بين الجنوب وكفردبيان...مشهدان متناقضان يختصران أزمة لبنان
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
مشهدان متناقضان على مساحة جغرافية لا تتعدى بضع كيلومترات. الأول في الجنوب، الذي يعيش أسوأ أيامه منذ أن قررت اسرائيل الردّ بشراسة غير متناهية على عمليات "المقاومة الاسلامية" إسنادًا لأهل غزة، الذين يتعرضون بدورهم لأبشع أنواع الإبادات الجماعية.
أما المشهد الثاني فهو في منطقة غير بعيدة نسبيًا عن الجنوب الواقع بين "سندان" عمليات الاسناد وبين المطرقة الاسرائيلية.
في المشهد الأول نرى أبناء الجنوب يلجأون زرافات زرافات إلى المناطق التي لا تزال تُعتبر آمنة نسبيًا. وفي الثاني، نرى اناسًا تغصّ بهم الطريق الوحيد، الذي يربط الساحل بمركز التزلج في منطقة كفردبيان وفقرا، حتى أن كثيرين منهم لم يستطيعوا الوصول وبقوا في أماكنهم مسمّرين لساعات طويلة.
هذان المشهدان المتناقضان في الشكل وفي الجوهر يختصران المشهد السياسي العام في لبنان. ففي الأول ثمة من يؤمن بأنه يقف في وجه الأطماع الإسرائيلية، التي لا حدود لها، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل، وهي تريد جرّ لبنان واللبنانيين، أو قسم منهم إلى حرب لا يريدونها، ولكنهم لا يخشونها في الوقت ذاته، وهم مستعدون لأن يستشهدوا، وقد سقط منهم ما يزيد عن مئتي شهيد حتى الآن، سواء أكان "على طريق القدس" أو الطريق التي تؤدي إلى ما يحقّق غاياتهم القريبة والبعيدة، والتي لها ارتباطات محلية وإقليمية معًا.
أمّا في المشهد الثاني فثمة أناس لا يريدون الحرب لأن معظمهم خَبِروا ما جرّته الحروب الداخلية والخارجية عليهم من ويلات ومصائب وكوارث، وهم لا يريدون العودة إلى تلك الأيام، لأنهم يعتبرون أن الحياة هي هبة من الخالق، ويجب بالتالي عدم التفريط بها، خصوصًا إذا كان الموت لا يخدم أي قضية يؤمنون بأنها تستحق التضحية من أجلها، وهم الذين ضحّوا كثيرًا عندما كان الخطر يهدّد وجودهم ومستقبلهم، فكانت لهم وقفات عز وبطولة.
فهذا المشهد السياسي بتناقضاته النافرة لن يقتصر الجدل فيه على أحقية فتح جبهة الجنوب نصرة لغزة وأهلها، وقد سبق أن طُرح سؤال عمن سيساند لبنان إن فُرضت عليه الحرب، وهو الذي يساند قضية هي من أولى واجبات القوى التي هي أكثر قدرة من لبنان، عسكريًا وإمكانات، بل يشمل كل فاصلة من فواصل الحياة السياسية، خصوصًا أن الأطراف اللبنانيين المختلفين على كل شيء تقريبًا في السياسة أولًا، وفي طريقة عيشهم ثانيًا. وهذا ما يفسرّ التناقض في مشهدي الجنوب وكفردبيان أو أي منطقة لبنانية أخرى يسعى أهلها إلى أن تكون حياتهم طبيعية بكل مندرجاتها البيئية والثقافية وحتى العقائدية الحزبية والدينية.
وبهذا التناقض بين مشهدين لا تباعد بينهما سوى كيلومترات قليلة في وطن لا تتعدّى مساحته مساحة مدينة واحدة في كندا أو أميركا يُعاد طرح مسألة الاستراتيجية الدفاعية، التي بقي الحديث عنها معلقًّا منذ أن عُقدت آخر طاولة حوار، والتي كانت أشبه بـ "حوار الطرشان"، لأن من كان جالسًا إليها من الأفرقاء اللبنانيين، وكانوا جميعهم ممثلين فيها، لم يلتزموا حتى بما تمّ التوافق عليه، وبقي قديم الخلافات على قدمه، وبقي قرار "الحرب والسلم" في يد "حزب الله". وهذا ما عقّد الأمور الخلافية الأخرى أكثر مما هي معقدّة في الأساس. ومن بين الأمور التي يختلف عليها اللبنانيون، أو لا يتوافقون عليها، إخراج لبنان من دوامة الشغور الرئاسي، مع أنهم يعرفون أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الظرف العصيب والصعب والخطير الذي يمر به البلد هو أكثر من قاتل، خصوصًا بما يرمز إليه موقع هذا الرئيس في الحياة السياسية، التي لا يمكن أن تنتظم دورتها في غيابه. فمن دون رئيس للجمهورية على رأس السلطات الدستورية لا حلول مرتقبة لأي مشكلة من بين مشاكل كثيرة تتراكم مع كل إشراقة شمس. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي قبلان: أن تكون لبنانيا يعني أن تحمي وطنك
صدر عن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بيانا قال فيه : "لأن البلد شراكة وتضامن وميثاق تأسيسي ووفاء لأعظم تضحيات وطنية، ولان الأمن والدفاع والديبلوماسية ضرورة وطنية وقدرة سيادية وملاذية في عالم النظام السياسي وصدقيته الوطنية،أسأل الحكومة اللبنانية هل الجنوب والبقاع أراض لبنانية، وهل أهل الجنوب والبقاع من مواطني هذا البلد أم يتم تصنيفهم ضمن لوائح المتروكين عمدا للقتل والتصفية والغارات؟".
وأشار إلى أن قوله هذا :"لأن الحكومة اللبنانية تتعامل مع الجنوب والبقاع وكأنه غير موجود على الخريطة، كما تتعامل مع شهدائه السياديين من شباب ونساء وأطفال وكأنهم من بلد آخر، كل ذلك وسط قرى ما زالت على الأرض بسبب أكبر مواجهة أسطورية كسرت الجيش الصهيوني على تخوم بلدة الخيام حتى يبقى وطن إسمه لبنان، ومع ذلك تتعامل الحكومة اللبنانية الحالية مع أهل الجنوب بقلة ناموس وباستهتار يفوق التصور، وهي آخر من يحق له الحديث عن السيادة والشعب وقضايا لبنان".
وقال: "ومن لا يرف له جفن حيال المذابح الصهيونية والإستباحة الإرهابية التي تطال أهل الجنوب والبقاع لا يملك أهلية التمثيل الحكومي ولا قيمة وطنية له، ولا طغيان أكثر من خيانة الوظيفة الوطنية." مضيفًا: "وللشعب اللبناني أقول:أيها اللبنانيون: خيرة شبابكم ونسائكم وأطفالكم تقتل تحت عين سلطة متخلية ومعدومة الضمير والموقف والفاعلية، لدرجة أنه لم يمر على لبنان عقلية ونزعة وديبلوماسية فاسدة وجائرة وربما متواطئة مثل هذه الديبلوماسية، والحل بحماية البلد من الفشل الحكومي والنزعة المستهترة والمتهاونة، وتأكيد وحدتنا وترابطنا وتضامننا وإنقاذ لبنان من هذه العقلية التي لا تنتمي للبنان وعائلته الوطنية، وما زلنا نفاخر بالإغاثة الشعبية التي أحاطت أهل الجنوب والبقاع والضاحية زمن أسوأ حرب بتاريخ لبنان".
وتابع: "واللحظة لحكومة شرف وطني، لا لحكومة تتنكر لأعظم التضحيات السيادية التي قدمها أهل الجنوب والبقاع والضاحية من دون الإنتقاص من بقية التضحيات الوطنية، والله يحفظ لبنان ممن يدير ملفاته السياسية، ولا ضامن للبنان أكبر من الوحدة الوطنية والجيش والمقاومة والإلفة الشعبية. وختم بيانه بالقول: "والإرث الوطني يقول: أن تكون لبنانيا يعني أن تحمي وطنك وتغيث أهلك وبلدك، ولبنان لا يحتاج إلى معجزة سماوية بل إلى ضمير وطني بحجم العائلة اللبنانية". مواضيع ذات صلة المفتي قبلان حيا مواقف البطريرك الراعي: تؤكد أن لبنان عائلة وطنية وأخلاقية واحدة Lebanon 24 المفتي قبلان حيا مواقف البطريرك الراعي: تؤكد أن لبنان عائلة وطنية وأخلاقية واحدة 08/10/2025 13:56:29 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: الحل بحكومة وطنية لتأمين قدرة لبنان الشاملة على تجاوز أخطر مراحل وجوده Lebanon 24 المفتي قبلان: الحل بحكومة وطنية لتأمين قدرة لبنان الشاملة على تجاوز أخطر مراحل وجوده 08/10/2025 13:56:29 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: نرفض أي محاولات لبيع الوطن أو كشف سيادته Lebanon 24 المفتي قبلان: نرفض أي محاولات لبيع الوطن أو كشف سيادته 08/10/2025 13:56:29 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي طالب: لاستراتيجية موحدة تحمي الأمن القومي العربي والاسلامي Lebanon 24 المفتي طالب: لاستراتيجية موحدة تحمي الأمن القومي العربي والاسلامي 08/10/2025 13:56:29 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 الحكومة اللبنانية الوحدة الوطنية الشيخ أحمد هذا البلد اللبنانية المقاومة الصهيوني الغارات قد يعجبك أيضاً الحركة اللبنانية الديموقراطية.. لدعم الجيش وإلغاء الطائفية السياسية Lebanon 24 الحركة اللبنانية الديموقراطية.. لدعم الجيش وإلغاء الطائفية السياسية 13:44 | 2025-10-08 08/10/2025 01:44:20 Lebanon 24 Lebanon 24 تعاون لبناني - روماني.. تعزيز الشراكة الاقتصادية من طرابلس إلى أوروبا Lebanon 24 تعاون لبناني - روماني.. تعزيز الشراكة الاقتصادية من طرابلس إلى أوروبا 13:41 | 2025-10-08 08/10/2025 01:41:18 Lebanon 24 Lebanon 24 السيدة الأولى تستقبل وفد "بيروت ماراتون" وتعلن رعايتها لسباق السيدات 2025 Lebanon 24 السيدة الأولى تستقبل وفد "بيروت ماراتون" وتعلن رعايتها لسباق السيدات 2025 13:34 | 2025-10-08 08/10/2025 01:34:19 Lebanon 24 Lebanon 24 الحريري زار القاضي عبود.. واللقاء عن تحضيرات رأس السنة والميلاد Lebanon 24 الحريري زار القاضي عبود.. واللقاء عن تحضيرات رأس السنة والميلاد 13:21 | 2025-10-08 08/10/2025 01:21:21 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل بعد لقائه سلام: شدّدنا على أهمية وحدة الموقف داخل السلطة السياسية Lebanon 24 الجميّل بعد لقائه سلام: شدّدنا على أهمية وحدة الموقف داخل السلطة السياسية 13:08 | 2025-10-08 08/10/2025 01:08:11 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة المنخفض الجوي سيصل الى لبنان... ونصيحة للمواطنين Lebanon 24 المنخفض الجوي سيصل الى لبنان... ونصيحة للمواطنين 20:20 | 2025-10-07 07/10/2025 08:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير لبنانيّ سابق في ذمة الله (صورة) Lebanon 24 وزير لبنانيّ سابق في ذمة الله (صورة) 16:09 | 2025-10-07 07/10/2025 04:09:58 Lebanon 24 Lebanon 24 فاجأت جمهورها... إعلامية لبنانية تخلع حجابها (صورة) Lebanon 24 فاجأت جمهورها... إعلامية لبنانية تخلع حجابها (صورة) 23:15 | 2025-10-07 07/10/2025 11:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنذار لأصحاب محلات: للإقفال خلال 48 ساعة Lebanon 24 إنذار لأصحاب محلات: للإقفال خلال 48 ساعة 16:06 | 2025-10-07 07/10/2025 04:06:24 Lebanon 24 Lebanon 24 يختبئون تحت الأرض.. تقرير مثير يكشف وضع مقاتلي الأسد السابقين Lebanon 24 يختبئون تحت الأرض.. تقرير مثير يكشف وضع مقاتلي الأسد السابقين 21:00 | 2025-10-07 07/10/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 13:44 | 2025-10-08 الحركة اللبنانية الديموقراطية.. لدعم الجيش وإلغاء الطائفية السياسية 13:41 | 2025-10-08 تعاون لبناني - روماني.. تعزيز الشراكة الاقتصادية من طرابلس إلى أوروبا 13:34 | 2025-10-08 السيدة الأولى تستقبل وفد "بيروت ماراتون" وتعلن رعايتها لسباق السيدات 2025 13:21 | 2025-10-08 الحريري زار القاضي عبود.. واللقاء عن تحضيرات رأس السنة والميلاد 13:08 | 2025-10-08 الجميّل بعد لقائه سلام: شدّدنا على أهمية وحدة الموقف داخل السلطة السياسية 13:06 | 2025-10-08 نجلُ نائب سابق.. "مُرشّح" فيديو "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! Lebanon 24 "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! 20:30 | 2025-10-07 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) 08:56 | 2025-10-03 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) Lebanon 24 توقعات ليلى عبد اللطيف.. اغتيالات وانقطاع للانترنت وهذا ما سيحل بالذهب و"واتساب" (فيديو) 22:00 | 2025-09-30 08/10/2025 13:56:29 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24