جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@08:38:06 GMT

المدرب من حيث واقع وملموس التدريب

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

المدرب من حيث واقع وملموس التدريب

 

 

فيصل بن علي بن منصور العامري *

لا شكَّ أنَّ التدريب يعدُّ الركيزة الأساسية بين التطوير التنظيمي للقطاعات في مختلف المنظمات؛ وذلك لأسباب الثورة المعرفية التي تدور على العالم بشكل أجمع، وعليه فإن قطاع التدريب هو المسار الذي من خلاله تنتشر ثقافة تبادل المعرفة بين جميع المؤسسات لتكون مخزونا معلوماتيا متاحا لتطوير المستقبل، وذلك من خلال استثمار جميع الموارد وبالأساس القطاع المال البشري؛ حيث أولت الحكومة الرشيدة اهتمامها بالكادر البشري، وهذا لن يتحقق إلا بوجود مدربين خبراء يتمكنون من تحويل واقع المعرفة إلى اتجاه، ثم إلى سلوك ملموس يُمَارَس داخل وخارج بيئة المنظمة.

وهنا سوف أعرِّج على نوعية البرامج والمدربين من حيث المواصفات والخبرات التي تُطلق على الشخص أن يكون مدرباً. وحسب التعريفات العلمية للمدرب، فهو الشخص الذي يملك الخبرة العلمية والعملية التي من خلالها يستطيع إبراز المعرفة وتحويلها إلى اتجاه وسلوك في المتدرب يعكس الأثر على المنظمة. وهنا نقول دائما المدرب ليس معلما، وإنما يعدُّ خبيراً قد مارس عمليتين من المعرفة؛ وهما: المعرفة العلمية والمعرفة العملية، وهذا يعني نجاح العملية التدريبية من حيث دراسة وتشخيص الاحتياج التدريبي، ثم اختيار الفئة الوظيفية، ثم تصميم البرنامج حسب نتائج الاحتياج وتوافقها مع أهداف المنظمة وربطها بالمسار الوظيفي، ثم اختيار نوع البرنامج أو الحلقة أو الورشة، ثم تقييم واختيار المدرب، ثم توفير بيئة التدريب من خلال الأنشطة العلمية المرتبطة بالمادة العلمية، ثم تنفيذ البرنامج والتقييم والتحسين المستمر على الموظف والمدرب والبرنامج.

وفي الآونة الأخيرة، نرى في عالم التدريب توجهًا جديدًا من المدربين؛ الأول وقد كثر مدربون امتهنوا المهنة من خلال برامج إعداد المدرب وحفظ المادة النظرية، وتقديم الألعاب التي لا تمت للتدريب بصلة، والبعض قد امتهن برامج تخصصية ليست في مجال دراسته أو عمله، مما عكس واقعاً متدنيًا للحصيلة التدريبية.

أما الجانب الثاني، فهم مدربون متخصصون، وكانت لديهم حصيلة علمية وعملية وقد بدأوا مشاركة الآخرين الخبرات والمعرفة من أجل التطوير والتقويم العملي؛ بشقيه: الإداري والتخصصي في المنظمة، وهم ما يسمون المدربون الحقيقيون الذين يستطيعون إثراء المعارف وحل وتطوير المشكلات بالمنظمات.

وكما تعلمون، فإنَّنا في الآونة الأخيرة نرى إعلانات عن مدربين في شتى المجالات، وهم في الأصل لم يخوضوا التجارب العملية والعلمية من حيث أنهم مدربون؛ حيث يوهمون الآخرين بالمقدرة على تغيير الواقع ومنح الشهادات التي لا تؤدي إلى التطوير الصحيح. وهذا يتطلب وجود قيادات في مراكز التدريب بالمنظمة مؤهلة تأهيلا تاما من حيث تقييم الاحتياج التدريبي للمنظمة وكذلك، اختيار المدربين؛ لكي ينعكس التدريب إلى واقع ملموس يكون له أثر على الموظف والمنظمة والمجتمع، ولأن القصور والتجاوز وارد على العملية التدريبية؛ حيث توجد مسميات للتدريب كالحلقات التدريبية، والورش التدريبية، والبرامج التدريبية، والإضاءة الفكرية، والكوتشنج...وإلى آخره.

وبناءً على ما سبق، ذكره نستخلص أن عملية التدريب ليست بنزهة عن العمل وليست سفراً وإنما هي رحلة علمية من أجل الحصول على المعارف وتغيير الاتجاهات والسلوكيات الخاطئة والتحسين المستمر الذي من خلالها تجعل الموظف قادراً على مواكبة التغيير على نفسه والمنظمة والمجتمع معا. وهنا، يتوجَّب على القادة في المنظمات إلى الاهتمام بعالم التدريب والعمل بثقافة العائد من التدريب، وذلك من خلال تطوير الموظفين وربطهم بالمسار التدريبي بالمسار العلمي من أول يوم عمل إلى آخر يوم عمل؛ وذلك وفق خطط مدروسة على يد خبراء قادرين على قراءة وتقييم واقع التدريب الداخلي والخارجي للمنظمة.

* متخصص في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي، باحث دكتوراه في فلسفة الإدارة والعلوم الاقتصادية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)

كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.

وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".

حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.

وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"

وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.

وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.

الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.


وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."

العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"

وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".

مقالات مشابهة

  • وزير الري يتابع موقف البرامج التدريبية بمركز التدريب الإقليمي للموارد المائية
  • وزير التعليم العالي: إنشاء منصة رقمية رائدة لدعم اقتصاد المعرفة وتعزيز الشراكة العلمية
  • وزير التعليم العالي: منصة رقمية رائدة لدعم اقتصاد المعرفة وتعزيز الشراكة العلمية
  • وزير التعليم العالي: انضمام مصر لهورايزون أوروبا يعكس ريادتها العلمية
  • وزير الري يتابع موقف البرامج التدريبية بمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والري
  • وفد جامعة الثقافة السنية يختتم دورته التدريبية في الأزهر
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • حرب وانتهاكات جسيمة: السودان.. واقع مظلم في يوم حقوق الإنسان
  • مجلس شبوة الوطني يذكر بأحداث الماضي ويندد بالتصعيد