وضعت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البيئة ومحافظة القليوبية، حجر أساس مدينة معالجة المخلفات بالعاشر من رمضان، لحل أزمة المخلفات في القاهرة الكبرى والتي تعد من أكبر التحديات للحكومة في هذا القطاع.

مدينة معالجة المخلفات بالعاشر من رمضان

يقوم هذا المجمع على خدمة محافظتي القاهرة والقليوبية وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، من خلال مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، وفي إطار المكون الثاني للمشروع الذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع التنمية المحلية، بتمويل من البنك الدولي.

ومع بدء منظومة المخلفات عام 2019 كانت مصر تعي جيدًا أن منظومة المخلفات تؤثر بصورة مباشرة على تلوث الهواء، والانبعاثات الخاصة بزيادة الاحتباس الحراري، والتي تسبب ظاهرة تغير المناخ، وهو ما استدعى دعم البنك الدولي بمبلغ 14 مليون دولار للمدينة كمشروع متكامل للحد من تلوث الهواء، والتصدي لآثار تغير المناخ، حيث تبلغ تكلفة هذا المكون الخاص بالمخلفات ما يقرب من 126 مليون دولار.

مدينة معالجة المخلفات بالعاشر من رمضان

مشروع المدينة قائم على التعامل مع جميع أنواع المخلفات سواء القمامة أو مخلفات البناء والهدم أو المخلفات الطبية والمخلفات الخطرة، ومساحته البالغة 1228 فدانًا سيوجد به مصانع مختلفة في عملية التدوير.

ويتم التعامل مع كل مدخل بطريقة مختلفة، كما تستهدف استيعاب كمية المخلفات الناتجة من محافظتي القاهرة والقليوبية والتي تتعدى نسبة 20% من إجمالي كمية المخلفات في مصر.

وتم البدء في أعمال السور الخارجي للمدينة، والذي يحاط بسياج شجري بطول 9 كم، وطرق داخلية بطول 4 كم وعرض 60 مترا، وأعمال حفر خزان المياه والطريق الرئيسي والتأسيس للمرافق والبنية التحتية.

وتتضمن تلك المرحلة إنشاء وتشغيل المرافق والبنية التحتية الداخلية بالموقع والتي تشتمل على طرق الوصول الخارجية إلى المرفق، والطرق والمسارات الداخلية وسور المجمع ومرافق المياه والصرف والكهرباء والاتصالات، حيث سيتم عمل شبكة إمدادات مياه الشرب وشبكة الصرف الصحي ونظام تصريف مياه الأمطار وأنظمة مكافحة الحرائق.

وتعد مدينة الإدارة المتكاملة للمخلفات، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط بقيمة 14 مليون دولار شاملة مرفق إدارة مخلفات الرعاية الصحية ومرفق إدارة محلفات البناء والهدم والمخلفات الخطرة والدراسات المصاحبة وغيرها من المشروعات التي تخدم المنظومة في محافظات القاهرة الكبرى من محطات وسيطة، وغلق وإعادة تأهيل مقلب المخلفات في أبو زعبل، والمساهمة في التطوير البيئي للمنطقة الصناعية بالعكرشة لخفض الانبعاثات.

ويقع مشروع الإدارة المتكاملة للمخلفات بالعاشر من رمضان، البالغ مساحته 1228 فدانًا، على بعد نحو 7 كم من طريق مصر - الإسماعيلية ونحو 4 كم جنوب المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان.

وتم اختيار موقع المشروع في منطقة صحراوية شاغرة، وتعتبر أقرب المناطق السكنية إلى المشروع هي مدينة العاشر من رمضان على بعد نحو 7 كم، كما تقع مدينة بدر على بعد نحو 12 كم منه.

ويهدف مشروع مرفق الإدارة المتكاملة للمخلفات بمدينة العاشر من رمضان، إلى معالجة المخلفات بأحدث التقنيات العالمية والدفن الصحي الآمن للمتبقي من المرفوضات.

ويضم المرفق محطة لمعالجة المخلفات البلدية لمحافظة القاهرة على مساحة 212 فدانًا بالإضافة إلى مدفن لمرفوضات المخلفات لمحافظة القاهرة على مساحة 446 فدانًا ومحطة لمعالجة المخلفات الطبية على مساحة 16 فدانًا.

أما بالنسبة لمحافظة القليوبية فيضم المرفق محطة لمعالجة المخلفات البلدية على مساحة 106 أفدنة، ومدفن لمرفوضات المخلفات على مساحة 237 فدانًا بالإضافة إلى محطة لمعالجة المخلفات الطبية على مساحة 10 أفدنة.

كما يضم المرفق محطة لمعالجة المخلفات على مساحة 100 فدان خاصة بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بالإضافة إلى محطة لمعالجة مخلفات الهدم والبناء لمحافظتي القاهرة والقليوبية على مساحة 23 فدانًا ومحطة لمعالجة المخلفات الصناعية الخطرة على مساحة 76 فدانًا وصولًا إلى إنشاء مدينة متكاملة لإدارة المخلفات بأنواعها وفقًا للاستراتيجية القومية لإدارة المخلفات والتي اعتمدتها القيادة السياسية ويتابعها رئيس الوزراء وتقوم على تنفيذها وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط والمالية والجهات المعنية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المخلفات الصلبة البيئة التنمية المحلية على مساحة فدان ا

إقرأ أيضاً:

باحثة عُمانية تطوّر فلاتر كربونية من مخلفات القهوة لمعالجة المياه

مسقط- الرؤية

أنجزت الباحثة العُمانية منار بنت سعيد العطار خريجة تخصص الهندسة التحويلية من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، دراسة بحثية نوعية تهدف إلى معالجة المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي باستخدام الكربون النشط المستخلص من مخلفات القهوة، بتمويل من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وتسعى الدراسة إلى الإسهام في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال تقليل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تراكم نفايات القهوة، وتحويل هذه المخلفات إلى فلاتر كربونية فعّالة لمعالجة المياه، وذلك في إطار دعم جهود سلطنة عُمان نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتفعيل الاقتصاد الدائري.

ويخلّف استهلاك القهوة المرتفع على الصعيدين المحلي والعالمي، والذي تؤكده بيانات المنظمة الدولية للقهوة (ICO)، كميات ضخمة من النفايات العضوية يوميًا، ويُعد التخلص العشوائي من هذه المخلفات مصدرًا لانبعاثات الميثان الضارة، في حين أن تحويلها إلى كربون نشط يوفّر حلاً بيئيًا مبتكرًا وفعالًا.

كما تهدف الدراسة إلى استثمار هذه المخلفات في إنتاج مادة ذات قيمة مضافة، تُستخدم كمرشح فعال في تنقية المياه، تماشيًا مع رؤية "عمان 2040" في تحقيق الأمن البيئي، وتقليل الاعتماد على المواد المستوردة عبر تطوير منتجات محلية منخفضة التكلفة وصديقة للبيئة.

واعتمدت الباحثة في دراستها على منهجية تجمع بين الجانبين النظري والعملي، حيث بدأت أولًا بالتصميم النظري والنمذجة باستخدام برنامج(Aspen HYSYS Plus) وهو برنامج محاكاة هندسي متقدم يُستخدم بشكل أساسي في مجال الهندسة الكيميائية وهندسة العمليات، وتصميم وتحليل العمليات الصناعية، خاصة في صناعات النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والطاقة، حيث قامت ببناء نموذج لعملية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة، مما ساعد على فهم تدفق المواد والطاقة في النظام، وتحديد كمية الإنتاج الممكنة، بالإضافة إلى إجراء تحليل مبدئي للجدوى الاقتصادية، الأمر الذي وفّر وقتًا وجُهدًا في اختيار أفضل الظروف التشغيلية قبل البدء بالتجارب الفعلية.

بعد ذلك، انتقلت الباحثة إلى الجزء العملي، حيث جمعت مخلفات القهوة من المقاهي المحلية، ثم جففتها في فرن بدرجة حرارة (100) مئوية لمدة (24) ساعة، وبعد التجفيف، تم تحويل هذه المخلفات إلى كربون نشط باستخدام مفاعل حراري يعمل بتقنية الانحلال الحراري، وجرى تنشيط الكربون الناتج بطرق فيزيائية وكيميائية لزيادة كفاءته، ولاحقًا خضع الكربون النشط المنتج لسلسلة من التحاليل المخبرية المتقدمة، والتي شملت قياس المساحة السطحية، والمسامية، وتحليل البنية المجهرية والبلورية، بالإضافة إلى التركيب الكيميائي، وذلك بهدف فهم خصائص المادة الناتجة بدقة.

وفي المرحلة الأخيرة، أجرت الباحثة اختبارات أداء لفلاتر الكربون النشط المصنوعة من مخلفات القهوة لتقييم مدى قدرتها على إزالة المعادن الثقيلة من المياه الملوثة، وتم ذلك من خلال دراسة نسب الامتصاص وكفاءة الإزالة تحت ظروف تشغيل مختلفة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن مخلفات القهوة تمثل مادة أولية واعدة لإنتاج كربون نشط عالي الجودة، حيث تمكنت الباحثة من تطوير منتج يتمتع بفعالية تنافسية مقارنةً بالكربون النشط التجاري، خاصة في إزالة الملوثات مثل المعادن الثقيلة من المياه.

وبيّنت التحاليل المخبرية أن الكربون المنتج يتميز بمسامية مرتفعة ومساحة سطحية واسعة، مما يعزز من قدرته الامتصاصية وفعاليته في تطبيقات تنقية المياه، كما يمتاز بانخفاض تكلفته وسهولة تصنيعه من مصادر محلية متاحة، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا وصديقًا للبيئة. وبيّنت التجارب كذلك أن هذا الكربون النشط قابل لإعادة الاستخدام بعد انتهاء عمره الافتراضي، الأمر الذي يسهم في تعزيز استدامته والحد من الأثر البيئي الناتج عن المواد أحادية الاستخدام.

وأوصت الدراسة بتوسيع تطبيق تقنية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة على نطاق صناعي لمعالجة المياه الملوثة ومياه الصرف بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة، مع إمكانية دمج هذه التقنية ضمن أنظمة إعادة استخدام المياه في العمليات الصناعية، واقتراح اعتماد استراتيجية الحياد الكربوني الصفري في مراحل التشغيل، وذلك من خلال الاستفادة من الغاز الحيوي الناتج عن عملية الانحلال الحراري كمصدر طاقة لتنشيط الكربون، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية ودعم التوجهات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ودعت الدراسة أيضًا إلى استخدام الكربون النشط المنتج في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات الصناعية لدوره الفعّال في تقليل الغازات الدفيئة، إضافة إلى ذلك، يُمكن توظيفه في تحسين عمليات استخلاص النفط والغاز، والتحكم في الانبعاثات الغازية، ومعالجة الملوثات العضوية في الصناعات الكيميائية والبترولية، مما يمنحه فرصًا واسعة للتطبيق في عدد من القطاعات الحيوية داخل سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • باحثة عُمانية تطوّر فلاتر كربونية من مخلفات القهوة لمعالجة المياه
  • محافظ سوهاج يعتمد الحدود الإدارية الجديدة للمحافظة
  • رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة يتفقد أعمال تطوير محور التسعين الشمالي
  • مدينة بوشهر.. من الحضارة الساسانية إلى الصدارة النووية
  • وزير الإسكان يتابع موقف منظومة الصرف الصحي بشرق القاهرة والمستهدف تنفيذه حتى 2030
  • محافظ سوهاج: الترسيم الجديد نقلة نوعية لدفع عجلة التنمية وجذب الاستثمارات
  • شواطئ مدينة جدة تتأهب لاستقبال عشّاق السياحة البحرية
  • التنمية المحلية: 11 مدفنًا صحيًا و10 مصانع لمعالجة المخلفات.. وإنشاءات جديدة قيد التنفيذ
  • إخماد حريق محل فطاطري بمحيط محطة مترو عزبة النخل في القاهرة
  • في لقاءين مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس.. رئيس «تنمية الريف المصري» يستعرض إنجازات مشروع الأمل