في أعقاب الصراع بين إسرائيل وحماس، يُظهِر الإسرائيليون مرونة ملحوظة على الرغم من الإدانة العالمية المتزايدة والسخط الداخلي تجاه قيادتهم، وذلك وفقا لمقالة داليا شيندلين، محللة سياسية ومستطلعة آراء بارزة مقيمة في تل أبيب نشرته في الجارديان البريطانية، تلقي الضوء على المشاعر الحالية السائدة في إسرائيل مع استمرار الصراع.

 

يؤكد المقال أنه في حين تكثفت الضغوط الدولية ضد إسرائيل، وخاصة مع الإبادة الجماعية التي تمارسها سلطة الإحتلال في غزة والدعوات لوقف إطلاق النار، فإن غالبية الإسرائيليين ما زالوا ثابتين في دعمهم لإجراءات الحكومة. 

تكشف استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة تل أبيب والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن قسماً كبيراً من الإسرائيليين يعتقدون أن البلاد تستخدم القدر المناسب من القوة، حتى أن البعض يدعو إلى اتخاذ تدابير أكثر عدوانية.

يتعمق شيندلين في نفسية الشعب الإسرائيلي، مشيرًا إلى الشعور العميق بالتركيز الداخلي والصدمة الشخصية في أعقاب تصاعد الصراع. وتلاحظ أن المشهد الإعلامي تهيمن عليه قصص الخسائر الفردية، مما يخلق جوًا من التأمل والتضامن المكثف بين الإسرائيليين. وعلى الرغم من الوعي بالاحتجاجات والانتقادات العالمية، فإن العديد من الإسرائيليين يعتبرون أنفسهم محاصرين بشكل دائم، مما يعزز الشعور العميق بالتهديد الوجودي.

ومع ذلك، يسلط المقال الضوء على تحول ملحوظ في المواقف الإسرائيلية تجاه الصراع المستمر. ورغم أن التأييد الأولي للحرب كان مرتفعاً، فإن استطلاعات الرأي تشير الآن إلى تراجع الثقة في قدرة الحكومة على تحقيق أهدافها. ويتأكد هذا الشعور من خلال الاستياء المتزايد من القيادة، لا سيما في ضوء الفشل الملحوظ في إطلاق سراح الرهائن ومعالجة التحديات الجيوسياسية الأوسع التي تواجه المنطقة. 

تؤكد شيندلين على ظهور حركات احتجاجية متنوعة داخل إسرائيل، بدءًا من عائلات الرهائن التي تطالب باتخاذ إجراءات حكومية إلى المظاهرات الأوسع المؤيدة للديمقراطية التي تدعو إلى تغيير النظام. على الرغم من أهدافها المتباينة، تؤكد هذه الاحتجاجات بشكل جماعي على خيبة الأمل المتزايدة تجاه الإدارة الحالية وتعاملها مع الأزمة.

في الختام، يشير المقال إلى أنه على الرغم من أن الضغط الخارجي قد لا يغير الرأي العام الإسرائيلي على الفور، إلا أنه يساهم في نشر خطاب أوسع من الاستياء من عدم فعالية الحكومة وتجاهلها للمبادئ الديمقراطية. وبينما يتصارع الإسرائيليون مع العواقب الدائمة للصراع، تؤكد مؤلفة المقال أن الوقت قد يكون مناسبًا لحساب القيادة الحالية وتجديد الالتزام برسم مسار أكثر استدامة للأمام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: على الرغم من

إقرأ أيضاً:

عمال بفرنسا يرفضون نقل مكونات عسكرية لسفينة متجهة إلى إسرائيل

امتنع عمال الرصيف في ميناء مرسيليا-فوس بجنوب شرقي فرنسا عن تحميل مكونات عسكرية كانت ستنقل إلى إسرائيل اليوم الخميس، وذلك رفضا للمشاركة في حرب الإبادة المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت نقابة عمالية أمس الأربعاء.

وقال كريستوف كلاريت الأمين العام في نقابة "سي جي تي" لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس لوكالة الصحافة الفرنسية "أُبلغنا صباحا أن سفينة تعمل على خط بحري في المتوسط كان من المفترض أن تقوم بتحميل حاوية الخميس بداخلها قطع لأسلحة رشاشة تصنعها شركة يورولينكس. تمكنا من تحديدها ووضعها جانبا".

وأكد كلاريت أنه عندما يرفض عمال الرصيف تحميل البضائع، لا يمكن لغيرهم أن يقوم بذلك نيابة عنهم.

وشددت النقابة في بيان القول "نحن مع السلام ونرفض كل الحروب".

ولم ترد يورولينكس على اتصالات وكالة الصحافة الفرنسية، ورفضت سلطات الميناء التعليق.

وقد لقيت خطوة العمال ترحيب بعض أحزاب يسارية.

وكتب مانويل بومبار النائب عن حزب "فرنسا الأبية" من أقصى اليسار في منشور عبر منصة إكس "المجد لعمال ميناء مرسيليا فوس. في جميع أنحاء العالم يتم تنظيم النضال من أجل وقف الإبادة في غزة!".

إعلان

ودعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون في رسالة إلى "فرض حظر الآن على الأسلحة المستخدمة في الإبادة".

ووفقا لموقع ديسكلوز (Disclose) الاستقصائي، نقلت شحنتان أخريان مماثلتان بين فوس-سور-مير وحيفا في الثالث من أبريل/نيسان و22 مايو/أيار الماضيين.

وأفاد موقع ديسكلوز وموقع مارساكتو (Marsactu) في مارس/آذار الماضي بأن يورولينكس تنتج سلاسل معدنية للربط بين الرصاصات بشكل يتيح إطلاق رشقات من الأسلحة الرشاشة الثقيلة، "وقد تستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة".

وتعقيبا على ذلك، قال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو حينها إنه يمكن لإسرائيل أن تقوم حصرا "بإعادة تصدير" القطع التي تصدرّها الشركة.

يشار إلى أن إسرائيل ترتكب بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤكد تسليحها لمنافسي حماس في غزة.. والمعارضة تعتبره جنونا تاما وهكذا علقت الحركة
  • امرأة فرنسية تقاضي إسرائيل بتهمة الإبادة
  • قتلوا حفيديها في غزة .. مواطنة فرنسية تقاضي إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية
  • مجلس الشورى يدين الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار وقف الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة
  • اليوم العالمي للبيئة.. ياسمين فؤاد تؤكد سعي مصر لاتفاق دولي ملزم للحد من التلوث البلاستيكي
  • عمال بفرنسا يرفضون نقل مكونات عسكرية لسفينة متجهة إلى إسرائيل
  • استطلاع: 57% من الإسرائيليين يؤيدون انتخابات مبكرة ونتنياهو سيخسر
  • جامعة الدول العربية تؤكد ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف حرب الإبادة في غزة
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • من القاهرة.. الوفد البرلماني الهندي: لا نشارك إسرائيل في حرب الإبادة بغزة