الجديد برس:

أكدت صحيفة فرنسية، أن “إسرائيل” أنشأت طريقاً تجارياً مع السعودية يمر عبر الأردن، لتخفيف تداعيات الحظر البحري الذي فرضته قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت صحيفة ماريان” الفرنسية، في تقرير لها، أن إسرائيل- وفي سياق مواجهة الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات بدون طيار- أقامت شبكة طرق بديلة لنقل البضائع عبر المملكة العربية السعودية والأردن، مشيرةً إلى أن “إسرائيل” تمكنت من إيجاد طريق آخر بديل والالتفاف على الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن ضد سفنها التجارية في البحر الأحمر، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وقالت الصحيفة: “إن الحوثيين يمثلون منذ بداية الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي خطراً كبيراً لدرجة أن جزءاً كبيراً من شركات الشحن اضطر إلى استبدال هذا الممر، بالممر البحري الإفريقي والذي يعتبر الأطول والأكثر تكلفة، حيث يكاد يكون ضعف تكاليف النقل والزيادات الكبيرة في عقود التأمين”. حسب تعبيرها.

وتابعت الصحيفة: “كان على إسرائيل، التي تعتمد على أكثر من 70٪ من وارداتها القادمة عبر الطريق البحري، أن تجد حلاً، ويبدو أنه تم ذلك”، مشيرةً إلى أن البضائع من آسيا لم تعد تصل عن طريق البحر، بل أصبح الآن عليها أن تسلك طريقاً برياً تسير فيه مئات الشاحنات، لكن الأكثر إثارة للدهشة- والحديث لكاتب التقرير- هو أن هذه المركبات التي تصل بأمان إلى بلدة حيفا الواقعة الى الجهة الشمالية من “إسرائيل” لا تمر عبر دول الخليج فحسب، بل تمر أيضاً عبر المملكة العربية السعودية والأردن.

وأضافت الصحيفة: يتم إنزال شحنات السفن من الصين والهند على وجه الخصوص في موانئ مملكة البحرين وإمارة دبي، مما يجنبها الاضطرار إلى المرور عبر مياه البحر الأحمر المحفوفة بالمخاطر، وبمجرد وصول هذه السفن إلى الموانئ، يتم تحميل الحاويات على شاحنات وعبورها عبر الأراضي السعودية والأردنية وصولاً إلى الحدود الأردنية الإسرائيلية.

وتابع التقرير: “ويتم بعد ذلك نقلها إلى الشاحنات الإسرائيلية، والتي تعمل على نقلها إلى حيفا وبعضها إلى جنوب إسرائيل باتجاه مصر ومنها إلى أوروبا”. مؤكداً أن تفاصيل مهمة، حركة المرور هذه سرية إلى حد ما.

وأوضح أن المملكة العربية السعودية لا تقيم بصورة رسمية أي علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، وبالتالي، فإن الاعتراف بأن المملكة تسمح بمرور البضائع المخصصة للدولة اليهودية في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة هو أمر صعب للغاية.

وأفاد الصحيفة في تقريرها بأن الأردن من جانبه وقع على اتفاقية سلام مع “إسرائيل” في العام 1994، لكن جزءاً كبيراً من السكان هم من أصل فلسطيني، مما يدفع هذا البلد كذلك إلى تبني علاقات منخفضة المستوى مع الدولة العبرية.

ويضمن صناع القرار في هذين البلدين عدم مرور أي سلع متجهة إلى “إسرائيل” عبر أراضيهم، لكن البراعة البيروقراطية كانت كفيلة بحل هذه المشكلة، فقد تم تقديم الحاويات بالفعل على أنها «قيد العبور» مما يسمح بعدم ذكر “إسرائيل”، كوجهة نهائية وهذا كل شيء. وفق التقرير.

وأضاف: وعلى الجانب الإسرائيلي، وافقت وزارة الدفاع على جميع إجراءات الأمن والمراقبة لتسليم الحاويات، فيما توفر عدة شركات إسرائيلية خاصة، الخدمات اللوجستية على الطرق وتستفيد من فرصة نقل الحاويات المليئة بالمواد الخام ومنتجات النسيج والمعادن اللازمة للصناعة والألمنيوم والمعدات الإلكترونية على وجه الخصوص.

ونقلت صحيفة “ماريان” الفرنسية عن مدير شركة ” منتفيلد اللوجستية- وهي شركة إسرائيلية رائدة في مجال الخدمات اللوجستية والشحن في العالم، قوله: “تقلل عمليات التسليم على الطرق من أوقات التسليم إلى 20 يوماً، بينما تصل إلى 50 إلى 60 يوماً باستخدام سفن الشحن التي تمر عبر منطقة رأس الرجاء الصالح جنوب القارة الأفريقية”.

وأضافت الصحيفة، أن شركة إسرائيلية أخرى، وهي “ترنك انتربريس- ذهبت إلى حد إبرام اتفاقية مع شركة مصرية لنقل البضائع عبر “إسرائيل” بشاحنات متجهة ليس فقط إلى مصر، ولكن أيضاً إلى السوق الأوروبية، من ميناء دبي.

ومن جانبها، بدأت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف مفاوضات مع أبو ظبي الأشهر الماضية لتأمين عبور بري للحاويات من الهند. حسب صحيفة “ماريان” الفرنسية.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

هل تؤلم هجمات الحوثيين إسرائيل أم تعطيها ذريعة لاستمرار حرب غزة؟

تتزايد التساؤلات حول طبيعة الأثر الذي تتركه هجمات جماعة أنصار الله الحوثي على إسرائيل، لا سيما مع استمرار إطلاق الطائرات المسيّرة من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، في ظل حالة استنزاف متصاعدة على أكثر من جبهة.

وتبرز في هذا السياق فرضيتان متضادتان، الأولى تعتبر أن هذه الهجمات تشكل مصدر إرباك وضغط فعلي على حكومة بنيامين نتنياهو، والثانية ترى فيها مبررا يتيح لإسرائيل مواصلة الحرب على غزة بذريعة التصدي لمحور إقليمي أوسع.

ومن وجهة نظر المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية أسامة الروحاني، فإن هجمات الحوثيين لا تمثل كلفة عالية لإسرائيل، بل توفر لها فرصة لتبرير عملياتها العسكرية الجارية وتغذية خطابها عن الدفاع ضد خطر إقليمي متصاعد.

وأشار الروحاني، في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان استثمار الهجمات الحوثية سياسيا، لتضخيم التهديد الإيراني، ومن ثم شرعنة التصعيد على مختلف الجبهات، ومن بينها اليمن.

آثار نفسية عميقة

في المقابل، رأى الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن الصواريخ الحوثية، وإن لم تُحدث أضرارا جسيمة، إلا أنها تترك أثرا نفسيا عميقا داخل إسرائيل، وتجبر الحكومة على التعاطي مع جبهات جديدة في توقيت شديد الحساسية.

إعلان

وأوضح جبارين أن إسرائيل، التي كانت قد تعهدت منذ سنوات بإحكام قبضتها الجوية والإلكترونية على المجال الإقليمي، تجد نفسها اليوم في مواجهة مسيّرات تخترق مجالها من مسافة بعيدة وتصل إلى مناطق حساسة.

وتعزز هذه التطورات -وفق المتحدث- شعورا بالضعف داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ تبدو الحكومة عاجزة عن احتواء اتساع رقعة المواجهة، مما قد يُضعف ثقة الجمهور بقدرة الدولة على حمايته في ظل حرب استنزاف غير مألوفة.

ورغم ذلك، يشدد الروحاني على أن الحوثيين لا يستهدفون إسرائيل فقط، بل يخوضون معركتهم الخاصة التي تستند إلى مزيج من الدوافع الأيديولوجية والمكاسب السياسية في الداخل اليمني، وليس بالضرورة في انسجام تام مع الأجندة الإيرانية.

تعزيز الشرعية الثورية

ويعتقد أن الحوثيين يوظفون الصراع في غزة لتعزيز شرعيتهم الثورية، وتوسيع حضورهم الإقليمي ضمن محور المقاومة، مستفيدين من الصدى الإعلامي والسياسي الذي توفره ضرباتهم تجاه إسرائيل.

ويضيف أن واشنطن حاولت تحييد الحوثيين عسكريا من خلال ضربات محددة، لكنها لم تنجح في كبح جماحهم، بل أدت إلى تصعيد جديد وتوسيع لنطاق الهجمات، وهو ما يطرح تحديات إضافية أمام الإستراتيجية الأميركية في البحر الأحمر.

أما في الداخل الإسرائيلي، فيرى جبارين أن حكومة نتنياهو تجد في التصعيد الحوثي فرصة لإعادة تأطير الحرب على غزة، وتقديمها على أنها جزء من مواجهة إقليمية أوسع، مما يطيل أمد العملية العسكرية ويمنحها غطاء سياسيا.

ويوضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن الانشغال بجبهات متعددة، من اليمن إلى لبنان وسوريا، يضعف تركيز الجيش ويستنزف قدراته، وهو ما يعزز الجدل الداخلي حول كفاءة إدارة الحرب وخيارات الخروج منها.

ويرى جبارين أن تل أبيب تعتمد في ردها هجمات "جبهة اليمن" على الولايات المتحدة، التي تنوب عنها في تنفيذ الضربات ضد الحوثيين، مما يعكس هشاشة القدرة الإسرائيلية على التعامل مع هذا التهديد منفردة.

إعلان معادلة ردع جديدة

ويخلص جبارين إلى أن الضربات الحوثية، حتى وإن كانت محدودة الأثر الميداني، فإنها تفرض معادلة ردع جديدة عنوانها أن إسرائيل لم تعد تملك السيطرة المطلقة في الإقليم، وأن خصومها باتوا قادرين على تهديد عمقها من مسافات بعيدة.

وفي السياق ذاته، حذر الروحاني من تداعيات اتساع ساحة المواجهة، مشيرا إلى أن تطور الصراع قد يؤدي إلى خلط أوراق اللاعبين الدوليين في البحر الأحمر، وجر قوى جديدة إلى صراع غير محسوب العواقب.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى بناء تحالفات بحرية لتأمين ممرات التجارة العالمية، لكن الحوثيين أثبتوا قدرة على ضرب هذه المنظومة من دون تكبّد خسائر كبيرة، مما يعقّد حسابات الأمن البحري الدولي.

وعلى المدى المتوسط، يرى الروحاني أن إصرار الحوثيين على مواصلة الهجمات سيزيد من هشاشة التحالف الأميركي، وسيدفع شركات الشحن العالمية إلى تقليص نشاطها في البحر الأحمر، وهو ما يضر بإسرائيل اقتصاديا وأمنيا.

مسألة هامشية

ومع ذلك، تبقى المفارقة -وفق جبارين- أن إسرائيل لا تزال تعتبر التصعيد مع الحوثيين مسألة هامشية مقارنة بجبهة قطاع غزة، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن تجاهل هذه الجبهة قد يؤدي إلى استنزاف تدريجي لا يمكن تجاهله على المدى البعيد.

ويلفت إلى أن الهجمات التي تنطلق من اليمن باتت تمثل رمزية أكبر من حجمها العسكري، إذ توصل رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أن أمنهم لم يعد مضمونا، وأن سياسات حكومتهم تُكلفهم ثمنا يتجاوز حدود قطاع غزة.

ورغم ضبابية الصورة، يتفق الضيفان على أن الهجمات الحوثية أوجدت معادلة جديدة، تضع إسرائيل أمام واقع إقليمي متغير، تتراجع فيه هيمنتها، وتضطر للتعاطي مع خصوم غير تقليديين يملكون أدوات تهديد لم تكن مألوفة في الحروب السابقة.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 174 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تقرير: تسونامي دبلوماسي يضرب “إسرائيل”
  • صحيفة عبرية تكشف عن اتفاق مبدئي بين الاحتلال وتركيا بشأن سوريا
  • صحيفة بريطانية تكشف طبيعة المنظمة الغامضة التي ستسيطر على المساعدات في غزة
  • صحيفة عبرية تكشف عن طريقة وحيدة لإيقاف الضربات اليمنية
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • تفاصيل العقوبات البريطانية على أفراد وشركات في إسرائيل بعد وقف اتفاق التجارة الحرة بين لندن وتل أبيب
  • صحيفة عبرية: الهجمات الإسرائيلية على اليمن لا تؤدي إلا إلى تقوية الحوثيين
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" خشية صواريخ الحوثيين
  • دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرائم إسرائيل
  • هل تؤلم هجمات الحوثيين إسرائيل أم تعطيها ذريعة لاستمرار حرب غزة؟