الأسلحة النووية الروسية في الفضاء: ما الذي تتهم به الولايات المتحدة روسيا؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن استمرار الترويج في الولايات المتحدة لخطط روسيا المزعومة لاستخدام الأسلحة النووية في الفضاء ضد الأقمار الصناعية الأمريكية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الخبراء المحليون يصفون هذه التكهنات بغير المنطقية، مدعين في الوقت نفسه وجود أسلحة أكثر تقدمًا قادرة على العمل في المدار.
ماذا قال أعضاء الكونغرس؟
ويضيف الموقع أن شبكة "إيه بي سي" نقلت عن مصادرها أنه تم تحذير أعضاء الكونغرس الأمريكي ـ في مؤتمر صحفي سري ـ من خطط روسيا لاستخدام الأسلحة النووية في الفضاء. وبحسب القناة؛ تعتزم موسكو استخدام هذه التقنيات للتشويش أو التعتيم على الأقمار الصناعية التابعة للكوكبة المدارية الأمريكية.
وفي 16 شباط/فبراير؛ وصف المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة جينادي جاتيلوف، المنشورات الإعلامية حول هذا الموضوع بالسخيفة. وجاء في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للبعثة الدبلوماسية أن الشائعات تهدف إلى صرف الانتباه عن "التنفيذ العملي للأمريكيين لخططهم الفضائية العسكرية".
ما نوع السلاح الذي نتحدث عنه؟
وأوضح الموقع أنه حتى الوقت الراهن لا يوجد دليل على استعداد روسيا لإطلاق شحنات نووية في الفضاء لتفجيرها، لا سيما أن موسكو تلتزم بمعاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تحظر بشكل مباشر وضع أسلحة نووية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى في مدار الأرض، أو تركيبها على القمر أو أي جرم سماوي آخر أو محطة في الفضاء الخارجي.
من جانبه؛ أوضح رئيس مركز الدراسات العالمية والعلاقات الدولية فاديم كوزيولين أنه في هذه الحالة، قد ينضوي ضمن الأسلحة الذرية البطارية القادرة على تشغيل الأجهزة الفضائية لفترة طويلة.
ويضيف كوزيولين: "هذا ممكن من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية سيكون مخالفا لمعاهدة الفضاء الخارجي لسنة 1967".
في الوقت نفسه، قال الخبير العسكري، الرئيس السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات في منطقة الدفاع الجوي بموسكو، سيرغي خاتيليف إن روسيا لديها أسلحة عديدة لتدمير أقمار العدو الصناعية بالانفجارات، ولكن دون اللجوء إلى الذرية".
ويضيف خاتليف: "في الوقت الحالي نتحدث عن الأسلحة الكهرومغناطيسية والحركية. تم اختبار نظام الدفاع الصاروخي من طراز "أي 235 نودول" التي تعمل على تعطيل القمر الصناعي بتأثير حركي كونه من الجنون تدمير مجموعة من الأقمار الصناعية في الفضاء بالقنابل النووية. في هذه الحالة، كيف ستتمكن روسيا من تدمير الجميع، وتظل بمنأى عن عواقب استخدام الأسلحة النووية؟ بيد أن التدمير الحركي لهدف فضائي لن يؤدي إلى كوارث، بل فقط إلى تدمير قمر صناعي محدد".
ما مدى حقيقة التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة ولماذا يتحدثون عنه؟
بالنظر إلى عدم جدوى الأسلحة الذرية في الحرب ضد الأقمار الصناعية؛ يصف خاتيليف التصريحات التي تم الإدلاء بها في الكونجرس الأمريكي بأنها عمل سياسي بحت. ويقول خاتيليف: "نستنتج أن هذه حملة علاقات عامة مبالغ فيها تهدف فقط إلى ابتزاز الأموال وترهيب الناس العاديين وبعض الشخصيات السياسية بالتهديد الروسي".
وفي تحليله للوضع؛ قال الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع بالجامعة المالية التابعة لحكومة روسيا، فلاديمير ييرانوسيان، إن شركات مثل شركة نورثروب جرومان الأمريكية، التي تعمل في مجال الإلكترونيات والفضاء وتنتج أنظمة فضجائية، سئمت بالفعل من الدعوات الموجهة إلى الولايات المتحدة لإنتاج ملايين القذائف لأوكرانيا.
ويضيف ييرانوسيان: "فيما يتعلق بالبحث والتطوير وحدهما، تلقت شركة نورثروب جرومان مليارات الدولارات سنويًا من الميزانية. ناهيك عن الإنتاج الضخم للصواريخ والأقمار الصناعية، وبالطبع الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية. إن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي سئم مشاهدة المواجهة الأوكرانية في الكونجرس والتوتر الناتج عن المشاحنات المستمرة حول تخصيص أو عدم تخصيص الشرائح، يريد الحصول على المليارات دون حسيب ولا رقيب. ولهذا السبب فإن الأمر يشمل نظام الضغط بأكمله في لجان الكونغرس والبنتاغون".
وينقل الموقع عن الباحث في الشؤون الأمريكية رافائيل أوردوخانيان أن تصريحات السياسيين الأمريكيين حول "التهديد الفضائي الروسي" تهدف إلى الضغط على الكونجرس من أجل تخصيص المساعدة المالية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن اختبارات روسيا الناجحة للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية كانت معروفة منذ ثلاث سنوات. ورغم تأكيد تقارير وزارة الدفاع في تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2021 على ذلك، فإن الأخبار القديمة تستخدم في الحملة الرئاسية في الولايات المتحدة.
بدوره، يشكك النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للدفاع، أليكسي جورافليف، في قدرة الولايات المتحدة على تقييم التهديد المزعوم الصادر من روسيا.
ويضيف جورافليف: "لا تملك الولايات المتحدة القدرة على التحكم في آخر التطورات في المجمع الصناعي العسكري الروسي. هذا سر عسكري، ولن نتشاركه مع العدو الذي يتمثل في الولايات المتحدة بالنسبة لروسيا في الوقت الراهن".
لماذا تحتاج روسيا إلى التشويش على الأقمار الصناعية الأمريكية وتعميتها؟
وبحسب فاديم كوزيولين فإن كوكبة الأقمار الصناعية الأمريكية الموضوعة في المدار، تُستخدم لمواجهة روسيا في إطار العملية العسكرية الروسية. ويشير كوزيولين إلى أن شبكة ستارلينك الفضائية التابعة لإيلون ماسك وأقمار الاستطلاع التابعة لشركة "ماكسار" تعمل اليوم لصالح القوات المسلحة الأوكرانية، مما يؤدي إلى مقتل عسكريين روس.
ويضيف كوزيولين: "إن لها معنى مزدوجًا كونها تستخدم لصالح المستخدمين المدنيين وأيضا لأغراض عسكرية. في هذه الحالة يمكن تفسير القانون الدولي الإنساني بطرق مختلفة. من وجهة نظر معينة يمكننا القول إن هذا هدف عسكري مشروع وأنه من الناحية النظرية يمكننا تدمير هذه الأقمار الصناعية".
ووفقًا كوزيولين تكتسب عسكرة الفضاء بمساعدة الأقمار الصناعية ذات الاستخدام المزدوج زخمًا في جميع أنحاء العالم، مما دفع بعض الدول على غرار الصين إلى اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه.
كيف تتفاعل الولايات المتحدة؟
ووفق الموقع؛ ففي أثناء الهستيريا بشأن التهديد الروسي في الفضاء: أعلنت الولايات المتحدة عن تغيير في النهج المتبع في تشكيل كوكبة الأقمار الصناعية الخاصة بها. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، بدلًا من الأجهزة متعددة الوظائف باهظة الثمن التي كانت موجودة في العام الماضي، والتي تم إطلاقها في المدار بضع مرات فقط في السنة، يريد البنتاغون التحول إلى استخدام العديد من الأقمار الصناعية البسيطة والرخيصة.
وبحسب الموقع؛ فإن البنتاغون بدأ في تنفيذ برنامج لإطلاق مجموعات من الأقمار الصناعية الصغيرة في المدار لمواجهة التهديدات الفضائية مماثلة للتي تطورها روسيا والصين.
وفي ختام التقرير؛ نوه الموقع إلى أنه بحلول نهاية العقد سيكون لدى البنتاغون حوالي ألف قمر صناعي جديد في مدار أرضي منخفض كونه يعمل على خلق بنية فضائية مستقبلية أقل عرضة للخطر نظرا لاعتماد الأمن الاقتصادي والعسكري إلى حد كبير على الفضاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا النووية الفضاء امريكا روسيا نووي فضاء الجيش الروسي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأقمار الصناعیة الأسلحة النوویة الصناعیة ا فی المدار فی الفضاء فی الوقت
إقرأ أيضاً:
عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟
جاءت الزيادة في إيرادات شركات الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا وتصاعد الشعور بالتهديد من روسيا.
بلغت عائدات بيع الأسلحة والخدمات العسكرية لدى أكبر شركات السلاح في العالم مستوى قياسيًا مرتفعًا، بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ سجّلت ارتفاعًا بنسبة 5.9% لتصل إلى 679 مليار دولار (583 مليار يورو) في عام 2024، وهو أعلى مستوى يتمّ تسجيله على الإطلاق، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
ويُعزى هذا الارتفاع في إجمالي عائدات الأسلحة بصورة أساسية إلى الزيادات الكبيرة التي حققتها الشركات العاملة في أوروبا والولايات المتحدة.
ما لا يقل عن 65% من شركات الأسلحة الأوروبية الواردة في قائمة أكبر 100 شركة عام 2024 كانت تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية بمستويات مختلفة.
وباستثناء روسيا، حقّقت الشركات الست والعشرون الأوروبية المدرجة ضمن أكبر مئة شركة لصناعة الأسلحة نمواً في إجمالي إيراداتها بنسبة 13.4%، لتصل إلى 151 مليار دولار.
وسجّلت شركة تشيكوسلوفاك التشيكية أعلى زيادة مئوية في عائدات الأسلحة ضمن قائمة أكبر 100 شركة عام 2024، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 193% لتبلغ 3.6 مليارات دولار.
ويعود هذا النمو إلى إطلاق مبادرة الذخيرة التشيكية، وهو مشروع تقوده الحكومة لتوريد قذائف مدفعية إلى أوكرانيا.
في العام الماضي، كان أكثر من نصف إيرادات الشركة من الأسلحة مرتبطًا بأوكرانيا.
في عام 2024، بلغت عائدات الأسلحة للشركات الفرنسية الأربع المدرجة ضمن قائمة أكبر 100 شركة 26.1 مليار دولار، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023.
وسجّلت شركات تاليس وسافران وداسو نموًا مضاعفًا في عائدات الأسلحة بين عامي 2023 و2024.
وفي الربع الأول من عام 2025، حققت تاليس أيضًا نموًا في إجمالي مبيعاتها بلغ 5 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 9.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت عائدات الأسلحة للشركتين الإيطاليتين المدرجتين ضمن أكبر 100 شركة بنسبة 9.1%، لتصل إلى 16.8 مليار دولار في عام 2024.
أما شركة ليوناردو لصناعة الطيران، وهي ثاني أكبر شركة أسلحة أوروبية في قائمة أكبر 100 شركة، فقد رفعت إيراداتها من الأسلحة بنسبة 10% لتصل إلى 13.8 مليار دولار.
في عام 2024، أسست ليوناردو مشروعًا مشتركًا مع شركة راينميتال الألمانية لتطوير دبابة قتال رئيسية ومركبة مشاة قتالية جديدة للقوات المسلحة الإيطالية.
Related "يتحدثون كثيرًا ولا ينجزون شيئًا".. ترامب ينتقد قادة أوروبا ويدعو أوكرانيا لتنظيم انتخاباتترامب تحدث مع ماكرون وميرتس وستارمر بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: هذا الأسبوع قد يحمل أخبارا سارةألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانياكما كانت أربع شركات مقرّها ألمانيا ضمن أفضل 100 شركة، وقد ارتفعت إيراداتها من الأسلحة مجتمعة بنسبة 36% لتصل إلى 14.9 مليار دولار.
وسجّلت شركة Diehl الألمانية أكبر زيادة سنوية في عائدات الأسلحة، إذ ارتفعت بنسبة 53% لتبلغ 2.1 مليار دولار.
وفي عام 2024، وفي إطار جهود ألمانيا لدعم أوكرانيا، قامت شركة Diehl بتسليم عتاد شمل أنظمة دفاع جوي أرضية.
هشاشة سلاسل الإمدادعلى الرغم من ارتفاع عائدات التسلح في أوروبا، فإن القارة تعتمد بشكل كبير على مواد خام حيوية مثل الكوبالت والليثيوم.
ويجعل ذلك صناعة الدفاع الأوروبية عرضة للتقلبات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار، إضافة إلى مخاطر النقص المحتمل.
فعلى سبيل المثال، كانت شركة إيرباص الأوروبية وشركة سافران الفرنسية تلبّيان قبل عام 2022 نصف احتياجاتهما من التيتانيوم من الواردات الروسية، واضطرتا لاحقًا إلى البحث عن موردين جدد، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.
وقالت جاد غيبرتو ريكارد، الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن شركات الأسلحة الأوروبية تستثمر في طاقة إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المتزايد، غير أن تأمين المواد قد يتحول إلى تحدٍّ متصاعد، خصوصًا أن الاعتماد على المعادن الأساسية سيعقّد خطط إعادة التسلح الأوروبية.
Related بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاعأوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيافي بداية هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي خطة عمل جديدة تهدف إلى خفض مستوى الاعتماد بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2029.
ويستثمر الاتحاد الأوروبي في استخراج المعادن محليًا، مثل مشروع شركة فولكان لاستخراج الليثيوم في ألمانيا، وكذلك مشروع مالمبدينوم مالمبجيرج التابع لشركة جرينلاند ريسورسز.
كما يضع التكتل خططًا استثمارية خاصة مع أوكرانيا وغرب البلقان ودول شرق وجنوب المتوسط، بهدف بناء سلاسل إمداد متكاملة للمواد الخام الحيوية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة