الانتخابات الروسية.. بوتين لولاية جديدة بفترة حكم أطول من ستالين
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
بغداد اليوم- ترجمة
تبدأ الانتخابات الرئاسية في روسيا، اليوم الجمعة (15 آذار 2024) وتستمر لمدة ثلاثة أيام، وسيتم إعلان النتائج بعد يومين.
وبالإضافة إلى فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، يشارك في المنافسة أيضًا ثلاثة مرشحين آخرين؛ ليونيد سلوتسكي (قومي)، نيكولاي خاريتونوف (شيوعي)، فلاديسلاف دافانكوف (رجل أعمال).
ووفق ترجمة خاصة لوكالة "بغداد اليوم" عن هيئة الإذاعة الألمانية بالنسخة الفارسية، فان إيكاترينا شولمان، عالمة سياسية روسية في المنفى تقول، ان "زعيم الكرملين جاهز لإعادة انتخابه".
وفي غياب مرشحي المعارضة الجديين، تصبح الانتخابات مجرد "استفتاء"، ومع ذلك، فإن النتيجة قد تكون خطيرة بعض الشيء بالنسبة لبوتين، لأنها ستكون بمثابة اختبار لسلطته الحقيقية".
ويرى منتقدو الكرملين أن تأييد المرشحين الثلاثة هو محاولة لتوجيه السخط الشعبي وإضفاء "مظهر تعددي" على الانتخابات، في ظل قمع المعارضة الروسية بعنف لسنوات، فقد تم إقصاء اثنين من منتقدي بوتين، بوريس ناديجدين ويكاترينا دونتسوفا، اللذين عارضا الحرب في أوكرانيا علناً، من السباق الانتخابي، وتوفي أليكسي نافالني، أبرز السياسيين المناهضين لبوتين في السجن.
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة رقماً قياسياً غير مسبوق لبوتين.
وذكرت قناة "إن تي في" الإخبارية، نقلاً عن معهد "وزيوم" لاستطلاعات الرأي، المقرب من الكرملين، أن بوتين يمكن أن يعتمد على 82% من الأصوات، بينما سيحصل المرشحون الثلاثة الآخرون معًا على حوالي 6% فقط من الأصوات، وإذا تأكد هذا التوقع فستكون هذه نتيجة تاريخية في روسيا.
وإذا أكمل بوتين فترة ولاية أخرى مدتها ست سنوات في الكرملين، فسوف يتفوق على جوزيف ستالين، الزعيم الثاني للاتحاد السوفييتي (1924-1953)، ويصبح رئيس الدولة الروسية الأطول خدمة منذ كاثرين العظيمة في القرن الثامن عشر.
ومن المؤكد أن هذه النتيجة مهمة بالنسبة لبوتين، الذي يعتبر نتائج الانتخابات رصيداً ذا أبعاد تاريخية ويخطط لاستخدامها لتبرير الحرب في أوكرانيا.
لماذا الانتخابات أصلاً؟
ويستطيع بوتين أن يحقق هذا السجل التاريخي بطرق أخرى غير تمويل الانتخابات. إذن ما هي الحاجة لأصوات الناس؟
يقول ألكسندر كينيف، عالم السياسة الروسي، إن بوتين لا يستطيع من ناحية إلغاء الانتخابات ومن ناحية أخرى الدفاع عن الحرب باعتبارها "إجراء قانوني" لأن رئيس الكرملين يمارس سلطته في المقام الأول من خلال قمع أعدائه برافعة " القانون ".
ويعتقد كينيف أنه إذا أعلن بوتين أنه سيستمر في إدارة البلاد عندما يستطيع ذلك، فسوف يبرر العنف ضده من قبل أصحاب السلطة الآخرين. ولهذا السبب يحتاج إلى عمليات "قانونية" و"يتجاهل تماما حقيقة أن القوانين مكتوبة بوضوح لخدمة مصالح حكومته".
بذل الكثير من الجهد لجعل الانتخابات تبدو حقيقية
وعلى الرغم من نتائج الانتخابات المتوقعة، فقد استثمر بوتين الكثير من الوقت والمال في حملته الانتخابية. والغرض من هذا العمل هو إضفاء الشرعية على قوتها داخل روسيا وخارجها.
ومن المهم أن يحظى رئيس الكرملين بنسبة عالية من المشاركة في الانتخابات الروسية، ووفقاً للاستطلاعات الحالية، فإن حوالي 71% من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 112 مليوناً "يريدون التصويت".
وظهر الرئيس الروسي أكثر في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة؛ مع الطلاب وفي المصانع وأثناء تحليق القاذفات النووية. لكن هذه المرة، كما في الأعوام الـ24 الماضية، لم تجر معه أي مناظرة تلفزيونية.
وفي خطابه السنوي عن حالة الأمة في نهاية فبراير/شباط الماضي، وعد بمليارات الروبلات لتحديث البنية التحتية، ومكافحة الفقر والهجرة السكانية، والتحول الرقمي. ومع ذلك، هناك الكثير من خيبة الأمل تجاه سياساته، خاصة بين الشباب.
وتشير الملصقات المنتشرة في جميع أنحاء روسيا إلى "وطنية الروس" وتحثهم على التصويت. ومن الشعارات؛ "معا نحن أقوياء، دعونا نصوت لروسيا!"
كما أقيمت العديد من البرامج الترفيهية لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات. وفي الوقت نفسه، حذر الكرملين من "التدخل المحتمل لأوكرانيا وحلفائها الغربيين في الانتخابات".
"التأثير على الانتخابات"
ومؤخراً، أظهرت الوثائق التي نشرتها مجلة دير شبيغل والقناة الثانية الألمانية أن الكرملين استثمر ملايين الروبلات خصيصاً للتأثير على الناخبين.
وتُظهر الأوراق الاستراتيجية وجداول البيانات وغيرها من الأبحاث كيف يحاول الكرملين التأثير على الخطاب العام في جميع مجالات الحياة الاجتماعية.
ويرى مارك جالوتي، المؤرخ والخبير في الشؤون الروسية، أن هذه السياسة هي محاولة "للتقليل من التلاعب بالانتخابات بما يمكن القيام به قبل التلاعب".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تعليق ساخر من الخارجية الروسية على واقعة «صفعة ماكرون»: ربما كانت يد الكرملين!
سخرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من الفيديو المتداول للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يتلقى صفعة على وجهه من زوجته بريجيت خلال زيارتهما إلى فيتنام، في حادث أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وأوساط الإعلام.
وقالت زاخاروفا، في معرض ردها على سؤال حول الحادثة، مازحة: “سأعطيك تلميحاً: ربما كانت يد الكرملين”، في تصريح نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضافت: “في المرة الأخيرة، عندما نشرت وسائل الإعلام ما أسمته ‘حفلة ثلجية’ على متن قطار يقل مسؤولين من الاتحاد الأوروبي من كييف، لم تجد حملة ماكرون خياراً أفضل من اتهام الصحفيين بالكذب”، في إشارة إلى حادثة سابقة أثارت جدلاً.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خرج بدوره للتعليق على الواقعة، قائلاً إن ما جرى لا يعدو كونه مزحة بينه وبين زوجته. وأوضح: “كنا نتجادل ونمزح.. نحن نتشاجر ونمزح، وفجأة يتحول الأمر إلى كارثة عالمية”، نافياً وجود أي نزاع عائلي.
ماكرون تابع قائلاً إن الفيديو حقيقي، لكنه وُظف بطريقة مبالغ فيها، وأضاف: “الكثير من الناس يقضون وقتهم في تأليف القصص، إنها نفس الشبكات التي اعتدنا تتبعها”. كما أشار إلى ما وصفه بـ”المعلقين والمحررين السياسيين المعادين له”، قائلاً: “لدينا الكثير من المجانين في النظام”.
رغم محاولات الإليزيه للتقليل من أهمية الواقعة، والتأكيد على أنها “لحظة ودية” و”شجار بسيط” بين الزوجين، أثار الفيديو جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد تأكيد صحته، في أعقاب شكوك أولية أُثيرت حول إمكانية تعديله باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الحادثة أثارت موجة من التعليقات المتباينة، بين من اعتبرها مجرد موقف عابر، ومن رأى فيها مادة إضافية لتغذية الجدل السياسي والإعلامي حول ماكرون.