أعربت عشرات النساء اللواتي ينتمين لدول أجنبية عن رغبتهن اليائسة بالعودة إلى أوطانهن بعد أن مر نحو 5 أعوام على وجودهن في مخيمين شمالي سوريا، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وجرى إنشاء مخيم الهول ومخيم الروج تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لاستيعاب عشرات آلاف النساء مع أطفالهن ممن كن تزوجن أو ارتبطن بمقاتلي داعش.

وتحدثت الشبكة إلى ما وصفته بـ "عرائس داعش"، وهن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي، إذ أصررن جميعهن على أنهن وأطفالهن يعاقبون على خطايا شركائهم وآبائهم.

وادعت كثيرات أنهن تعرضن للاغتصاب أو للخداع للذهاب إلى سوريا، وفي بعض الحالات تم الاتجار بهن. 

"عروس داعش" مثالا.. كيف يجند التنظيم الفتيات والمراهقين؟ أثارت فصول حرمان البريطانية، شميمة بيغوم، من جنسيتها الكثير من التساؤلات، خاصة وأن الأخيرة كانت قد انضمت إلى التنظيم الإرهابي، وهي في سن الخامسة العاشرة، في العام 2015، مما جعل فريق الدفاع يقول إنه قد جرى "تجنيدها" من أجل الإتجار الجنسي بها.

ومن بين النساء الأجنبيات، مواطنات في دول غربية موجودون هن وأطفالهن غالبا في مخيم الروج، حيث ظلوا بدون كهرباء طوال الشهر الماضي وسط ظروف معيشية ومناخية قاسية للغاية، طبقا للشبكة.

وقالت أم أسترالية لثلاثة أطفال شريطة عدم الكشف عن هويتها؛ لأنها لا تزال تستكمل الإجراءات القانونية لإعادتها إلى وطنها: "نحن بشر، ولسنا حيوانات في نهاية المطاف".

وتابعت: "لن يتمكن الحيوان من تحمل هذه الظروف، كاد ابني أن يموت العام الماضي ... وحكومتي على علم بذلك".

وزادت: "ليس الأطفال فقط، بل معظم النساء هنا يعاقبن بسبب قرارات اتخذت نيابة عنهن… قرارات لم نتخذها بأنفسنا ... على الرغم من تواصلنا المستمر مع حكومتنا، لكنها ترفض الاعتراف بأن مواطنيها ما زالوا محاصرين هنا في المخيمات".

وشهدت العديد من الدول سفر مواطنيها إلى الشرق الأوسط تلبية لدعوة تنظيم داعش لإنشاء ما يسمى بـ "دولة الخلافة" في العام 2014.

واستمرت الجماعة الإرهابية في السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وفرضت أحكاما وقوانين قاسية ومتطرفة، وتنفيذ عمليات قتل فظيعة بحق مدنيين واختطاف واغتصاب نساء وفتيات صغيرات.

وذبح مسلحو داعش آلاف الرجال من الأيزيديين لأنهم اعتبروهم عبدة للشيطان، وقاموا باختطاف وسبي آلاف النساء الأيزيديات، ومعاملتهن بوحشية لسنوات.

"عروس داعش" تخسر الطعن بقرار سحب جنسيتها البريطانية خسرت شميمة بيغوم (24 عاما)، التي جردت من جنسيتها البريطانية لسفرها إلى سوريا والانضمام لتنظيم داعش حين كانت في سن 15 عاما، الطعن الذي تقدمت به أمام محكمة الاستئناف بشأن قرار سحب جنسيتها، وفقا لما ذكرته "سي أن أن"، الجمعة.

ولا تزال أكثر من 2000 امرأة أيزيدية في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنهن ما زلن في الأسر لدى خلايا داعش النائمة بعد 10 سنوات من المذابح بحق تلك الأقلية الدينية التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها "إبادة جماعية"، وفقا للشبكة.

"ما ذنب أطفالنا؟"

وفي قصة أخرى، قالت امرأة بريطانية من مدينة ليدز كيف أقنعها زوجها الذي ينتمي إلى مدينة برمنغهام بالذهاب إلى سوريا، لكنه لقي مصرعه هناك.

وأوضحت أن ابنها آدم البالغ من العمر 7 سنوات ولد في محافظة الرقة، والتي كانت المعقل الرئيسي لداعش في سوريا. 

وقالت عن قرارها: "لقد كان خطأً فادحًا، لكنني أريد العودة إلى الوطن. لا توجد مدارس هنا للأطفال ولا أطباء.. وابني آدم بريء لا ذنب له".  

وطلبت المرأة البريطانية أيضا عدم الكشف عن اسمها بناء على نصيحة المحامين، لكنها ناشدت رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، السماح لها بالعودة قائلة إنها مستعدة للمحاكمة ومواجهة أي عواقب قانونية.

وتوسلت قائلة: "دعونا نعود، عائلتي وأمي وأبي وإخوتي جميعهم يعيشون في إنكلترا وأريد أن أعود وأواجه المحاكمة هناك ... أنا هنا منذ 5 سنوات. أنا مرهقة للغاية ومريضة".

سنوات على مأساة سببها داعش.. ماذا يقول الأيزيديون؟ بعد الاعتراف بتعرض الأيزيديين لـ"ممارسات إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق، مازال أبناء تلك الأقلية يعانون من "الاضطهاد الديني والتهميش المجتمعي"، بينما يكشف ناشطون أيزيديون لموقع "الحرة"، عن مطالبهم لـ"العودة لموطنهم الذي تم تهجيرهم منه".

وكانت تلك المرأة قد أصيبت بالشلل من جانب واحد بعد أن أصيبت السيارة التي كانت تستقلها في بلدة الباغوز في سوريا والتي كانت المعقل الأخير لداعش في سوريا.

وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير العام الماضي "إن الاعتقال الجماعي للأطفال في شمال شرقي سوريا بسبب ما قد يفعله آباؤهم يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية حقوق الطفل التي تحظر جميع أشكال التمييز ومعاقبة الطفل على أساس وضع والديه أو أنشطتهما أو آرائهما أو معتقداتهما". 

وفي السياق ذاته، قالت كاساندرا بودارت، وهي مواطنة بلجيكية ذات شعر أشقر، إنها أدركت بعد وقت قصير من وصولها إلى سوريا أنها ارتكبت خطأ فادحا.

وأردفت: "منذ فترة طويلة، حاولت الهروب، ولكن زوجي منعي وهددني بالقتل إذا حاولت فعل ذلك".

وأما زكية كاجار، التي عاشت في ألمانيا لمدة 29 عاما، حيث كان لديها وظيفة وأنجبت هناك طفلين، فأوضحت أن زوجها خدعها وجعل تأتي إلى الرقة في سوريا.

"تعرضن لاستغلال جنسي".. معظم البريطانيات المعتقلات في سوريا هن ضحايا للاتجار بالبشر أفادت منظمة ريبريف غير الحكومية الحقوقية، الجمعة، أن ما يقرب من ثلثي النساء والأطفال البريطانيين المحتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا هم ضحايا للاتجار بالبشر، مستنكرة "تخلي لندن" عنهم. 

وحاولت كاجار الهرب مرتين، قائلة: "لكنهم قبضوا علي وضربوني ... وبالتالي بقيت مع زوجي 4 أشهر قبل أن يموت وأنا حامل ... ماذا يمكنني أن أفعل؟".

وقالت إنها أُجبرت على الزواج من رجل آخر لا تعرفه أو تحبه، وأنجبت طفلين آخرين، مؤكدة أن ابنتها الصغرى البالغة من العمر 5 سنوات لم تعرف أي حياة خارج أسوار مخيم الروج.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: داعش فی سوریا إلى سوریا

إقرأ أيضاً:

المستشار الألماني: لسنا بحاجة إلى الأمريكيين لإنقاذ الديمقراطية في أوروبا

رفض المستشار الألماني فريدريش ميرز، الثلاثاء، انتقادات واشنطن للاتحاد الأوروبي الواردة في استراتيجية الأمن القومي المنشورة مؤخرًا.

باكستان وإندونيسيا تتعهدان بتعزيز العلاقات في مختلف المجالاتمصرع 20 شخصا في حريق مبنى بإندونيسياالكرملين: بوتن لا يريد استعادة الاتحاد السوفييتي أو مهاجمة الناتوالجنائية الدولية تحكم على زعيم ميليشيا سوداني بالسجن 20 عامًاتدفقات ضخمة إلى صناديق الاستثمار الأمريكية وسط ترقب لقرارات الفيدراليالدولار يستقر قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي.. واليورو يرتفع قليلا

وقال ميرز: "لسنا بحاجة إلى الأمريكيين لإنقاذ الديمقراطية في أوروبا".

علاوة على ذلك، انتقد أجزاءً من الوثيقة ووصفها بأنها "غير مقبولة" بالنسبة لأوروبا.

وتأتي تصريحاته ، في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن وبروكسل جهودهما لإيجاد أرضية مشتركة لحل النزاع في أوكرانيا، وبعد الغرامة التي فرضتها المفوضية الأوروبية على عملاق التواصل الاجتماعي "إكس"، والتي أثارت انتقادات من الولايات المتحدة.

وفي الوثيقة، حذرت واشنطن من التدهور الاقتصادي وخطر "محو الحضارة" في أوروبا.

وتوقعت الوثيقة أن " يتغير وجه القارة بحيث تصبح على نحو مغاير يصعب التعرف عليه في غضون عشرين عاما أو أقل إذا استمرت الاتجاهات الحالية".

طباعة شارك المستشار الألماني فريدريش ميرز واشنطن استراتيجية الأمن القومي الأمريكيين الديمقراطية أوروبا غير مقبولة واشنطن وبروكسل المفوضية الأوروبية

مقالات مشابهة

  • فضيحة طبية في أوروبا .. استخدام حيوانات منوية لمتبرع يحمل طفرة سرطانية لإنجاب نحو 200 طفل
  • سوريا: الرئيس الشرع يفرض حقوق جديدة للمرأة
  • فتى يُبكي زوجة رئيس سوريا خلال فعالية عيد التحرير.. لحظة تُعيد أوجاع سنوات الصراع
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • المستشار الألماني: لسنا بحاجة إلى الأمريكيين لإنقاذ الديمقراطية في أوروبا
  • روبيو يشيد بالخطوات التي اتخذتها حكومة الشرع في سوريا
  • روبيو: ندعم سوريا السلمية المزدهرة التي تنعم بسلام
  • الشرع: حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخ سوريا
  • سوريا تعلن انتقالها من مرحلة الصراع إلى البحث عن علاقات طبيعية ودعم دولي
  • سوريا.. داعش يشن هجومه الثالث على قسد خلال 24 ساعة