الجزيرة:
2025-05-30@09:51:46 GMT

هل مكملات التستوستيرون تزيد خطر الاكتئاب والانتحار؟

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

هل مكملات التستوستيرون تزيد خطر الاكتئاب والانتحار؟

‍‍‍‍‍‍

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية تقريرا للكاتب مايكل كاسلمان تحدث فيه عن تأثير هرمون التستوستيرون على مخاطر الاكتئاب والانتحار، إذ استعرضت الدراسات العلاقة بين ارتفاع مستويات التستوستيرون وزيادة في خطر الإصابة بالاكتئاب والانتحار.

وقال الكاتب إن العلماء عرفوا، لعقود من الزمن، أن الرجال الذين يعانون انخفاضا غير عادي في مستويات هرمون التستوستيرون في الدم (أقل من 300 نانوغرام/ ديسيلتر من الدم) يعانون التعب والاكتئاب، وتراجع الرغبة الجنسية، ومشاكل الانتصاب، وزيادة الوزن، وفقدان كتلة العضلات، ويمكن عكس كل هذه المشكلات بسرعة باستخدام المكملات التي تعيد مستويات هرمون التستوستيرون في الدم إلى المعدل الطبيعي.

وأضاف الكاتب أن بعض الأطباء ادعوا أن الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من هرمون التستوستيرون يمكنهم اكتساب قوة جديدة وكتلة عضلية وانتصاب أقوى من خلال المكملات، ويصف النقاد هذه الوعود بأنها غير مسؤولة من الناحية الطبية، موضحين أن هذا يزيد من خطر اضطرابات المزاج وأمراض القلب والسكتة الدماغية وربما سرطان البروستاتا، وهناك دراسة حديثة تدعم هذه الحجة، إذ يظهر أن مكملات التستوستيرون تزيد بشكل كبير من خطر إصابة الرجال بالاكتئاب وإيذاء النفس، بما في ذلك الانتحار.

أشكال مكملات التستوستيرون

العلاج ببدائل التستوستيرون متاح في عدة أشكال، تشمل:

رقعة جلدية (على جلد الرجل): هي رقعة جلدية توضع على الذراع أو الجزء العلوي من الجسم. ويتم وضعها مرة واحدة في اليوم، وفقا لتقرير لموقع "ويب ميد". مادة هلامية (جيل): تأتي في عبوات من هلام التستوستيرون الصافي. ويتم امتصاص التستوستيرون مباشرة من خلال الجلد عند وضع الجل مرة واحدة في اليوم. لصقة الفم: عبارة عن قرص يلتصق باللثة العلوية فوق السن القاطعة، ويتم تطبيقه مرتين في اليوم، وهو يطلق هرمون التستوستيرون باستمرار في الدم من خلال أنسجة الفم. الحقن والغرسات: يمكن أيضا حقن التستوستيرون مباشرة في العضلات، أو زرعها على شكل حبيبات في الأنسجة الرخوة. ويمتص جسمك ببطء هرمون التستوستيرون في مجرى الدم.

دراسة هائلة

أشار الكاتب إلى أن الباحثين في عديد من الجامعات الأميركية قاموا بمراجعة 70 مليون سجل طبي إلكتروني للرجال فوق سن 18 سنة الذين إما تناولوا أو لم يتناولوا هرمون التستوستيرون التكميلي لأي سبب من الأسباب.

وكشف الكاتب عن أن البحث حدد في السجلات 17 مليونا و838 ألفا و316 رجلا لم يتناولوا مكملات هرمون التستوستيرون، و263 ألفا و579 تناولوا المكملات (1.5% من العينة)، وقد أدى تناول المكملات إلى مضاعفة خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد، وزيادة خطر إيذاء النفس، بما في ذلك الانتحار، بنسبة 50%.

وفي البحث، كلما كانت العينة السكانية أكبر، كانت النتائج أكثر مصداقية، وتمتلئ مجلات علم النفس بالدراسات المبنية على عينات صغيرة لا يتجاوز عددها بضع عشرات من المشاركين، أو بضع مئات، لكن هذا البحث تتبع أكثر من 18 مليون رجل، وضخامة هذه العينة تضفي مصداقية هائلة على النتائج التي توصلت إليها وينبغي أن تكون كافية لإثبات أن مكملات التستوستيرون عامل خطر للاكتئاب وإيذاء النفس.

دم أكثر كثافة

وذكر الكاتب أنه بالإضافة إلى تأثيرها على الصحة العقلية، تعمل مكملات التستوستيرون أيضا على زيادة كثافة الدم، مما يجعله أكثر عرضة للتجلط، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد يحفز هذا الهرمون أيضا نمو سرطان البروستاتا. وكانت هذه المخاطر معروفة جيدا منذ منتصف القرن العشرين، مما منع الأطباء إلى حد كبير من وصفها.

ولكن في نهاية القرن العشرين، واستنادا إلى دراسات صغيرة وقصيرة المدى، جادل بعض المتحمسين لهرمون التستوستيرون بأن هذه المكملات غير خطيرة طبيا ونفسيا، ووصفوه لعدد متزايد من الرجال الذين يشكون من أعراض غامضة مثل التعب، وتقدر السلطات الطبية أن مكملات التستوستيرون أصبحت الآن صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار سنويا.

ومنذ الألفية الجديدة، زادت الوصفات الطبية لهرمون التستوستيرون بدرجة كافية لتنتبه إليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وفي سنة 2014، شكلت الإدارة الأميركية لجنة خبراء للتحقيق في الزيادة في الوصفات الطبية، وصوتت اللجنة بأغلبية 19 صوتا مقابل صوت واحد لفرض قيود جديدة صارمة على مكملات التستوستيرون.

وقالت اللجنة إنه منذ بداية الألفية، تضاعف عدد الرجال الأميركيين الذين يتناولون هذا الهرمون 4 مرات ليصل إلى أكثر من 2 مليون، لكن عمليات التدقيق تظهر أن كثيرين تلقوا الهرمون من دون إجراء اختبارات دم كافية لمعرفة إذا ما كانوا يعانون بالفعل مما أصبح يعرف باسم "انخفاض مستوى التستوستيرون"، ونتيجة لذلك، فإن عديدا من الرجال الذين يتناولون التستوستيرون ربما لا يحتاجون إليه.

وأشار الكاتب إلى أنه تمت الموافقة على هرمون التستوستيرون من قبل إدارة الغذاء والدواء ليكون علاجا بديلا فقط للرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون بسبب اضطرابات الخصيتين أو الغدة النخامية أو الدماغ التي تسبب حالة تسمى قصور الغدد التناسلية.

الإفراط في وصفه؟

ونقل الكاتب تحذيرات جمعية الغدد الصماء، التي توصي بتناول مكملات التستوستيرون فقط للرجال الذين لديهم مستويات منخفضة بشكل لا لبس فيه، وهي النتيجة التي تتطلب عدة اختبارات دم، وتعد الاختبارات المتعددة ضرورية لأن مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال تتقلب خلال اليوم، إن أولئك الذين تنقص مستوياتهم في أحد الاختبارات غالبا ما يظهرون مستويات طبيعية في اختبارات أخرى.

وأفاد الكاتب بأن تقريرا أعده باحثون في الفرع الطبي بجامعة تكساس في جالفيستون أظهر أن 25% من الرجال الذين يتناولون هرمون التستوستيرون التكميلي خضعوا لاختبار دم واحد فقط قبل تلقي الوصفات الطبية، مما يشير إلى أن أطباءهم وصفوه من دون اهتمام.

وبالإضافة إلى ذلك، حتى لو أظهرت اختبارات الدم المتعددة نقصا واضحا، فإن إرشادات جمعية الغدد الصماء تصر على أنه ينبغي عدم وصف هرمون التستوستيرون إلا إذا أبلغ الرجال عن أعراض واضحة للنقص، ولا سيما انهيار الرغبة الجنسية، أي ليس مجرد انخفاض الرغبة الجنسية، ولكن الفقدان التام للرغبة الجنسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هرمون التستوستیرون الرجال الذین

إقرأ أيضاً:

عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء

مع إقبال أيام العشر من ذي الحجّة يبدأ الحديث عن فضائل هذه الأيّام وعن فضل العمل الصّالح فيها وأنّ العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى، وعمدة الاستشهاد على هذا المعنى هو الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ". وللحديث رواية قريبة عند الترمذي وغيره يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ".

عادة ما ينصبّ الاستشهاد والاستدلال بهذا الحديث على أنّ العمل الصالح بمفهومه العام أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله تعالى، وقلّة هم الذين يلتفتون ويتوقفون مليّا عند ذلك الرجل الذي خصّه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالذكر؛ مبينا أنّه لا يفوقه أحد فضلا ولا يتفوق عليه مؤمن عملا، وهو الرجل المخاطر بنفسه والمخاطر بماله ملقيا بها في مواطن الواجب والجهاد والنصرة فلم يرجع من نفسه ولم يرجع من ماله بشيء.

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلفت أنظار أمّته على مرّ الزمان إلى النّموذج الذي يصنع الفرق في الانتصار والتغيير، فكلّ الأعمال الصالحة جليلة، وكل الأعمال الصالحة خير وبركة، لكن عليكم أن تنتبهوا إلى أنّ أعظم الأعمال وأجلّ الأعمال التي لا يسبقها متسابق ولا يدرك شأوها مغامر؛ هي تلك التي تنطوي على إلقاء المرء نفسه في مواطن الخطر مقتحما ومضحيا وغير هيّاب بأحد.

إنّها المخاطرة بالنفس في زمن الخوف والركون وحب الدنيا وكراهية الموت وهيمنة الغثائيّة، والمخاطرة بالمال في زمن الملاحقة والاتهام، وتجفيف المنابع وتجريم الإنفاق في مواطن الحق والنصرة؛ المخاطرة وحدها التي ترهب العدو وتحرّر الأوطان وتصنع التغيير وتهدم الباطل وتحقّ الحقّ، وما أعظم تلك المخاطرة حين تبلغ منتهاها فيصل المال إلى موطن الواجب وتصل الرّوح إلى مستقرّها فتحطّ رحالها في الجنان التي طالما تاقت إليها، وهذا هو ما أشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ".

وإنّ هذه المخاطرة بالنفس والمال منسجمة مع طبيعة هذه الأيّام التي هي أيّام التكبير المطلق ثم المقيّد، فمن عرف أنّ "الله أكبر" حقا وأيقن بذلك حق اليقين فإنّه لا يهاب ظالما ولا يخاف عدوا ولا يذل لمتغطرس ولا يتقهقر أمام عدوّ؛ وما أعظم الكلمات التي صدح بها الأستاذ والزعيم الإسلامي عصام العطار رحمه الله تعالى يوما على منبر مسجد جامعة دمشق وهو يهدر بمعاني "الله أكبر" في وجه الظالمين، وكان ممّا قاله يومها:

"اللهُ أكبـر رَمْزُ صُمودِنَا
اللهُ أكبـر روحُ جهَادِنا
اللهُ أكبـر سِـرُّ قُوّتِنا وانتصارِنا
اللهُ أكبـر بها صَدَعْنا كلَّ باطِل
اللهُ أكبـر بها قَصَمْنا كلَّ جَبّار
اللهُ أكبـر بها نُواجِهُ كلَّ طَاغُوت
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد
اللهُ أكبـر نَشُـقُّ بها دَيَاجيرَ الظلامِ والْيَأْس
اللهُ أكبـر نُوقِدُ بها مَصَابيحَ الأَمَلِ والْفَجْر
اللهُ أكبـر نَطْرُدُ بها روحَ الهزيمةِ والْوَهْن
اللهُ أكبـر نُحْيي بها مَيِّتَ العَزَائِمِ والهِمَم
اللهُ أكبـر نُحَوِّلُ بها الضعيفَ قوِيّا، والجبانَ شُجاعا، ونُحَقِّقُ بها انتصارَ الحريَّةِ والكَرامَة، والحقِّ والعَدالَة، والإحسانِ والْخَيْر
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، لا إلهَ إلاّ الله
اللهُ أكبـر، اللهُ أكبـر، ولِله الحمد

يا إخْوَتي؛ يا أخواتي: امْلؤوا قُلوبَكُمْ وعُقولَكم، وحَنَاجرَكُمْ وَأَجْوَاءَكُم، وسَمْعَ الزَّمَانِ والمكانِ بهذه الكلمةِ العظيمةِ الخالدةِ: اللهُ أكبـر.

اللهُ أكبـر تُحَرِّرُكُمْ مِنْ أهوائكُمْ وشَهَوَاتِكُمْ وأخطائكُمْ، وظُلْمِكُمْ لأنفسِكُمْ وغَيْرِكم، كما تُحَرِّرُكم مِنْ كلِّ طاغيةٍ ظالمٍ آثِمٍ مُسـْتَكْبرٍ جَبّار.

اللهُ أكبـر تَرْفَعُكُمْ، عندما تُخالِطُ قُلُوبَكم وعُقولَكم وَدِمَاءَكُمْ، فَوْقَ هذه الدُّنْيا، فوقَ شـدائدِها وَمُغْرِياتِها، فوقَ صَغَائِرِها وَتَفَاهَاتِها، وتَصِلُكُمْ باللهِ عَزَّوَجَلّ وبالْخُلُود، وتَفْتَحُ لكُمْ أَبْوَابَ الجنّةِ، وأبوابَ المسـتقبلِ الزاهرِ المنشـود.

اللهُ أكبـر تجعلُ الحقَّ رَائِدَكُمْ، والعدلَ مَنْهَجَكم، والخيرَ بُغْيَتَكم، واللهَ قَصْدَكُمْ وغايَتَكُم، وتجعلُ قُوّتَكم مِنْ قُوَّةِ اللهِ عزَّ وجلّ".

فعندما تغدو القلوب والأرواح معجونة بهذا النداء العلويّ المهيب يُصنَع الرجل المخاطر بنفسه وماله الذي يقتحم مواطن الردى حاملا روحه على كفّه طالبا حياة حقيقيّة لا ذلّ فيها ولا هوان، وهذا الرّجل المخاطر هو أعظم العاملين في زمن الأعمال الصالحة والمواسم الفاضلة، فلا يسبقه حاجّ متبتّل، ولا يسبقه قائم لا يفتر، ولا يسبقه صائم لا يفطر؛ فهو الذي به يغدو الإسلام عزيز الجانب، ويجد المسلم معنى وجوده ومغزى بقائه؛ فطوبى للمخاطرين بأنفسهم وأموالهم في زمن الهزائم المرّة.

x.com/muhammadkhm

مقالات مشابهة

  • بقيمة تزيد عن 36 مليون دولار.. البحرية المشتركة تضبط شحنة مخدرات في بحر العرب
  • في يوم واحد فقط.. 3 مشروبات "سحرية" تنظف جسمك من السموم بدون أدوية أو مكملات
  • أطعمة شائعة تُسبب تلف الدماغ وترفع خطر الاكتئاب.. احترس من تناولها
  • وفاة الكاتب الكيني المشهور نغوغي وا تيونغو عن 87 عاما
  • الجارديان: وفاة الكاتب الكيني نجوجي واثيونجو عن 87 عامًا
  • مستجدات تزيد الغموض حول اختفاء شاب مغربي على متن باخرة إسبانية
  • تحذير أممي من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية
  • عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء
  • عاجل || الصحة : شح عالمي في إبرة هرمون النمو
  • الكاتب الإنسان.. ما سر التعاطف الواسع مع صنع الله إبراهيم في مرضه؟