الولاية الخامسة لـ بوتين.. عصر مثير للقلق في روسيا وخارجها
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
يستعد فلاديمير بوتين لبدء فترة ولايته الخامسة كرئيس لروسيا، حيث تجد موسكو نفسها على مفترق طرق، وهي تتصارع مع القمع الداخلي والسياسات الخارجية الحازمة التي تردد صداها في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. إن العملية الانتخابية المقبلة، الخالية من المنافسة الحقيقية بسبب استبعاد شخصيات معارضة بارزة، ترمز إلى تآكل الحريات السياسية في ظل حكم بوتن.
منذ توليه منصبه قبل 24 عاما، أشرف بوتين على انحدار كبير في التعددية السياسية داخل روسيا، مع إسكات الأصوات المعارضة، أو نفيها، أو مواجهتها بالعنف. إن وفاة شخصية المعارضة البارزة أليكسي نافالني مؤخراً، وسط مزاعم بتورط الدولة، تؤكد المخاطر التي يواجهها أولئك الذين يتحدون الوضع الراهن.
ومن الناحية الاقتصادية، فشلت إدارة بوتين في الاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة في روسيا، واختارت بدلاً من ذلك الاعتماد على إنتاج الأسلحة للتعويض عن تأثير العقوبات الدولية. ورغم أن هذه الاستراتيجية وفرت المرونة على المدى القصير، فإن العواقب الطويلة الأجل، بما في ذلك فقدان القدرة على الوصول إلى الأسواق الغربية وتقلص مناخ الاستثمار الأجنبي، تلوح في الأفق بشكل كبير.
علاوة على ذلك، كانت سياسة بوتين الخارجية العدوانية، والتي تجسدت في تورط روسيا في الصراع في أوكرانيا، سبباً في توتر العلاقات مع الدول الأوروبية الأطلسية وتعميق اعتماد موسكو على التحالفات مع شركاء أقل سمعة مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية.
ويظل مدى الدعم الداخلي الذي يحظى به بوتن غامضاً، في ظل محدودية حرية الإعلام وتكتيكات الترهيب التي تعيق استطلاعات الرأي المستقلة. وفي حين احتشد بعض الروس حول بوتن في مواجهة الضغوط الخارجية، فإن الأصوات المعارضة لا تزال قائمة، كما يتضح من الاحتجاجات الأخيرة والتعبير عن السخط.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سلطته، تمكن بوتين من الحفاظ على قبضته القوية على السلطة، وتعزيز سيطرته حتى في خضم الاضطرابات الداخلية. ومن ناحية أخرى، يواجه الغرب مهمة شاقة تتمثل في كبح سلوك روسيا العدواني من خلال العقوبات المستهدفة وتعزيز الدعم لأوكرانيا.
وبينما يبدأ بوتين فترة ولايته الخامسة، يجب على المجتمع الدولي أن يظل يقظًا، وأن يضاعف الجهود لمواجهة عدوان موسكو وحماية القيم الديمقراطية داخل روسيا وفي جميع أنحاء العالم.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
بوتين لـ ترامب: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا ولا تراجع عن إزالة الأسباب الجذرية للنزاع
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن روسيا لن تتخلى عن السعي للقضاء على جميع الأسباب الجذرية للمواجهة التي اندلعت في أوكرانيا.
صرح بذلك يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، اليوم الخميس، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية- قائلا: انتهت للتو مكالمة هاتفية أخرى استمرت قرابة الساعة بين بوتين وترامب.
وأضاف أوشاكوف: بطبيعة الحال، تمت مناقشة القضية الأوكرانية، وأثار دونالد ترامب مرة أخرى مسألة الوقف السريع للعمل العسكري.
وتابع: قال رئيسنا أيضا إن روسيا ستحقق أهدافها، أي القضاء على جميع الأسباب الجذرية التي أدت إلى الوضع الراهن، وإلى المواجهة الحالية. ولن تتراجع روسيا عن هذه الأهداف.
وقال «أوشاكوف» ردا على سؤال عما إذا كان ترامب أبلغ بوتين بقرار الولايات المتحدة تعليق توريد بعض الأسلحة إلى أوكرانيا- "تم مناقشة هذا الموضوع على نطاق واسع في وسائل الإعلام في الأيام والساعات الأخيرة، ولكن خلال المحادثة التي جرت لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع.
وأضاف: بشكل عام، أود الإشارة إلى أن الحوار بين الرئيسين (روسيا والولايات المتحدة)، كما هو الحال دائما بين هذين الرئيسين، كان على نفس المستوى، صريحا وعمليا وواقعيا، ومن الطبيعي أن يواصل الرئيسان اتصالاتهما في المستقبل القريب.
وتابع: أطلع (بوتين) على التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقيات إسطنبول ذات الطابع الإنساني، والتي تم التوصل إليها خلال الجولة الثانية من الاتصالات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول.
وأجاب أوشاكوف- ردًا على سؤال حول ما إذا كان بوتين وترامب قد ناقشا جولة ثالثة من المحادثات بين وفدي روسيا الاتحادية وأوكرانيا- قائلا: كما أشرت سابقا، قال رئيسنا (بوتين) إننا مستعدون لمواصلة عملية التفاوض، أي أننا مستعدون لعقد الجولة الثالثة التالية.
وحول الشرق الأوسط.. قال مساعد الرئيس الروسي: نوقش الوضع بشأن إيران والشرق الأوسط بشكل عام بتفصيل كبير. أكد الجانب الروسي على أهمية حل جميع القضايا والخلافات والصراعات بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات بهذا الشأن من خلال وزارتي الخارجية والدفاع، وبين مساعدي الرئيسين.
وأكد «أوشكاوف»، أن الرئيسين تطرقا خلال الاتصال الهاتفي إلى التطورات في سوريا، وقال: سيواصل الجانبان الروسي والأمريكي الحوار حول التطورات في سوريا.
وأضاف أن الرئيس ترامب أبلغ الرئيس بوتين بنجاح إقرار مشروع قانون إصلاح الضرائب والهجرة في مجلس الشيوخ.
وقال: بدأ دونالد ترامب حديثه بالنجاح في إقرار مشروع القانون الرئيسي للإدارة الأمريكية بشأن إصلاح الضرائب والهجرة والطاقة في الكونجرس الأمريكي.
وتابع: تمت الإشارة من جانبنا (من الرئيس بوتين) إلى أن روسيا لعبت دورا مهما في تشكيل الدولة الأمريكية، بما في ذلك خلال حرب الاستقلال، قبل 250 عاما، ثم خلال سنوات الحرب الأهلية، التي انتهت قبل 160 عاما.
وأوضح أوشاكوف، أن الرئيسين ناقشا عددا من المشاريع الاقتصادية المشتركة ذات الطابع الاستراتيجي، في مجالي الطاقة واستكشاف الفضاء، دون التطرق إلى عقد لقاء شخصي.
وقال: كجزء من تبادل وجهات النظر حول الشؤون الثنائية، تم تأكيد الاهتمام المشترك في تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الواعدة، لا سيما في مجالي الطاقة واستكشاف الفضاء.