الجزيرة:
2025-06-24@17:46:33 GMT

سنوات الغطرسة.. محتوى وثائق سرية إسرائيلية عن حماس

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

سنوات الغطرسة.. محتوى وثائق سرية إسرائيلية عن حماس

لسنوات طويلة، استخفت أعلى قيادات الجيش والاستخبارات الإسرائيلية بقدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبلغ الاحتقار حد المراهنة على حلف معها ضد الجهاد الإسلامي.

ظهر ذلك في وثائق سرية حصلت عليها صحيفة هآرتس الإسرائيلية لاجتماعات مغلقة لأعلى هرم القيادات العسكرية والسياسية.

وتقول الصحيفة إن هذه الغطرسة لم تزل غشاوتها إلا في هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

في ديسمبر/كانون الأول 2021، تجوّل قائد أركان الجيش الإسرائيلي حينها أفيف كوخافي مرفوقا بوزير الدفاع وكبار القادة على طول الحدود مع غزة في زيارة أحيطت ببعض السرية، ووعد هناك بواقع جديد تماما في القطاع، قائلا "ما كان لن يكون بعد الآن".

كان كوخافي يستعد لتدشين حاجز ضخم فوق الأرض وتحتها، كلف 3.5 مليارات دولار، ليكون جزءا من منظومة الدفاع الإسرائيلية (بما فيها القبة الحديدية).

لكن المشروع يبدو اليوم أقرب إلى تذكار للسابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونُصب لمفهوم الردع الإسرائيلي المنهار، حسب هآرتس.

ومن المفارقات أن أحد الإعلاميين القلائل الذين رافقوا كوخافي في الزيارة، وهو روي إيدان مصور يديعوت أحرونوت من سكان مستوطنة "كفار عزة"، انتهى به الأمر مقتولا هو وزجته في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

جدار الغطرسة

وتكتب هآرتس أنه مثلما استغرق بناء الجدار المنهار سنوات، استغرق تشييد مفهوم الغطرسة الإسرائيلية سنوات أيضا، كما تظهره وثائق وبروتوكولات اجتماعات مغلقة عقدت خلال السنوات التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتبدو فيها واضحة عجرفة القيادة العسكرية ومخاوف الضباط من التعبير عن رأيهم المهني إن خالف رأي أعلى الهرم السياسي والأمني.

وتشير الوثائق بوضوح أيضا إلى مبالغة في حجم الإنجازات العسكرية في غزة، وإلى ثغرات استخبارية في قراءة مساعي حماس لتعزيز قدراتها العسكرية، وتشي قبل كل شيء باحتقار للعدو ما بعده احتقار.

أحد من عبّر عن هذه الغطرسة تامير هيمان، وهو مدير معهد دراسات الأمن القومي حاليا، والذي تقلّد سابقا مناصب رفيعة في الجيش، آخرها قيادة الاستخبارات العسكرية.

ولكن هل تجعله سيرته الذاتية هذه خبيرا في شؤون حماس؟ تتساءل الصحيفة الإسرائيلية ساخرة.

في نقاش مغلق في قاعدة وسط إسرائيل في تلك الأيام وكان حينها قائد الاستخبارات العسكرية، تحدث هيمان عن "التزام متزايد لدى حماس بفرض السيادة (على غزة) وهو ما يُحدث صراعا داخلها بين رغبتها في القتال ورغبتها في بسط سيطرتها وخشيتها على البنية التحتية".

ونقلت الصحيفة عن هيمان قوله "أغلب طرق عمل حماس التي عكفت على إعدادها لسنوات تضررت وحُيّدت.. استطعنا فك شفرة شبكة أنفاق غزة. بمجرد أن تعرف مكان أحد قادتهم تحت الأرض تستطيع مهاجمته. صُممت حماس لتحارب لستين يوما (فقط)".

هذا التقييم أدلى به هيمان بعد ما سُميت إسرائيليا بالخديعة خلال عملية "حارس الأسوار"- حين قصفت إسرائيل شبكات الأنفاق بعدما أوحى الجيش باستعداده لإطلاق عملية برية متوقعا أن يدفع ذلك مقاتلي حماس لدخول الأنفاق.

ولم تقتصر العجرفة على الاستخفاف بقدرات حماس، بل حفلت بعبارات التتفيه لموضوعات بالغة التعقيد.

ففي تقييم استخباري للوضع في غزة في يناير/كانون الثاني 2021 أمام كبار العسكريين في قيادة الجنوب وصف تامير علاقة الفصائل في غزة بهذه الكلمات: "يتشارك أعزبان مُتهتّكان ولا يتحليان بروح المسؤولية السكن في شقة واحدة ويمقتان صاحبة البيت"، في إشارة إلى علاقة حماس والجهاد بحركة التحرير الفلسطينية (فتح).

ويضيف التقييم "أكبر الأخوين (حماس) استلم مسؤولية إدارة البيت لكن الأخ الأصغر استمر في سلوكه المتهتك يفعل ما يحلو له .. (لكنه) عندما بالغ انبرت له دولة إسرائيل وأوسعته ضربا (عملية "الحزام الأسود")، واختارت حماس ألا تتدخل ليكون عبرة للشاب المتهور. هكذا نستطيع فهم غزة".

الشمال والجنوب

وتقول هآرتس إن الوثائق تظهر فرقا كبيرا بين النقاشات التي دارت في قيادة الشمال وتلك التي جرت في الجنوب.

ففي الشمال جرى التعبير عن آراء مختلفة بين كبار قادة الجيش والقادة الميدانيين في مواضيع تشمل مدى رغبة حزب الله في خوض الحرب وما إذا كان ولاؤه للبنان أم لإيران مثلا.

أما في قيادة الجنوب فلم يكن أحد لينبري لمجادلة كبار قادة الجيش وجهاز الاستخبارات الداخلية والمستوى السياسي، بل وتظهر الوثائق أن أفراد قيادة الجنوب لم يقدموا تقديرهم الاستخباري.

ولم يكن قائد الاستخبارات العسكرية وحده من اعتقد أن حماس قد ارعوتْ، فقائد أركان الجيش السابق أفيف كوخافي آمن بذلك، بل وبأن "لإسرائيل وحماس عدوا واحدا في غزة هو الجهاد، فحماس تريد كسر شوكة الجهاد لكنها لا تستطيع".

كما ذكر في 19 أكتوبر/تشرين الثاني 2019، وهو تصريح تبعته بعد شهر عملية "الحزام الأسود" التي استهدفت لأول مرة فصيلا واحدا في غزة هو الجهاد من دون بقية الفصائل.

وبعد نحو أربعة أشهر من تلك العملية، عاد كوخافي ليتبجح بـ "إنجازات" الجيش في غزة، قائلا "نستهدف حماس مرتين في الأسبوع. ضرباتنا موجعة جدا وحماس لا تردها".

وكان من الثقة أن توقع أن يَرتدِع حزب الله أيضا قائلا "لا سبب يجعل حزب الله أو حماس يبادران بشن حرب ضدنا"، ليضيف في ديسمبر 2020 "يمكن الجزم بأن كل أعدائنا يخشون خوض الحرب ضدنا".

حماس والجهاد

واعتُقد إسرائيليا حينها أن شن عملية "الحزام الأسود"، وامتناع حماس عن المشاركة في التصدي لها سرّع مسارا لدى الحركة يقوم على اختيار التسوية والتركيز على غزة، وهو ما جعل إسرائيل تسهّل وصول التمويل الخارجي إليها.

كل ذلك عدته قيادة الجيش نجاحا باهرا حتى إن قائد قيادة الجنوب حينها الفريق هيرتسي هاليفي قال في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إن إسرائيل نجحت في إحداث توتر بين حماس والجهاد، قبل أن يضيف بنصف ابتسامة "نحن لا نطلق النار على حماس وهي لا تطلق النار علينا.. قد تطلق رشقة لكنها أقرب إلى غمزة ونحن نعرف كيف نرد بغمزة مؤلمة".

وتكتب هآرتس أنه وبالنسبة لقائد فرقة غزة الجنرال إليعازر توليدانو، كانت الضربة التي وجهت إلى الجهاد هائلة وحرمتها من قدراتها العسكرية كما ذكر في نوفمبر/تشرين الثاني حتى إنه ادّعى في يوليو/تموز من ذات العام أن الجيش الإسرائيلي جاهز أتم الجاهزية على الحدود مع القطاع، لكن بصورة غير مرئية.

ولكن "في السابع من أكتوبر، لم تكن قوات الجيش لتُرى في أي مكان "لا بالعين ولا حتى بالمناظير"، كما علقت هآرتس ساخرة.

أما قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين فتفاخر بعد عملية "سيف القدس" أو كما سمتها إسرائيل "حارس الأسوار" في مايو/أيار 2021 قائلا "استطعنا تأديب حماس".

لكن قبل 24 ساعة فقط من العملية، كان كثيرون في قيادة الأركان يسخّفون تهديدات حماس بإطلاق صواريخ على القدس خلال الاحتفال ب، "يوم ييروشلايم" وهنا تبين خطأهم مرة أخرى.

ورغم أن اللواء آهارون هاليفا قائد العمليات في الجيش حينها قال إنه تفاجأ بإطلاق الصواريخ، فإنه في تقدير للوضع في قاعدة كيريا في تل أبيب أكد أن "الردع أقوى كثيرا مما تعتقدون .. يدرك (يحيي) السنوار أن خسارته ستكون أثقل إن اختار الحرب والتصعيد".

وكان ذلك خطأ آخر -تقول هآرتس- يضاف إلى أخطاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي توعد مثلا مع بداية العملية بمزيد من الضربات فـ "إن هي إلا البداية وسنوجه إليهم ضربات لم يحلموا بها أبدا".

الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي لم يخفيا تفاخرهما بنتائج عملية حارس الأسوار، حتى إنهما بعثا برسالة مشتركة إلى "منتدى قوات الدفاع" أشادا فيها بوتيرة اغتيال كبار حماس حتى إنه "سيكون من الصعب عليهم التكاثر".

السنوار منتصرا

لكن وما هو إلا أسبوع حتى ظهر يحيى السنوار في صورة نشرتها حماس، يبتسم وهو يجلس على أريكة أمام مكتبه المدمر في خان يونس، في لقطة أرادت لها حماس لها أن تكون صورةَ نصر، أصرت إسرائيل هي الأخرى على أن تنسبه لنفسها.

قال السنوار "نملك 500 كلم من الأنفاق في قطاع غزة، والضرر الذي لحق بنا لا يتجاوز 5%. الهجمات الإسرائيلية لم تؤثر على بنى الفصائل في غزة ".

لم يعد قائد الأركان الإسرائيلي كوخافي إلى بعض تواضعه إلا بعد يومين من وقف إطلاق النار في 21 مايو/أيار 2021، حين زار وحدة العمليات في فرع الاستخبارات العسكرية لقيادة الجنوب وقال "علينا نقد أنفسنا دائما، وعلينا التواضع".

لكن في ذلك الاجتماع لم يُسمَع أيضا رأي ناقد، ولم يرتفع منسوب التواضع الإسرائيلي إلى أعلى مستوياته في قاعدة كيريا في تل أبيب إلا في 6:29 من صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تختم الصحيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من أکتوبر تشرین الأول الاستخبارات العسکریة السابع من أکتوبر قیادة الجنوب فی قیادة فی غزة حتى إن

إقرأ أيضاً:

انهيار الغطرسة الصهيونية بين أزقة طهران

 

 

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

الشعوب الإسلامية التي تعيش تحت وطأة الظلم والجحود والقهر بوجود البعض من جبابرة العصر وغطرستهم (كالصهاينة ومن شايعهم والمنافقين ومن ساندهم)، أصبحت تصارع الحياة بين ذلك الضمير الحي الذي تحركه المشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية ذات البعد الديني والإنساني، وبين القيود التي تفرضها بعض الأنظمة المتغطرسة التي تحكمها بطريقة دكتاتوريّة تنشط وتتفاعل معطياتها خارج المحاور والقواعد الشرعية والمبادئ الإنسانية.

وهي من الجانب الإيماني ومسارات العقيدة والإحساس بالمسؤولية تجاه البشرية، ترى بأنَّ فرض هذه القيود والخضوع لها يجعلها تصطدم مع حقوقها المشروعة وتسيئ إلى خالقها وتعبث بالمصالح العامة بطرق مختلفة ومتنوعة. وفي نهاية المطاف سوف تؤدي بها الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية والوقوف أمام العدالة الإلهية التي سوف يحاسب من خلالها ذلك الإنسان حسابًا عسيرًا وشديدًا بحيث يتم استجوابه عمّا قدمه من خير أو ما أكتسبه من شر في (يوم لا ينفع مال ولا بنون وعندما يَمثُل هذا الإنسان بين يدي خالقه جلّت قدرته، فيَصدر الحكم الإلهي ضده علانية وبصورة فردية (كل نفس بما كسبت رهينة) … (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، وذلك وفق دستور رباني عادل وواضح وشامل ومُتكامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. مبني على قواعد إلهية ثابتة وعلمية ومعرفية ونهج راسخ ونظام محكم غير قابل للمساومة أو التغيير أو النقض أو الطعن بقدر ما هو كتاب مفتوح لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فيعطى هذا الإنسان كتابه ويقال له (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)؛ فعليك أن تتصفحّ كتابك هذا بعناية، وتُمعن النظر فيه، لتجد من بين أسطره ومن ضمن مخرجاته تلك الصفحات السوداء والعلامات الغامقة التي تظهر مفردات تلك الخطوط العريضة والمؤشرات المميزة والتي تُبين بصورة واضحة وجلية ودقيقة تلك الوقائع والأحداث التي تم ضبطها وتسجيلها على خلفية أعمال هذا الإنسان وتداعياته بدقة متناهية وبشهادة معتمدة لا إفراط فيها ولا تفريط، وكأنه يقوم مُجبرًا لا مخيرًا بمراجعة أعماله دقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها؛ وهو يُطالع سيرته الذاتية الشاملة بكل تفاصيلها، بما فيها من إخفاقات سلبية، وأفعال حميدة وأعمال صالحة، وبسبب تهور الإنسان ذاته وإخفاقاته قد تذهب حسناته سدًا وتتقاسمها تلكم السيئات والموبقات والعثرات والهفوات، ويبقى هو حائرًا ومتحسرًا ونادمًا فيما ارتكبه من ذنوب ومعاصٍ وسيئات أعاذنا الله منها ومن تبعاتها؛ حيث يسأل المرء عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل به؟

وعلى الجانب الآخر، فإنه من يُمعن النظر في مستويات البشر يراهم متفاوتين في نهجهم ونظرتهم وتصرفاتهم فيما يرتكبونه من حماقة وإجرام وأعمال مُشينة ووحشية لا تليق بالإنسان العاقل من حيث المسؤولية الدينية والشرعية والأخلاقية والقانونية؛ بل تجدهم يقومون بأفعال مزرية ومحرمة يغلب عليها طابع الإجرام وعدم ضبط النفس وذلك وفق منهجهم السيئ والعربدة التي يمارسونها من خلال غطرستهم وتكبرهم وجبروتهم، متخذين من مواقع المسؤولية التي يمارسونها مسرحًا للجريمة ومظلة للفساد وقتل الأطفال والنساء وكبار السن حتى أولئك الأطفال الذين يسعون لأخذ رغيف خبز لإنقاذ حياتهم من الجوع لم يسلموا من القتل المتعمد وانتهاك حقوقهم دون ورع ولا خوف ولا رادع، بينما هناك وللأسف أشخاص يدافعون عن هؤلاء القتلة ويحرضونهم على المزيد من الممارسات البشعة وهم يدعون تطبيق العدالة والديمقراطية كذبًا وزورًا، في الوقت الذي يدعمون فيه هذا الكيان الصهيوني لقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وإشاعة الفوضى والعنجهية أمام أعين الجميع في خطوة تعكس ازدواجية المعايير وتغيير الواقع وقلب الحقائق لأجل تحقيق مصالح هذا الكيان المتكبر وتشجيعه على ممارسة تلك الجرائم والانتهاكات الوحشيّة بصورها وابعادها وواقعها المؤلم.

بينما الأمة الإسلامية تتألم وتعيش تلك المأساة العميقة التي ظلت تعاني منها عقود من الزمن ثم تطورت أحداثها فيما يشاهده العالم من انتهاكات وقتل ودمار في غزة وفي الكثير من أراضي الدول الإسلامية، حينها جاء الصهاينة على أثر تلك الخلفية العنصرية دون سابق إنذار ليقتحموا الحدود الدولية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي بدافع العربدة التي تفتقر حيثياتها إلى العقلية والاتزان، والبعد الأخلاقي والسياسي والإنساني.

وفي مغامرة خارجة عن مسارات القانون والعرف الدولي بما تشكله من نزعة شيطانية متهورة تعتمد على أذرعها الظالمة، وتُزاحم أهل الحق في حقوقهم وأهل الديار في ديارهم وممتلكاتهم لتظهر الغلبة عليهم وتتقاسم معهم أرزاقهم ومعيشتهم وممتلكاتهم وتدمر حياتهم بالأسلحة الثقيلة والفتاكة وتغتال من يدافعون عن وأوطانهم وشرفهم وعرضهم وتنتهك بذلك حقوقهم وتقتل الآمنين منهم ومن بينهم الأطفال والنساء وكبار السن بطرق وحشية وبأسلحة محرمة لكي تبث لهم مدى قدرتها على بث الرعب والخوف والقلق ولتظهر مدى عمق الإجرام والغطرسة والتحكم في مصالح الناس.

وبعد ما فوجئت القيادة الإيرانية باغتيال الكثير من القيادات الحكومية المؤثرة في صفوف القادة العسكريين والسياسيين والأمنيين مع ضرب المنشآت الحيوية والعسكرية والأمنية والمفاعلات النووية لزعزعة أمن واستقرار الدولة واختراق أجهزتها الأمنية والدفاعية وذلك من أجل بسط نفوذ الدولة الصهيونية على المنطقة.. تحركت الحكومة الإيرانية للدفاع عن نفسها وعن دولتها ومصالحها، فكان الرد الإيراني على تلك البلطجية رد موجع ومؤثر ومؤلم ومبارك من قبل الشعب الإيراني وأصدقائه والداعمين له، وفي ضوء ذلك التحرك الدبلوماسي لحكومة إيران أعلنت شقيقتها الحكومة الباكستانية الموقف الرسمي للحكومة لمؤازرة ومساندة الحكومة الإيرانية للتصدي لهذا العدوان الغاشم لضمان حقوق إيران وسلامة أراضيها، وهو موقف مشرف يشكرون عليه.

ومن هذا المنطلق يتطلع أبناء الأمة الإسلامية لأن تضطلع هذه الأمة بدورها الريادي في خطوة مباركة ومدعومة من قبل أبنائها لتستلم زمام المبادرة وتحافظ على حقوقها ومكتسباتها وتدعو إلى وحدة شاملة ومتكاملة الأبعاد تتمثل في شراكة استراتيجية تتحد من خلالها الدول الإسلامية وتتوحد في قيام اتحاد منظم وفاعل مبني على أرضية ثابتة وقواعد متينة وأنظمة وقوانين هادفة وراسخة، وذلك على غرار أنظمة وقوانين الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل صد التمدد الصهيوني ومواجهة تلك التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وممارسة مسؤولياتها وواجباتها والدفاع عن نفسها وعن أراضيها وضمان حقوقها والمحافظة على مكتسباتها وتفعيل دورها الوطني فيما يتعلق بمصالحها وأمنها واستقرارها واستقلالها مع خلق بيئة جاذبة للاستثمار فيما بينها.

إن الأهداف المرجوة من هذا الاتحاد في حالة التوافق عليه.. تقوم على أساس تحقيق تعاون استراتيجي يشمل كافة المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، كما أنه يشمل كافة القطاعات والمجالات الخدمية بما في ذلك القطاع الصحي والتعليم والدراسات العليا والقطاع الصناعي، إضافة إلى مختلف مجالات التنمية المستدامة والبنى التحتية.

وعلى جانب من الأهمية وما يثير الامتعاض والأسى، ذلك التحيز والمواقف المتباينة في مسألة تبني مشاريع المفاعلات النووية؛ وذلك عندما يسمح للبعض بإقامتها فيما حُظرت عن البعض الآخر بسبب أيدولوجيتهم العرقية أو الدينية، في إشارة واضحة إلى عمق هذا التحيز والاستبداد وبما ما يدعو إلى إثارة الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية بصورة مباشرة وغير مباشرة.

نعلم أن الصراع الذي نشأ على خلفية الأحداث الراهنة وما سبقها من تجاوزات وانتهاكات وما يعيشه العالم من خلال هذه الأوضاع القائمة على الغطرسة وانعدام الحوار الإيجابي والذي نتج عنه تلاشي كل المعايير والقيم الانسانية والسياسية والقانونية وبقيت أبوابه مفتوحة بتجاه الفوضى والعنجهية والهمجية كما بقيت معطيات الحياة متردية وهي بين مد وجزر في الوقت الذي بقيت فيه المعاناة شديدة وذات تفاعل سلبي عميق ومؤثر على المستويين المادي والمعنوي.

نسأل الله أن يجبر بخواطر المظلومين ويمنحهم الصبر والقوة والعدالة لتحطيم قوى البغي والفساد إنه ولي كريم.. كما نسأله تعالى أن يحفظ عُمان سلطانا وحكومة وشعبًا وأن يُحقق تطلعات أبناء هذا الوطن لبناء مستقبلهم وازدهاره والنهوض بمسؤولياته تحفه عناية الله تعالى ورعايته، إن الله على كل شيء قدير.

مقالات مشابهة

  • دعوة إسرائيلية لتوظيف الإنجاز في إيران لإنهاء الحرب في غزة
  • واشنطن بوست: حملة إسرائيلية سرية لترهيب قادة إيران العسكريين
  • انهيار الغطرسة الصهيونية بين أزقة طهران
  • الجيش الإيراني: أسقطنا 130 مسيرة إسرائيلية منذ بدء الحرب
  • عاجل الجيش الإسرائيلي يشن هجومًا على مقر قيادة للحرس الثوري في طهران
  • وزارة الدفاع التركية: نتابع عن كثب عملية تسليم سد تشرين إلى الحكومة السورية
  • هآرتس: لا مزيد من الأهداف العسكرية لإسرائيل
  • 30 طائرة إسرائيلية تضرب عشرات الأهداف العسكرية في إيران
  • إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر
  • ظاهرة عصابة أبو شباب في غزة بعد 7 أكتوبر