أخيرا.. تحديد السبب الرئيسي لـ "كوفيد طويل الأمد"
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
وجد فريق من الخبراء أن انخفاض مستويات الحديد في جسم الإنسان بعد الإصابة بـ"كوفيد-19" قد يكون سببا رئيسيا للمعاناة من "كوفيد طويل الأمد".
وتشمل أعراض "كوفيد طويل الأمد": التعب وضيق التنفس وآلام العضلات ومشاكل في الذاكرة والتركيز، وقد تستمر لفترة طويلة بعد الشفاء من عدوى "كوفيد" الأولية.
وبدأ فريق بقيادة جامعة كامبريدج في تجنيد الأفراد الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، بعد وقت قصير من بدء الوباء.
وعلى مدار عام، قدم المشاركون عينات دم توضح أن عددا كبيرا منهم يشهدون استمرار أعراض المرض.
ثم ركز الباحثون تحليلهم على 214 فردا، حيث أبلغ نصفهم تقريبا عن أعراض "كوفيد طويل الأمد"، بعد فترة تتراوح بين 3 إلى 10 أشهر من الإصابة الأولية.
واكتشفوا أن الالتهاب المستمر وانخفاض مستويات الحديد في الدم يظهران بعد أسبوعين من الإصابة بالمرض لدى الأفراد الذين أبلغوا عن "كوفيد طويل الأمد" بعد عدة أشهر، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو شدة العدوى.
إقرأ المزيدوقالت الدكتورة إيمي هانسون، التي عملت في الدراسة أثناء وجودها في جامعة كامبريدج، وهي الآن في جامعة بريستول: "انخفضت مستويات الحديد، وتدهورت قدرة الجسم على تنظيمها، في وقت مبكر من عدوى SARS-CoV-2 (المسؤول عن مرض "كوفيد). واستغرق التعافي وقتا طويلا جدا، خاصة لدى الأشخاص الذين أبلغوا عن إصابتهم بـ"كوفيد طويل الأمد" بعد أشهر".
وقال البروفيسور هال دريكسميث، المعد المشارك من جامعة أكسفورد، إن خلل تنظيم الحديد هو استجابة طبيعية للعدوى.
وأضاف: "عندما يصاب الجسم بالعدوى، فإنه يستجيب عن طريق إزالة الحديد من مجرى الدم. وهذا يحمينا من البكتيريا القاتلة التي تتغذى على الحديد في مجرى الدم وتنمو بسرعة. إنها استجابة تطورية تعيد توزيع الحديد في الجسم. ومع ذلك، إذا استمر هذا الأمر لفترة طويلة، فسيكون هناك كمية أقل من الحديد في خلايا الدم الحمراء، وبالتالي تقل كفاءة نقل الأكسجين عبر الجسم، ما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة".
وقد تساعد النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Immunology، في تفسير سبب شيوع أعراض مثل التعب وعدم تحمل التمارين الرياضية لدى مرضى "كوفيد طويل الأمد".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الصحة العامة الطب امراض فيروسات كوفيد 19 کوفید طویل الأمد الحدید فی
إقرأ أيضاً:
مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد
كشفت دراسة حديثة نشرت يوم 7 مايو/أيار في دورية "نيتشر" أن طيور الزرزور الأفريقي لا تكتفي بمساعدة أقاربها من أجل الحفاظ على الجينات، بل تبني علاقات تعاون طويلة الأمد مع طيور غير مرتبطة بها وراثيا، في سلوك اجتماعي يشبه إلى حد بعيد "الصداقات" التي ينسجها البشر مع غير ذوي القربى.
استندت الدراسة إلى بيانات سجلت على مدى عقدين من الزمن، من عام 2002 حتى 2021، في بيئة السافانا القاسية بشرق أفريقيا.
يقول المؤلف المشرف على الدراسة داستن روبنشتاين أستاذ علم سلوك الحيوان في جامعة كولومبيا الأميركية في تصريحات للجزيرة نت "إن مجتمعات طيور الزرزور لا تقتصر على عائلات مترابطة جينيا، بل تضم مزيجا من الأفراد المرتبطين وغير المرتبطين، يعيشون معا على نحو يشبه المجتمعات البشرية".
ويوضح روبنشتاين أنه لطالما عرف العلماء أن الحيوانات تميل إلى مساعدة أقاربها؛ في سلوك يعرف باسم "اصطفاء القرابة"، لدعم انتشار جيناتهم. لكن السلوك الذي أظهرته طيور الزرزور يشير إلى درجة أعلى من التعقيد الاجتماعي، فهي تساعد طيورا لا تربطها بها صلة قرابة، على نحو منتظم وعلى مدى سنوات، وذلك يدل على وجود نوع من "التبادلية" أو المعاملة بالمثل.
إعلانلكن إثبات أن الحيوانات تساعد غير أقاربها بدافع تبادلي كان مهمة شاقة للعلماء، نظرا لصعوبة جمع بيانات كافية على مدى فترات زمنية طويلة. وقد تغلب فريق روبنشتاين على هذا التحدي، إذ راقبوا آلاف التفاعلات بين مئات الطيور على مدى 40 موسما للتكاثر، وجمعوا بيانات وراثية لكل طائر لدراسة علاقاته الأسرية.
فهم السلوك الاجتماعي لدى الحيواناتوبدمج هذه البيانات السلوكية والوراثية، تمكن الفريق من الإجابة عن أسئلة حاسمة: هل تفضل الطيور مساعدة أقاربها فقط؟ وهل تساعد غير الأقارب حتى في وجود أقارب يمكن مساعدتهم؟ وهل تتكرر هذه المساعدات بين نفس الأزواج من الطيور على مدى الزمن؟
"الإجابة كانت لافتة، فالطيور تفضل أقاربها، لكنها تساعد غير الأقارب أيضا وباستمرار"، وذلك يشير إلى وجود نوع من "الوفاء الاجتماعي" أو "الصداقات" بين بعض الأفراد، كما وصف روبنشتاين الذي أضاف أن "العديد من هذه الطيور تشكل صداقات مع مرور الوقت. وخطوتنا القادمة هي فهم كيف تتشكل هذه العلاقات، ومدى استمراريتها، ولماذا تدوم بعضها بينما تنهار أخرى".
تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم السلوك الاجتماعي في عالم الحيوان، وتدفع العلماء إلى إعادة النظر في النماذج التقليدية التي تفسر السلوك التعاوني بناء فقط على الروابط الوراثية.
ويعتقد روبنشتاين أن ما رُصد لدى الزرزور ربما يكون منتشرا بين أنواع حيوانية أخرى، لكن لم يوثق بعد بسبب نقص الدراسات الطويلة الأمد.
ويلفت روبنشتاين إلى أن مختبره انشغل بدراسة السلوك الاجتماعي في عدد من الأنواع عبر العالم، من الجمبري في الكاريبي، إلى الدبابير في أفريقيا، والخنافس في آسيا، والفئران والسحليات في أستراليا. ويشير إلى أن هذه الدراسة تضيف حجرا جديدا في هذا الصرح العلمي، مؤكدا أن التعقيد الاجتماعي ليس حكرا على الإنسان، بل ربما يشمل طيفا واسعا من الكائنات.
إعلان