حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أجمع رؤساء شركات، مشاركون في فعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، على أن الإمارات باتت من أهم الوجهات الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، في ظل التوقعات المتفائلة بشأن النمو الاقتصادي والتي تؤشر إلى توافر فرص متنامية للشركات الأجنبية والعالمية العاملة بالدولة.


وحدد هؤلاء عدداً من مقومات جذب الاستثمار الأجنبي، أهمها سهولة ممارسة الأعمال وتنافسية بيئة العمل من حيث البيئة التشريعية والنظم الضريبية ونمط الحياة وتوافر مقومات المعيشة واستقطاب المهارات والمبدعين والمواهب العالمية ورواد الأعمال في قطاعات الاقتصاد الجديد، إلى جانب الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأكدوا لـ «الاتحاد»، أن استضافة الإمارات لفعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، أتاح لهم الاطلاع على محفزات جذب الشركات والاستثمارات الأجنبية المباشرة للعمل انطلاقاً من  الإمارات، مع معرفة أهم التوجهات العالمية في قطاع التجارة العالمية. 
وذكروا أن الإمارات باتت من الدول الفاعلة والمؤثرة في نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف، وتوفير ممرات آمنة للتجارة العالمية، وهو ما يوجد العديد من الفرص لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لافتين إلى أهمية المبادرة الحكومية للتنويع الاقتصادي وزيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي، ما سيفتح آفاقاً أوسع والمزيد من الفرص للشركات العاملة في الدولة لتنمية أعمالها. 

جذب الاستثمارات
قال جورفيندر أهلواليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ديجيتال توين لاب» الأميركية، والرئيس التنفيذي السابق لوحدة الحلول التقنية لمنطقة أميركا الشمالية في شركة «IBM» العالمية، إن الإمارات بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، أصبحت من أهم مناطق جذب المواهب العالمية والشركات المتقدمة، مثل شركات التكنولوجيا وشركات رأس المال المخاطر، في ظل ما توفره من حوافز وتسهيلات لممارسة الأعمال، مؤكداً أن دولة الإمارات باتت من الدول الفاعلة والمؤثرة في نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف، وهو ما يوجد العديد من الفرص لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وذكر أهلواليا أن المشاركة في فعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي يمثل فرصة للشركات للاطلاع على أحدث المستجدات التكنولوجية في قطاع التجارة العالمي، حيث يتم استعراض أحدث التجارب والتكنولوجيات الحديثة. 
وأوضح أن مشاركته في فعاليات «تريد تك» التي تنظمها وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، خلال المؤتمر، تأتي بدعوة من المنتدي الاقتصادي العالمي لنقل الخبرة في كيفية توظيف التكنولوجيا في قطاع التجارة الدولية، حيث يلقي محاضرة بعنوان «من رؤية إلى واقع» لاستعراض كيفية تحويل المناقشات حول التطور المطلوب في قطاع التجارة العالمية إلى واقع وأفعال. 
وأضاف أن شركة «ديجيتال توين لاب» ستستعرض، خلال الحدث، المنصة الرقمية والقائمة التي طورتها، وتمثل الجيل الجديد من منصات التجارة الدولية، حيث تعتمد على 4 تكنولوجيات حديثة، هي الذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة، وBlockchain و«إنترنت الأشياء» والحوسبة السحابية. وأشار إلى أن المنصة طورت تكنولوجيا «بلوك تشين» لاستخدامها في العمليات التنفيذية الخاصة بالعمليات التجارية إلى جانب ترميز الأصول والشحن البحري وتمويل التجارة واستخدام «إنترنت الأشياء» في تتبع الحاويات الذكية والموانئ الذكية، لافتاً إلى أن المنصة تتيح استخدام تكنولوجيا «بلوك تشين» من أجل تطبق قواعد ومعايير الحوكمة، وإيجاد نظام بيئي.
واختتم أهلواليا بتأكيد أن استخدام المنصات الرقمية في التجارة العالمية يوفر مزايا عدة، أهمها ضمات التوافق مع المعايير والمتطلبات العالمية، فعلى سبيل المثال طورت شركة «ديجيتال توين لاب» منصة لتجارة الألماس لشركة «ذابيرز» التي تعد أكبر شركة عالمية لتجارة الألماس، حيث تمكن المنصة من مواجهه تجارة الألماس الدموي ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلاً عن توافق مع متطلبات منظمة الأمم المتحدة وسياسات الدول الخاصة بالتجارة. 

أخبار ذات صلة سلطان النيادي: رحلتي في الفضاء تضمنت تجارب علمية تسهم في خدمة البشرية مباحثات «وزاري التجارة العالمية» تدخل المرحلة الحاسمة

تنافسية المحفزات
من جهته، قال جيمس فورستر، مدير العمليات في شركة «أدريانوبل جروب»، وهي شركة أميركية متخصصة في مجال استشارات شركات المناطق الحرة، وتعمل في أكثر من 20 دولة، إن الإمارات باتت من أهم الوجهات الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر في ظل تعدد المقومات التي توفرها للشركات الأجنبية والشركات العالمية، وأهمها النظم الضريبية والتشريعات المتطورة التي تواكب أحدث النظم العالمية، إلى جانب سهولة العيش وممارسة الأعمال، والأمن والأمان إلى جانب الاستقرار السياسي والاقتصادي، وفهم وتلبية متطلبات الشركات، مؤكداً أن تلك المحفزات تعد تنافسية للغاية إذا ما تمت مقارنتها بحوافز جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي توفرها العديد من الدول المتقدمة.
وقال فورستر، إن المناطق الحرة في الإمارات تحديداً أصبحت من أهم قصص النجاح على المستوى العالمي؛ ولذا فإن الشركات من مناطق العالم المختلفة أبدت اهتماماً بالعمل انطلاقاً من الإمارات، خاصة من الدول الأفريقية ودول أميركا اللاتينية التي أبدت اهتماماً متزايداً في الفترة الأخيرة. وأضاف أن اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها الإمارات مع عدد من دول العالم، وكذلك توافق التشريعات المنظمة لشركات المناطق الحرة مع أحدث التشريعات البريطانية الأكثر تقدماً على مستوى العالم، جعلا الشركات تصنف المناطق الحرة في دبي ضمن أهم قصص النجاح، منوهاً بأن تنوع التراخيص وسهولة ممارسة الأعمال لأنواع الشركات المختلفة، مثل الشركات الناشئة والشركات التي تعمل عن بُعد، جعلا من الإمارات أرض الفرص والمكان المفضل للمواهب والمبدعين من دول العالم المختلفة.
وأشار فورستر إلى أن استضافة الإمارات فعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، يعد فرصة للشركات لدراسة فرص التوسع المستقبلية، والاطلاع على أحدث التطورات في مجال إدارة سلاسل التوريد وجمع البيانات حول مستجدات التحول التكنولوجي في قطاع التجارة الدولية. 

أحدث المزايا
بدورها، أفادت ماريا مارتينيز، مديرة تكنولوجيا المعلومات في شركة «آي في جلوبال» إلى أن مشاركتها في فعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، أتاح لها الاطلاع ودراسة مقومات الإمارات في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على أرض الواقع، حيث التقت عدداً من المشاركين الحكوميين خلال ورش العمل التي عقدت على هامش الحدث، وتم استعراض حوافز الاستثمار التي تمنحها الدولة للشركات الأجنبية، وأهمها سرعة وسهولة إصدار التراخيص والبيئة التشريعية المتطورة، وسهولة التواصل مع الجهات الحكومية من أجل إزالة أي معوقات إلى جانب التطور المستمر في النظم والإجراءات من أجل توفير أحدث المزايا التي توفرها الوجهات العالمية لجذب المستثمرين.
وأوضحت مارتينيز أن الخطط الحكومية للتنويع الاقتصادي، وزيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي للدولة سيخلق المزيد من الفرص للشركات العاملة في الإمارات وتالياً فإن جاذبية الإمارات تزداد لاسيما في ظل التوقعات المتفائلة للنمو الاقتصادي وتقارير المؤسسات الدولية بشأن الاقتصاد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستثمار الأجنبي المباشر الإمارات الاستثمار الأجنبي الاستثمار في الإمارات منظمة التجارة العالمية أبوظبي المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الاستثمارات الأجنبیة المباشرة فی قطاع التجارة المناطق الحرة فی فعالیات من الفرص من الدول إلى جانب من أهم إلى أن

إقرأ أيضاً:

فتيات الإمارات يبدعن في الكيمياء العالمية خلال الأولمبياد الدولي 2025 في دبي

 دينا جوني (دبي) وسط أجواء احتفالية نابضة بالحماس والتنوع الثقافي، انطلقت أمس فعاليات حفل الافتتاح الرسمي لأولمبياد الكيمياء الدولي 2025 في دبي، بمشاركة أكثر من 360 طالباً وطالبة من أكثر من 90 دولة. ووسط تصفيق الجمهور وتفاعلهم، صعدت الوفود تباعاً على المسرح، وهي ترفع أعلام بلدانها في استعراض عكس روح التلاقي والتنافس العلمي النبيل. وكان لفريق دولة الإمارات حضور لافت بين هذه الفرق، ممثلاً بأربع طالبات لامعات، هن شيخة الضنحاني، ومريم سيف، وآمنة الشحي، وسلامة اليماحي. الطالبات، اللواتي يشكّلن نخبة من العقول الشابة الإماراتية، يتحضرن لخوض أولى اختبارات الأولمبياد النظرية والعملية، التي تنطلق اليوم، بعد أشهر من التدريب المكثّف داخل الدولة وخارجها، بدءاً من مركز «سيريوس» العلمي في روسيا، ووصولاً إلى المعسكر النهائي في جامعة الإمارات. «منذ صغري وأنا أراقب التفاعلات الكيميائية بشغف.. كيف يتحوّل الشيء إلى آخر بفعل الحرارة أو التبريد. هذه الدهشة لم تفارقني يوماً»، تقول شيخة الضنحاني، مؤكدة أن شغفها بالعلوم تبلور في المرحلة الثانوية بفضل معلمات قدّمن الكيمياء كنافذة لفهم الحياة. أما مريم سيف، فترى أن الكيمياء ليست مجرد علم أكاديمي، بل «لغة لحل مشكلات العالم». وتقول: «الأولمبياد فرصة عظيمة للتعلّم من أفضل العقول، والاحتكاك بثقافات علمية متنوعة. نحن فخورون بأن دولتنا تستضيف هذا الحدث، وتمنحنا هذه الفرصة الذهبية». آمنة الشحي تربط بين شغفها بالكيمياء والوعي البيئي، مضيفة: «نحن كيميائيون من أجل كوكب أفضل. الكيمياء الخضراء وتقنيات الطاقة المستدامة هي مستقبل البشرية. ووجودنا هنا يعزز إيماننا بأن العلم هو الأداة الأهم لبناء عالم متوازن». وتقول سلامة اليماحي إن اللحظة التي حملن فيها علم الدولة وصعدن على المسرح بين عشرات الفرق «لا تُنسى»، مضيفة: «شعرت بأننا لا نمثّل أنفسنا فقط، بل نمثّل أحلام جيل كامل من الإماراتيين المؤمنين بالعلم طريقاً للعالمية». تدرك الطالبات الأربع أن هذه التجربة تتجاوز المنافسة، لتشكّل محطة مفصلية في مسيرتهن العلمية، وتحفيزاً لكل طالب وطالبة في الدولة لحمل شغفهم بالعلوم إلى أقصى مدى. وهنّ يستعددن لغدٍ مليء بالمعادلات والتجارب، يحملن في قلوبهن يقيناً واحداً: أن الكيمياء قد تكون المفتاح إلى عالم أكثر استدامة.

أخبار ذات صلة الظاهري يحصد المركز الثاني في «الفورمولا الإقليمية» بالمجر بوجاتشار «وصيف» المرحلة الثانية من «طواف فرنسا»

مقالات مشابهة

  • وزير البلديات: الموافقة على نظام تملُّك غير السعوديين للعقار تشجيع للاستثمار الأجنبي
  • بعد أمريكا والصين.. الإمارات في المرتبة الثالثة بثرواتها السيادية
  • المصرف المركزي يفرض 4.1 مليون درهم غرامات مالية على 3 شركات صرافة
  • فتيات الإمارات يبدعن في الكيمياء العالمية خلال الأولمبياد الدولي 2025 في دبي
  • تحقيق صحفي يكشف تورط شركات استشارات عالمية في مخطط تهجير سكان غزة تحت ستار إنساني
  • «9» شركات تنضم لبرنامج المشغل الاقتصادي الخليجي
  • حاكم مصرف سوريا المركزي: التجارة العالمية باتت مشرعة أمام السوريين
  • شركة KCG التركية للنسيج تدشن استثمارا إضافيا بقيمة 24 مليون دولارا بالعاشر من رمضان
  • أوروبا ترفع سلاحها بوجه أمريكا.. منظمة بديلة عن التجارة العالمية
  • «التجارة» تدعو المنشآت التي مضى عام على قيدها في السجل التجاري لتأكيد البيانات إلكترونيًا