قال المحلل الأمريكي والمحامي الدولي المتقاعد رامون ماركس، إن هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر تعطي دروسا صعبة للغرب.

 

وأضاف ماركس -في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية- إنه على الرغم من القوة البحرية الأمريكية، لا يزال الحوثيون متماسكين، ويهاجمون بشكل متكرر حركة الملاحة التجارية والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

وفي آذار/ مارس الجاري، أطلق الحوثيون صاروخا مضادا للسفن على السفينة الأمريكية “يو إس إس لابون”، وهي مدمرة من فئة “أرلي بورك” تردد أنها تتكلف ما يقرب من مليار دولار. وقد انتشرت حرب العصابات من الأرض إلى البحر.

 

ولفت إلى أن ما يحدث في البحر الأحمر، يُظهر كيف أن تطوير صواريخ متنقلة وأرضية مضادة للسفن، ومسيرات رخيصة يحدث ثورة في الحرب البحرية، تماما كما أحدثت حاملات الطائرات ثورة في القرن الماضي. ولم يعد بإمكان سفن القتال السطحي، بما في ذلك حاملات الطائرات، التحكم بشكل كامل في البحار. ويجب على المنصات السطحية هذه، أن تراقب أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن أن تصل إليها الدول وحتى المتمردون. إن نجاح أوكرانيا في صد البحرية الروسية بالمسيرات والصواريخ في البحر الأسود، تمكن الحوثيون من نقله إلى البحر الأحمر، وهو شيء لم يكن من الممكن تصوره قبل أعوام قليلة.

 

ويرى ماركس أن الدرس الاستراتيجي الذي يمكن تعلمه من حملتي البحر الأسود والبحر الأحمر، هو أن إحصاء عدد السفن الحربية ربما لم يعد أفضل دليل لتقييم قدرة دولة على غلق الممرات البحرية أو السيطرة عليها . إن الصواريخ الشاطئية والمسيرات غير القابلة للغرق، القادرة على ضرب أهداف على بعد مئات وحتى آلاف الأميال في البحر، يمكن أن تشكل الآن نفس تهديد السفن الحربية السطحية أو تهديدا أكبر. وتمتلك الصين صواريخ متنقلة مضادة للسفن ومسيرات منتشرة بطول سواحلها (ومن بينها الجزر) والتي يبلغ طولها 19 ألف ميل. وستشكل مواجهة هذه الصواريخ الصينية الأرضية غير القابلة للغرق وأنظمة المسيرات تحديا أكبر للبحرية الأمريكية من قتال الحوثيين.

 

وقال ماركس إن العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب أوكرانيا، دفعت روسيا بالفعل إلى الابتعاد عن أوروبا والتعامل بشكل أكبر مع الشرق. وخلال العامين اللذين شهدا قيام حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات، ارتفعت الواردات الروسية من الصين إلى مستويات، اتضح بما يثير الدهشة، أنها أكبر من الواردات من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا قبل أن تدخل العقوبات الغربية حيز التنفيذ.

 

واستبعد ماركس أن تتمكن البحرية الأمريكية، والتي انضم إليها حلفاء أوروبيون في إطار العملية “أسبيدس” من التوصل إلى حل عسكري حاسم للقضاء على هجمات الصواريخ والمسيرات الحوثية. كما أن استمرار الجمود البحري مع الحوثيين لا يعد انتصارا. ومع إدراك أنه لا يمكن حل الأزمة عسكريا، بدأت واشنطن بالفعل في السعي إلى صيغة دبلوماسية، حتى أنها تواصلت مع طهران للمساعدة في إجراء مفاوضات عبر قنوات خلفية.

 

واختتم رامون ماركس تحليله بالقول إن إنهاء هجمات الحوثيين قد ينتظر حتى تحقيق السلام في غزة. وحتى عندما يأتي هذا اليوم، لن تنتهي التداعيات طويلة المدى لما حدث في البحر الأحمر. وستستمر شرايين النقل التجاري الجديدة في روسيا في الاندماج مما سيؤدي إلى تحويل اتحاه أنماط التجارة الدولية، كما سيستمر النقاش بشأن كيفية تكيف القوات البحرية الحديثة مع المسيرات الأرضية والصواريخ المضادة للسفن. وستستمر هذه التحديات أمام الغرب لفترة طويلة بعد توقف هجمات الحوثيين بشكل نهائي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي أمريكا البحر الأحمر هجمات فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

قفل وحب للأبد .. حكاية شارع العشاق في قرية سياحية بالبحر الأحمر

في واحدة من أغرب العادات السياحية التي بدأت تنتشر بهدوء داخل إحدى القرى السياحية الشهيرة على البحر الأحمر، أطلق عدد من السياح الأجانب على أحد الممرات الهادئة اسم "شارع العشاق"، وبدأوا في تعليق أقفال الحب عليه، في طقس رومانسي يشبه ما يحدث على "جسر الفنون" في باريس.

مركز جديد لعلاج أمراض القلب بالغردقة يشق طريقه نحو التشغيل الكامل بتعاون طبي مع معهد القلب القوميإصابة 5 أشخاص بينهم طفل في تصادم سيارتين بالغردقةحملة مسائية مكثفة بحي شمال الغردقة لمراجعة التراخيص ورفع الإشغالاتالغرف السياحية توضح السبب وراء ارتفاع نسبة الإشغالات بالغردقة

السياح – ومعظمهم من أوروبا الشرقية – صاروا يأتون للقريه وهم يحملون أقفال حديدية صغيرة، يكتبون عليها أسماءهم وأسماء أحبائهم، ثم يربطونها في سور خشبي قديم يُطل على البحر، ويلقون المفاتيح في المياه، وكأنهم يحبسون حبهم للأبد.

أحد العاملين في القرية قال مازحًا: "كل يوم بنلاقي قفل جديد، وبقينا نفكر نفتح محل أقفال بدل كافيه"، مضيفًا أن بعض الأزواج يأتون خصيصًا من أجل هذا الطقس.

الغريب أن عدد الأقفال زاد لدرجة أن السور نفسه بدأ "يئن من الحب"، بحسب تعبير أحد حراس الأمن. وبدأت إدارة القرية تدرس تحويل الممر إلى معلم رسمي ضمن المزارات السياحية، بعنوان: "هنا يُقفل الحب… دون رجعة".

هل تتحول هذه الظاهرة إلى تريند جديد على البحر الأحمر؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

طباعة شارك البحرالاحمر الغردقة مدينة الغردقة عيد الحب محافظة البحر الاحمر

مقالات مشابهة

  • حرس الحدود بمكة ينقذ مقيمًا مصريا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • جماعة الحوثي لـالمستوطنين: الرعب الحقيقي لم يبدأ
  • مكة المكرمة.. إنقاذ مقيم مصري تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • قفل وحب للأبد .. حكاية شارع العشاق في قرية سياحية بالبحر الأحمر
  • تعطلت واسطته البحرية.. حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ مقيمًا مصريًا من الهلاك في عرض البحر
  • الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص
  • بالبيانات والصور.. محلل صواريخ غربي يكشف عن نوعية صواريخ الحوثيين التي تضرب بها إسرائيل (ترجمة خاصة)
  • اغلاق موسم اصطياد الحبار في منطقة البحر الأحمر
  • هشام زكريا لـ«الأسبوع»: مجموعة الأهلي صعبة.. ميسي الأفضل في التاريخ.. وهذا تشكيل الأحمر الأنسب
  • كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟