الأمم المتحدة: لا يجوز السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على رفح .. ولا بديل عن الممرات البرية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
عواصم «رويترز» «أ.ف.ب»: قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم إنه لا يجوز السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على مدينة رفح الحدودية في قطاع غزة لأنه سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح.
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس «إذا شنت إسرائيل هجومها العسكري على رفح، حيث تشرد حوالي 1.
وأضاف «يجب عدم السماح بحدوث هذا».
وفي تحد للدعوات الدولية لوقف العملية العسكرية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، بما يشمل مدينة رفح التي وصفها بأنها «آخر معقل لحماس».
وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.5 مليون يتكدسون في رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، ونزح معظمهم من منازلهم في الشمال هربا من الهجوم الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل أيضا إنها تدرس فرض قيود على دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان في الوقت الذي دعت فيه حماس الفلسطينيين إلى التوجه في مسيرات نحو المسجد في بداية شهر الصوم.
وقال لورانس «نخشى أيضا أن يؤدي فرض إسرائيل مزيدا من القيود على دخول الفلسطينيين للقدس الشرقية والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان إلى تأجيج التوترات».
«ورقة مساومة»
حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس إسرائيل من أنّه لا يمكنها أن تستخدم ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة «ورقة مساومة»، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وقال بايدن في خطابه السنوي حول حال الاتّحاد «إلى قيادة إسرائيل أقول ما يلي: لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة. إنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية».
وأضاف أنّه أمر الجيش الأمريكي بإنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكرّر بايدن أنّ إسرائيل محقّة في الهجوم الذي شنّته على حماس التي تسيطر على قطاع غزة ردّا على الهجوم الدامي الذي شنّته ضدّها الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر، مشيرا إلى أنّ مقاتلي الحركة «بإمكانهم إنهاء هذا النزاع اليوم» من خلال إطلاقهم سراح الرهائن.
لكنّه وصف تداعيات الحرب على سكّان غزة بأنه «يفطر القلب».
وقال «أنا أعمل بدون توقف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع».
ولفت إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن «يعيد الرهائن إلى وطنهم ويخفّف من الأزمة الإنسانية التي لا تُحتمل، ويؤسّس لشيء أكثر استدامة».
وأعاد بايدن تأكيد دعمه إقامة دولة فلسطينية، وهو هدف تعارضه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينية المتشددة.
وقال بايدن «بينما نتطلع إلى المستقبل، فإنّ الحلّ الحقيقي الوحيد هو حلّ الدولتين».
وأضاف «أقول هذا كمؤيد لإسرائيل طوال حياتي. وفي حياتي المهنية بأسرها، لا أحد يملك سجلا أقوى مع إسرائيل. أتحدّى أي واحد منكم هنا».
لا بديل عن الممرات
أعلنت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ امس أنّ إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل «بديلا» عن إيصالها عن طريق البرّ.
وقالت كاغ للصحفيين في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك «لقد تحدثت عن أهمية تنويع طرق الإمداد البرية. هذا الحل يبقى الأمثل، لأنّه أسهل، وأسرع، وأرخص، بخاصة وأنّنا نعلم أنّنا بحاجة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية لسكّان غزة لفترة طويلة من الزمن».
وتعليقا على المساعدات الإنسانية التي تمّ أخيرا إلقاؤها من الجوّ فوق القطاع الفلسطيني قالت كاغ «أعتقد أنّ هذه العمليات هي رمز لدعم المدنيين في غزة. إنها شهادة على إنسانيتنا المشتركة، ولكنّها مجرد قطرة في محيط، وهي ليست كافية على الإطلاق».
وشدّدت الوزيرة الهولندية السابقة التي عيّنها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر في منصب «كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة» على أنّ «الجو والبحر لا يمكن أن يشكّلا بديلا عمّا نحتاج لإيصاله عبر البرّ».
لكنّ كاغ لفتت إلى أنّ «أيّ (مساعدات) إضافية، في هذا المنعطف الحرج، ستكون مهمة للغاية».
ورحّبت المسؤولة الأممية أيضا بالقرار الذي اتّخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن لتوّه ويعتزم الإعلان عنه في خطابه السنوي حول حال الاتحاد لجهة إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر، مشيرة إلى أن «دولا كبرى» أخرى ستنضمّ إلى هذا «الممرّ البحري» الذي سينطلق من قبرص.
من جهته، قال السفير الياباني يامازاكي كازويوكي الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مارس الجاري إنّ «أعضاء المجلس أكّدوا من جديد على أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحّة في غزة بكل الوسائل الممكنة».
وردّا على سؤال بشأن أبرز العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات إلى سكّان غزة، دعت كاغ إلى فتح المزيد من المعابر البرية، مشيرة بالخصوص إلى تعقيدات عمليات تفتيش الشاحنات على المعابر.
من ناحيته، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح المصري يتمّ تفتيشها ثم تفريغها ثم إعادة تحميلها عند دخولها القطاع في شاحنات تكون في كثير من الأحيان أصغر حجما وعددها غير كاف.
وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة تبقى شحيحة جدا. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من إسرائيل.
وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدّد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة القطاع الفلسطینی قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
انتقدت آلية إيصال المساعدات الجديدة.. الأمم المتحدة تطالب بفتح المعابر إلى غزة
البلاد – غزة
جددت الأمم المتحدة انتقاداتها للآلية الجديدة التي أطلقتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معتبرة أنها تشتّت الجهود عن الإجراءات الأساسية المطلوبة، وعلى رأسها فتح المعابر بشكل كامل.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس ليركه، في تصريح أمس (الثلاثاء)، إن الأمم المتحدة لا تشارك في آلية “مؤسسة إغاثة غزة”، المدعومة من الولايات المتحدة، لأنها تصرف الانتباه عن الخطوات الضرورية لمعالجة الأزمة، مؤكداً أن “ما هو مطلوب فعلاً هو فتح جميع المعابر وإتاحة مزيد من الموافقات الإسرائيلية لإدخال إمدادات الطوارئ”.
وجاءت تصريحات ليركه بالتزامن مع استمرار تكدّس عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عند معبر كرم أبو سالم، الواقع على الحدود بين غزة ومصر وإسرائيل، بانتظار التصاريح الإسرائيلية اللازمة. ودخلت بعض الشحنات بالفعل إلى مدينة رفح جنوب القطاع، إلا أن السكان لم يتسلموا أي مساعدات بعد، بحسب ما أفاد مراسل قناتي “العربية” و”الحدث”.
وفي ظل تصاعد القتال وتكثيف العمليات البرية الإسرائيلية في عدة مناطق، حذرت منظمات إنسانية وأممية من تدهور الوضع الإنساني والطبي في القطاع، لا سيما مع نزوح آلاف المدنيين جنوباً واستمرار الغارات الجوية.
وكانت “مؤسسة إغاثة غزة” قد أعلنت أنها بدأت بالفعل في توزيع الإمدادات أمس الإثنين، وتهدف للوصول إلى مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان رئيسها التنفيذي، جيك وود، استقالته المفاجئة، معللاً قراره بعدم قدرة المؤسسة على تنفيذ مهامها وفق المبادئ الإنسانية التي تلتزم بها.
يُذكر أن المؤسسة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، تعهدت منذ انطلاقها في فبراير الماضي بتوزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوماً من عملياتها، لكنها تواجه انتقادات من منظمات دولية بسبب ما يُقال عن تعاونها مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى رفض الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون معها.