قمر صناعي تابع لناسا يرصد ظاهرة غريبة أثارت نظريات المؤامرة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تمكن قمر صناعي تابع لناسا من التقاط صور لظاهرة غريبة في السحب ظهرت فوق خليج المكسيك قبالة الساحل الغربي لفلوريدا في 30 يناير 2024.
وسارع مقياس طيف التصوير متوسط الدقة (MODIS) الموجود على القمر الصناعي Terra التابع لناسا إلى تصوير الظاهرة النادرة المعروفة باسم "ثقب السحابة" (fallstreak hole).
إقرأ المزيدويشير مصطلح "ثقب السحابة" إلى ظاهرة جوية نادرة في السحب تشكّل فجوة كبيرة سريالية عادة ما تكون دائرية أو بيضوية كأنها مقطوعة بدقة.
وأثار ظهور هذه السحب نظريات المؤامرة، حيث توقع البعض أن تكون أصولها نتيجة لأطباق طائرة أو بعض الظواهر الأخرى غير المحددة. ومع ذلك، فإن أصولها أقل إثارة بحسب الخبراء.
وفي حين أنه استعصى على العلماء فهم ظاهرة "ثقب السحابة" منذ أربعينيات القرن الماضي، إلا أنهم تمكنوا من كشف ألغازها بعد سلسلة من الدراسات في عامي 2010 و2011.
وقام فريق بقيادة علماء في المؤسسة الجامعية لأبحاث الغلاف الجوي (UCAR) بتبديد جميع نظريات المؤامرة بشأن الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية، وأثبتوا أن "ثقب السحابة" يتشكل بواسطة الطائرات التي تتحرك عبر السحب الركامية المتوسطة، وهي عبارة عن مجموعات غير مكتملة من السحب الصغيرة التي تتشكل على ارتفاع يتراوح بين 7 آلاف و23 ألف قدم.
وتتكون السحب الركامية المتوسطة من قطرات ماء سائلة شديدة البرودة وتقع في مستويات متوسطة في الغلاف الجوي للأرض.
ووفقا لمدونة ناسا، يحدث التبريد الفائق عندما تكون هذه القطرات عبارة عن ماء نقي، ما يشير إلى عدم وجود جزيئات مثل الغبار والبكتيريا، التي يمكن أن تتشكل حولها بلورات الجليد.
NASA's satellite photographed vast ring-shaped cavum clouds over the Gulf of Mexico, visible from both ground and space, often mistaken for aliens... #Science#STEM#ArtificialIntelligence#Astrophysics#ClimateChange
https://t.co/9axStVCNI4
وتغطي السحب الركامية المتوسطة نحو 8% من سطح الأرض، وتحافظ على حالة البرودة الفائقة عند نحو -15 درجة مئوية. ومع ذلك، عندما تقطع الطائرات هذه السحب، يتفاعل الهواء مع مراوح الطائرة، ما يؤدي إلى التوسع الأدياباتي (اللاتبادلي).
View this post on InstagramA post shared by NASA Earth (@nasaearth)
ويؤدي هذا التمدد إلى تبريد الماء بمقدار 20 درجة مئوية إضافية أو أكثر، ما يجبر قطرات الماء النقي على التجمد. وعندما تتجمد القطرات، فإنها تتجمع، وينمو حجمها، ثم تسقط في النهاية من السماء، تاركة وراءها فراغا في طبقة السحابة.
إقرأ المزيدوتعاون باحثو المؤسسة الجامعية لأبحاث الغلاف الجوي مع مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا ومؤسسات أخرى للتعمق أكثر في آليات تكوين ظاهرة "ثقب السحابة".
وعلى عكس الدراسات السابقة، استخدم الفريق مجموعة من بيانات طيران الطائرات، وعمليات رصد الأقمار الصناعية، ونماذج الطقس لشرح كيفية تشكل هذه السحب وإلقاء الضوء على العوامل المؤثرة على طولها.
ووجد علماء مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا في عام 2010 أنه كلما كانت الزاوية التي تتخذها الطائرة للمرور عبر السحب أكثر عمقا، كان الثقب الناتج أكبر.
وأظهر تحليل البيانات أن أي نوع من الطائرات يمكن أن ينتج ظاهرة "ثقب السحابة".
وحدد العلماء متغيرات إضافية تؤثر على طول هذه السحب. وتشمل هذه العوامل سمك طبقة السحابة، ودرجة حرارة الهواء، ورياح القص ( ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها) الأفقية.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: دراسات علمية ظواهر فلكية معلومات عامة معلومات علمية هذه السحب
إقرأ أيضاً:
يوم عصيب في حرب حزيران
#يوم_عصيب في #حرب_حزيران
#موسى_العدوان
في اليوم الخامس من حزيران عام 1967، كنت قائدا للسرية الثانية من كتيبة الأمير عبد الله بن الحسين الآلية الأولى، وهي إحدى كتائب اللواء المدرع 40، الذي كّلف بصد العدو الإسرائيلي المتقدم على محور نابلس جنين. كنت وجنودي مرهقين بدنيا، إذ تحركت بسريتي من منطقة الأكيدر على الحدود الأردنية السورية، بعد سحبي بصورة مفاجئة من الواجب الذي كان مسندا إليّ هناك.
طُلب مني التوجه فورا بسريتي سيرا على الجنزير إلى منطقة تلة الرمل جنوب مثلث المصري في الغور الأوسط، للانضمام إلى الكتيبة الأم التي كانت قد انتشرت هناك قبل بضعة أيام. فأمضينا طيلة ليل 4 / 5 حزيران في الحركة نحو الموقع المحدد، ووصلناه مع ساعات الفجر مرهقين.
مقالات ذات صلةوفي الصباح طلب قائد الكتيبة من قادة السرايا ( قسم الكشف ) مرافقته إلى منطقة ( القرن ) لاستطلاع المواقع التي يمكن للعدو استخدامها، في اختراق نهر الأردن واقتحام الأراضي الأردنية، ثم جرى تجميع وحدات اللواء بمجموعات قتال، تتألف من كتائب الدبابات وكتيبة المشاة الآلية بصورة مختلطة.
ولكن قبل أن نكمل تلك المهمة كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء، معلنة وقوع الحرب. عدنا إلى الكتيبة استعدادا لأوامر جديدة، فصدرت الأوامر للوائنا – اللواء المدرع 40 – بالحركة نحو القدس. وبعد أن اقتربنا من جسر الملك حسين على نهر الأردن، صدرت أوامر جديدة بالعودة اللواء إلى الوراء، والتوجه نحو مدينة جنين من خلال جسر داميا.
وخلال العودة أختلط اللواء المدرع 40 بلواء آلي عراقي كان قد وصل توا من العراق مرهقا، إلى منطقة مثلث المصري، مما سبب تأخيرا في حركة اللواء المدرع 40 ليمضي طيلة الليل في الحركة نحو جنين.
في صباح يوم 6 حزيران وصل اللواء إلى منطقة مثلث الشهداء تحت مرأى من سلاح الجو الإسرائيلي، وانتشرت كتيبة الأمير عبد الله في مزرعة الزيتون أمام قرية الكفير. كان بإسناد الكتيبة سرية دبابات وسرية مدفعية هاوتزر 105 ملم محمول، وكذلك سرية مدفعية 40 ملم دفاع جوي تساند اللواء، موزعة في مناطق واسعة على المرتفعات المجاورة.
هذا بالإضافة إلى الوعد بإسناد جوي قريب، من قبل سرب طائرات مقاتلة مصرية. كان واجب كتيبة الأمير عبد الله ( قيادة الكتيبة والسرية الثانية مسندة بسرية دبابات) القيام بهجوم معاكس على قوات العدو بعد وصولها إلى مثلث الشهداء، وواجب كتيبتي الدبابات الثانية والرابعة مسندتين بسريتي مشاة آلية، لصدّ اختراق العدو على محور نابلس ومثلث الشهداء جنوبي بلدة جنين.
ومنذ انتشار كتيبة الأمير عبد الله في مزرعة الزينون شمال قرية الكفير صباح يوم 6 حزيران، ونحن نتلقى القصف الجوي من طائرات المستير الإسرائيلية، ومن مدفعية العدو الثقيلة المتمركزة خلف مرتفعات دير أبو اضعيف الواقعة شمال القرية.
لم تكن لدينا دفاعات جوية فعّالة، كي تحدّ من غارات الطائرات الإسرائيلية، التي كانت تصول وتجول في سمائنا بارتفاعات منخفضة، دون أن يعترضها صاروخ أو مدفع مقاوم للجو.
كانت الطائرات المعادية تلقي قذائف النابالم على شكل براميل متوسطة الحجم، وعندما تسقط تلك القذيفة على شجرة الزيتون المعمّرة، تعرّي أغصانها من الأوراق وتحرق أطرافها، وبهذا تكشف الأليات المخفية تحتها، كما تؤدي لحرق الأجسام البشرية التي تصيبها. ثم تتناوب بعدها المدفعية التي تلقي حممها في كل مكان، حيث استشهد بعض أفراد الكتيبة ومن بينهم سائقي رحمهم الله.
ذهبت أبحث عن قائد الكتيبة، لأسأله عن الطائرات المصرية الموعودة، فوجدته مع مساعده قد اتخذوا قيادتهم في مغارة فوهتها إلى الأعلى، ويتم النزول إليها والخروج منها من خلال استخدام ساق شجرة تين، كانت قد نبتت في وسط تلك المغارة.
وعندما هبطت إلى مكان تواجد قائد الكتيبة ومساعده، سألته عن الدعم المصري بالطائرات المقاتلة التي وُعدنا بها لمواجهة طائرات العدو. أفادني بأن اتصل مع قائد اللواء عدة مرات، وفي كل مرة يكون الجواب أنها ستصل بعد قليل. وبينما كنت في داخل المغارة، كنت أسمع دوي قنابل المدفعية المعادية على مواقعنا، بصورة مضاعفة تصم الآذان، بسبب الصدى الذي يحدث داخل المغارة.
نصحتُ قائد الكتيبة ومساعده بالخروج من هذه المغارة، لأن صوت القنابل بداخلها كان مخيفا، وأن احتمال سقوط قنبلة داخل المغارة سيقضي على قيادة الكتيبة، ولكنه لم يستجب للنصيحة. ثم تسلقت ساق شجرة التين وخرجت إلى العراء متجها نحو قيادة سريتي، بينما كنت أشاهد القنابل تتفجر من حولي، ولكن أسمع أصوات انفجاراتها أخف من تلك التي كنت أسمعها داخل المغارة.
كنت في حينها أكاد أتفجر غضبا لعدم وصول الطائرات المصرية لمساندتنا، ولعدم وجود أسلحة دفاع جوي فعّالة لدينا لتخفّف من هجمات الغارات الجوية المعادية. فناقلة الجنود المجنزرة م 113 تحمل في برجها رشاش من عيار 50 ملم، ولكنه مثبت على برج الناقلة ولا يمكن توجيهه إلى الجو ضد الطائرات، إضافة لصعوبة حركته.
وعندما كنت أشاهد من مكاني على الأرض، الطيار الإسرائيلي في غرفة القيادة وهو يحاول الدوران فوق المنطقة شعرت بالقهر، فصعدت على ظهر الناقلة وحملت رشاش خفيف (B R) رغم معرفتي بعدم فعاليته ضد الطائرات المعادية.
ولكن لم يكن باليد ما يمكن فعله غير ذلك، فصعدت على ظهر المجنزرة ورحت أطلق النار على الطائرات المهاجمة. وفي هذه الأثناء كان أحد ضباط الصف برتبة عريف داخل برج الناقلة، يحاول توجيه الرشاش نحو الطائرات ولكن دون فائدة.
شاهدني أحد الطيارين وأنا أوجه الرشاش الخفيف نحوه رغم عدم تأثيره عليه، فقرر أن يقدم لي هدية ممثلة ببرميل نابالم، فدار دورته وألقي هديته. كنت أراقب تلك الهدية وهي متجهة نحوي فحذرت العريف لذلك، وعندما صارت الهدية مصوبة نحوي بدقة قفزت من فوق المجنزرة إلى جانبها، فسقطت الهدية في مكاني وانفجرت على ظهر المجنزرة تماما، وانتشرت نيرانها إلى جميع الجهات على شكل مظلة نارية.
لم تصبني النيران، ولكنها أصابت العريف وخرج يجري على الأرض والنيران مشتعلة به، فقمنا بإطفائه سريعا وذلك بمسح النابالم عنه بالتراب، وخرج منها سالما مع بعض الحروق في وجهه ورأسه.
استمر حالنا كذلك في تلقى الغارات الجوية والقصف المدفعي طيلة النهار وحتى حلول المساء، فتمكن العدو من اختراق المواقع الأمامية ووصلت طلائعه إلى أطراف بلدة الكفير. كان بالقرب مني مدرعة كاشفة، فأطلقت إحدى الدبابات المعادية عليها قذيفة خارقة، أصابتها وجرحت آمرها، الذي وقع أسيرا بيد العدو لعدة شهور، وكُتبت له الحياة والخلاص من الأسر وعاد إلى الأردن مزاولا حياته الطبيعية من جديد – أمد الله بعمره -.
وفي هذه الأثناء أصبت أنا بجرح بليغ بوجهي، بحيث لم أكن قادرا على الكلام إصدار الأوامر لجنودي على جهاز اللاسلكي أو مع الآخرين، دون أن استخدام قطعة نقود معدنية، لمحاولة فتح فمي قليلا لأتمكن من الكلام.
حاولنا التراجع وتشكيل مواقع لصد الخرق أمام بلدة عقّابه، ولكن صدرت لنا الأوامر بالانسحاب، بعد أن تبين بأن مصر – وهي مركز الثقل في الحرب – قد جُردت من سلاحها الجوي، ولم تعد قادرة على الاستمرار بالحرب، وظهر بأننا في دول المواجهة قد خسرنا الحرب، رغم أننا لم نشتبك بمعركة تصادمية رئيسية مع العدو في تلك المنطقة.
ودون التطرق لتفاصيل تلك الحرب المشؤومة في مختلف المواقع أقول : أنها كانت خطأ كبيرا في توقيتها وإجراءاتها، قام بارتكابها السياسيون العرب، فزجّوا بجيوشهم في الحرب بصورة مفاجئة، دون استعداد كامل لها.
فكانت نتيجتها خسارة كبيرة يعرفها الجميع، شملت النواحي العسكرية والسياسية والجغرافية والاقتصادية، وجرّت على الدول العربية نكبات ما زالت تعاني من آثارها حتى اليوم، وقد ترافقهم لوقت طويل، إلى أن يبعث الله تعالى لهذه الأمة، من يسترد ما خسرته من أراضيها، ويعيد لها كرامتها المهدورة . . !
التاريخ: 14/ 12 / 2025