يواجه القطاع الزراعي العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعوق حركة التنمية الزراعية في مصر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من جانب الدولة في مواجهة هذه المشكلات، فإن إصلاح التعاونيات الزراعية وتفعيل دورها وتوسيع مجالات أنشطتها يمكن أن تسهم مجتمعةً بشكل إيجابي وفعال في حل العديد من مشكلات الزراعة في مصر، وفي مقدمتها: المشكلة المتعلقة بديون المزارِع، ونقص المعروض من الأسمدة، والدورة الزراعية، وتسعير الحاصلات الزراعية.

. مما يتطلب ضرورة مواجهتها والتغلب عليها. وقد ينظر البعض إلى التعاون الزراعي على أنه خليط متداخل من أنظمة الملكية، فالمزارع التعاونية تجمع بين مزايا الملكية الجماعية والملكية الفردية، فمن مزايا الملكية الفردية: تمتُّع الفرد بحق التصرف وما يصاحب ذلك من إحساس بالسيادة على أرضه في نظام الاستغلال الزراعي للأرض، وبما يتفق مع نظام الاكتفاء الذاتي له من الغذاء والأعلاف الخضراء لمواشيه، وأسلوب التكثيف والتحميل الزراعي الذي يحقق له أعلى دخل ممكن على المستوى الفردي بغضِّ النظر عن المصلحة الجماعية والآثار المترتبة على الزراعة بالمخالفة بين التجميعات الزراعية بالحوض الواحد والتي تحقق التركيب المحصولي التأشيري المستهدف للدولة. وعليه يمكن القول إن نظام الملكية المشتركة من خلال النظام التعاوني يحتاج إلى تعاون وفكر مجتمعي حتى يمكن تحقيق مزايا السعة المزرعية المُثلى من خلال وحدة الإدارة التعاونية الجادة التي تحقق وتنفِّذ سياسة مزرعية تجمع بين مصلحة الفرد والمجتمع. وعلى الرغم من تعدُّد المؤسسات والهيئات الحكومية التابعة لوزارة الزراعة والتي تُعتبر قاطرة التنمية للقطاع الزراعي في مصر (سواء من حيث: مساحات الأراضي الزراعية التي تستغلها، أو حجم الاستثمارات، أو فرص العمل التي توفرها، أو حجم المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة) فإنها مازالت تعاني من قصور تجاه تنميتها، الأمر الذي ترتب عليه عدم تحقيق المستهدف منها، وبخاصة الجمعيات التعاونية الزراعية التى بلغ عددها حوالى 5800 جمعية تعاونية في مصر، فقد عجزت عن القيام بالدور المنوط بها في خدمة القطاع الزراعي والنهوض به بما يتوافق مع متطلبات التنمية الزراعية في مصر، وبخاصة المتعلقة بالنواحي الإنتاجية والتسويقية للإنتاج الزراعي المصري. وتمكِّن التعاونيات صغار المستثمرين من الاندماج في الاقتصاد الرسمي من خلال الجمعيات التعاونية وتوفير الغذاء بأسعار ملائمة للفقراء والمهمَّشين. وتُعتبر التعاونيات أداةً ناحجةً لربط صغارالمستثمرين في سلاسل إمداد، وبالتالي أصبحتِ التعاونيات الزراعية ضرورةً هامةً للقيام ببعض الأدوار التي تخلتِ الدولة عنها وتحقق التوازن الاقتصادي والاجتماعي خاصة لصغار المزارعين وقيادة التنمية في الريف المصري. ومن أهم المقترحات لتطوير أداء التعاونيات الزراعية: تسهيل حصول الأعضاء على القروض العينية والنقدية، تشجير ونظافة القرية، خفض أسعار مستلزمات الإنتاج، تسويق حاصلات الأعضاء بأسعار مناسبة، إقامة اجتماعات ودورات وندوات إرشادية، مشاركة التعاونيات في دعم صغار المزارعين، المساعدة على توفير فرص عمل للفقراء في الريف، تفعيل دور التعاونيات في توفير المعلومات عن السوق والأسعار وأساليب الإرشاد، دعم دمج الأنشطة الزراعية والسمكية غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي من خلال الجمعيات التعاونية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التعاونیات الزراعیة من خلال فی مصر

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يوقع بروتوكول تعاون مع وكالة الفضاء المصرية لنشر الثقافة العلمية ودعم التنمية المحلية

وقع اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، اليوم الاثنين، بروتوكول تعاون مشترك مع  الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، لدعم مجالات التعليم، والبحث العلمي، ونشر الثقافة الفضائية بالمحافظة وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى ربط البحث العلمي بجهود التنمية المستدامة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وفقا لرؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة.

وجاء توقيع البروتوكول خلال فعاليات ورشة العمل التي نظمتها المحافظة، بمقر جامعة بدر بمدينة ناصر الجديدة، تحت عنوان "الفضاء والتنمية المستدامة.. نافذة على المستقبل"، بحضور عدد من القيادات التنفيذية والتعليمية، وممثلين عن المؤسسات المعنية.

وأكد محافظ أسيوط، في كلمته خلال مراسم التوقيع، أن هذا التعاون يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالتحول الرقمي وتعزيز الابتكار، مشيرًا إلى أن محافظة أسيوط تمتلك طاقات شبابية وكوادر بحثية مؤهلة للاستفادة من هذا التعاون المثمر.

وأوضح المحافظ، أن هذا التعاون المشترك يهدف إلى دعم الجهود التنموية والعلمية في أسيوط من خلال عدة محاور، تشمل تنظيم فعاليات ومعارض وورش عمل توعوية لطلاب المدارس والجامعات، وتدريب كوادر محلية على تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات بحثية تخدم البيئة والتنمية المجتمعية في المحافظة.

وأضاف اللواء هشام أبوالنصر أن البروتوكول ينص على تبادل البيانات والمعلومات، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية والخرائط الرقمية، لدعم جهود التخطيط العمراني ورصد التعديات على الأراضي الزراعية، إلى جانب استخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحسين الخدمات وتخطيط مشروعات البنية التحتية، ويتضمن البروتوكول أيضًا التعاون في عقد المؤتمرات العلمية، والمنتديات البحثية، وتنمية قدرات الطلاب والباحثين، وإعداد مقترحات لمشروعات بحثية مشتركة ذات مردود قومي، مع إمكانية إشراك جهات أخرى في تنفيذ هذه المشروعات بما يعزز من الفائدة العلمية والتنموية المرجوة.

من جانبه، أشاد الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بالدور المهم الذي تقوم به المحافظات في دعم برامج وكالة الفضاء المصرية، مؤكدًا أن الوكالة حريصة على توسيع نطاق الشراكات المحلية لبناء جيل جديد من المتخصصين في علوم وتطبيقات الفضاء.

ويعد هذا البروتوكول نقلة نوعية في دعم الابتكار العلمي بمحافظة أسيوط، ويفتح آفاقًا جديدة أمام شباب الصعيد للمشاركة الفاعلة في مجالات علمية متقدمة تتماشى مع متطلبات المستقبل.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: نعمل على تعزيز أثر ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة
  • محافظ أسيوط يوقع بروتوكول تعاون مع وكالة الفضاء المصرية لنشر الثقافة العلمية ودعم التنمية المحلية
  • نائب رئيس المؤتمر: دعم الدولة للقطاع الخاص حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة
  • مستقبل وطن: تحسين مناخ الاستثمار خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة
  • نواب البرلمان: توجيهات الرئيس السيسي بشأن الاستثمار تحقق التنمية المستدامة
  • عمرو سليمان: مشروع "جريان" نقلة نوعية توفر جودة حياة واستثمارًا سياحيًا وعقاريًا في قلب التنمية الزراعية الجديدة
  • اختتام دورة تدريبية بتعز في مجال الإرشاد الزراعي للجمعيات التعاونية
  • صناعيون من حمص: اتفاقيات الطاقة خطوة في تعزيز بيئة الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة
  • وزير الشؤون النيابية: العمل الخيري أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة
  • لنقل وتبادل الخبرات.. الوفد الحكومي الأوزبكي يتفقد بعض المشروعات الزراعية والبحثية بمصر