مؤتمر ليب 2024 التقني ينطلق في الرياض
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
تشارك 1000 شركة عالمية ومحلية في قطاع التقنية، إضافة إلى 1000 خبير ومتحدث من 180 دولة؛ في أعمال النسخة الثالثة من المؤتمر التقني "ليب 2024" الذي ينطلق غدا الاثنين في الرياض.
وسيقام مؤتمر ليب 2024 تحت شعار "آفاق جديدة" في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، خلال الفترة من 4 إلى 7 مارس/آذار لعام 2024، بتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف.
ويضم المؤتمر في نسخته هذا العام منصة "ديب فيست" التي تعود مجددا بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، إلى جانب عدد من المنصات والمسارح المتخصصة التي تقدم الدورات التدريبية وجلسات الابتكار، بمشاركة مجموعة من الشركات الناشئة وأبرز الشركات التقنية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم.
وبمشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء، يسلط "ليب 24" الضوء على التقنية والذكاء الاصطناعي والاستدامة والألعاب والفضاء والأمن السيبراني والتوائم الرقمية.
ومن أهم المتحدثن في المؤتمر نائب رئيس الأمم المتحدة والممثلة السابقة العليا لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين، والمستشارة السابقة لأخلاقيات وثقافة الذكاء الاصطناعي لمعهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي إليزابيث آدامز، والشريك المؤسس لشركة بايغوس ديفيا جوكولناث.
ومن ضمن المتحدثين مارتن فيليج الشريك المؤسس لشركة بولت، وبيكا لوندمارك الرئيس والمدير التنفيذي لشركة نوكيا، وبورجي إيكهولم الرئيس التنفيذي ورئيس شركة إريكسون، وأرفيند كريشنا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم.
وتطور مؤتمر ليب عبر أعوامه، إذ زادت الاستثمارات من 6.4 مليارات دولار في الدورة الأولى إلى أكثر من 9 مليارات دولار في الدورة الثانية، كما ارتفع عدد الحضور من 100 ألف زائر في الدورة الأولى إلى أكثر من 172 ألفا في النسخة الثانية، هذا إلى جانب مساحة المؤتمر التي توسعت عبر الأعوام من 44250 مترا مربعا في الدورة الأولى لتتجاوز 138 ألف متر مربع في الدورة الثالثة.
آفاق جديدة بانتظاركم#ليب24#leap24 https://t.co/qnDK8I9Dse pic.twitter.com/yrHmihWgSw
— وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (@McitGovSa) February 26, 2024
خبراء يجتمعون في ليب 2024يشارك في هذه الدورة أكثر من 1000 شركة عالمية ومحلية في قطاع التقنية، وأكثر من 1000 خبير ومتحدث من 180 دولة لمناقشة مستقبل التقنية، والذكاء الاصطناعي، واستعراض أحدث الابتكارات.
وسيتبادل الخبراء على مدى أيام المؤتمر وجهات النظر والرؤى التي تشكل مستقبل التقنية وريادة الأعمال، وسيعتلي المنصة الرئيسية نخبة من الشخصيات البارزة في الوسط التقني، ومنهم: أرفيند كريشنا الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "آي بي إم"، وأنطونيو نيري الرئيس التنفيذي لشركة "هويت باكارد إنتربرايز"، وإريك يوان الرئيس التنفيذي لشركة زوم، وبورجي إيكهولم الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون، ومارغريت شرامبوك الوزيرة السابقة للشؤون الرقمية والاقتصادية في النمسا.
كما يشهد حضورا قويا لكبرى الشركات التقنية في العالم مثل: غوغل ومايكروسوفت وأوراكل وديل وسيسكو وأفايا وإس إيه بي وسيرفس ناو وأمازون ويب سيرفسوآي بي أم وعلي بابا وهواوي وإريكسون، وغيرها من الشركات التقنية الرائدة في المنطقة.
أبرز الفعالياتتضم الدورة الثالثة من مؤتمر ليب العديد من المنصات والمسارح، منها المنصة الرئيسية، ومنصة ديب فيست، بالإضافة إلى عدد من المسارح ومنها: مسرح الاقتصاد الإبداعي، والثورة الصناعية الرابعة، والشركات الناشئة، وريادة الأعمال الرقمية (كود)، والذكاء الاصطناعي في الإعلام، والتقنيات التعليمية، والتقنيات الصحية، والألعاب.
+10,000 موظف
يعملون 24 ساعة يوميًا
لتجهيز مساحة تتجاوز 138,000 متر مربع
استعدادًا لرؤيتكم في أكبر مؤتمر تقني حضورًا بالعالم ليب الاثنين القادم
نعمل لأجلكم، ومتشوقين لحضوركم في #ليب24????????
????| مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات (ملهم)
????| من 4 إلى 7 مارس 2024
سجل الآن:… pic.twitter.com/Wmvy79bAeq
— LEAP (@LEAPandInnovate) February 29, 2024
أبرز المنصات والمسارح في مؤتمر ليب 2024 المنصة الرئيسية: وتناقش مواضيع ويب 3، وإستراتيجيات الشركات التقنية الكبرى والمليارية، وخصوصية المستخدمين في التقنية. منصة المستثمرين: وتناقش الفرص الاستثمارية المبتكرة، وتقدم عددا من ورش العمل المتخصصة بمشاركة أهم المستثمرين في العالم، وتتناول المنصة مواضيع عديدة مثل تقاطع التقنية مع السياسات الحكومية والابتكار، وإستراتيجيات التمويل الناجحة وغيرها. منصة "ديب فيست": وتُعقد بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تحت شعار "الذكاء الاصطناعي يفوق الخيال"، بمشاركة أكثر من 150 متحدثا وأكثر من 120 جهة عارضة، وستتناول المنصة في كل يوم موضوعا في الذكاء الاصطناعي، وستناقش مواضيع تشمل: بداية الذكاء الاصطناعي من الأسس إلى التطورات، وإنجازات الذكاء الاصطناعي الحالية ومدى تأثيره، ودور الابتكارات والتقنيات الناشئة في الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن ينشأ عنه. مسرح الشركات الناشئة: ويناقش نمو الشركات الناشئة وأهمية الابتكار فيها، بمشاركة عدد من المتحدثين مثل إيمان عبد الشكور المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة بلوسسوم آكسيلاراتر، وسوبريت مانكاندا الشريك المؤسس لشركة ريفيان كابتال، وفينسنت لي الشريك المؤسس لشركة آدفيرس. مسابقة روكت فيول: وهي مسابقة تسلط الضوء على الشركات الناشئة المبتكرة في مجالات متنوعة مثل التقنية للإنسانية والذكاء الاصطناعي، وتقدم هذا العام جوائز تتجاوز قيمتها مليون دولار.ويُعد مؤتمر ليب على مر السنوات عاملا محفزا للتطورات التحولية، وسيكون الحدث أكثر ديناميكية في دورته الثالثة هذا العام في ظل التزام كبرى الشركات ومشاركتها الفاعلة، فمن خلال تعزيز الابتكار وتقديم فرص للتعلم والتطور، يسهم ليب في تشكيل مستقبل القطاع التقني ويدعم الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرئیس التنفیذی لشرکة والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی الشرکات التقنیة الشرکات الناشئة المؤسس لشرکة مؤتمر لیب فی الدورة أکثر من لیب 2024
إقرأ أيضاً:
هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
وقع نظري مؤخرًا على مقال نشره كاتب أمريكي يُدعى «رونالد بروسر»، وهو أستاذ إدارة الأعمال بجامعة «سان فرانسيسكو».
نُشر المقال في مجلة «Current Affairs»، وهي مجلة سياسية ثقافية تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في 1 ديسمبر 2025.
تحدّث الكاتبُ في هذا المقال عن أزمة التعليم في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، ويرى أن الجامعات الأمريكية عقدت الكثير من الشراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل شركة OpenAI، وأن هذا التوجّه يمثّل تهديدًا للتعليم ومستقبله، ويسهم في تفريغه من مضمونه الرئيس؛ بحيث يتحوّل التعليم إلى ما يشبه مسرحية شكلية فارغة من التفكير وصناعة الفكر والمعرفة الحقيقية.
يرى «بروسر» أن هناك تحوّلا يدفع الطلبة إلى استعمال الذكاء الاصطناعي بشكل مكثّف وغير منضبط في إنجاز الواجبات والأعمال المنوطة إليهم، وكذلك يدفع كثيرا من الأساتذة إلى الاعتماد المفرط عليه في إعداد المحاضرات وعمليات التقويم والتصحيح، وتدفع الجامعات ـ كما يذكر «بروسر» ـ ملايين الدولارات في إطار هذه الشراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI؛ لتوفير النُّسخ التوليدية التعليمية وتسخيرها للطلبة والأكاديميين.
بناء على ذلك، تذهب هذه الملايين إلى هذه النظم التوليدية الذكية وشركاتها التقنية، في حين استقطعت الأموال من موازنات الجامعات؛ فأدى إلى إغلاق برامج أكاديمية في تخصصات مثل الفلسفة والاقتصاد والفيزياء والعلوم السياسية، وكذلك إلى الاستغناء عن عدد من أعضاء هيئة التدريس.
يكشف الكاتبُ في نهاية المطاف أن الجامعات بدأت تتحول من الاستثمار في التعليم ذاته إلى تسليم النظام التعليمي ومنهجيته وعملية التعلّم إلى منصات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يقلّص الاعتماد على الكوادر البشرية وعلى المنهجيات النقدية والتفكيرية.
كذلك يُظهر الكاتبُ الوجهَ المظلم للذكاء الاصطناعي والاستغلال الذي قامت به شركات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع بعض الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، ويرتبط هذا الوجه المظلم بعملية فلترة المحتوى الذي يُضخّ في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية؛ حيث تُكلَّف فئات من البشر ـ في الغالب من الدول الأفريقية الفقيرة ـ بمراجعة هذا المحتوى وتصنيفه وحذف غير الملائم منه، مقابل أجور زهيدة جدا، وذلك بغية صناعة واجهة «آمنة» لهذه النماذج، وتقتضي هذه العملية في الوقت نفسه استهلاك كميات هائلة من الطاقة والمياه لتشغيل مراكز البيانات التي تقوم عليها هذه الأنظمة.
كما يكشف وجها آخر للاستغلال الرقمي، ضحاياه الطلبة في بعض الجامعات الأمريكية ـ خصوصا المنتمين إلى الطبقات العاملة ـ عبر استغلالهم لصالح مختبرات شركات وادي السيليكون؛ إذ تُبرَم صفقات بملايين الدولارات بين هذه الشركات وبعض الجامعات، دون استشارة الطلبة أو أساتذتهم، في حين لا يحصل الطلبة إلا على الفتات، ويُعامَلون كأنهم فئران تجارب ضمن منظومة رأسمالية غير عادلة.
أتفقُ مع كثير من النقاط التي جاء بها «رونالد بروسر» في مقاله الذي استعرضنا بعض حيثياته، وأرى أننا نعيش فعلا أزمة حقيقية تُهدِّد التعليم والجامعات، ونحتاج لفهم هذه الأزمة إلى معادلة بسيطة معنية بهذه التحديات مفادها أننا الآن في مرحلة المقاومة، والتي يمكن اعتبارها مرحلة شديدة الأهمية، لأنها ستُفضي في النهاية إما إلى انتصار التقنية أو انتصار الإنسان.
مع ذلك، لا أعتقد أن هذه المعركة تحتاج إلى كل هذا القدر من التهويل أو الشحن العاطفي، ولا أن نُسبغ عليها طابعا دراميًا مبالغًا فيه.
كل ما نحتاجه هو أن نفهم طبيعة العلاقة بيننا وبين التقنية، وألا نسمح لهذه العلاقة أن تتحول إلى معركة سنخسرها بكل تأكيد، نظرا إلى عدة عوامل، من بينها أننا نفقد قدرتنا على التكيّف الواعي مع المنتجات التقنية، ولا نحسن توظيفها لصالحنا العلمي والتعليمي؛ فنحوّلها ـ عن قصد أو بدون قصد ـ إلى خصم ضار غير نافع.
نعود بالزمن قليلا إلى الوراء ـ تحديدا تسعينيات القرن العشرين ـ
لنتذكّر المواجهة التي حدثت بين المنظومة التعليمية ـ من جامعات وأساتذة وباحثين ومهتمّين بالمعرفة ـ وبين موجة التهديدات الجديدة التي تزّعمها الإنترنت ومحركاته البحثية، وكان أحد أبرز هذه التهديدات ظهور ما يمكن تسميته بثقافة البحث السريع؛ حيث ابتعد الطالب والباحث عن الطرق التقليدية في البحث مثل استعمال الكتب والقراءة المطوّلة والعميقة، ولجأ إلى الإنترنت والبحث عن المعلومات في غضون ساعات قليلة، والاكتفاء بتلخيص الدراسات والكتب.
ولّد هذا التحوّل مشكلات أخرى، من بينها تفشّي ظاهرة الانتحال العلمي والسرقات الفكرية، ولكن، لم تستمر هذه المشكلة لفترة طويلة؛ فحُلّت تدريجيا بعد سنوات، وتحديدا مع ظهور أدوات قادرة على كشف حالات الانتحال والسرقة العلمية، وظهور أنظمة تأقلمية ومعايير وقوانين تعليمية وأكاديمية عملت على إعادة تموضع الإنترنت داخل المنظومة التعليمية، وهكذا خرج النظام التعليمي والجامعات من تلك المواجهة رابحًا في بعض أجزائه وخاسرًا في أجزاء أخرى.
لا أتصور أن مشكلتنا الحالية مع الذكاء الاصطناعي تشبه تماما المشكلة السابقة التي أحدثها ظهور الإنترنت ومحركات البحث؛ فكانت التحديات السابقة -نسبيا- أسهل، وكان من الممكن التعامل معها واحتواؤها في غضون سنوات قصيرة. أما المشكلة الراهنة مع الذكاء الاصطناعي، فتكمن في سرعته التطورية الهائلة التي لا نستطيع حتى أن نتحقق من مداها أو نتنبّأ بوتيرة قدراتها الإبداعية؛ فنجد، مثلا ، أنه في غضون سنتين أو ثلاث فقط انتقل الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل«ChatGPT» من مرحلته البدائية إلى مرحلته المتقدمة الحالية، تجاوز فيها في بعض الزوايا قدرات الإنسان العادي في المهارات اللغوية، وأصبح يشكّل تحديًا حقيقيًا كما أشرنا في مقالات سابقة.
فيما يتعلّق بالتعليم والجامعات، وكما أشار الكاتب في المقال الذي استعرضناه؛ فنحن أمام مشكلة حقيقية تحتاج إلى فهم عميق وإعادة ترتيب لأولوياتنا التعليمية.
نقترح أولا ألا نتجاوز الحد المسموح والمقبول في استعمال الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ فيجب أن تكون هناك حالة توازن واعية في التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية في الجامعات، وكذلك المدارس.
وبصفتي أكاديميًا، أرى من الضروري أن نقنن استعمال الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات عبر وضع معايير وقوانين واضحة، والسعي في الوقت ذاته إلى تطوير أدوات قادرة على كشف حالات الانتحال والسرقات العلمية المرتبطة باستعمال هذه التقنيات والنماذج الذكية، رغم صعوبة ذلك في المرحلة الحالية، ولكن من المرجّح أن يصبح الأمر أكثر يسرا في المستقبل القريب.
رغم ذلك، فلا يعني أنه ينبغي أن نمنع استعمال الذكاء الاصطناعي منعًا تامًا؛ فجلّ ما نحتاجه أن نُشرف عليه ونوجّهه ضمن حدود معيّنة؛ لتكون في حدود تعين على صناعة الإبداع البشري؛ فيمكننا أن نوجّه الذكاءَ الاصطناعي في تنمية مهارات الحوار والتفكير والتحليل لدى الطلبة إذا استُعملَ بطريقة تربوية صحيحة.
ولكن في المقابل يجب أن تُشدَّد القوانين والعقوبات المتصلة بحالات الانتحال والاعتماد الكلّي على النماذج التوليدية سواء في مخرجات العملية التعليمية أو في البحوث العلمية.
كذلك من الضروري أن نُعيد التوازن إلى دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات؛ فمن غير المعقول أن نترك صناعة المحتوى التعليمي مرهونة بالكامل للذكاء الاصطناعي، في حين يتراجع دور الأكاديمي وإبداعه الذي يمارس التفكير والنقد والإضافة المعرفية من عنده.
على صعيد آخر، أظهرت دراسات حديثة التأثير السلبي للاستعمال المفرط للذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه على الدماغ البشري بشكل فسيولوجي مباشر؛ فيمكن أن يدخله في حالة من الضمور الوظيفي مع الزمن، خصوصا حال تخلّى الإنسان عن ممارسة التفكير لصالح الخوارزمية.
د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني