التْرامْضينة.. مرض نفسي خطير يجب علاجه قبل شهر الصيام
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
بقلم: جواد مبروكي
نشهد كل عام في شهر الصوم ظاهرة التْرامْضينة التي تحدث في الأسواق، في الأحياء، في المنازل، في الإدارات، في النقل، في الطرق، وباختصار في كل أماكن الحياة دون استثناء.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه الظاهرة تكتسب زخما متزايدا بشكل خطير من سنة إلى أخرى. كما ألاحظ، خلال شهر الصوم، الاهتمام الكبير من طرف وسائل الإعلام لهذه الظاهرة و لجوئها إلى خبراء ومختصين في الامراض النفسية وفي علم النفس والاجتماع محاولين العثور على تفسيرات لها.
وبعد أكثر من عشرين عاما من الملاحظة والبحث، توصلت إلى عدة تفسيرات طبية ونفسية وثقافية. ولكن في هذه المقالة سأكتفي بوصف التْرامْضينة فقط من زاوية الامراض النفسية.
1-التعريف
التْرامْضينة هو غضب حاد بشكل اندفاعي مثل الرعد في سماء هادئة، ولا يمكن السيطرة عليه على الإطلاق. وهذا الغضب متهور ويصاحبه عدوان لفظي وجسدي. وفي بعض الأحيان يكون هذا الغضب الذي لا يمكن السيطرة عليه مسؤولاً عن الاعتداءات والإصابات، ولكنه أيضًا مسؤول عن الحوادث المنزلية والطرق المميتة. ونعلم أن مصالح الطوارئ بالمستشفيات والشرطة والعدالة والحماية المدنية مطلوبة بشكل استثنائي خلال شهر الصيام وتصف بوضوح متلازمة التْرامْضينة وعواقبها.
2-الدورية
متلازمة التْرامْضينة شائعة جدًا خلال شهر الصيام ويمكن رؤيتها بسهولة. ولكن في الواقع أنا ألاحظ هذه المتلازمة على مدار العام فقط بطريقة أقل إثارة لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة عادة ما يلجؤون، خارج فترة الصيام، إلى المهدئات العقلية والمخدرات المختلفة مثل الكحول والحشيش والسجائر والكالا* والمعجون** والميكا*** والقرقوبي**** والكوكايين وغيرها من المنتجات ذات التأثير النفساني. وهذه المؤثرات تُقلل من شدة أعراض متلازمة التْرامْضينة ومن هنا الانطباع بندرتها خارج شهر الصيام.
3-المسببات
أسباب متلازمة التْرامْضينة خلال شهر الصيام متعددة:
- اضطراب المزاج ثنائي القطب (الغضب المفرط والمتهور والمتكرر غالباً ما يكون مؤشراً على اضطراب المزاج).
- الاكتئاب المزمن.
- الشخصية المعادية للمجتمع.
- إدمان المخدرات مع متلازمة الإقلاع المفاجئ من جميع المؤثرات مثل تلك المذكورة أعلاه، وعادة ما يتم تناولها على مدار السنة.
4- العلاج
يتطلب العلاج رعاية نفسية في العيادة أو في المستشفى حسب كل حالة.
5- الوقاية
تكشف متلازمة التْرامْضينة عن تطور أمراض نفسية خطيرة ومرتبطة بإدمان المخدرات التي تخفي الأعراض المرضية. وغالبًا ما يكون الشخص المصاب غير مدرك لمرضه وإدمانه للمخدرات.
ومن واجب المقربين منه دعم المريض ومرافقته لاستشارة الطبيب النفسي من أجل التشخيص الدقيق والبدء في العلاج المناسب. ومن الحكمة والوقاية أن يتم الاعتناء بالشخص الذي يعاني من هذه المتلازمة قبل شهر الصوم لتجنب مآسي التْرامْضينة.
*خليط من التبغ والمواد ذات التأثير النفساني، يستخدم عن طريق الفم بين الشفة السفلية وخط اللثة.
**خليط من القنب والمواد المهلوسة والعسل والعديد من البذور.
***هي مواد متطايرة موجودة في بعض المنتجات ويتم وضع هذا المنتج في كيس بلاستيكي أو في قطعة قماش ويتم استنشاقه من قبل المدمن. ****المؤثرات العقلية الصيدلانية التي يتم استهلاكها بجرعات عالية وبشكل منتظم.
طبيب نفسي، ومحلل نفسي للمجتمع العربي
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: شهر الصیام خلال شهر
إقرأ أيضاً:
عطوان يكشف سر خطير لزيارة ترامب للمنطقة
وقال عطوان ..هناك مصطلحان يترددان بقوة على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المنطقة، بدءا بالمملكة العربية السعودية ومرورا بقطر، وانتهاء بدولة الامارات العربية المتحدة، وسط ضجة إعلامية مبالغ فيها، وغير مسبوقة:
الأول: وصف الزيارة بأنها “تاريخية”، علما بأنها ليست الأولى التي يقوم بها ترامب، وهو ليس اول رئيس امريكي يزور العاصمة السعودية.
الثاني: المبالغة في وصف تدهور العلاقات بين ترامب وحليفه الاستراتيجي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، ولا نعرف اين هذا “التدهور” بالأسير الذي جرى الافراج عنه “الكسندر” إسرائيلي، اكثر منه امريكي، وليس له أي قيمة سياسية او عسكرية، مضافا الى ذلك ان الاتصالات بين الرجلين لم تتوقف، وزيارة ترامب لتل ابيب لاحقا شبه مؤكدة، فقادة اسرائيل هم من يحكمون أمريكا وليس العكس.
وأضاف ..ترامب يزور المنطقة من أجل “نهب” اكبر كمية ممكنة من تريليوناتها لوقف إنهيار بلاده الاقتصادي، وتخفيض دينها العام الذي يزيد عن 42 تريليون دولار، ومنطقة الخليج هي الوحيدة التي يمكن ان تحقق له هذا الهدف وليس حلفاؤه في أوروبا.
“إسرائيل” تأخذ ولا تعطي المليارات لامريكا، مثلما تأخذ القاذفات العملاقة، والتكنولوجيا العسكرية، والحماية والقذائف من فئة الالفي رطل الكفيلة بتدمير قطاع غزة، والضفة، واليمن، وربما طهران وبيروت لاحقا، ولهذا لم تتضمن جولته الحالية التوقف فيها تمويها.
وقال عطوان ..الزيارة يمكن ان تكون “تاريخية” لو ان ترامب أصدر امرا بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة فورا، وهدد باستخدام القوة اذا رفض نتنياهو هذا الطلب، تماما مثلما فعل الرئيس الأمريكي “ايزنهاور” عام 1956 اثناء العدوان الثلاثي على مصر، ولكننا كأمة ندمن ترديد المصطلحات الامريكية، والمبالغة في الترحيب بالزعماء الأمريكيين وزياراتهم.
ترامب سيعود حتما الى واشنطن محملا بالتريليونات والهدايا والعقود لشركاته، ونتنياهو سيعود الى قطاع غزة بالغزو والاحتلال الشامل، فور إقلاع الطائرة الرئاسية الامريكية عائدة الى واشنطن، منطبقا عليها المثل الى يقول “طارت الطيور بأرزاقها”، وبقيت حروب الإبادة الإسرائيلية على حالها، في غزة والضفة واليمن ولبنان وسورية بدعم امريكي لا محدود.
واشار الى ان الرئيس الأمريكي أدرك فشل تهديداته وعنوانها الأبرز “الصدمة والرعب” في الصين وروسيا، مثلما ادرك فشلها في اليمن وايران، ولهذا تراجع وهرع الى مائدة المفاوضات طلبا لوقف حروبه الحقيقة الحالية، والافتراضية.
الدبلوماسية شيء، والخنوع لإملاءات زعيم السماسرة وابتزازه شيء آخر، وليس صحيحا ان العرب لا يستطيعون ان يقولوا “لا” لامريكا، فالمملكة العربية السعودية قالتها كبيرة عندما ادارت ظهرها لواشنطن، وتوجهت الى الصين وروسيا، عندما دعت جو بايدن الى الرياض وحشدت له كل الزعماء والقادة العرب في قمة استثنائية، ووقعت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق “اوبك بلس” الذي حقق اكبر انجاز تاريخي اقتصادي يحفظ الثروات النفطية والغازية وقيمتها الحقيقية، وأجبرت بايدن على التراجع وزيارة الرياض زاحفا وذليلا.