دمشق-سانا

تنتشر مهنة تربية النحل في سورية منذ القدم لما تتمتع به من مناخ متنوع لا تنقطع فيه الأزهار طوال العام، ما دفع عدداً كبيراً للعمل في هذا القطاع وإنتاج مختلف أنواع العسل وتأمين مصدر دخل إضافي لهم وما يزال قسم كبير منهم مستمر بالعمل رغم الصعوبات التي تعترضهم.

وتحدث عدد من النحالين عن واقع العمل، ومنهم النحال جلال قاسو الذي أوضح في تصريح لمراسل سانا أنه ورث مهنة تربية النحل عن والده الذي يعمل بها منذ أكثر من 55 عاماً، وتابع أبناؤه العمل من بعده ليصل عدد الخلايا لديهم إلى 800 خلية نحل تنتج مختلف أصناف العسل من حبة البركة والعسل الجبلي والحمضيات والقبار، إضافة إلى كل منتجات الخلية من العكبر والغذاء الملكي وسم النحل وغبار الطلع.

ولفت قاسو إلى وجود صعوبات تعترض عملهم أبرزها ارتفاع تكاليف نقل الخلايا كل فترة حسب مواسم الزهر على مدار العام، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، داعياً الجهات المعنية إلى دعم عملية التسويق والتصدير للخارج.

بدوره أشار عضو اتحاد النحالين العرب عمر مللي إلى أنه يركز على إنتاج العسل من النوع الجبلي والشوكيات من خلال نقل خلاياه لعدة مناطق بريف دمشق وكناكر ومزرعة النفور، حيث تنتشر أزهار حبة البركة واليانسون والأزهار البرية، داعياً إلى ضرورة التنسيق بين الوحدات الإرشادية الزراعية والفلاحين مع النحالين في تلك المناطق عند رش المبيدات بجانب المناطق التي تتواجد بها خلايا النحل وأن تكون عمليات رش المبيدات فترة العصر.

من جهته أوضح رئيس الجمعية النوعية المتخصصة بتربية النحل الدكتور بسام نضر أن الجمعية تضم العديد من الجمعيات الفرعية في عدة محافظات، لافتاً إلى أن الجمعية تقيم للأعضاء ندوات تدريبية وتوعوية للنحالين وتعرض كل ما هو جديد في عالم النحل، بالإضافة لإقامة محاضرات حول صحة النحل وأمراضه ومستجداته، إضافة إلى المشاركة في المعارض المحلية والعربية والمتخصصة.

وأضاف الدكتور نضر: إن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه مربي النحل كارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص العناصر الشابة للعمل وصعوبة التسويق وغلاء أسعار المواد الأولية ومستلزمات العمل والتي تسهم في مجملها بارتفاع تكاليف إنتاج العسل.

وتقيم وزارة الزراعة بشكل مستمر بالتعاون مع اتحاد الغرف الزراعية ونقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين واتحاد الفلاحين وفرع سورية لاتحاد النحالين العرب المهرجانات والمعارض الترويجية وآخرها المقام حالياً في ملعب تشرين بدمشق، والتي تهدف إلى ربط منتج العسل مع المستهلك بشكل مباشر وتقديمه بسعر مناسب وجودة عالية ومعالجة مشاكل النحالين وإعداد خرائط رقمية تساعد النحال على معرفة المناطق التي تتواجد فيها المراعي لنقل الخلايا إليها.

أمجد الصباغ وسكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مسعود الشحري يفوز بجائزة لندن الدولية للعسل

تُشكل ريادة الأعمال مسارا واعدا للشباب العماني الطموح، حيث يتجه العديد منهم نحو تأسيس مشاريع خاصة تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني. ومن بين القطاعات التي شهدت نجاحات ملحوظة بانخراط الشباب فيها، يبرز قطاع النحالة وإنتاج العسل، الذي يجمع بين التراث الغني والإمكانات الاقتصادية الواعدة. وفي هذا القطاع، يُعد مشروع "عسل صلالة" الذي أسّسه النحّال ورائد الأعمال مسعود بن بخيت قيطون الشحري، نموذجًا حيًّا لهذا النجاح، خاصة مع تتويجه بجائزة عالمية مرموقة مؤخرًا من لندن.

في سوق شاطئ الحافة الجديد بصلالة، الذي شهد تجديدًا جعله وجهة حيوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، افتتح مسعود الشحري مشروع "عسل صلالة" ليستفيد من مقومات الموقع المميز للسوق وقربه من البحر، ما يجذب إليه الزوار والسياح بالإضافة إلى المواطنين والمقيمين حيث استطاع مسعود الشحري أن يوفر تشكيلة متنوعة من العسل العماني النقي، مثل عسل اللبان بنكهته العطرية، وعسل الصمغ العربي، بالإضافة إلى الأنواع الشهيرة كـعسل السمر، وعسل السدر، وعسل موسم الصرب وهذا التنوع يعكس ثراء البيئة العمانية ويقدم تجربة فريدة للعملاء.

ويُعد فوز مسعود الشحري بجائزة لندن الدولية للعسل (London International Honey Awards - LIHA) إنجازًا كبيرًا يسلط الضوء على جودة العسل العماني. هذه المسابقة الدولية المرموقة، التي تُقام سنويا في لندن، تهدف إلى تكريم أجود أنواع العسل من جميع أنحاء العالم وتعزيزها.

وأوضح مسعود الشحري أن جائزة لندن الدولية للعسل تتبع عملية تقييم صارمة تضمن العدالة والشفافية. وتتضمن عملية الاشتراك تقديم عينات من العسل ضمن فئات محددة (مثل عسل الزهور، عسل الشجر، إلخ) ومعلومات مفصلة عن المصدر والنوع ويتم فرز وتقييم العسل من قبل لجنة تحكيم دولية تضم خبراء في تذوق العسل وعلماء ومتخصصين في مجال النحالة.

وتعتمد معايير التقييم على عدة عوامل رئيسية، منها: الخصائص الحسية (Organoleptic Properties): وتشمل اللون، الرائحة، النكهة (الحلاوة، الحموضة، المرارة، الروائح الثانوية)، والقوام (اللزوجة، التبلور).

وتعتمد أيضا على معيار النقاوة والجودة للتأكد من خلو العسل من أي شوائب أو إضافات، ومدى مطابقته للمواصفات العالمية للعسل النقي. ومعيار التحاليل المخبرية وقد تشمل بعض الفئات تحاليل كيميائية وفيزيائية للتأكد من المكونات الصحية ونسبة الرطوبة والسكريات.

وقال رائد الأعمال مسعود الشحري: تتمثل أهداف الجائزة في تشجيع مربي النحل ومنتجي العسل وتجار التجزئة على الحفاظ على جودة منتجاتهم وتحسينها باستمرار، وكما تسعى إلى تسليط الضوء على العسل عالي الجودة في جميع جوانب استخدامه واستهلاكه، مما يفتح آفاقًا تسويقية جديدة للمنتجات الفائزة.

وقال مسعود الشحري إن مشروعه لا يقتصر على إنتاج العسل فحسب، بل يمتد ليشمل منتجات النحل القيّمة الأخرى مثل توفير حبوب اللقاح الغنية بالفيتامينات والمعادن، والعكبر (البروبوليس) المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والميكروبات. هذه المنتجات تُضاف إلى التشكيلة المتوفرة، مما يوفر للعملاء مجموعة شاملة من كنوز النحل الطبيعية.

ويخطط الشحري للتوسع مستقبلا والتي تشمل تأسيس مصنع خاص لتعبئة العسل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة أساسية للتحكم الكامل في جودة التعبئة والتغليف وفقًا للمعايير الدولية مما يسهل وصول العسل العماني الفريد، مثل عسل اللبان والصمغ العربي، إلى الأسواق العالمية، وترسيخ مكانة العسل العماني كمنتج فاخر وموثوق به عالميا.

مقالات مشابهة

  • 7 نصائح لقضاء العطلة الصيفية للأطفال ذوي صعوبات التعلم
  • تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟
  • مخاوف من الخلايا النائمة
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة
  • التصنيع الأمريكي تحت الضغط.. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف
  • التجويع في غزة.. أطباء منهكون يعالجون مرضى يعانون الجوع
  • مسعود الشحري يفوز بجائزة لندن الدولية للعسل
  • بالصور: أطفال يعانون من سوء التغذية في غزة
  • التصنيع الأمريكي تحت الضغط .. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف