الجزيرة:
2025-12-14@14:10:25 GMT

تشيلي وإسرائيل.. معادلة الأخلاق والمصالح

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

تشيلي وإسرائيل.. معادلة الأخلاق والمصالح

دافعت وكيلة وزارة الخارجية التشيلية السابقة شيمينا فوينتيس عن قرار بلادها استبعاد الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء في أميركا اللاتينية، الذي من المقرر أن يقام في وقت لاحق من الشهر الحالي في العاصمة سانتياغو.

واعتبرت فوينتيس، التي تمثل تشيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، قرار بلادها "قرارا أخلاقيا بارزا"، وقالت إن "مجرد وجود الشركات الإسرائيلية التي تصنع الأسلحة التي تسببت في الوضع الإنساني الرهيب في قطاع غزة في تشيلي أمر غير مقبول".

وقالت فوينتيس في مقال لها اليوم الخميس -بصحيفة "لاتيرسيرا" التي تصدر بالإسبانية في سانتياغو- إن "قرار الحكومة التشيلية قرار معقول، ويتوافق مع المبدأ التقليدي لسياستنا الخارجية المتمثل في احترام حقوق الإنسان".

كما نبهت الدبلوماسية التشيلية إلى تحذيرات الخبراء من أن وجود الشركات الإسرائيلية في المعرض "يعني ضمنا مخاطر على أمن المعرض نفسه، وتشجيع الإجراءات الاحتجاجية ضد هذه الشركات".

توريد السلاح

وتطرقت فوينتيس إلى علاقات بلادها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، قائلة إن "إسرائيل تمتلك واحدة من أقوى الصناعات العسكرية في العالم، وظلت المورد الرئيسي لقواتنا المسلحة لسنوات. كما تشارك أيضا في تنفيذ نظام الأقمار الاصطناعية التشيلية، وهو أمر ضروري للسيطرة الكاملة على أراضينا".

وأضافت "وبالمثل، تقدم الشركات الإسرائيلية خدمات للشركات المصرفية والمالية واللوجستية التشيلية، مما يسلط الضوء على مجال الأمن السيبراني"، الذي تتصدر فيه إسرائيل.

وتصبح شبكة المصالح الإستراتيجية هذه أكثر أهمية في سيناريو دولي حيث ينغمس اللاعبون الرئيسيون في سباق فضائي جديد وقد زادوا بشكل كبير من إنفاقهم الدفاعي، ويبحثون بلا هوادة عن موردين لكلتا الصناعتين.

وخلصت فوينتيس إلى القول بأن "تشيلي تفتقر وحدها إلى الأدوات اللازمة لوقف الكارثة في غزة، وتراكم الإشارات واللوم الذي أطلقته الحكومة ضد إسرائيل يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الإضرار ببلدنا"، مشيرة إلى أن إسرائيل علقت إسرائيل صادراتها الدفاعية إلى كولومبيا بسبب موقفها من الحرب على غزة.

الرئيس التشيلي غابرييل بوريك (وسط) سبق أن ندد بالحرب الإسرائيلي على قطاع غزة (الأوروبية)

يذكر أن الحكومة التشيلية أعلنت -أول أمس الثلاثاء- أنها قررت منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء الكبير في أميركا اللاتينية، ولم توضح وزارة الدفاع التشيلية دوافع القرار، لكنها قدمت فقط إشعارًا بإزالة إسرائيل من المعرض الدفاعي.

على الجانب الآخر، قال سفير إسرائيل لدى تشيلي جيل أرتزيالي إن الحكومة التشيلية لم تتصل به بشأن القرار، وإنه تم إبلاغه بإعلان وزارة الدفاع التشيلية، مضيفا أنه "من الصعب أن نقول إننا فوجئنا بعقيدة الحكومة التشيلية تجاه إسرائيل".

جدير بالذكر أن حكومة الرئيس غابرييل بوريك انتقدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورغم إدانة حكومته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإنها تعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة ردا "غير متناسب".

واستدعت تشيلي -التي تضم أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي- سفيرها لدى إسرائيل أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي في غزة.

وانضمت المكسيك وتشيلي يناير/كانون الثاني الماضي إلى الدعوات التي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرکات الإسرائیلیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يشهد المشهد السياسي العراقي تحولاً حاسماً مع إعلان عضو الإطار التنسيقي محمود الحياني عن عقد اجتماع واسع يجمع جميع المكونات الوطنية ، بهدف حسم ملف الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة.

يأتي هذا الاجتماع، الذي يضم ممثلين عن الكتل البرلمانية والأحزاب الرئيسية، في سياق يتجاوز الروتين السياسي المعتاد، حيث يركز على وضع المعايير النهائية لاختيار مرشحي الرئاسات، إلى جانب رسم الخطوط العامة للبرنامج الحكومي المرتقب، وسط آمال متزايدة في تجاوز التعثر الذي طال أمده بعد الانتخابات الأخيرة.

ومع ذلك، يبرز هذا اللقاء كخطوة جريئة نحو الانفتاح بين القوى السياسية، بعيداً عن السياق التقليدي الذي يشهد فيه السنة والشيعة والكرد اجتماعات منفصلة، مما يعكس رغبة ملحة في بناء جسور الثقة.

يجلس ممثلو الكتل الكبرى على طاولة واحدة لأول مرة منذ فترة، يناقشون تقسيم الوزارات والهيئات الحكومية، قبل أن يخرجوا بإعلان موحد.

هذا النهج، الذي يعتمد على الشراكة الوطنية كوصفة علاجية، يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة نجحت جزئياً في تهدئة التوترات، لكنه يواجه تحديات في ظل الضغوط الاقتصادية والأمنية المتصاعدة.

من جانب آخر، تظل المعادلة غير المكتوبة التي تحكم تشكيل السلطات في العراق قاعدة أساسية لهذا الاجتماع، حيث يحتفظ الشيعة بمنصب رئيس الوزراء، والسنة برئاسة البرلمان، والكرد برئاسة الجمهورية، مع حصص موازية في الوزارات والأجهزة والمؤسسات.

وتُبنى هذه المعادلة على سنوات من التفاوض الشاق، تضمن تمثيلاً عادلاً يمنع التهميش، لكنها تثير تساؤلات حول قدرتها على دفع إصلاحات جذرية.

و تبرز فكرة “حكومة الجميع” كرمز للانتقال من التوازنات المؤقتة إلى شراكة مستدامة، تجمع تحت مظلتها الأقليات والقوى الناشئة، لتكون أكثر شمولاً مما كانت عليه الحكومات السابقة.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا المشروع الشامل الخيار الوحيد الواقعي للعراق في ظروفها الحالية، حيث يجمع بين الاستقرار السياسي والاستجابة للتحديات الاقتصادية، بعيداً عن مخاطر الفراغ الحكومي أو التصعيد الطائفي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • تشيلي على حافة الزلزال السياسي وصعود اليمين يحبس الانفاس
  • معادلة الركراكي لتجاوز لعنة اللقب الوحيد للمغرب
  • هل الإسلام أقر بمكارم الأخلاق بين الزوجين؟
  • عاجل| الخارجية الألمانية: نطالب الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري لبناء المستوطنات
  • شنيكر: اذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله فإنّ إسرائيل ستكمل بنفسها ذلك
  • من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
  • صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل «تقترب من الحسم»
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر