الجزيرة:
2025-12-13@12:39:32 GMT

هل مكملات التستوستيرون تزيد خطر الاكتئاب والانتحار؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

هل مكملات التستوستيرون تزيد خطر الاكتئاب والانتحار؟

‍‍‍‍‍‍

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية تقريرا للكاتب مايكل كاسلمان تحدث فيه عن تأثير هرمون التستوستيرون على مخاطر الاكتئاب والانتحار، إذ استعرضت الدراسات العلاقة بين ارتفاع مستويات التستوستيرون وزيادة في خطر الإصابة بالاكتئاب والانتحار.

وقال الكاتب إن العلماء عرفوا، لعقود من الزمن، أن الرجال الذين يعانون انخفاضا غير عادي في مستويات هرمون التستوستيرون في الدم (أقل من 300 نانوغرام/ ديسيلتر من الدم) يعانون التعب والاكتئاب، وتراجع الرغبة الجنسية، ومشاكل الانتصاب، وزيادة الوزن، وفقدان كتلة العضلات، ويمكن عكس كل هذه المشكلات بسرعة باستخدام المكملات التي تعيد مستويات هرمون التستوستيرون في الدم إلى المعدل الطبيعي.

وأضاف الكاتب أن بعض الأطباء ادعوا أن الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من هرمون التستوستيرون يمكنهم اكتساب قوة جديدة وكتلة عضلية وانتصاب أقوى من خلال المكملات، ويصف النقاد هذه الوعود بأنها غير مسؤولة من الناحية الطبية، موضحين أن هذا يزيد من خطر اضطرابات المزاج وأمراض القلب والسكتة الدماغية وربما سرطان البروستاتا، وهناك دراسة حديثة تدعم هذه الحجة، إذ يظهر أن مكملات التستوستيرون تزيد بشكل كبير من خطر إصابة الرجال بالاكتئاب وإيذاء النفس، بما في ذلك الانتحار.

أشكال مكملات التستوستيرون

العلاج ببدائل التستوستيرون متاح في عدة أشكال، تشمل:

رقعة جلدية (على جلد الرجل): هي رقعة جلدية توضع على الذراع أو الجزء العلوي من الجسم. ويتم وضعها مرة واحدة في اليوم، وفقا لتقرير لموقع "ويب ميد". مادة هلامية (جيل): تأتي في عبوات من هلام التستوستيرون الصافي. ويتم امتصاص التستوستيرون مباشرة من خلال الجلد عند وضع الجل مرة واحدة في اليوم. لصقة الفم: عبارة عن قرص يلتصق باللثة العلوية فوق السن القاطعة، ويتم تطبيقه مرتين في اليوم، وهو يطلق هرمون التستوستيرون باستمرار في الدم من خلال أنسجة الفم. الحقن والغرسات: يمكن أيضا حقن التستوستيرون مباشرة في العضلات، أو زرعها على شكل حبيبات في الأنسجة الرخوة. ويمتص جسمك ببطء هرمون التستوستيرون في مجرى الدم.

دراسة هائلة

أشار الكاتب إلى أن الباحثين في عديد من الجامعات الأميركية قاموا بمراجعة 70 مليون سجل طبي إلكتروني للرجال فوق سن 18 سنة الذين إما تناولوا أو لم يتناولوا هرمون التستوستيرون التكميلي لأي سبب من الأسباب.

وكشف الكاتب عن أن البحث حدد في السجلات 17 مليونا و838 ألفا و316 رجلا لم يتناولوا مكملات هرمون التستوستيرون، و263 ألفا و579 تناولوا المكملات (1.5% من العينة)، وقد أدى تناول المكملات إلى مضاعفة خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد، وزيادة خطر إيذاء النفس، بما في ذلك الانتحار، بنسبة 50%.

وفي البحث، كلما كانت العينة السكانية أكبر، كانت النتائج أكثر مصداقية، وتمتلئ مجلات علم النفس بالدراسات المبنية على عينات صغيرة لا يتجاوز عددها بضع عشرات من المشاركين، أو بضع مئات، لكن هذا البحث تتبع أكثر من 18 مليون رجل، وضخامة هذه العينة تضفي مصداقية هائلة على النتائج التي توصلت إليها وينبغي أن تكون كافية لإثبات أن مكملات التستوستيرون عامل خطر للاكتئاب وإيذاء النفس.

دم أكثر كثافة

وذكر الكاتب أنه بالإضافة إلى تأثيرها على الصحة العقلية، تعمل مكملات التستوستيرون أيضا على زيادة كثافة الدم، مما يجعله أكثر عرضة للتجلط، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد يحفز هذا الهرمون أيضا نمو سرطان البروستاتا. وكانت هذه المخاطر معروفة جيدا منذ منتصف القرن العشرين، مما منع الأطباء إلى حد كبير من وصفها.

ولكن في نهاية القرن العشرين، واستنادا إلى دراسات صغيرة وقصيرة المدى، جادل بعض المتحمسين لهرمون التستوستيرون بأن هذه المكملات غير خطيرة طبيا ونفسيا، ووصفوه لعدد متزايد من الرجال الذين يشكون من أعراض غامضة مثل التعب، وتقدر السلطات الطبية أن مكملات التستوستيرون أصبحت الآن صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار سنويا.

ومنذ الألفية الجديدة، زادت الوصفات الطبية لهرمون التستوستيرون بدرجة كافية لتنتبه إليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وفي سنة 2014، شكلت الإدارة الأميركية لجنة خبراء للتحقيق في الزيادة في الوصفات الطبية، وصوتت اللجنة بأغلبية 19 صوتا مقابل صوت واحد لفرض قيود جديدة صارمة على مكملات التستوستيرون.

وقالت اللجنة إنه منذ بداية الألفية، تضاعف عدد الرجال الأميركيين الذين يتناولون هذا الهرمون 4 مرات ليصل إلى أكثر من 2 مليون، لكن عمليات التدقيق تظهر أن كثيرين تلقوا الهرمون من دون إجراء اختبارات دم كافية لمعرفة إذا ما كانوا يعانون بالفعل مما أصبح يعرف باسم "انخفاض مستوى التستوستيرون"، ونتيجة لذلك، فإن عديدا من الرجال الذين يتناولون التستوستيرون ربما لا يحتاجون إليه.

وأشار الكاتب إلى أنه تمت الموافقة على هرمون التستوستيرون من قبل إدارة الغذاء والدواء ليكون علاجا بديلا فقط للرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون بسبب اضطرابات الخصيتين أو الغدة النخامية أو الدماغ التي تسبب حالة تسمى قصور الغدد التناسلية.

الإفراط في وصفه؟

ونقل الكاتب تحذيرات جمعية الغدد الصماء، التي توصي بتناول مكملات التستوستيرون فقط للرجال الذين لديهم مستويات منخفضة بشكل لا لبس فيه، وهي النتيجة التي تتطلب عدة اختبارات دم، وتعد الاختبارات المتعددة ضرورية لأن مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال تتقلب خلال اليوم، إن أولئك الذين تنقص مستوياتهم في أحد الاختبارات غالبا ما يظهرون مستويات طبيعية في اختبارات أخرى.

وأفاد الكاتب بأن تقريرا أعده باحثون في الفرع الطبي بجامعة تكساس في جالفيستون أظهر أن 25% من الرجال الذين يتناولون هرمون التستوستيرون التكميلي خضعوا لاختبار دم واحد فقط قبل تلقي الوصفات الطبية، مما يشير إلى أن أطباءهم وصفوه من دون اهتمام.

وبالإضافة إلى ذلك، حتى لو أظهرت اختبارات الدم المتعددة نقصا واضحا، فإن إرشادات جمعية الغدد الصماء تصر على أنه ينبغي عدم وصف هرمون التستوستيرون إلا إذا أبلغ الرجال عن أعراض واضحة للنقص، ولا سيما انهيار الرغبة الجنسية، أي ليس مجرد انخفاض الرغبة الجنسية، ولكن الفقدان التام للرغبة الجنسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هرمون التستوستیرون الرجال الذین

إقرأ أيضاً:

الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة

???? الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة وكأن شيئاً لم يكن؟
⭕قضية توقيف عزيزة داؤود كاتيا، التي تشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالإنابة، ليست مجرد حادثة عابرة أو خبر أمني روتيني؛ إنها قنبلة انفجرت في قلب ولاية الجزيرة، وكشفت حجم الاختراق الذي تعرّضت له مؤسسات الدولة خلال فترة سيطرة المليشيا، والأخطر من ذلك: عودة بعض رموز تلك المرحلة إلى مواقع حساسة دون مراجعة أو محاسبة.
⭕المدعوة عزيزة داؤود لم تكن موظفة عادية؛ فقد شغلت منصب وزيرة الزراعة بحكومة المليشيا أثناء احتلالها لولاية الجزيرة، وبعد تحرير ود مدني، وعودة الحكومة الشرعية، لم تكتفِ المتهمة بالعودة إلى الخدمة، بل صعدت سريعاً إلى رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالإنابة.
⭕ظهورها في تسجيل مرئي بمنطقة الحلاوين برفقة “صديق مويه” والي حكومة الجنجويد في تلك الفترة كان دليلاً دامغاً على تعاونها، خصوصاً بعد اعترافها بعملها ضمن مشاريع الولاية خلال فترة سيطرة المليشيا.
⭕ بناءً على معلومات دقيقة ورصد ميداني، تمكنت الخلية الأمنية المشتركة من مداهمة موقع المتهمة والقبض عليها، وفتح بلاغات تحت المواد:
26 – 50 – 51 – 65 – 186
وهي مواد تتعلق بالتعاون مع العدو وتقويض النظام والإضرار بأمن الدولة.
⭕هذه الخطوة تُحسب للأجهزة الأمنية التي بدأت أخيراً في تنظيف المؤسسات من العناصر التي تسللت إليها مستندة إلى الفوضى التي أحدثتها المليشيا في فترة سيطرتها.
⭕ السؤال الأخطر… كم من امثال “عزيزة كاتيا” ما زال في مواقع الدولة؟،
القضية لا تقف عند حدود شخص واحد، فالشارع في الجزيرة وفي السودان كله يدرك تماماً أن عشرات وربما مئات المتعاونين الذين خدموا المليشيا وعملوا تحت إدارتها عادوا الآن إلى مكاتبهم، يمارسون وظائفهم كأن شيئاً لم يحدث.
⭕زملاؤهم في المؤسسات الحكومية يشاهدونهم يومياً، وفي قلوبهم حسرة على أن هؤلاء لم يشملهم التحقيق أو المحاسبة بعد، بعضهم معروف بالاسم، وبعضهم ظهر في فيديوهات وصور موثقة، لكنهم لا يزالون في مواقع تخولهم الاطلاع على ملفات الدولة والتأثير على القرارات، وربما تسريب المعلومات.
⭕فتح هذا الملف لم يعد ترفاً سياسياً، بل أصبح ضرورة أمن قومي، مؤسسات الدولة لن تستعيد عافيتها ما لم يتم تنظيفها من كل من تعاون مع المليشيا، سواء شارك مباشرة أو قدم خدمات.
⭕هذا واجب الأجهزة الرسمية، لكنه أيضاً واجب المواطنين ، التبليغ، الشهادة، تقديم المعلومات … كلها أدوات ضرورية لإغلاق هذا الباب الذي تسلل منه الخطر سابقاً، وقد يتسلل منه مرة أخرى إذا تساهلنا اليوم.

✒️ غاندي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/12 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الفيل … وضل الفيل2025/12/12 اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة2025/12/12 حديث كرار عن الاستنفار والمقاومة الشعبية حديث كاذب2025/12/12 (تقوية الجبهة الوطنية)2025/12/12 التآمر الناعم2025/12/11 حوار مع صديقي المصري عاشق السودان2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات نسمع ضجيجاً ولا نرى 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة
  • عشبة الحلبة تحسن الهضم وتنظم مستويات السكر في الدم
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • الكاكاو الخام يحسن المزاج ويقلل خطر الاكتئاب
  • القرفة تخفض مستويات السكر في الدم وتحسن حساسية الأنسولين
  • نصائح لتحسين الخصوبة عند الرجال.. طبيب يوضح
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة
  • دراسة: المشي بعد تناول الطعام مباشرة يقلل مستويات السكر في الدم
  • باحثون: السمنة المبكرة تزيد خطر الالتهاب الرئوي وتعفن الدم لاحقاً