الكارثة بدأت قبل 30 عاما.. نهر يوم القيامة الغامض يهدد العالم
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
ذوبان نهر يوم القيامة.. كشفت دراسة جديدة أن نهر يوم القيامة الجليدي في القارة القطبية الجنوبية بدأ في في الذوبان قبل 80 عامًا - أي قبل 30 عامًا مما كان يُعتقد في البداية، والغريب أن سبب هذا الذوبان الصادم يرجع إلى ظاهرة إل نينوا التي أصبحت تهدد مناخ العالم.
ذوبان جبل جليدينشرت الدراسة عن هذا الجبل بمجلة “لايف ساينس” العلمية، ويقع نهر ثويتس الجليدي، الملقب بنهر يوم القيامة الجليدي بسبب قدرته على زيادة منسوب سطح البحر بمقدار قدمين (60 سم)، في غرب القارة القطبية الجنوبية ويساوي حجم فلوريدا الامريكية .
بدأ ذوبان الجليد بسرعة منذ الثمانينيات ، مما ساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بنسبة 4٪ مع فقدان ما يقرب من 595 مليار طن من الجليد.
ولكن بما أن تغطية الأقمار الصناعية للقطب الجنوبي تعود إلى عام 1978 فقط، لم يكن العلماء متأكدين من متى بدأ الذوبان. الآن.
وضعت الدراسة، بداية تراجع النهر الجليدي على الأقل في الأربعينيات من القرن الماضي: عندما أدت ظاهرة النينيو إلى ذوبان الجليد في ثويتس وجارتها الشمالية، نهر باين آيلاند الجليدي.
ذوبان الجليد والمناخوقالت المؤلفة راشيل كلارك ، عالمة الجيولوجيا في جامعة هيوستن بتكساس، في بيان: "الأمر المهم بشكل خاص في دراستنا هو أن هذا التغيير ليس عشوائيًا ولا محددًا لنهر جليدي واحد" . "إنه جزء من سياق أكبر للمناخ المتغير."
الأنهار الجليدية في ثويتس وباين هائلة، وللتحقق من متى بدأ التراجع، جمع الباحثون نوى الرواسب من سبعة مواقع حول النهرين الجليديين.
وأدت الأنهار الجليدية إلى طحن جزيئات الصخور الموجودة داخل هذه النوى بطرق مختلفة اعتمادًا على مرحلة ذوبانها، مما يجعل الرواسب بمثابة مؤشرات مناخية دقيقة بشكل ملحوظ.
وكشف تحليل النوى، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10000 عام، أن تراجع الأنهار الجليدية سبقه نمط مناخي دافئ غير عادي لظاهرة النينيو بين عامي 1939 و1942. وأثارت الفترة القصيرة من حدث الاحترار هذا قلق العلماء، وأظهرت لهم أنه حتى لو إذا توقف مسبب ذوبان الجليد، فإن استجابة الأنهار الجليدية يمكن أن تستمر لعقود.
وقالت المؤلفة المشاركة جوليا ويلنر ، أستاذة الجيولوجيا في جامعة هيوستن بولاية تكساس: "بمجرد خروج النظام من التوازن، فإن التراجع مستمر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتفاع مستوى سطح البحر الاقمار الصناعية اكتشاف القارة القطبية النهر الجليدي الأنهار الجلیدیة نهر یوم القیامة ذوبان الجلید
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
صفاء الزين
يوافق العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي المقابل يواجه السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، ففيه أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية (OCHA) خلال ديسمبر 2025م، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأكثر من 30 ألف قتيل موثق، بينما تبقى أعداد غير معروفة تحت الأنقاض وفي المناطق المعزولة.
الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023م ما زالت تمزّق كل شيء، فالحقوق الأساسية تلاشت بالكامل. الحق في الحياة تحوّل إلى رفاهية بعيدة، قذائف تتساقط فوق الأحياء السكنية، والمدفعية تضرب المستشفيات، والأسواق تتعرض للقصف وسط اكتظاظ المدنيين. الحق في الغذاء يوشك على الانهيار التام، خمسة ملايين سوداني يقفون على حافة مجاعة كارثية تمتد إلى 12 ولاية، والمجاعة أُعلنت رسميًا في أغسطس الماضي.
مع امتداد الحرب اتسعت دائرة العنف في مناطق متعددة، وبات المدنيون يواجهون ضغوطًا وانتهاكات متنوعة ترتبط بطبيعة الاشتباكات واتساع نطاقها، وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن حجم الوقائع في الميدان أكبر من الأرقام المتاحة، فكثير من الحالات لا يجري توثيقها نتيجة غياب الأمان وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
كما أدى استخدام الطيران الحربي في عدد من الجبهات إلى توسيع نطاق الخسائر وسط المدنيين، القصف الجوي طال مناطق مكتظة بالسكان، وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، من طرق ومرافق خدمية ومستشفيات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار الضربات الجوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة، ويضاعف من معاناة الأسر المحاصرة بين خطوط القتال.
وقد ظل الأطفال في دائرة الخطر المباشر، لأن أكثر من 19 مليون خارج المدارس، وآلاف جُنّدوا قسرًا في صفوف المتقاتلين، والمئات سقطوا ضحايا للألغام والعبوات الناسف، أما كبار السن وذوو الإعاقة يعيشون وحدهم خلف خطوط النار بلا دواء ولا غذاء.
كما أن المشهد الصحي ينهار لأن المستشفيات تحولت إلى أطلال، والصيدليات فارغة، والمياه النظيفة حلم بعيد في معسكرات النزوح التي تضم أكثر من ستة ملايين شخص.
اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يحمل صيحة واضحة، صيحة في وجه صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بتصريحات لا تغيّر واقعًا يزداد قسوة، وصيحة في وجه كل من يضع “الاستقرار السياسي” فوق حياة الملايين، إن حماية المدنيين واجب قانوني وأخلاقي يحتاج تطبيقًا فوريًا، لا بيانات إدانة مؤجلة.
كما أن احترام حقوق الإنسان في السودان يشكّل الطريق الوحيد للخروج من الحرب، فأي حديث عن المستقبل بلا معنى إذا لم تُحمَ الأرواح اليوم، وإذا لم تُصن الكرامة في هذه اللحظة بالذات.
السودان ليس خبرًا عابرًا في نشرة، لكنه اختبار حقيقي لضمير العالم، النجاح في هذا الاختبار يمنح الملايين فرصة للحياة، والتقاعس يسجّل البشرية كشاهد صامت على واحدة من أفظع المآسي في القرن الحادي والعشرين.
????: [email protected]
الوسومالأمم المتحدة السودان المجتمع الدولي اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م صفاء الزين منسقية الشؤون الإنسانية