بسبب طريقة إدارتها.. محللون يتوقعون أن تسحب ثريدز المعلنين من تويتر
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
يرى بعض المعلنين أن منصة "ثريدز" (Threads) -التي أطلقتها شركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms) في تحد لشركة "تويتر" (Twitter)- أقل إثارة للجدل ويمكن توقع قراراتها إلى حد كبير مقارنة بمنصة تويتر المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في حين يقول محللون إن المنصة الجديدة يمكن أن تجذب ميزانيات مرصودة للتسويق في نهاية المطاف.
وأصبح تطبيق ثريدز الذي أُطلق في الخامس من يوليو/تموز الجاري منصة التواصل الاجتماعي الأسرع انتشارا بانضمام 100 مليون مستخدم، في ما يبدو أنه أول تهديد خطير لتطبيق التدوين المصغر تويتر.
في المقابل، قال ماسك -أمس الأحد- إن تويتر سيغير علامته التجارية وشعاره إلى حرف "إكس".
وذكرت شركة الأبحاث "سينسور تاور" (Sensor tower) أن تطبيق ثريدز شهد انخفاضا في عدد مرات التحميل والتفاعل خلال الأسبوع الذي تلا الضجة التي أحاطت بصدوره.
ولا تتيح المنصة حاليا خدمة الإعلانات عليها، لكن محللين يتوقعون حملات إنفاق ببذخ على الإعلانات شريطة أن يستمر المستخدمون في استخدام المنصة.
وإذا نجحت منصة ثريدز في الاحتفاظ بالمستخدمين، فسيكون بمقدورها تحقيق 5 مليارات دولار حصيلة إيرادات سنوية من الإعلانات، وهو ما يعادل ما ربحه تويتر عام 2021.
وفي هذا الصدد، يقول مات يانوفسكي -المؤسس المشارك لشركة "مومنت لاب" (Moment Lab) وهي وكالة إعلانات ومتخصصة في صناعة العلامات التجارية- إنه بمجرد أن تكون الإعلانات متاحة على ثريدز ستعيد العلامات التجارية توجيه ميزانية إنفاقها على الإعلانات بعيدا عن تويتر "من دون شك".
وفي وقت سابق، أوضح آندرو لا فوند -نائب رئيس وكالة إعلانات عملت مع "نايكي" (Nike)- أن بعض المعلنين انصرفوا بالفعل عن تويتر بسبب مخاوف من لهجة الخطاب والتغيرات المفاجئة في سياسات المنصة منذ أن اشترى ماسك الشركة العام الماضي.
وأقرت تويتر بانخفاض في مبيعات الإعلانات، إذ ذكر ماسك الأسبوع الماضي أنها انخفضت بنسبة 50% بالرغم من عدم وضوح الإطار الزمني الذي كان يشير إليه.
وما زال أمام ثريدز وقت طويل حتى تتمكن من الانتشار مثل تويتر؛ إذ يمتلك تويتر ما يقرب من 240 مليون مستخدم نشط يوميا -يمكن الاستفادة منهم ماليا- حتى يوليو/تموز العام الماضي، حسب آخر إعلان رسمي للشركة.
من جهته، قال مارك زوكربيرغ رئيس ميتا بلاتفورمز إن الشركة ستفكر في تحقيق أرباح من ثريدز بمجرد أن تتضح الرؤية للوصول إلى مليار مستخدم.
والأسبوع الماضي، ذكر زوكربيرغ -عبر حسابه على ثريدز- أن 10 ملايين مستخدم يترددون على المنصة يوميا وسيركز الفريق حتى نهاية العام على "تحسين الأساسيات والاحتفاظ (بالمستخدمين)".
ولا تدعم منصة ثريدز خاصية المراسلة المباشرة أو الوسوم أو الكلمات المفتاحية، مما يحد من ميل المعلنين لاستخدامها من أجل متابعة الأحداث لحظة بلحظة، مثلما يفعل المستخدمون عادة على تويتر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: تعيين غوفمان رئيسا للموساد يعمق مسار الولاء قبل الكفاءة
القدس المحتلة- أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعيين سكرتيره العسكري الجنرال رومان غوفمان رئيسا جديدا لجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، موجة واسعة من الانتقادات في الأوساط السياسية والأمنية، وسط تحذيرات من تداعيات القرار على استقلالية الجهاز وطبيعة عمله.
وأثار سجل غوفمان المهني شبهات كثيرة، إذ سبق أن قدّم، خلال إحدى مراحل ترقيته العسكرية، تقريرا احتوى على معلومات غير دقيقة، ورأى منتقدون أن صعوده في المناصب جاء نتيجة قربه من نتنياهو أكثر من كونه تعبيرا عن كفاءته أو خبرته.
وتذهب قراءات محللين ومسؤولين سابقين في الموساد إلى أن التعيين يعكس توجها متزايدا لدى نتنياهو لترسيخ نفوذ سياسي مباشر داخل الأجهزة الاستخباراتية، في خطوة قد تمس بثقافة الجهاز القائمة على المهنية والسرية والحياد.
ويؤكدون أن غوفمان يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية المطلوبة، ولا يمتلك خبرة في الإدارة التنظيمية المعقدة أو في طبيعة العمل العملياتي الذي يشكل جوهر نشاط الجهاز.
أهداف نتنياهو
ويرى المحللون أن إدخال شخصية بلا خبرة استخباراتية قد ينعكس سلبا على الأداء الداخلي ويؤدي إلى اهتزاز ثقة العاملين بقيادتهم الجديدة.
واعتبر مسؤولون سابقون في الأجهزة الأمنية، حسب ما نقلت عنهم القناة الـ13 الإسرائيلية، أن هذه الخطوة تعبر عن رغبة واضحة لدى نتنياهو في إحكام قبضته على الموساد، في مشهد يذكّر بتعيين الجنرال ديفيد زيني على رأس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".
وحذر محللون من احتمال اندلاع موجة استقالات داخل الجهاز احتجاجا على التعيين، خاصة في صفوف القيادات المهنية التي تخشى أن تتحول المؤسسة إلى أداة سياسية بدلا من كونها جهازا أمنيا يعمل ضمن معايير احترافية ثابتة.
وتشير قراءات متعددة استعرضتها القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن التدخل المتزايد في التعيينات الحساسة داخل الأجهزة الأمنية يثير قلقا متصاعدا لدى مسؤولين سابقين.
إعلانوتجمع على أن ما يجري يشكل محاولة لترسيخ نفوذ سياسي مباشر داخل الموساد والشاباك، بما قد يغير طبيعة عملهما وأدوارهما التقليدية القائمة على المهنية والحياد.
ويطرح هذا التعيين تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين القيادة السياسية والمؤسسة الاستخباراتية في إسرائيل، وحول تأثير ذلك على قدرة الجهاز في التعامل مع التحديات الإقليمية المتصاعدة.
يرى المحلل العسكري أمير أورين أن تعيين غوفمان ليس خطوة مهنية بقدر ما هو قرار سياسي يهدف إلى تعزيز قبضة نتنياهو على الجهاز، تماما كما حدث في تعيين ديفيد زيني لرئاسة الشاباك.
وبحسب مقاله في صحيفة "هآرتس"، فإن نتنياهو يبحث في رؤساء الأجهزة الأمنية عمن "يحيي ويمجد ولا يتدخل"، أي من يضمن الولاء المطلق أكثر من الكفاءة المهنية.
ويقدم مقارنة تفصيلية بين غوفمان وقادة سابقين في الموساد جاؤوا من خلفيات عسكرية واستخباراتية عميقة، ويشير إلى أنه، ورغم كونه ضابطا مقاتلا، يفتقر للخبرة العملياتية والاستخباراتية الجوهرية التي شكّلت أساس صعود رؤساء سابقين للجهاز. ويصفه بأنه "لواء بلا مسار استخباراتي" نقل إلى المنصب بقرار سياسي ولأسباب خارجية.
ويأتي هذا التعيين -وفق أورين- ضمن نمط متكرر في عهد نتنياهو، الذي اختار في الأشهر الأخيرة رؤساء أجهزة أمنية بناء على معيار شخصي، فيما يعتبر أن الولاء يتقدم على الاحتراف.
ويرى أن رئيس الوزراء يسعى من خلال غوفمان لتهيئة بيئة داخل الموساد تسمح بتوسيع نفوذ مبعوثه رون ديرمر، الذي يتوقع أن يمنح دورا مركزيا في إدارة ملفات حساسة داخل الجهاز.
ويستعرض المحلل العسكري أمثلة تاريخية تبرز الفارق بين تقاليد الموساد التي اعتمدت سابقا على قادة ذوي تجارب استخباراتية واسعة، وبين الاتجاه الحالي الذي يضع الاعتبارات السياسية في المقدمة.
ويخلص إلى أن نتنياهو لا يفكر بمصلحة الموساد بقدر ما يفكر بالبحث عن رئيس جهاز يضمن الامتثال والطاعة، حتى وإن كان ذلك على حساب الخبرة المطلوبة.
من جانبه، يقدم المحلل السياسي المحسوب على معسكر اليمين، أمنون لورد، في مقال له في صحيفة "يسرائيل هيوم"، قراءة لما يصفه بـ"الزلزال القادم" في جهاز الموساد عقب تعيين غوفمان رئيسا له.
وبرغم أن الحديث عن مستقبل غوفمان في منصب رفيع لم يكن غائبا تماما خلال السنوات الماضية، فإن الإعلان عن تعيينه الآن بدا، في نظر لورد، خطوة مفاجئة وصادمة داخل الجهاز نفسه.
ويرى أن خلفيته الشخصية والمهنية تشكل خروجا واضحا عن المسار التقليدي لصناعة النخب الأمنية في إسرائيل، إذ لم يتدرج عبر قنوات هيئة الأركان العامة ولا وحدات النخبة الرمزية مثل "سييرت متكال"، بل برز من قلب العمل العسكري القتالي المباشر.
هذا الانتقال المباشر من ساحة المعركة إلى قمة الاستخبارات يعتبره لورد تحولا عميقا، ليس فقط في تاريخ الموساد، بل في فلسفة إدارة الأمن القومي الإسرائيلي. فغوفمان، مثل رئيس الشاباك الحالي زيني، يأتي من خلفية عسكرية صلبة لا من دوائر النخبة البيروقراطية.
إعلانويشير الكاتب إلى أن هذا التوجه يعكس موجة جديدة يقودها نتنياهو تقوم على اختيار قادة أمنيين يعتمد عليهم سياسيا، ويثق بقدرتهم على تنفيذ رؤيته من دون إرث "نخبوي" أو استقلالية مؤسساتية مزعجة.
ويلمح إلى أن المحكمة العليا وأنصارها قد يرون في هذا التعيين مساسا بـ"العقد غير المكتوب" حول كيفية اختيار رؤساء الأجهزة الأمنية، ما ينذر بجدل إضافي في العلاقة "المشحونة أصلا" بين السلطات.