قائد الثورة: رؤية اليهود متوحشة تحتقر بقية البشر ولا تعترف بإنسانية الآخرين
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على وجوب أن ننظر إلى اليهود نظرة واعية وأن نفهمهم كما هم لا كما يحاول المغفلون أن يقدموا نظرة وهمية وخيالية عنهم.. قائلا: من يحاولون أن يهيئوا الساحة لليهود الصهاينة في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي عليهم أن يسمعوا رؤية الإبادة والاستباحة.
ولفت السيد القائد، في كلمة له اليوم، حول آخر التطورات والمستجدات، إلى أن رؤية اليهود رؤية متوحشة رؤية تحتقر بقية البشر ولا تعترف ببشرية بقية البشر ولا بإنسانية بقية الناس.. مشيرا إلى أن هناك تصريحات لمسؤولين صهاينة تصف الشعب الفلسطيني العزيز المظلوم بالحيوانات.
وقال إن اليهود الصهاينة هم من يتحركون بدون أي ذرة من المشاعر الإنسانية ونظرتهم للآخرين نظرة استباحة.. كما أن اليهود الصهاينة لا يقدرون الذي وقف إلى جانبهم وقاموا باستغلاله.
وأضاف أن القتل الشامل الإجرامي الوحشي يعبّر عن نزعة اليهود العدوانية الشديدة جدا وهناك تعبئة عدائية مستمرة في أوساطهم.. مؤكدا أن الحركة الصهيونية اخترقت الساحة الأوربية منذ قرون وحولت الأطماع والأحقاد في الوسط المسيحي إلى معتقد ديني ورؤية سياسية.
وأشار إلى أن الحركة الصهيونية اخترقت أمريكا ورسّخت معتقدات معينة في مقدمتها تعظيم اليهود وتقديسهم كمعتقد ديني.. مبينا أن من أول المعتقدات التي ركزت عليها الحركة الصهيونية في أوروبا هو اعتبار الدعم لليهود للسيطرة على فلسطين واجبا دينيا.
ولفت السيد القائد، إلى أن مسألة هدم المسجد الأقصى والاستبدال له بالهيكل المزعوم تحولت إلى مطلب ديني وربطوا به تلك المتغيرات التي يحاولون أن يهيئوا لها.. مبينا أنهُ حينما يحمل الصهاينة اليهود هذه الرؤية تجاهنا كمسلمين ينبغي أن نكون أول من يتحرك.
وأوضح قائد الثورة، أن الجمهورية الإسلامية في إيران تحركت ودعمت الموقف العربي وساندته وكانت ظهرا له في مواجهة العدو الصهيوني قبل أن يصل إليها الاستهداف.. مبينا أن إيران مستهدفة بلا شك والمؤامرات عليها بكل الأشكال. مخاطبا العرب بالقول: لا تصدقوا من يصور المسألة وكأنه لا مشكلة لكم مع العدو الإسرائيلي وهو من يحتل أرضكم ويقتل أبناءكم.
وأضاف أن رؤساء مثل بايدن ومسؤولون في بريطانيا وأوروبا يتباهون أمام الآخرين بأنهم صهاينة.. مبينا أن انتماء رؤساء ومسؤولي الغرب إلى الصهيونية يعني أنهم يحملون الرؤية العدائية جدا ضد أمتنا وشعوبنا.
وأشار إلى أن سبات الأمة طال بأكثر من الدُبّ في سباته الشتوي وهذا الشيء مؤسف جدا.. لافتا إلى أن القرآن الكريم كشف لنا حقيقة أولئك الأعداء وما يكنونه من عداء شديد لأمتنا وفي مقدمتهم اليهود قبل غيرهم.. قائلا: من العجيب أن تحب عدوك الذي يكرهك ويحقد عليك ويحتقرك ويستبيح فيك كل شيء.
وتابع بالقول: هناك اختراق يهودي حقيقي لأمتنا كبّل الأمة وجمّدها بحيث يتفرج أكثر أبنائها على ما يجري على ما يحدث على المآسي الكبرى.. مضيفا أن الأعداء حرصوا على السيطرة على القرار الرسمي حتى لا يتخذوا أي موقف عملي جاد لمناصرة الشعب الفلسطيني.
واستطرد قائلا: هناك تأثير للتوجه الرسمي على مستوى تجميد الحالة الشعبية حتى من التظاهر والأنشطة الشعبية وتعطيل على المستوى الشامل.. مبينا أن معظم الدول العربية والإسلامية لم يعد فيها أي شيء مهم يتعلق بالخطر الصهيوني اليهودي على أمتنا.
وبين قائد الثورة، أن العدو الإسرائيلي عمل على تغييب القضية الفلسطينية والأقصى من الإعلام والسياسة والتوجّهات والمواقف وأخرجها عن دائرة الاهتمام .. مؤكدا أن هناك استهداف لأمتنا الإسلامية في الوطن العربي وغيره في كل عناصر القوة المعنوية والمادية.
وأوضح أن الأعداء أغرقوا الأمة في الفتن والنزاعات والأزمات والانقسامات مع دفع كبير جدا ليتفاعل ويستجيب معها البعض.. مشيرا إلى أن فتنة التكفيريين ألحقت بالأمة أضرارا بالغة جدا ولا يزالون.
وأضاف ان البعض إذا كان المسلك انقساميا فتنويا يتفاعل معه بكل جد وجهد، لكن إذا كانت المسألة موقفا من أعداء الأمة ليس مستعدا أن يتحرك نهائيا.. لافتا إلى أن الأعداء لهم سعي رهيب جدا في نشر الفساد اللا أخلاقي في الساحة لتمييع أبناء الأمة وتحويلهم إلى أمة منحطة لا ضمير لها.
وأكد السيد القائد، أن هناك سعي لتوجيه الولاء في أوساط هذه الأمة لليهود وتطويعهم لصالح الأعداء .. مشددا على وجوب أن تستفيق الأمة من غفلتها وأن تتحرك وفق مسؤوليتها بوعي وبصيرة لتحظى برعاية الله.
كما أكد أن في ثبات المجاهدين في غزة وإلحاق الخسائر بالعدو والتماسك في مواجهة العدو درس وعبرة لكل المسلمين.. كما أن في ثبات حزب الله منذ نشأته وفاعليته والآن في جبهة ساخنة مشتعلة جدا في مواجهة العدو الإسرائيلي عبرة ودرس كبير لكل أبناء الأمة.
وأشار إلى أن في فاعلية الذين يتحركون من أبناء الأمة بجدية مثل ما هو حال الإخوة المجاهدين في العراق الذين هزموا العدو الأمريكي دروس مهمة.. مبينا أن في فاعلية جبهة اليمن وتأثيرها وقوتها الذي يعترف به الأعداء عِبَر واضحة لكل المسلمين.
وجدد السيد القائد التأكيد على أهمية أن نتحرك بكل هذا الأمل وأن نسعى لأن تكون نظرتنا للأحداث هو الحصول على الوعي بخلفية الصراع.. مشيرا إلى أن البعض لا يزالون ينظر إلى الأحداث وكأنها مجرد أحداث طرأت وتنتهي.
وأشار إلى أن القرآن فيما يتعلق بالصراع مع العدو الإسرائيلي كان محوره ومرتكزه المسجد الأقصى.. مبينا أن المآلات الحتمية في الصراع هي خيبة الأعداء وفشل اليهود الصهاينة وهزيمتهم المحتومة وفق الوعد الإلهي.
ولفت إلى أن اليهود الصهاينة لا بقاء لهم في السيطرة على فلسطين ولا على القدس ولا على المسجد الأقصى مهما أجرموا وظلموا.. قائلا: اليهود الصهاينة مهما أسرفوا في الإجرام مآلهم الحتمي هو الزوال والهزيمة والخيبة.
وأوضح قائد الثورة، أن من المآلات الحتمية في هذا الصراع خسارة كل الذين يوالون اليهود.. قائلا: هذا الليل سينجلي ونور النصر والفرج والأمل الواعد لهذه الأمة قادم رغم أنوف الأعداء ومن يوالونهم من الأغبياء.
وأضاف أن الأمة مع هذه المتغيرات الكبرى والمرحلة التاريخية في ذروة الصراع أمام اختبار كبير.. مبينا أن الشعب اليمني ينطلق في تحركه تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني ومأساة غزة من منطلق الانتماء الإيماني.. قائلا: ننطلق في تحركنا مع فلسطين من الوعي بطبيعة الصراع وفهم العدو وأننا جزء من هذه المعركة.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية اليمنية في البحر، أشار قائد الثورة، إلى أن العمليات منذ بدايتها وإلى اليوم عمليات فاعلة ومؤثرة ومستمرة.. مبينا أن التحرك الشامل لشعبنا العزيز يجسد الانتماء الإيماني والصدق مع الله والترجمة الفعلية للقيم والأخلاق التي يمتلكها.
وكشف السيد القائد، أن عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني في غزة بلغت استهداف 54 سفينة وهذا رقم مهم جدا ورقم كبير.. قائلا: بفضل الله سبحانه وتعالى تحقق هدف منع حركة العدو الإسرائيلي من باب المندب على البحر الأحمر.
وأكد أن الأمريكي لا يحترم الشعوب والأمم ويصر على مواصلة الإجرام ضد الشعب الفلسطيني في غزة.. مبينا أن الأمريكي ورّط نفسه بالعدوان على بلدنا حماية للإجرام الصهيوني ودعما لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وجدد السيد القائد، التأكيد على أن موقف الشعب اليمني مرتبط بشكل تام بمسألة ما يجري على غزة، وموقفنا منذ بدايته واضح من السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.. مشيرا إلى أن الأمريكي بعدوانه على بلدنا يسند العدو الإسرائيلي وورط نفسه في إطار الاستهداف.
وأكد قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأمريكي ويتبعه البريطاني تلقّت سفنه ضربات موجعة ومنكّلة.. حيث بلغ إجمالي الصواريخ والطائرات المسيّرة 384 في العمليات التي نستهدف بها الأعداء.
وأشار إلى أن غارات الأعداء وقصفهم لم يؤثر على القدرات العسكرية لبلدنا.. مبينا أن مسار التصعيد مستمر ومسار التطوير مستمر وقد لمس الأمريكيون والبريطانيون ذلك.
ولفت إلى أن تصريحات الأعداء أقرّت بفشلهم في تدمير قدرات بلدنا أو في الحد من تأثير هذه القدرات أو من زخمها.. موضحا أن الأعداء عبّروا عن الاندهاش والذهول من قدرات بلدنا العسكرية واستخدام بعض الأسلحة لأول مرة ضد السفن في البحر.. قائلا: إن كان لعمليات الأعداء من تأثير فسيكون عكسيا وسيسهم رغم أنوفهم بتطوير قدراتنا العسكرية وقد لمسوا ذلك.
وأوضح أن الأعداء أغبياء عندما فتحوا معركة لا حاجة لفتحها.. مبينا أن الموقف الصحيح الذي يسهم في استقرار المنطقة بكلها هو وقف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.
وأضاف أن التصعيد في جبهة اليمن أو في أي جبهة من الجبهات التي تساند غزة لن يفيد الأمريكيين بشيء وتأثيراته عكسية.. مشيرا إلى أن غارات وقصف العدو هذا الأسبوع لا تأثير لها لا على القدرات ولا على المعنويات..
وقال قائد الثورة، إن شعبنا غدا الجمعة سيصرخ بأعلى صوته ليقول: المعنويات عالية، عالية بكل ما تعنيه الكلمة.. مبينا أن الغارات الأمريكية والبريطانية لن تؤثر على معنويات شعبنا العزيز المسلم المجاهد ولا حتى لدى الأطفال.
وتابع: شعبنا ينطلق من منطلق إيماني وتربى تربية إيمانية، تربى على الحرية والعزة والكرامة والإباء والشهامة.. مبينا أن الأعداء بتصعيدهم لن يؤثروا على القدرات ولا على المعنويات ولا على حضور الشعب في الساحات.
وتساءل قائد الثورة بالقول: هل يتصور الأمريكيون أو البريطانيون أو الإسرائيليون أنهم بذلك القصف في العاصمة صنعاء سيجعلون الأهالي يختبئون في بيوتهم؟
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن هناك تذمّر كبير في الوسط الرسمي الأمريكي من الموقف الأمريكي.. مشيرا إلى أن قصة الجندي الذي أحرق نفسه احتجاجا على ما يفعله العدو الإسرائيلي بمساندة ودعم ومشاركة أمريكية تجاه أهل غزة تعبّر عما وراءها.. قائلا للأعداء: الكل سَئِم منكم ومن تصرفاتكم الهوجاء والعدوانية والوحشية فلماذا تصرون على ذلك؟
وأشار إلى أن البعض أتى بقطع إلى البحر تحت عنوان حماية سفنه مع أنه لا مشكلة على سفنهم طالما لم تتجه إلى مساعدة العدو الصهيوني.. لافتا إلى أن الأمريكي عندما وصلت قطعة حربية لألمانيا في البحر أدخلهم في وضع مأزوم.
وأوضح قائد الثورة، أن القطعة الحربية الألمانية أطلقت صاروخا على طائرة أمريكية وعلى سفينة تجارية وهذا يعبّر عن فشل وإرباك وقلق.. قائلا: ليس من الصحيح أبدا أن تتجه الدول الأوروبية ولا غيرها إلى عسكرة البحر الأحمر.
وأكد أن ما يمكن أن يهدد الملاحة هو الأمريكي الذي يجرهم إلى عسكرة البحر الأحمر وإثارة الفوضى فيه وتحويله إلى ميدان صراع وساحة حرب.. مبينا أن مواقفنا واضحة وعملياتنا ستستمر بفاعلية عالية في اتجاه البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب.
وشدد قائد الثورة، أن لابد من دخول الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية .. متوعدا الأعداء بالقول: لدينا بإذن الله تعالى مفاجآت لا يتوقعها الأعداء نهائيا، وستكون مفاجئة جدا للأعداء وفوق ما يتوقعه العدو والصديق، ومفاجآتنا إن شاء الله ستأتي فاعلة ومؤثرة.
وأشار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن مخرجات التعبئة مستمرة بالآلاف الحضور في الساحات حضور فاعل وواسع، ويعني لنا الكثير.
وخاطب قائد الثورة، الشعب اليمني بالقول: خروجكم الأسبوعي في يوم الجمعة الماضي في 132 ساحة خروج مليوني يعني الكثير لأهميته، والأعداء يحسبون للخروج المليوني ألف ألف حساب.
ولفت إلى أن الضربات الصاروخية وعمليات الطائرات المسيّرة وعمليات القوات البحرية تعبّر عن الشعب الذي يخرج بالملايين.. مؤكدا أن لا بد من الاستمرار في الخروج المليوني وله تأثيره الكبير المساند في ظل وضع خذلان رهيب.
وأكد قائد الثورة، أن الخروج في الساحات هو جزء من الموقف ومن الجهاد.. كما أن الساحات هي جزء من الميدان ولا ينبغي أن يتم إخلاؤها طالما والمعركة مستمرة..
وقال إن من النعم الكبرى أن وفقنا الله سبحانه وتعالى في هذا البلد ليكون لنا هذا الموقف الشامل.. كما أن من فضل الله العظيم على شعبنا العزيز أن يكون في موقف عظيم كبير شامل مشرّف يرضي الله سبحانه وتعالى ويرفع الرأس ويبض الوجه.
وأضاف أنهُ عندما يتاح للإنسان فرصة أن يكون في موقف عظيم ثم لا يتحرك فهي حالة خطيرة عليه.. قائلا: نحن في مرحلة مصيرية وتاريخية منظورة برقابة الله وتدبيره أمام هذا الاختبار..
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الذين يعملون لصالح الأعداء أو يتخاذلون عن النهوض بمسؤولياتهم لن يسلموا من عقوبات الله سبحانه وتعالى.. كما أن من يتحرك في مرحلة كهذه فليبشر بموعود الله سبحانه وتعالى.
كما أكد أن هذه مرحلة لها ما بعدها ولها ما يكتبه الله في مصائر الشعوب ومصائر الأشخاص المصائر الفردية والجماعية.. مشيرا إلى أن التحرك في هذه المرحلة يعبّر عن الشرف والعز والإباء والرجولة والشهامة والإباء والكرامة والحرية وكل المعاني الإنسانية النبيلة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدوان الامريكي البريطاني على اليمن عبدالملک بدرالدین الحوثی الله سبحانه وتعالى العدو الإسرائیلی الیهود الصهاینة الشعب الفلسطینی البحر الأحمر السید القائد مشیرا إلى أن وأشار إلى أن قائد الثورة أن الأمریکی أن الأعداء وأضاف أن مبینا أن ولا على أن هناک کما أن لا على فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
تحلّ على الأمة الإسلامية في العاشر من شهر الله المحرم ، ذكرى أليمة تهزّ القلوب وتوقظ الضمائر، إنها ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، سبط النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، في واقعة كربلاء الخالدة التي وقعت في العاشر من محرّم سنة 61 للهجرة ، واقعة لا تزال حيّة في وجدان الأمة، متجددة في وجعها، عميقة في دلالاتها، وشاهدة على صراع الحق والباطل الذي لا ينتهي.يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
عاشوراء الحسين عليه السلام .. يوم الثورة والكرامةوليس الحديث عن كربلاء مجرد سرد تاريخي لحدث مأساوي، بل هو استحضار لدروس عظيمة، وقيم رفيعة، ومواقف إيمانية خالدة. فمن عاشوراء نتعلم كيف يكون الصمود في وجه الطغيان، وكيف تُبذل الأرواح في سبيل المبادئ، وكيف يُصان الدين من الانحراف والتحريف ، ذكرى الحسين (عليه السلام) محطة وعي وإصلاح وبناء داخلي وروحي، تستحق أن نتوقف عندها بكل خشوع وتفكر في كل عام، بل في كل حين.
هذا التقرير الصحفي يُسلط الضوء على محاور متعددة تبرز المعاني العظيمة لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، منها: دوره كأول ثائر في الإسلام بوجه الاستبداد والطغيان ، وملحمة كربلاء مثال للعزة والكرامة، والأبعاد الدينية والإنسانية العميقة التي تجعل من مظلوميته قضية ممتدة لكل المظلومين في التاريخ والواقع المعاصر، كما يستعرض التقرير كيف يُنظر إلى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية، وخصوصًا كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، من منظور تعبوي وثوري يرتبط بالواقع السياسي والإنساني للأمة.
إن أهمية هذا التقرير لا تكمن فقط في التوثيق، بل في كونه دعوة للتأمل والعمل، ومحاولة جادة لفهم كيف يمكن للأمة أن تُعيد بناء نفسها على ضوء قيم كربلاء، وكيف تكون عاشوراء نبراسًا للهداية ومصدرًا لا ينضب من القوة والكرامة في وجه التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة الإسلامية في كل مكان وزمان.
الحسين عليه السلام .. الثائر الأول في الإسلام
كان الإمام الحسين (عليه السلام) أول ثائر إسلامي يعلن رفضه الصريح لنظام سياسي منحرف عن قيم الإسلام، تمثّل في حكم يزيد بن معاوية الذي حول الخلافة إلى مجون واستبداد ونظام ملكٍ عضوض تحكمه المصالح وتطغى فيه الأنانية على العدالة، والفساد على الإصلاح ،
ثورة الإمام الحسين لم تكن ذات دوافع شخصية أو طموحات سلطوية، بل جاءت كخط دفاع أخير عن جوهر الإسلام، وعن كرامة الأمة التي كادت تُصادر باسم الدين، وموقفه كان واضحًا عندما قال: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”.
وبهذا، رسم الإمام الحسين (عليه السلام) للأمة طريقًا واضحًا ، أن (لا مساومة على الحق، ولا سكوت على الباطل، وأن الدم الطاهر أقوى من سيوف الطغاة).
كربلاء.. ملحمة العزة والإباء
في كربلاء، حيث قلة في العدد، وكثرة في العزم، وقفت ثلة من أهل بيت النبوة وأصحاب الحسين (عليه السلام) بوجه جيش جرّار لا يعرف رحمة ولا عدالة، لكنهم صمدوا واستُشهدوا واقفين، ليؤكدوا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الظلم لا يُهادَن ، إنها ملحمة إنسانية خالدة كتبتها دماء الشهداء، لتبقى منارةً تهدي الضمائر وتلهم الأحرار في كل العصور.
ملحمة كربلاء كانت مشروعاً متكاملاً للإصلاح والتغيير صدح به الإمام الحسين عليه السلام بكل وضوح : ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) ، ومنذ ذلك اليوم تحولت كربلاء إلى رمز حي في وجدان المسلمين وكل الأحرار في العالم بأن درب الحسين هو درب الكرامة واليقظة والثورة .
الأبعاد الدينية والإنسانية العظيمة لمظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)
مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ليست حدثًا مغلقًا في الزمان، بل قضية مفتوحة تتكرر في كل عصر، وتتجدد في كل مظلومية يتعرض لها الإنسان، وخاصة المسلم، في أي مكان من العالم.
لقد كانت كربلاء صرخة ضد الظلم السياسي، والديني، والاجتماعي، ولهذا فإن كل مظلوم في الأمة، من شرقها إلى غربها، إنما يحمل في وجعه شيئًا من دم الحسين.
وفي هذا السياق، تمثل مظلومية غزة اليوم أبرز الشواهد الحيّة على امتداد عاشوراء. ففيها يُقتل الأطفال والنساء، وتُهدم البيوت على ساكنيها، ويُحاصر الأبرياء ويُحرمون من أبسط مقومات الحياة، وكل ذلك على يد عدوّ صهيوني يتجرد من كل معاني الإنسانية، ويمارس الإبادة والتطهير بكل ما تحمله الكلمة من فظاعة.
هذا العدو ليس غريبًا عن التاريخ، بل هو في امتداد طبيعي لنهج يزيد، المتجرد من القيم، المتصف بالوحشية، المتعطش للدماء، وإن ما فعله يزيد في كربلاء، يفعله الاحتلال في غزة اليوم، لكن بأدوات عسكرية متطورة وإعلام كاذب وتواطؤ دولي مخزٍ.
وهكذا، فإن كل مقاومة في وجه الاحتلال، وكل صرخة في وجه الظالم، وكل شهيد يسقط من أجل قضية عادلة، هو على خطى الحسين عليه السلام، ويحمل روحه، ويعيد إحياء ملحمته.
ماذا تعني ثورة الحسين للأمة الإسلامية؟
ثورة الإمام الحسين تمثل الضمير الحيّ للأمة في مواجهة الطغيان وميزانًا أخلاقيًا يقيس الشعوب والأنظمة والقدوة العملية لكل من يسعى لإصلاح الواقع و المنارة التي تهدي المقاومين والمجاهدين في سبيل الحرية والكرامة وما تعنيه هذه الثورة للأمة الإسلامية أن الحق لا يُقاس بالكثرة، بل بالثبات عليه، فالحسين عليه السلام واجه آلاف الجنود بقلةٍ مؤمنةٍ واعية، لكنها أصبحت ضمير الأمة إلى يوم الدين ، وأن الكرامة فوق الحياة، لأن الحسين لم يختر القتال ليُقتل، بل ليحيا الإنسان حُرًّا بكرامة، ويُسقط من يبيعون الأمة مقابل سلامهم الزائف ، وأن الدين لا يُفصل عن الموقف السياسي، لأن الانحراف السياسي كان مدخلاً لانحراف عقائدي عميق، ما جعل الحسين عليه السلام يربط إصلاح الأمة بإصلاح الحكم والنتيجة أن التضحية من أجل الحق لا تموت، بل تُثمر في أجيال لا تُعد، وهذا ما رأيناه في كل ثورة انطلقت تحت شعار “هيهات منا الذلة”.
اليوم، كل مظلوم يرفع صوته، وكل مقاوم يقف في وجه طغيان داخلي أو خارجي، إنما يستحضر من الحسين روحه، ومن كربلاء عزيمته. من فلسطين إلى اليمن، ومن كل أرض تقف بوجه الاستكبار، نجد في ثورة الحسين عليه السلام إلهامًا لا يخبو.
عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)ذكرى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية ليست مجرد مناسبة عاطفية أو طقسية، بل هي محطة وعي متقدمة، تُستعاد فيها القيم الحية التي جسّدها الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الطغيان والانحراف، وفي خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، نجد أن عاشوراء تمثل مدرسة متكاملة للتعبئة الإيمانية والثورية، ومنطلقًا لفهم واقع الأمة وتحديد موقفها من قضاياها المصيرية.
ويرى السيد القائد أن كربلاء ليست حدثًا معزولًا، بل هي صراع مفتوح بين خط الحق وخط الباطل، وأن الحسين (عليه السلام) خرج لمواجهة انحراف الأمة عن القرآن الكريم، وانقلابها على تعاليم النبي (صلى الله عليه وآله)، ولهذا فإن إحياء عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية يكون بالتحرك العملي في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة، وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل”، اللتان تمثلان اليوم امتدادًا ليزيد في العصر الحديث.
ويؤكد السيد القائد في خطاباته أن الوقوف مع المستضعفين والمظلومين، وفي مقدمتهم شعب فلسطين وغزة، هو من جوهر الولاء للحسين ونهج كربلاء، وأن التخاذل عن نصرة قضايا الأمة هو خيانة لرسالة عاشوراء.
ويشدد على أن ما تحتاجه الأمة اليوم هو استلهام الروح القرآنية الثورية من الإمام الحسين (عليه السلام)، والانطلاق بها لمواجهة كل أشكال الظلم، سواء في الداخل عبر مكافحة الفساد والطغيان، أو في الخارج بمواجهة العدوان والحصار والتدخلات الأجنبية.
في هذا السياق، تُقدَّم المسيرة القرآنية كامتداد حي لثورة كربلاء، تتبنى خيار التضحيات الكبرى، وتعبئ الجماهير بروح الصمود والإيمان، وتُسقِط أقنعة الطغاة باسم الدين والسياسة، تمامًا كما فعل الحسين في وجه يزيد.
هكذا، تُعدّ عاشوراء كما قدمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) ثورة متجددة، وإصلاحًا دائمًا، وخط مواجهة ممتدًا إلى آخر الزمان، لا يقبل الحياد ولا المساومة، ويمنح كل الأحرار في الأمة بوصلة هدى تقودهم في زمن التيه والانحراف.
خاتمةعاشوراء ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي اختبار دائم للوعي والضمير، وفرصة لإعادة صياغة علاقة المسلمين بدينهم وتاريخهم وواقعهم. إنها محطة إلهام للشعوب المستضعفة، ودعوة مستمرة لكل الأحرار لأن يكونوا على درب الحسين، أن يثوروا للحق، ويقفوا مع المظلوم، ويرفضوا الانحناء للطغيان.
سلام الله على الإمام الحسين عليه السلام وأصحاب الإمام الحسين ، وجعلنا من السائرين على دربه، الناصرين لرسالته، المستنيرين بنوره حتى قيام الحق واندحار الباطل، في غزة، وفي كل أرض ينزف فيها المظلومون.