«فيس بوك».. من فضاء للحرية إلى وسيلة للقمع
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
خلال شهر فبراير الجارى دخل «مارد الفضاء الالكترونى الأزرق» وسيد مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عامه الواحد والعشرين، وخلال تلك السنوات الماضية سطر تاريخا مفعما بالمتناقضات، فقد كانت البداية للتعارف وتبادل المعلومات، ثم أصبح منصة للإدلاء بالرأى فى القضايا المختلفة، وتحول أيضا إلى باب للفضائح وإلقاء التهم جزافا، وفخ للإيقاع بالضحايا فى العديد من أوجه النصب والاحتيال، وجاسوس لصالح شركات الإعلانات وبعض الدول والأجهزة الامنية والاستخباراتية أيضا.
ترجع بداية ظهور هذا التطبيق إلى عام 2004 ووقتها كانت نية مارك زوكربيرج ورفاقه هى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعة هارفارد، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً كبيرين، هذا النجاح دفع مؤسسى «فيس بوك» إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006 بشرط امتلاك بريد إلكترونى إلى جانب شرط السن وهو 13 عاما، ومع بداية عام 2008 تم إطلاق الحائط أو wall، بعد أن طور «فيس بوك» من نفسه وبدأ فى تطبيق ما يعرف بالنشر على الحائط الخاص بك وبالأصدقاء، وفى عام 2009 بدأت الإضافات الاجتماعية، كما ظهرت خاصية الربط بين حساب فيسبوك والمواقع الاجتماعية الأخرى مثل «X»، «تويتر»، ما سهل من عملية النشر على الحسابين بسهولة ووفر مجهود المستخدمين.
وفى عام 2010 ظهر تحديث الصور، وفى 2011، كانت بدايات الـ«تايم لاين» والانطلاق العالمى الذى تزامن مع «الربيع العربى»، وأتاح «فيس بوك» نشر الأحداث المهمة فى حياة المستخدم فى شكل «تايم لاين» أو الجدول الزمنى، بدلا من ظهور منشورات كثيرة لا نهاية لها.
فى الملف التالى نرصد تطور ظاهرة «فيس بوك» وانتشاره الكبير فى مصر وتأثيراته السلبية والإيجابية على المجتمع المصرى، والتشريعات التى تحكمه وهل هى كافية لضبط أدائه أم لا؟
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
غزل وانبهار.. ترامب يعترف: ماذا لو كانت أمريكا مثل الخليج!
في واحدة من أبرز المحطات الرمزية والجيوسياسية في فترته الرئاسية الثانية، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعجابًا بالغًا بالنموذج التنموي والسياسي الذي تمثله دول الخليج، مؤكداً في خطابه بالرياض أن ما تشهده المنطقة هو "عصر ذهبي" يمكن أن يسير بالتوازي مع "عصر النهضة الأمريكية الجديدة"، في إشارة واضحة إلى الدور الصاعد والمتنامي لدول الخليج في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد والسياسة الإقليمية والدولية.
من قلب الرياض، حيث استُقبل ترامب بحفاوة واحتفاء يعكسان متانة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، أشاد الرئيس الأمريكي بما وصفه بـ"التحولات المذهلة" التي تشهدها مدن مثل دبي، وأبو ظبي، والدوحة، ومسقط، مشيراً إلى أن قادة الخليج الجدد باتوا يكتبون فصلًا جديدًا في تاريخ المنطقة، يتجاوز الصراعات القديمة نحو عالم تُهيمن عليه التجارة والتكنولوجيا بدلًا من الفوضى والتطرف.
يكشف التحليل الذي نشرته شبكة “سي إن إن” عن إدراك أمريكي متزايد بأن شركاء واشنطن الحقيقيين لم يعودوا محصورين في حلفاء أوروبا التقليديين، بل باتت العواصم الخليجية — من الرياض إلى الدوحة وأبو ظبي — تمثل مفاتيح أساسية في الأمن والاستقرار العالميين، ليس فقط عبر الاستثمار والتسليح، بل من خلال الدبلوماسية الفاعلة والقدرة على الوساطة في أصعب الملفات الدولية.
في محور التقرير، تحضر قطر كدولة صغيرة بحجمها الجغرافي، لكنها ذات وزن ثقيل في ميزان السياسة الدولية، حيث أصبحت بفضل دبلوماسيتها المتعددة القنوات — سواء في الملف الأفغاني أو الأزمة الأوكرانية أو حرب غزة — بمثابة "صندوق أدوات دبلوماسي" للإدارات الأمريكية المتعاقبة، وقناة خلفية فعالة بين الخصوم الدوليين.
في المقابل، تظهر السعودية والإمارات كقطبين راسخين يقودان مسيرة التحول الخليجي، عبر المشاريع الضخمة والاستثمارات العابرة للحدود، ودورهما في الوساطة الدولية، إضافة إلى التقدم في القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة، والرياضة، والسياحة، ما يجعل منهما شريكين استراتيجيين لا غنى عنهما لأي إدارة أميركية تسعى لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط.
ولم يخفِ ترامب إعجابه الواضح بزعماء الخليج، خصوصًا الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا في خطاب صريح: "أحب هذا الرجل كثيرًا، وربما لهذا السبب نعطي الكثير.. أحبك كثيرًا".
كلمات تعكس طبيعة العلاقة الشخصية والسياسية التي تربط إدارة ترامب بقادة الخليج، والمبنية على رؤية براغماتية تشجع على الاستثمار، وتقلل من التدخل في الشئون الداخلية.
خلافًا لما يروجه بعض المنتقدين في الغرب، ترى العواصم الخليجية أن علاقتها بواشنطن مبنية على الندية والاحترام المتبادل، فهي شريك فاعل في الأمن العالمي، ولاعب أساسي في ملفات إقليمية معقدة، من اليمن إلى فلسطين، ومن الطاقة إلى الأمن السيبراني.
وفي هذا السياق، فإن الترحيب الخليجي بزيارة ترامب لا يعكس فقط عمق العلاقة التاريخية، بل أيضاً مكانة الخليج الجديدة كصانع قرار دولي.
ما بين الإعجاب الأمريكي المتصاعد والنفوذ الخليجي الآخذ في التوسع، يبدو أن واشنطن باتت تنظر إلى الخليج ليس فقط كمصدر للطاقة والثروات، بل كمنظومة سياسية واقتصادية تمتلك من المرونة والرؤية ما يجعلها نموذجاً مغرياً لقيادات العالم.
وربما كان ترامب أول من عبّر عن ذلك بوضوح، لكن المؤشرات تدل على أن من سيأتون بعده سيجدون في الخليج الحليف الأكثر قدرة على ترجمة الطموحات إلى نتائج.