مدريد تلغي صفقة صواريخ من الاحتلال.. إسبانيا ترفض سلاح الإبادة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
ألغت الحكومة الإسبانية، صفقة ضخمة، لشراء قاذفات وصواريخ مضادة للدبابات من شركة "رافائيل" الإسرائيلية، في خطوة جديدة تؤكد تصاعد التوتر الدبلوماسي بين مدريد وتل أبيب، على خلفية عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وذلك وفقا لما أفادت به صحيفة "إلباييس" الإسبانية، اليوم الأربعاء.
وبحسب الصحيفة، فإنّ: "العقد الملغى كان يتضمن شراء 168 قاذفة و1680 صاروخًا، بقيمة إجمالية قد بلغت 287.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الإسبانية لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" بدء إجراءات إلغاء التراخيص اللازمة من أجل تنفيذ الصفقة، مشيرة إلى أنّ: "الوزارة بصدد إعادة توجيه البرامج الدفاعية نحو تحقيق الاستقلالية التكنولوجية"؛ في خطوة وصفت بكونها: "تعكس توجهًا أوسع داخل أوروبا للحد من الاعتماد على الموردين الإسرائيليين".
إلى ذلك، يأتي هذا القرار بعد أسابيع فقط من قرار مماثل لوزارة الداخلية الإسبانية، بإنهاء عقد بقيمة 6.8 ملايين يورو، لشراء ذخيرة من شركة "آي إم آي سيستمز" الإسرائيلية، بضغط من حزب "سومار" اليساري، وهو شريك للحزب الاشتراكي في الائتلاف الحكومي.
وفي السياق نفسه، صرّحت نائبة رئيس الوزراء وزعيمة حزب "سومار"، يولاندا دياز: "لا يمكن لإسبانيا أن تواصل التعامل التجاري مع حكومة ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين"، على حد تعبيرها.
من جهته، يعد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، من أبرز الأصوات الأوروبية المنتقدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إذ لم يتردد في وصف القصف الإسرائيلي على غزة بأنه: "غير مقبول أخلاقيًا وإنسانيًا"، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وتحقيق دولي في الانتهاكات بحق المدنيين.
لكن رغم هذه القرارات، تشير بيانات جمعها مركز "ديلاس للدراسات" للسلام، ومقره مدينة برشلونة، إلى أنّ: "الحكومة الإسبانية قد منحت منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 46 عقدًا لشركات إسرائيلية، إذ بلغت قيمتها نحو 1.044 مليار دولار" وذلك بحسب البيانات المنشورة على منصة المناقصات العامة الرسمية في إسبانيا.
وتعكس هذه التطورات تصاعد الضغوط الشعبية والسياسية داخل إسبانيا على الحكومة لوقف التعاون العسكري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل التنديد الواسع في الشارع الإسباني بالهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة آلاف المدنيين في غزة منذ اندلاع الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة اسبانيا غزة الاحتلال صفقة صواريخ المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أبرز المحطات خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
عامان مرّا على حرب غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حرب بدّلت ملامح المنطقة وأعادت رسم خرائطها السياسية والإنسانية، فخلال 24 شهرا من القصف والدمار والمجاعة والتهجير في قطاع غزة شهد العالم فصولا متلاحقة من مأساة وُصفت بأنها الأشدّ دموية في القرن 21.
ويوثق تقرير مراسلة الجزيرة شيماء بوعلام أبرز محطات الحرب التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين شنت المقاومة الفلسطينية هجوما مفاجئا على المستوطنات المتاخمة لغزة، في عملية أربكت إسرائيل وأحدثت زلزالا عسكريا وسياسيا لم تعهده منذ عقود.
ففي ساعات قليلة، سقط مئات القتلى من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وأُسر عشرات آخرون، ليتحول المشهد في غزة من حصار مزمن إلى مشهد مأساة صادمة، إذ ردّت إسرائيل بسياسات انتقامية غير مسبوقة في تطرفها شملت التدمير الشامل، والتجويع، والتهجير القسري لمئات الآلاف.
منذ ذلك اليوم، لم تعد غزة مجرد ساحة مواجهة محلية، بل بؤرة صراع أعادت ترتيب أجندات الإقليم والعالم، فالغارات الكثيفة والاجتياحات البرية الواسعة جعلت البحث عن الأسرى الإسرائيليين الـ251 هدفا مركزيا لحرب إبادة لم تستثنِ المستشفيات ولا مخيمات اللاجئين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وُقّعت أول هدنة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لمدة 4 أيام، شابها استمرار القصف على المدنيين، أفرجت خلالها المقاومة عن 50 أسيرا مقابل إطلاق سراح نحو 150 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
ومع بداية عام 2024، دخلت ساحة العدالة الدولية على خط الأزمة، إذ أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع الإبادة في القطاع، وهو قرار غيّر توصيف الحرب من "نزاع مسلح" إلى "إبادة جماعية محتملة"، من دون أن يوقف نزيف الدم.
صدمة عارمةوفي أبريل/نيسان 2024، دوّى الغضب الدولي بعد مقتل 7 من فريق منظمة "وورلد سنترال كيتشن" في غارة إسرائيلية، مما شكّل صدمة عارمة وفضح استهداف تل أبيب المتكرر للجهود الإنسانية، ودفع المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط من أجل فتح ممرات آمنة للمساعدات.
إعلانلكن في مايو/أيار من العام ذاته، بلغت الحرب ذروتها جنوبا، حين حاصرت إسرائيل مدينة رفح المكتظة بالنازحين، فبينما كان العالم يراقب بحذر، رأت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أن استمرار القصف تجاوز الخطوط الحمراء، فجمدت شحنة قنابل ضخمة متجهة إلى تل أبيب، لتظهر لأول مرة بوادر شرخ في الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.
وفي يونيو/حزيران، تمدد الصراع خارج حدود غزة، إذ حوّلت هجمات جماعة أنصار الله في البحر الأحمر الممرات الملاحية إلى ساحة مواجهة جديدة، وربطت الاقتصاد العالمي مباشرة بالحرب الدائرة في القطاع، ليتحول النزاع المحلي إلى أزمة دولية تمسّ التجارة والطاقة والملاحة.
بحلول سبتمبر/أيلول 2024، اشتعلت الحدود الشمالية بين إسرائيل وحزب الله في تصعيد غير مسبوق، بلغ ذروته باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في تطور هزّ المنطقة وفتح جبهة دعم مفتوحة لغزة من جنوب لبنان حتى الجولان.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وبعد دخول الحرب عامها الثاني، قُتل قائد حركة حماس يحيى السنوار في غارة إسرائيلية، فانقلبت موازين الميدان مجددا، وإثر ذلك شنت قوات الاحتلال اجتياحا جديدا لشمال غزة، مستهدفة جباليا ومحيطها، في محاولة لكسر بنية المقاومة المتماسكة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، زادت عزلة إسرائيل حين أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه آنذاك يواف غالانت، في خطوة غير مسبوقة لمحاكمة قادة إسرائيليين بتهم جرائم حرب.
مرحلة جديدةوبحلول 20 يناير/كانون الثاني 2025، دخلت الحرب مرحلة سياسية جديدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فقد ضاعف دعمه العسكري لإسرائيل وأفرج عن الأسلحة المجمدة، لكنه طرح في الوقت نفسه مبادرة سماها "الصفقة الكبرى"، تقوم على وقف الحرب مقابل تبادل الأسرى وترتيبات لإدارة انتقالية في غزة.
وبين فبراير/شباط ومارس/آذار من العام ذاته تم التوصل إلى اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سرعان ما تهاوى مع تكرار الخروقات، في وقت بدأ فيه الشارع الإسرائيلي يفقد شهيته للحرب، وارتفعت أصوات الغضب ضد طول أمدها وضبابية أهدافها.
في ربيع 2025، تمدد التضامن مع غزة عالميا؛ إذ اجتاحت المظاهرات الجامعات الأميركية وشوارع لندن وباريس ومدن أخرى، لتشكل موجة احتجاجات غير مسبوقة دفعت الغرب إلى مراجعة مواقفه الأخلاقية والسياسية تجاه إسرائيل.
وفي أغسطس/آب، أعلنت الأمم المتحدة رسميا دخول غزة في مرحلة المجاعة، في أول توثيق أممي لمجاعة بالمنطقة، بعد وفاة آلاف الأطفال جراء الجوع وسوء التغذية، لترسخ الحرب موقعها كإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
أما في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبعد شهور من المفاوضات برعاية واشنطن والقاهرة والدوحة، أعلن الرئيس الأميركي ترامب خطة من 20 بندا لوقف إطلاق النار، وافقت عليها حركة حماس مبدئيا، لكنها بقيت رهينة جولات جديدة من التفاوض بشأن تفاصيل التنفيذ.
وهكذا، اختتم العامان الأخطر في تاريخ غزة والعالم العربي بمشهد لم يُكتب فصله الأخير بعد، فالحرب التي بدأت بهجوم مباغت تحولت إلى ملحمة صمود وتراجيديا إنسانية، ما زالت ترسم حدود المعركة بين العدالة والمأساة في فلسطين.
إعلان