الرئيس لن يُنتخب إلّا بشروط حزب الله؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
رغم عودة الدول الخمس المعنيّة بملف رئاسة الجمهوريّة إلى حراكها، بدءا باجتماع سفرائها امس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتزامن مع المبادرة الداخليّة التي تقودها كتلة "الإعتدال الوطنيّ"، وسط الحديث عن تعاون وتفاؤل وتساهل رئيس مجلس النواب نبيه برّي مع هذه الإتّصالات، لا يبدو، وفق أوساط نيابيّة مُعارضة، أنّ هناك فرصة فعليّة لانتخاب رئيسٍ قريباً، إذ إنّ "حزب الله" وحركة "أمل" لم يُعلنا عن نيّتهما بالتنازل عن ترشّيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، وحارة حريك لا تتحدّث عن الإستحقاق الرئاسيّ، وتضع كامل تركيزها على ما يجري في غزة وفي جنوب لبنان، من معارك مع العدوّ الإسرائيليّ.
ومن المرتقب أنّ يلتقي رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بوفد كتلة "الإعتدال الوطنيّ" الاثنين ،علماً أنّ النائب طوني فرنجيّة، أعلن على لسان كتلته النيابيّة، أنّ مرشّحه يبقى والده، رافضاً أيّ شروط تُوضع عليه وعلى حلفائه للذهاب إلى الحوار. ويقول مراقبون إنّ موقف فرنجيّة لن يختلف عن رأيّ رعد، أيّ أنّ مبادرة "الإعتدال الوطنيّ" ستُواجه أوّل مأزق، لأنّ نواب المُعارضة سيرون مرّة جديدة أنّ لا جدوى من الجلوس مع "الثنائيّ الشيعيّ" وحلفائه، إنّ كان محور الحديث هو سليمان فرنجيّة.
ويُذكّر المراقبون أنّه في كلّ المناسبات، نجح "حزب الله" بفرض شروطه الرئاسيّة. ففي العام 2005، وبعدها في الـ2009، لم تستطع قوى الرابع عشر من آذار في حينها، على الرغم من تحقيقها الأغلبيّة النيابيّة، من انتخاب مرشّحها، وأخذها "الثنائيّ الشيعيّ" عام 2008 إلى مؤتمر الدوحة، وحاليّاً، يسعى إلى فرض الحوار على الجميع، للتوافق على فرنجيّة. ويلفت المراقبون إلى أنّ "الحزب" ومعه "أمل" يقولان إنّهما يُريدان التحاور لحلّ مشكلة الشغور الرئاسيّ، لكن في الوقت عينه، فإنّ تمسّكهما بمرشّحهما يُؤكّد أنّهما ليسا مستعدّين للتنازل عنه، والتشاور بأسماء أخرى.
وبعد الحرب في غزة، والمعارك في الجنوب، والخشية من ضربة إسرائيليّة تُوسّع النزاع إلى لبنان، يتأكّد بحسب المراقبين أنّ ما يحتاجه "حزب الله" في هذه المرحلة العصيبة وبعدها، هو انتخاب رئيسٍ مُمانع، كيّ يُحافظ على سلاحه، وعلى أحقيّته بمقاومة العدوّ. كذلك، فإنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يبحث أيضاً عن مرشّح قادرٍ على صون وجود مُقاتلي "الحزب" في جنوب لبنان، عبر تطبيق الـ1701 لإنهاء الأعمال القتاليّة، لكن مع رفض إنسحاب عناصره إلى شمال الليطاني.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "حزب الله" استطاع التمديد للرئيس السابق إميل لحود، وخاض أثناء وجود الأخير في قصر بعبدا، حرب تموز 2006. وقد أتى بعده الرئيس ميشال سليمان، الذي انتُخب بموافقة "الثنائيّ الشيعيّ"، بعد رفض مجيء أيّ رئيس "سياديّ"، وبعد أحداث أيّار 2008. ولعلّ انتخاب الرئيس ميشال عون، عزّز من موقع "الحزب" في المنطقة ككلّ، فشارك في المعارك في سوريا إلى جانب الجيش السوريّ، وانتقل إلى اليمن، حيث ساعد الحوثيين في الحرب، وساهم في العراق بتقويّة الفصائل المواليّة لإيران. أمّا الآن، فهو يقود معارك في الجنوب، لمُساندة حركة "حماس" في غزة.
ويُشدّد المراقبون على أنّ "حزب الله" لن يأتي برئيسٍ غير فرنجيّة، أو إذا وافق بطريقة ما على إسمٍ وسطيّ، فإنّ هذا المرشّح سيُقدّم ضمانات عديدة لـ"المقاومة"، أوّلها عدم المسّ بسلاحها وبخطوط إمدادات الأسلحة التابعة لها، مع المُحافظة على بند في كلّ حكومة تتشكّل يحفظ حقّ "الحزب" بالتحرّك بحريّة ضدّ إسرائيل، إنّ هدّدت تل أبيب لبنان، أو إنّ أوجب تدخّل حارة حريك مرّة جديدة لمُعاونة الفلسطينيين، أو الرئيس بشار الأسد في سوريا، أو الحوثيين في اليمن.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فرنجی ة
إقرأ أيضاً:
في العاشر من محرم.. مسيرة حاشدة في الضاحية الجنوبية لبيروت ونعيم قاسم يؤكد: (حقوقنا أو باطلهم)
بيروت - انطلقت صباح اليوم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مسيرة العاشر من محرم، وسط حضور شعبي واسع، رفع خلالها المشاركون شعارات دينية وسياسية.
وكان لافتًا هذا العام التركيز على التمسك بسلاح "حزب الله"، من خلال الهتافات واللافتات التي عبّرت عن رفض تسليمه، إلى جانب صور القتلى الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وفي كلمة ألقاها بعد انتهاء المسيرة، أكد الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، أن "المقاومة ستستمر في الدفاع عن لبنان، ولو اجتمعت الدنيا بأسرها".
وأضاف قاسم: "التحرير واجب، ولو طال الزمن. كيف يُطلب منا التوقف، فيما العدو مستمر بعدوانه الذي لا يمكن أن نقبل به، وفي رقبتنا أمانة الشهداء".
وشدد قاسم على أن" حزب الله" لن يكون جزءًا من شرعنة الاحتلال في المنطقة"، قائلًا: "لن نقبل بالتطبيع، لأنه مهانة ومذلة. هذه المقاومة أمانة وسنحافظ عليها".
وفي ما يتعلّق بالتطورات الميدانية والجهود الدبلوماسية، أشار إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار يُفترض أن يشكّل محطة لوقف العدوان، لكن الاحتلال ارتكب آلاف الانتهاكات". وتابع: "التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، ولا يمكن أن يُطلب منا تليين المواقف أو التخلي عن السلاح في ظل استمرار العدوان".
وأوضح الأمين العام لـ"حزب الله"، أن تنفيذ المرحلة الأولى من أي اتفاق يبدأ بـ"انسحاب العدو، ووقف العدوان، ووقف الطيران، والإفراج عن الأسرى، وبدء الإعمار"، مضيفًا: "بعدها نحن مستعدون للنقاش، ولا تعنينا تهديدات الاحتلال أو واشنطن، بالقتل أو الاستسلام".
وختم مؤكدًا: "لا مكان للاستسلام في قاموسنا، نحن رجال الميدان، ومعادلتنا واضحة، حقوقنا أو باطلهم. نحن مستعدون للسلم وبناء الدولة، كما نحن مستعدون للمواجهة والدفاع، ولن نتخلى عن حقوقنا مهما كانت التضحيات".
وقدّم "حزب الله" اللبناني، الجمعة الماضية، رده الرسمي بشأن مسألة سلاحه، مؤكدًا موافقته على مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مع اشتراطات محددة.
وقال الحزب إن "أي نقاش حول تسليم السلاح يرتبط بانسحاب إسرائيل من خمس نقاط محتلة في جنوب لبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وشدد الحزب على أن سلاحه يعد "شأنا داخليا" يخضع لحوار وطني أو استراتيجية دفاعية شاملة تضمن أمن لبنان وسيادته.
من جانبها، أوضحت مصادر سياسية لبنانية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتولى نقل موقف الحزب، يسعى لتوحيد الموقف اللبناني حيال بنود الورقة المقترحة.