيخ علي البيومي على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة". توفي الشيخ علي البيومي رضي الله عنه سنة 1183م، وخرجوا بجنازته من داره، وصلُّوا عليه بالأزهر الشريف، ورجعوا به إلى المسجد، فدفنوه في مقامه الذي أُعدَّ له، ويصف المؤرخون يوم وفاته: "وكان يوم وفاته يومًا لم يُر مثله قطُّ، رفعت الأعلام والبيارق حول نعشه، واجتمعت جميع الطوائف، وأعلنوا بالذكر، وكان يومًا مشهودًا، وهو مقام تلوح عليه الأنوار".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأولياء الصالحين محافظة الدقهلية
إقرأ أيضاً:
ضيوف خادم الحرمين: حسن الوفادة جعل من الحج ذكرى إيمانية لا تُنسى
رفع عدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الشكر للقيادة الرشيدة -أيدها الله- لاستضافتهم لأداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة الحرمين الشريفين، مؤكدين أن حسن الوفادة، والرعاية الشاملة، وكرم الضيافة للمستضافين، جعل من الحجّ ذكرى لا تنسى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأوضح الحاج، قبول شاد إدريسوف من جمهورية روسيا الاتحادية، أن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة والزيارة، يمثّل خطوة مهمّة نحو تعزيز الترابط بين الشخصيات الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وفرصة للالتقاء في أجواء إيمانية وروحانية على أرض الحرمين الشريفين.
أخبار متعلقة المدينة المنورة.. إنقاذ مواطن من الغرق أثناء السباحةمتطوعون صحيون: قضينا أفضل أيامنا في الحج ودعاء الحجاج أكبر المكاسبونوه بالخدمات الجليلة التي يحظى بها كل الحجاج منذ مغادرتهم بلادهم، وخلال مراحل وصولهم إلى المملكة لأداء العمرة، ومناسك الحج، وقدومهم للمدينة المنورة لزيارة أماكنها الدينية ومعالمها التاريخية، داعيًا المولى عز وجلّ أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسموّ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على ما يقدمانه من أعمال لخدمة للإسلام والمسلمين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ضيوف خادم الحرمين: حسن الوفادة جعل من الحج ذكرى إيمانية لا تُنسى رعاية ودعمبدوره، وصف الحاج محمد مفتي مرسي من جمهورية سريلانكا، مناسك الحج أنها أعظم رحلة يشهدها المسلم وتشكّل أمنية غالية عند جميع المسلمين، مشيرًا إلى أن جميع المستضافين ضمن البرنامج يعيشون أجمل اللحظات منذ أدائهم فريضة الحج ووصولهم للمدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي والتشرّف بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منوهًا بالرعاية، وحسن الوفادة التي لقيها ضيوف البرنامج ليؤدوا مناسك العمرة، وفريضة الحج في طمأنينة ويسر.
وأشاد الحاج أحمد سعدي عطايا من الولايات المتحدة الأمريكية بما يحظى به البرنامج من دعم غير محدود من القيادة الرشيدة -أيدها الله-، مقدمًا شكره على استضافتهم ضمن البرنامج.
من جانبه، عبّر الحاج أحمد إدريس يونس من جمهورية نيجيريا نيابة عن وفد دولته، عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين، ولسموّ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على استضافتهم ضمن ضيوف البرنامج لأداء مناسك الحج هذا العام, سائلًا الله أن يجزيهما خير الجزاء، وأن يحفظ المملكة، ويزيدها رفعةً وتقدمًا وازدهارًا.
يذكر أن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي تنفّذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، اكتمل وصولهم للمدينة المنورة مساء أمس، بعد أن أدوا مناسك الحج، ويختتم ضيوف البرنامج البالغ عددهم (2443) حاجًا وحاجة من أكثر من (100) دولة، رحلتهم الإيمانية بالصلاة في المسجد النبوي، وزيارة المساجد الكبرى، والمعالم التاريخية والحضارية، والمتاحف والمعارض في المدينة المنورة قبل المغادرة بُيسرٍ وأمان إلى بلدانهم.