يبحث عن أي انتصار بغزة.. السجن ينتظر نتنياهو بسبب إخفاقه في «طوفان الأقصى»
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
تعد فترة حكم نتنياهو الحالية هي الأسوأ على مدار تاريخه السياسي ففي تلك الولاية عصفت به أزمات عديدة بداية من الاحتجاجات التي اجتاحت إسرائيل بسبب قانون الإصلاح القضائي الذي مرره، والتعديلات الدستورية التي وصفها معارضوه بأنها تصب في مصلحته الشخصية لا سيما مع اتهامه بعديد من التهم المتعلقة بالفساد، وتلقي الرشاوي.
وما زاد من صعوبة موقف رئيس حكومة الاحتلال، عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي، والذي مازال يغرق فيها نتنياهو، خاصة مع اتهامه بأنه المتسبب فيها جراء إهماله وانشغاله بالإفلات من التهم التي تلاحقه لتزيد الأمور سوءًا ويضاف على لائحة الاتهامات الموجهة إليه الإخفاق الذريع الذي منيت به دولة الاحتلال في عملية الفصائل الفلسطينية؛ لتقرر المحكمة العليا إنشاء لجنة تحقيق لتحديد من هو المسؤول في هذا الإخفاق الكبير، بحسب ما كشفت عن صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية.
السجن تنتظر نتنياهووفق الصحيفة العبرية فإن المحكمة العليا الإسرائيلية الآن بصدد إنشاء لحنة تحقيق تحت مسؤوليتها للوقوف على سبب إخفاق السابع من أكتوبر، ومن المتسبب به على غرار تلك التي تشكلت في 1973 لمحاكمة رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك جولدا مائير جراء الحرب التي هزمت فيها أمام الجيش المصري وحوكمت بسببها.
في عام 1973 برأت المحكمة جولدا مائير من أي مسؤولية تجاه خسارة الحرب أمام مصر، إلا أن «نتنياهو» بحسب ما أفاد به عدد من المحللين السياسيين في وقت سابق لـ«الوطن» في انتظاره السجن بعد أن تنتهي الحرب الحالية، الذي يطيل أمدها على أمل تحقيق أي انتصار يبيض صورته في دولة الاحتلال.
إجراءات لجنة التحقيقكشفت الصحيفة العبرية عن الإجراءات التي ستتبعها اللحنة الخاصة التي ستعينها المحكمة العليا الإسرائيلي للوقوف عن المتسبب في إخفاق السابع من أكتوبر وهي كالتالي:
وفقًا للقانون الإسرائيلي، هناك عدة طرق للتحقيق في الأحداث الخطيرة. من هذه الطرق أو الآليات، لجنة التحقيق العام، ويرأسها قاضٍ، ويتم اختيار أعضائها بواسطة رئيس المحكمة العليا كما تتمتع بصلاحيات واسعة. تقوم اللجنة أثناء التحقيق باستدعاء الشهود وجمع الأدلة وإصدار الأوامر، وأيضًا جمع المواد الخاصة بالتحقيق ويوجد لجنة التحقيق الحكومية، يُعينها الوزير أو رئيس الوزراء، من مهامها النظر في الأمور التي تدخل في نطاق اختصاصاتها، لكنها، لا تتمتع بسلطة قانونية لجمع المواد والوثائق الخاصة بالتحقيق أو استدعاء الشهود. بالإضافة إلى ذلك، هناك مراقب الدولة الذي أعلن بالفعل أنه يجري تدقيقا للأحداث التي سبقت 7 أكتوبر المتعلقة بقوانين الإصلاح القضائي، والإجراءات السياسية التي اتخذها «نتيناهو» قبل الحرب.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو طوفان الأقصي 7 اكتوبر رئيس وزراء إسرائيل المحکمة العلیا
إقرأ أيضاً:
مخلفات الحرب في الشمال السوري إرث ثقيل ينتظر الحل
شمال سورياـ ما زال ركام الحرب في شمال سوريا شاهدا على سنوات من القتال، ولا تقتصر معاناة سكان تلك المنطقة على مشاهدة مدنهم المدمرة، بل تمتد إلى تهديد خفي يترصد السكان في كل خطوة، فهناك ذخائر وألغام من مخلفات الحرب تركت خلفها الموت يتربص بهم.
ففي منازل المدنيين وعلى جوانب الطرق وداخل مخيمات النزوح المكتظة تختبئ أدوات القتل المتروكة خلف خطوط الاشتباك، لتنفجر في لحظة غير متوقعة، مخلفة ضحايا من النساء والأطفال، ومعيقة في الوقت ذاته عمل فرق الإنقاذ التي تواجه تحديات متزايدة وسط ضعف الإمكانيات.
وخلال الأسابيع الأخيرة شهدت محافظة إدلب تصاعدا مقلقا في وتيرة الانفجارات الناتجة عن هذه الذخائر، ففي 25 يوليو/تموز 2025 انفجرت عبوة مجهولة المصدر في بلدة ترمانين، مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين -بينهم امرأة وطفل- وإصابة 3 آخرين من العائلة ذاتها، وكانت الحادثة واحدة من سلسلة انفجارات مشابهة شهدتها مناطق النزوح في الشمال السوري.
وتتفاقم خطورة هذه الحوادث في المخيمات والمناطق السكنية المكتظة، حيث تؤدي هشاشة البنية التحتية والكثافة السكانية وضعف الوعي إلى تضاعف عدد الضحايا، وفي الوقت نفسه تفتقر تلك المناطق إلى آليات فعالة للتعامل مع هذا التهديد.
وقال مسؤول الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري سامي المحمد "استجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام وحتى نهاية يوليو/تموز الجاري لـ82 حادثة ناجمة عن مخلفات الحرب أسفرت عن مقتل 76 مدنيا -بينهم 20 طفلا و9 نساء- وإصابة 274 آخرين، بينهم 44 طفلا و4 نساء"، وأوضح أن محافظة إدلب وحدها شهدت 48 من هذه الحوادث.
وأضاف المحمد في حديث للجزيرة نت أن الإحصاءات تشمل فقط الحوادث التي تبلغ بها الفرق، في حين تبقى حوادث كثيرة خارج نطاق التوثيق بسبب صعوبة الوصول أو غياب الإبلاغ، مؤكدا أن الذخائر عادة ما تخزن أو تترك في أماكن قريبة من المدنيين دون مراعاة لمعايير السلامة، مما يزيد عدد الضحايا ويبرز الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لإزالة هذه المخاطر.
من جهته، حذر مدير الدفاع المدني في إدلب زياد الحركوش من استمرار الخطر على فرق الإنقاذ، مشيرا إلى أن الانفجارات المتكررة تعرضهم لمخاطر جسيمة، وتعيق عمليات الإسعاف والإنقاذ في ظل شح الموارد ونقص التجهيزات الطبية.
وتحدث أحمد -وهو أحد الناجين من انفجار ترمانين- للجزيرة نت عن لحظات الرعب قائلا "كنت مع عائلتي داخل المنزل حين وقع الانفجار، سقط جزء من المبنى المجاور، وأصيب جيراني بجروح خطيرة، في حين تعرضت أنا لبعض الرضوض، وصلت فرق الإنقاذ سريعا، لكن المستشفى كان مكتظا، ولم يتلق الجميع العلاج اللازم".
إعلانأما فاطمة -وهي ناجية من انفجار آخر في معرة مصرين بتاريخ 24 يوليو/تموز الجاري- فقالت "كنت أمشي مع ابنتي حين دوى الانفجار، غطى الدخان المكان، وصرخ الناس من كل جهة، أصبت في ساقي، وابنتي أصيبت بحروق طفيفة، لم نتمكن من الوصول إلى المستشفى بسهولة بسبب الازدحام وقلة سيارات الإسعاف".
وتضيف "أشعر بالرعب كل يوم، لا أعلم إن كان بيتي آمنا أو أن هناك مفاجأة قاتلة بانتظارنا، نحن بحاجة إلى حلول حقيقية تضع حدا لهذا الخطر".
وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري المتخصص في الذخائر والألغام العميد محمد الخالد أن ما يحدث في الشمال السوري هو نتيجة مباشرة لإهمال معايير السلامة في تخزين ونقل الذخائر.
ويقول الخالد للجزيرة نت "غالبا ما تخزن هذه المواد في مناطق سكنية أو مجاورة لها، مما يضاعف المخاطر".
ويضيف "نحتاج إلى خطط وطنية ودولية لإزالة الألغام، وتوفير فرق مجهزة ومدربة، إلى جانب فرض رقابة صارمة على تخزين الذخائر"، داعيا إلى تقديم دعم تقني ومالي عاجل للجهات العاملة على إزالة مخلفات الحرب وتدريب الكوادر المحلية.
من جهته، شدد محمد الشرتح -وهو من سرايا الهندسة في الجيش السوري- على ضرورة تسريع عمليات إزالة الذخائر من خلال دعم دولي لوجستي وتقني.
وأوضح الشرتح "يجب تخزين الذخائر في مستودعات آمنة بعيدة عن التجمعات السكنية، مع تطبيق معايير صارمة في الرقابة والتفتيش".
وأكد الشرتح على أهمية حملات التوعية الميدانية، خصوصا في مخيمات النزوح، حيث يفتقر السكان إلى معرفة كيفية التعامل مع الأجسام المشبوهة، مطالبا أيضا بدعم المستشفيات وسيارات الإسعاف لتتمكن من الاستجابة السريعة.
ويبقى خطر الذخائر غير المنفجرة هاجسا يوميا يهدد أرواح آلاف المدنيين شمال سوريا، مما يستدعي تحركا دوليا فعالا لا يقتصر على الدعم الإغاثي، بل يشمل أيضا إزالة الأسباب الجذرية لهذا التهديد المستمر.