قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها، إنه يجوز استعمال الماء والمعجون في تنظيف الأسنان في نهار الصيام ما لم يدخل من ذلك شيء إلى الجوف؛ لأن المفسد للصيام هو دخول شيء للجوف من منفذ مفتوح، والأفضل للسائل أن يجعل ذلك في غير ساعات الصيام ليبتعد عن الوساوس والخطرات الشيطانية.

مبطلات الصوم
الأول: الجماع: فمتى جامع الصائم بطل صومه، فرضا كان أو نفلا، ثم إن كان في نهار رمضان، والصوم واجب عليه لزمه مع القضاء الكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق، أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر، فإن أفطر لغير عذر ولو يوما واحدا لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع، فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين فإطعام ستين مسكينا لكل مسكين نصف كيلو وعشرة جرامات من البر الجيد.

جامع زوجته قبل الفجر واغتسل بعد طلوع الشمس فهل صيامه صحيح كيف تحسب زكاة المال على الوديعة البنكية وشهادة الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب

وفي الصحيحين أن رجلا واقع امرأته في نهار رمضان فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فعن أبي هريرة قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل، فقال يا رسول الله هلكت. قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟..".

الثاني من مبطلات الصيام : إنزال المني اختيارا:
سواء بتقبيل أو لمس أو استمناء أو غير ذلك في نهار رمضان؛ لأن هذا من الشهوة التي لا يكون الصوم إلا باجتنابها، كما جاء في الحديث القدسي: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي».

فأما التقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر لما في الصحيحين من حديث عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مبطلات الصوم دار الإفتاء صلى الله علیه وسلم فی نهار رمضان

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (6)

رأينا فى المقال السابق بإيجاز كيف كانت صورة المجالس العلمية على عهد سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمنا أن التدوين العلمى للوحى بدأ مع بدايات الوحى بمكة المكرمة، كما رأينا من خلال ما سبق من مقالات أن التدوين كان على مَنحيَيْنِ؛ فهناك تدوين أمَرَ به سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وهناك تدويناتٌ شخصيةٌ كان يقوم بها الصحابةُ الكرامُ لأنفسهم.

وتدوين الصحابة للسُّنة المطهرةِ باعتبارها وحياً شريفاً أمرٌ لا يحتاج إلى أدلةٍ بعد أن علمنا أنَّ العرب قبل الإسلام كانوا يعتنون بأمرِ الكتابة والتسجيل لما هو أقلُّ شأناً من الوحى الشريف، فليس مستغرباً أن يعتنوا بكتابة القرآن والسنة!

وكيف لا يعتنون بتسجيل الوحى الشريف وقد افتُتح بالتنويه بشأنِ العِلم وأدواتِ كتابته وتعليمه، قال سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [العلق]، والأمرُ بالقراءة فى هذه الآيات مرتين، مع ذكرِ (القلم).

وذكرِ أنه الأداة التى علَّم الله تعالى بها خَلقه ما لم يكونوا يعلمون، كلُّ هذا يشير إلى أهمية الكتابة والتدوين للوحى، ولذا اهتم الصحابة بكتابة الوحى عملاً بالمفهوم من هذه الآيات القرآنية، ثم نزل الوحى بعد ذلك مُقْسماً بـ(القلم) هذه الأداة الكريمة وبما سطَّره الكاتبون، فقال سبحانه: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1]، وليس المقسَم به ما يُسطّرُ من كذبٍ أو مجونٍ، وإنما هو شىء عظيم يستأهل أن يُقسم الله تعالى به، وأيُّ شىء أعظم من الوحى؟! فهذه الآياتُ قسَمٌ بما سجّلُوه.

وادعاءُ أن التدوين كان مقصوراً على القرآن الكريم وحده دون السُّنّة المطهرة -مع كونِها وحياً مثله- ادعاء تشهد الأدلة ببطلانه.

فقد ذكرنا أنّ كتابة السُّنة كانت تتم تحت سمع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبصره، هذا بخلاف ما أمر هو بكتابته، وقد بدأت هذه الكتابة مع بدايات الوحى، ولهذا كان للصحابة الكرام صُحفٌ، والصحف هى الكُتُب كما فى قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} أى: الكُتب المنزلة عليهم.

فكان لعبدالله بن عمرو بن العاص مثَلاً أكثر من صحيفة، إحداها صحيفة سمَّاها «الصحيفة الصادقة»، فقد دخل عليه مجاهد بن جبر (ت 104هـ) فأراد أن يتناول الصحيفة الصادقة فتمنَّعَ عليه، فقال متعجباً: أتمنعنى شيئاً من كُتبِك؟!

وهذه العبارة صريحة جداً فى بيان تعدُّدِ كتبه، وأنها كانت معروفة لدى الجيل التالى لجيل الصحابة وهو جيل التابعين، وأنه رضى الله عنه لم يكن يمنعهم من النظر فيها والإفادة منها.

ولكن كان لهذه الصحيفة مَنزلةٌ خاصة عند سيدنا عبدالله بن عمرو بيَّنها له بقوله: هذه الصحيفة الصادقة، هذه ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينى وبينه أحد، وعبارته هذه يُفهم منها أنّ له صُحفاً أخرى رواها عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطةٍ إضافة إلى ما سجَّله من أحكام بعض الصحابة كسيدِنا عمر في بعض المسائل الفقهية، وكان له كتاب آخر سجَّل فيه ما يكون من الأحداث إلى يوم القيامة؛ أى: الأحاديث التى ذُكر فيها ما سوف يقع قبل يوم القيامة، وهذا الكتاب كان يحفظه فى صندوق خاص.

وظلت كتب عبدالله بن عمرو بن العاص هذه متوارثة فى أحفاده، وكانوا يُحدّثون منها، فكان حفيده فقيهُ أهل الطائف ومحدُّثهم عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص (ت 118هـ) يروى منها، ولهذا تكلَّم البعض فى روايته عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو باعتبار أنه اعتمد فى أغلبِ روايتِه على هذه الكُتُب المتوارثة دونَ سماعٍ لأكثرها.

وهذا له دلالات مهمة، وهى أن ثبوت هذه الكتب أمرٌ مقطوع به غيرُ مشكوك فيه عند العلماء، وأن المحدّثين كانوا يرون أن الأوثق وجود السماع مع الكتابة وعدم الاقتصار على الكتابة وحدها، وهذا تعمُّقٌ منهم فى التدقيق فى نقل السنة المطهرة.

مقالات مشابهة

  • عاجل- ما هو حكم من شرب أو أكل ناسيا فى نهار عرفة؟.. الإفتاء تجيب
  • يوم عرفة: يوم المغفرة والرحمة
  • مخاطر تناول المشروبات الساخنة في الأجواء الحارة
  • للحصول على نفس منعش.. إليكم فاكهة رخيصة وفي متناول اليد
  • كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (6)
  • يوم عرفة 2024.. ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوع؟
  • يوم عرفة 2024.. هل يجوز صومه بنية قضاء أيام من رمضان؟
  • تحذير من غسول فم شائع الاستخدام.. يسبب الإصابة بسرطان الأمعاء والمريء
  • هل يجوز صيام يوم عرفة بنية قضاء رمضان؟.. دار الإفتاء تجيب