أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لتعويض الحبوب الأوكرانية "على أساس تجاري أو بالمجان"، معتبرا أن "اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود أصبح بلا معنى".

جاء ذلك في مقال لبوتين بعنوان "روسيا وأفريقيا: توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم وخلق مستقبل ناجح" نُشر على موقع الكرملين اليوم الاثنين؛ قبل يومين من انطلاق القمة الروسيةـالأفريقية الثانية التي ستعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية يومي الخميس والجمعة.

وقال بوتين في مقاله "لم يعد هناك جدوى من استمرار صفقة الحبوب التي لا تحقق هدفها الإنساني. وقد اعترضنا على مسألة الموافقة على تمديد إضافي للصفقة، وبدءا من 18 يوليو/تموز الجاري تم تعليق العمل بالصفقة".

وأضاف "أود أن أؤكد لكم أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية، سواء على أساس تجاري أو على أساس مجاني، بخاصة أننا نتوقع حصادا قياسيا هذا العام".

منظر عام لمحطة حبوب في ميناء أوديسا حيث تشحن أوكرانيا القمح وفقا لاتفاقية الحبوب المبرمة مع روسيا (رويترز) طمأنة أفريقيا

وشدد بوتين على أن "موسكو ستعمل على بذل كل ما بوسعها لمواصلة توريد الحبوب والغذاء والأسمدة إلى الدول الأفريقية"، لافتا إلى أن موسكو "تعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا بشكل نشط، سواء كان ذلك مع كل دولة على حدة، أو مع منظمات التكامل الإقليمي، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي".

وأعرب الرئيس الروسي عن ترحيبه بالنهج الإستراتيجي الذي ينتهجه الاتحاد الأفريقي لتحقيق مزيد من التكامل الاقتصادي، وإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية"، مشيرا إلى أن موسكو "مستعدة لإقامة علاقات عملية مبنية على أساس المنفعة المتبادلة بما في ذلك من خلال الاتحاد الاقتصادي الأوراسي".

كما أعرب بوتين عن تطلعه لإجراء حوار بناء ومثمر مع قادة الدول الأفريقية خلال قمة "روسيا-أفريقيا" التي ستنطلق أعمالها في مدينة سان بطرسبورغ بعد يومين.

وأضاف "إنني على يقين من أن قرارات القمة والمنتدى، وكذلك العمل المشترك والمتعدد الأوجه، ستعمل على زيادة تطوير الشراكة الإستراتيجية الروسية الأفريقية لمصلحة بلداننا وشعوبنا".

ومن المقرر أن تستضيف مدينة سان بطرسبورغ الروسية أعمال قمة "روسيا-أفريقيا" الثانية التي ستنطلق خلال أيام. وكانت روسيا استضافت قمة "روسيا-أفريقيا" الأولى عام 2019 بمدينة سوتشي الروسية، خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

وكان سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي أعرب الجمعة الماضية عن تفهّم بلاده "قلق" الدول الأفريقية في أعقاب إعلان موسكو انتهاء العمل بالاتفاقية، متعهدا بمواصلة تصدير هذه المواد الأساسية إلى الدول التي تحتاج إليها. وشدد فيرشينين في مؤتمر صحفي على أن الدول المحتاجة "ستحصل على الحبوب عن طريق تواصلنا معها أو من خلال قمة روسيا-أفريقيا"، مشيرا إلى العمل على تحديد "مسارات" لتسليم هذه المواد.

يذكر أن موسكو سبق أن أعلنت أنه تم تجاهل شروطها لتمديد الاتفاق، وانسحبت الأسبوع الماضي من الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا قبل عام بتصدير الحبوب من موانئها المطلة على البحر الأسود، على الرغم من الحرب، للتخفيف من أزمة غذاء عالمية. ومع ذلك، فإن المطالب الرئيسة التي قدمها بوتين الأسبوع الماضي لعودة روسيا إلى الاتفاق لم تشر إشارة مباشرة إلى الأغراض الإنسانية.

وبعد الانسحاب من الاتفاق، دأبت روسيا على قصف موانئ تصدير المواد الغذائية الأوكرانية على نحو شبه يومي. وأسفر هجوم أمس الأحد على ميناء أوديسا الجنوبي عن مقتل شخص وإصابة العشرات.

وتتنافس روسيا والغرب بشكل متزايد على النفوذ في أفريقيا. وعلى الرغم من أن موسكو لم تستثمر حتى الآن سوى القليل جدا هناك، وفقا لبيانات من الأمم المتحدة، فإنها كانت تنفذ حملة دبلوماسية لتعزيز نفوذها في القارة السمراء.

والمعروف أنه خلال تصويت الأمم المتحدة في مارس/آذار 2022 لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، صوتت 28 دولة أفريقية لمصلحة القرار، لكن 25 دولة إما امتنعت عن التصويت أو لم تصوّت على الإطلاق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة روسیا أفریقیا على أساس أن موسکو

إقرأ أيضاً:

روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)

يمانيون /

كشفت مصادر عسكرية روسية عن تفاصيل جديدة تكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب إلى اللجوء للحلول الدبلوماسية مع اليمن، بعد فشل ذريع للحملة العسكرية التي أطلقها ضد صنعاء. وفقاً لمجلة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية المتخصصة في الشؤون العسكرية، فإن الأحداث الأخيرة كشفت عن مفاجآت استراتيجية غيرت موازين القوى في المنطقة. الصحيفة قالت إن الوثائق تشير إلى أن قوات صنعاء نجحت في تحقيق إنجازات نوعية ضد القوات الأمريكية، حيث تمكنت من إسقاط ما لا يقل عن 20 طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، التي تعد من أكثر الأنظمة الأمريكية تطوراً وباهظة التكلفة.
لكن الصدمة الكبرى جاءت مع الادعاءات اليمنية بإسقاطها لطائرة مقاتلة من الجيل الخامس F-35A Lightning II، بالإضافة إلى عدة طائرات F-16C Fighting Falcon، وهو ما شكل ضربة استراتيجية للتفوق الجوي الأمريكي. وأضافت: في مارس الماضي، أطلق البنتاغون عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم “الفارس الخشن”، تحت إشراف الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية.
شملت الخطة نشر مجموعتين من حاملات الطائرات، بالإضافة إلى أسراب من القاذفات الاستراتيجية وطائرات الاستطلاع، بهدف تدمير البنية التحتية الصاروخية اليمنية خلال 30 يوماً. لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال الأمريكية. وأردفت إن المصادر العسكرية تشير إلى أن القوات اليمنية استخدمت تكتيكات مبتكرة في مواجهة التفوق التكنولوجي الأمريكي.
حيث نجحت أنظمتها الدفاعية -التي يعتقد أنها من طراز “بوك” الروسية- في إقامة كمائن ناجحة للطائرات الأمريكية، مستفيدة من المعرفة الدقيقة بالجغرافيا اليمنية وتضاريسها الصعبة.
وقد أدت الخسائر المتتالية في الطائرات المسيرة إلى شل قدرات المراقبة والاستهداف الأمريكية بشكل ملحوظ. وبينت أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلاً عن مصادر في البنتاغون، كشفت أن الخسائر الأمريكية تجاوزت السبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9 خلال شهر واحد فقط، مما أثر بشكل كبير على القدرات الاستخباراتية الأمريكية في تتبع تحركات المقاومة اليمنية.
كما أشارت التقارير إلى أن الطائرات المقاتلة الأمريكية واجهت صعوبات غير متوقعة في اختراق المجال الجوي اليمني، حيث كشفت الأحداث أن تقنيات التخفي في طائرات F-35 لم تكن فعالة كما كان متوقعاً. وأوضحت أن النتائج غير المتوقعة للعملية العسكرية أدت إلى تحول جذري في الموقف الأمريكي.
فبعد أسابيع من الحملة المكلفة التي لم تحقق أي من أهدافها الاستراتيجية، اضطر الرئيس ترامب إلى تغيير مساراته، حيث بادر باللجوء إلى الوساطة العمانية لإنهاء التصعيد.
القرار الأمريكي جاء بعد تقييم واقعي للمخاطر، حيث أدركت الإدارة الأمريكية أن الاستمرار في المواجهة العسكرية قد يؤدي إلى مزيد من الإحراج الاستراتيجي وخسائر مادية وبشرية غير مبررة. واختتمت بالقول: المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية أكد أن هذه التطورات ستمكن اليمن من تحويل تركيزه بالكامل نحو الجبهة الفلسطينية، في إشارة واضحة إلى استمرار العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية.
الخبراء العسكريون يرون أن هذه الأحداث تشكل نقطة تحول في موازين القوى الإقليمية، حيث أثبتت قوة محلية قدرتها على مواجهة أعتى الجيوش العالمية بأسلوب غير متماثل، مستفيدة من الإرادة القتالية العالية والمعرفة التكتيكية العميقة بمسرح العمليات.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن بعد اتفاقات تبرم بين موسكو وكييف
  • روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)
  • حريق ضخم يلتهم مركزاً تجارياً وسط النجف (صور)
  • موسكو: لقاء بوتين وترامب يتطلب اعدادات مسبقة
  • ترامب يكشف موعد لقائه مع بوتين وانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • عاجل || ترامب: لا تقدم في محادثات روسيا وأوكرانيا حتى ألتقي بوتين
  • الحكومة تعد استراتيجيات مستدامة للتكامل الاستثماري والتجاري مع الدول الأفريقية
  • زيلينسكي ينتقد غياب بوتين عن مباحثات وقف النار في تركيا.. موسكو غير جادة
  • المنيا تحتفي بـ "مبدعين قادرون": المحافظ يكرم نجوم الأنشطة التعليمية بالمركز الاستكشافي
  • عقب زيارة شي الأخيرة إلى موسكو.. الصين تبدي استعدادها لتوسيع التعاون مع روسيا