مهارة الاهتمام بالتفاصيل.. ما أهميتها في العمل؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
سواء كنت تبحث عن طرق لتحسين قدرتك على الاهتمام بالتفاصيل أو تتساءل عن كيفية إبراز هذه المهارة في سيرتك الذاتية، فإن تعلم المزيد عن التركيز على التفاصيل قد يفيدك.
ويعد الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة عند إكمال المهام مهارة يجدها أصحاب العمل ذات قيمة، فالموظفون الذين يولون اهتماما وثيقا بالتفاصيل غالبا ما يكونون أكثر فعالية في مكان العمل ويتطلبون قدرا أقل من الإشراف.
يقول مدرب الإدارة والتطوير الذاتي محمد تملي، إن الاهتمام بالتفاصيل مهم جدا في بيئة العمل، فمن خلاله تستطيع العمل بدقة عالية وتقديم أعمال بالجودة المطلوبة، وأيضا دائما الشخص الذي يهتم بالتفاصيل تجده مُخططا جيدا ومنظما في عمله.
ويشير تملي إلى العلامات التي يمكن ملاحظتها في الموظف أو المدير الذي يهتم في التفاصيل:
منظم دائمًا. لا يعمل دون جدول أعمال يومي. مكتبه دائمًا مرتب ولكل أداة وورقة مكان خاص بها. لديه ملاحظات شاملة وقادر على التحليل وكتابة التقارير التفصيلية. جميع أعماله تقدم بجودة عالية ونادرًا ما تجد أخطاء في أعماله. قد يتأخر عن الآخرين في تقديم العمل بعض الأحيان بسبب اهتمامه بالتفاصيل، لكن لا يتأخر عن وقت التسليم المحدد. عند الحديث معه والمناقشة يستخدم الأسلوب التفصيلي في كلامه وشرح المطلوب. عند كتابة رسائل البريد الإلكتروني يستخدم الأسلوب التفصيلي بحيث تكون معظم رسائله طويلة. قادر على نقل المعرفة بطريقة سهلة للآخرين. حذر جدا، ويكره الوقوع في الأخطاء.ويقول تملي: إن ما يتميز به الموظف أو المدير الذي يهتم بالتفاصيل من الدقة، والجودة، والتخطيط والتنظيم إلى جانب خبرته الفنية العملية ينعكس على أدائه والمكان الذي يعمل به بشكل إيجابي ملحوظ من خلال زيادة كفاءة العمل، وبناء الثقة العالية بينه وبين إدارته.
وبالتالي يتم تفويضه بمهام أكثر ومساعدته على التوسع الوظيفي والحصول على مناصب إدارية أعلى، وأيضًا تحقيق رضا العملاء من خلال الاهتمام بالتفاصيل التي تساعد على خلق تجربة فريدة للعملاء، وفق تملي.
ويوضح المدرب أن الاهتمام بالتفاصيل هي صفة شخصية، لكن يمكن أن تكتسب كمهارة من شخص لا يمتلك هذه الصفة ويتم ذلك من خلال القيام بالأساليب التي يتبعها من يتصف بأنه تفصيلي ودقيق.
ويقول للجزيرة نت "هذه الأساليب أقوم بها أنا شخصيا، لا سيما أنني أوصف دائما بالمدير الذي يهتم بالتفاصيل كثيرًا وهذه حقيقة"، إليك ما يفعله تملي:
التركيز، دائما لا أعمل دون تركيز وأقطع كل المشتتات. أحلل المهمة الكبيرة وأقسمها إلى مهام صغرى، وأبدأ بالعمل على المهام الصغيرة وصولًا لإنهاء المهمة الكبيرة. أستخدم قوائم التفقد دائما في عملي، خاصة في الإجراءات التي تحتوي على مهام كثيرة، وقد أقوم بتطوير قائمة التفقد بعد تحليل العمل في حال لم تكن هناك قائمة من قبل (تفيدك قائمة التفقد أنها تحتوي على جميع المهام اللازمة لإنجاز العمل فلا تنسى أيا من التفاصيل). أنظم كل أدوات العمل في مكتبي ولكل أداة مكان خاص بها فتجد أن الهاتف له حامله الخاص (Phone Holder)، وكوب القهوة تحته كوستر (Cup Coaster)، وكل ورقة لها مكان خاص في الملفات. قبل أن أسلم أي عمل لا بد من تدقيقه، ومراجعته وفي بعض الأحيان أستعين بأحد الزملاء ليدققه ويراجعه.ويختتم بقوله، "طبق هذه الأساليب وستمتلك مهارة الاهتمام بالتفاصيل، وتجني المزيد من التميز المهني".
وبدورها، تقول المستشارة وخبيرة الإتيكيت رامه العساف للجزيرة نت: "التفاصيل هي ثغرات قد لا يلتفت إليها كثير من الأشخاص، وربما تكون للوهلة الأولى بسيطة، ولكن تتطلب مجهودا غير متوقع في حال عدم الانتباه لها وسدها جميعها من خلال الاهتمام بالتفاصيل، فهي دائما ما تخبئ خلفها عناصر لا بد من مراعاتها والانتباه لها".
وتضيف، الاهتمام بالتفاصيل في بيئة العمل يحقق الدقة والجودة في الأداء العملي، ويحول دون الوقوع في الأخطاء بفضل الانتباه للتفاصيل، حيث يمكن تفاديها، فقد تؤثر سلبا على تحقيق الأهداف ووتيرة الإنتاج.
كذلك الانتباه لتفاصيل تجربة الأشخاص لخدمة مقدمة لهم؛ يمكنها تحسين رضاهم وترك الانطباعات الصحيحة وضمان جودة الخدمات.
وتوضح رامه أن الاهتمام بالتفاصيل يؤثر على حياة الفرد اليومية بشكل إيجابي بحيث:
يساعد في تعزيز التركيز والانتباه. يعمل على تحسين القدرة على التنظيم وإدارة الوقت. يعزز الدقة في العمل وتفادي الأخطاء. يسهم بشكل كبير في تعزيز القدرة على حل المشكلات الصعبة. اهتمام.. دون مبالغةولكن، تقول رامه العساف، كل شيء إذا ما زاد على حده نقص، كذلك مهارة الاهتمام بالتفاصيل لها تأثيرها السلبي في حال المبالغة بالاهتمام، ومنها:
إمكانية الوقوع في فخ الإفراط في التفكير بالتفاصيل، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه. قد تؤثر سلبًا على القدرة على التواصل الاجتماعي من خلال الانشغال في كل كبيرة وصغيرة. يمكن أن يؤدي الانشغال بالتفاصيل إلى إهمال الأهداف الرئيسية والإنجازات الكبيرة. الاهتمام الزائد بالتفاصيل قد يؤدي إلى تباطؤ عملية اتخاذ القرارات والتأخير في الإنجاز. الاهتمام الزائد بالتفاصيل قد يسبب القلق المفرط وضغط العمل.في حين أن العديد من الأشخاص يطورون بشكل طبيعي المهارات التي تساعدهم على الاهتمام بالتفاصيل، فلا يزال بإمكانك تعلمها وممارستها وتعزيزها كل يوم في مكان العمل باتباع النصائح التالية، بحسب ما نشر موقع "إنديد":
نظم المهام الخاصة بك: للتأكد من إكمال كل مهمة بكفاءة، اكتبها كلها حتى تكون على دراية بالمهام التي تحتاج إلى العمل عليها. قم ببناء جدول زمني والتزم به: قم بتطوير روتين يومي يسمح لك بتخصيص قدر محدد من الوقت كل يوم لمهام محددة. اعتنِ بصحتك الجسدية والعقلية: من الأسهل أن تولي اهتماما وثيقا بالتفاصيل إذا كان جسمك وعقلك يتمتعان بصحة جيدة. ادمج ألعاب وأنشطة التركيز: فكر في استغلال وقت فراغك للمشاركة في الألعاب والأنشطة التي تتطلب التركيز. خذ فترات راحة منتظمة: قم بجدولة فترات راحة منتظمة طوال يوم عملك لتمنح نفسك القدرة على تخفيف الضغط وإعادة التركيز.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التفاصیل قد القدرة على مکان خاص من خلال
إقرأ أيضاً:
قمة بغداد.. فلسطين في صدارة الاهتمام العربي والتوافق على دعم غزة
أكد الدكتور باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة العراقية، أن القضية الفلسطينية تشكّل العنوان الأساسي لقمة بغداد العربية الرابعة والثلاثين، مشيرًا إلى أن الزعماء العرب الحاضرين للقمة أجمعوا على ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب الفلسطيني.
وأوضح العوادي، في مقابلة تلفزيونية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن المداولات الجارية تعكس توافقًا عربيًا غير مسبوق تجاه الموقف من فلسطين، وهو ما سيسهم في بلورة قرارات واقعية وقابلة للتنفيذ بعيدًا عن الشعارات والخطابات التقليدية.
مسودة قرارات شاملة تستند إلى قمة القاهرة الطارئة
وأشار المتحدث باسم الحكومة العراقية إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي سبق انعقاد القمة، أنتج مسودة شاملة لقرارات تخص القضية الفلسطينية، واستندت تلك المسودة إلى مخرجات قمة القاهرة الطارئة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق.
وأضاف أن الوثيقة تضمنت ملفات محورية، من بينها دعم وكالة الأونروا، ورفض التهجير القسري، وتوثيق الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين، في محاولة لخلق مظلة قانونية ودبلوماسية دولية تدين الاحتلال وتوقف انتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
العراق يسعى إلى قرارات قابلة للتطبيق وليست رمزية
أكد العوادي أن القيادة العراقية بذلت جهودًا كبيرة لتهيئة أرضية توافق بين الدول المشاركة، ما يسمح بصدور قرارات عملية قابلة للتنفيذ، بدلًا من الاكتفاء بالمواقف الرمزية.
وأضاف: "نعمل على أن تكون قمة بغداد منصة عربية جادة لاتخاذ خطوات ملموسة في دعم فلسطين، والتصدي للعدوان المستمر على غزة".
حضور دولي يؤكد أهمية القمة وقضية فلسطين
ولفت العوادي إلى أن الحضور الأممي رفيع المستوى، وفي مقدمته الأمين العام للأمم المتحدة، يعكس الأهمية الدولية التي باتت تحظى بها القضية الفلسطينية، ويؤكد في الوقت ذاته على ضرورة توحيد الموقف العربي في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتفاقمة.
وأوضح أن انعقاد القمة في بغداد يشير إلى الدور المركزي الذي تسعى العراق للقيام به في إعادة لمّ الشمل العربي، وتعزيز الجبهة الموحدة لمواجهة التحديات.
الزعماء العرب موحدون العدوان على غزة انتهاك للقانون الدولي
اختتم العوادي تصريحاته بالتأكيد على أن القادة العرب اتفقوا على أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشكّل خرقًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، مطالبين بتحرك عربي جماعي لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، وتكثيف الدعم الإنساني والإغاثي لسكان القطاع.
وأضاف: "فلسطين لم تعد مجرد بند ضمن جدول أعمال القمة، بل أصبحت المحور الأساسي الذي يجمع عليه الجميع، وهو ما يعيد الاعتبار للنهج العربي الموحد في نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".