جدل علمي حول تشخيص مبكر للزهايمر لدى البالغين الأصحاء
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أثار علماء وأطباء جدلا واسعا بسبب مقترحات مثيرة للجدل تقضي بتشخيص البالغين الأصحاء في منتصف العمر بمرض ألزهايمر - حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض وقد لا يصابون بالمرض أصلا.
تتضمن الخطط، الصادرة عن لجنة مؤثرة تابعة لجمعية ألزهايمر الأمريكية، توسيع تعريف المرض بشكل كبير ليشمل ملايين الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل في الإدراك أو الذاكرة.
ولكن يمكن إخبار الأشخاص الذين لديهم مستويات غير طبيعية من بروتين سام يسمى "الأميلويد" - والذي يتراكم في الدماغ ويرتبط بتطور مرض ألزهايمر - بأنهم في "المرحلة الأولى" الجديدة للمرض، على الرغم من كونهم بصحة جيدة ظاهريًا.
تم طرح هذه الخطط، التي نُوقشت في مؤتمر دولي للخرف، جزئيًا بسبب توفر اختبارات دم جديدة وسهلة يمكنها الكشف بسهولة عن مستويات عالية من الأميلويد قبل ظهور الأعراض بوقت طويل.
ويشير العلماء المؤيدون لهذه الخطوة أيضًا إلى عقاقير جديدة رائدة مثل "ليكانوماب" و "دونانيماب" - التي تمت الموافقة عليها بالفعل في الولايات المتحدة ومن المقرر أن تحصل على الضوء الأخضر في المملكة المتحدة قريبًا - والتي ثبت أنها تطهر الدماغ من الأميلويد ولها تأثير بسيط في إبطاء المرض.
في التجارب، لوحظت الفوائد المتواضعة لهذه العلاجات فقط لدى أولئك المصابين بألزهايمر في مرحلة مبكرة جدًا.
يجادل العلماء بأنها قد تثبت فعاليتها أكثر إذا قدمت قبل ظهور الأعراض.
وقالت ماريا كاريو، رئيسة قسم العلوم في جمعية ألزهايمر، وهي إحدى أعضاء اللجنة: "الغرض من هذه المبادرة هو النهوض بعلم الاكتشاف المبكر والعلاج، من أجل الوقاية من الخرف، نحتاج إلى اكتشاف المرض وعلاجه قبل ظهور الأعراض".
لكن المقترحات أدت إلى رد فعل عنيف، حيث حذر الأطباء البارزون من مخاطر "خطيرة للغاية" المتمثلة في تشخيص البالغين الأصحاء بمرض يغير حياتهم والذي قد لا يصابون به أبدًا.
يقول روبرت هوارد، أستاذ الطب النفسي لكبار السن في معهد الصحة العقلية التابع لجامعة لندن، إن هناك حاجة إلى فهم أكثر تفصيلاً للدور المحدد الذي يلعبه الأميلويد في تطور مرض ألزهايمر.
ويشير إلى الأبحاث التي تشير إلى أن العديد من كبار السن لديهم تراكم كبير من الأميلويد في أدمغتهم ولكنهم لا يظهرون أي علامات خارجية للمرض.
ويقول الأستاذ هوارد: "معظم الأشخاص الذين لا توجد لديهم أدلة على ضعف الإدراك والذين تكون نتيجة اختبار الأميلويد لديهم إيجابية لن يصابوا بالخرف أبدًا. وإذا أخبرتهم أنهم مصابون بالزهايمر، فسوف يقلقون لبقية حياتهم.
وسيقوم البعض منهم باتخاذ قرارات بشأن حياتهم بناءً على فرضية خاطئة. وتظهر الأدلة أن البعض قد يصاب بالاكتئاب أو حتى ينتحر".
يقتل الخرف 60 ألف شخص في المملكة المتحدة كل عام، والزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا. لا يزال سبب حدوثه غير واضح، على الرغم من أن النظرية الرئيسية هي أن البروتينات السامة تسمى الأميلويد وتاو تتراكم وتتكتل معًا في الدماغ، مكونة لويحات وتؤدي إلى التهاب.
وما زال الجدل قائمًا حول ما إذا كانت اللويحات تسبب المرض أم أنها عرض من أعراضه أم كلاهما.
على الرغم من ذلك، اقترحت اللجنة مراجعة تشخيص مرض ألزهايمر لتشمل ست مراحل للمرض، بناءً على وجود اللويحات والأعراض.
تشمل المرحلة الأولى أولئك الذين ليس لديهم أعراض ولكن لديهم مستويات عالية من الأميلويد. سينتقلون إلى المرحلة الثانية إذا أصيبوا بمشاكل عصبية مثل القلق أو الاكتئاب، حتى لو لم تكن هذه بالضرورة مرتبطة بالخرف.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
إنجاز علمي جديد في جامعة القاهرة لعلاج الفيبروميالجيا
أضاءت كلية العلوم في جامعة القاهرة سماء البحث العلمي بإنجاز جديد يليق بتاريخها العريق، ويكشف بارقة أمل لمرضى الألم العضلي الليفي المزمن المعروف بـ"الفيبروميالجيا".
وأعلنت الكلية عن بحث رائد لفريق من باحثي قسم الفيزياء الحيوية وعلم الحيوان بالتعاون مع باحثين من خارج الجامعة تم نشره في مجلة "Life Sciences" الدولية المرموقة، التابعة لدار النشر العالمية Elsevier. وتأتي أهمية هذا الإنجاز من تصنيف المجلة ضمن (Q1) في مجالات العلوم الحيوية والصيدلانية، ذات معامل تأثير (Impact Factor) مرتفع يبلغ 5.1 خلال عام 2025.
وأكد الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة أن نشر هذا البحث العلمي المتكامل شهادة جديدة على مكانة جامعة القاهرة وعلمائها وقدرتها على الإنتاج العلمي، الذي يواكب أحدث التطورات العلمية عالميا كما أن البحث الجديد يأتي في سياق إبداع بحثي لتقديم حلول علمية مبتكرة وجادة للتصدي لواحد من أكثر الأمراض غموضا وتعقيدا والذي يتسلل إلى حياة الملايين حول العالم في صمت موجع، ويظهر في متلازمة مزمنة ومعقدة تظهر بشكل أساسي في آلام واسعة الانتشار في العضلات والمفاصل والأنسجة الرخوة، مصحوبة بإرهاق شديد واضطرابات في النوم وصعوبة في التركيز، وهي حالة تُعرف باسم "ضباب الفيبرو".
وأضاف رئيس جامعة القاهرة أن هذا الفريق البحثي يمثل جيلا من العلماء القادرين على حمل راية البحث العلمي نحو آفاق أوسع، تتجدد معها ريادة جامعة القاهرة من خلال العديد من الإنجازات العلمية التي تفتح أبواب المعرفة، ونوافذ جديدة للأمل في ترويض العديد من الأمراض المستعصية، وتخفيف آلام المرضى، وتحويل الألم إلى أمل، والخيال العلمي إلى واقع ينتظر لحظات ودراسات اكتماله.
وآوضحت الدكتور سهير رمضان فهمى عميد كلية العلوم أن فريق البحث العلمي قاده الدكتور هيثم شرف الدين، وشاركه كل من الدكتور أيمن صابر، والدكتور عبده كمال، والدكتور أحمد العبد، إلى جانب الباحثة نورهان الخولي طالبة الدكتوراه، وقد توصل إلى نتائج ستحدث ثورة في التصدي للمرض تستحق الاحتفاء العالمي، حيث قدّم الفريق مقاربة علاجية تجريبية مبتكرة ورائدة من قلب الخلية ذاتها، اعتمدت على مفهوم نقل الميتوكوندريا السليمة (Exogenous Mitochondria)، التى تعد بمثابة "مصانع الطاقة" في الخلية، واستهدف النقل تعويض الخلل الخلوي وتقليل الإجهاد التأكسدي المُصاحب للمرض، وأدى إلى تحسّن ملحوظ وإيجابي في الاستجابات العصبية والسلوكية المرتبطة بأعراض” الفيبروميالجيا"، وتفتح باب الأمل في المستقبل أمام آفاق واعدة لتطوير علاجات تجديدية (Regenerative Therapies) تعتمد على استهداف الخلل الميتوكوندري مباشرةً في المستقبل.
جدير بالذكر أن مرض "الفيبروميالجيا" يؤثر على جودة حياة الملايين حول العالم بسبب آلامه الواسعة وإرهاقه المزمن وصعوبة علاجه، كما لا يزال يحيط باكتشافه وتشخيصه أجواء من الصعوبة، وقد يتحول إلى ألم غامض يخفي أسرار وأعراض الإصابة به، كما أنه لا يزال يفتقد وجود اختبارات معملية قاطعة لتشخيص الإصابة به، ويحيط بها غموض يجعل أي خطوة بحثية جادة بمثابة شعلة تضيء دروب المجهول، وهو ما حققه البحث العلمي الجديد للفريق البحثى بكلية العلوم بجامعة القاهرة.