ليفني تدلي بشهادتها في محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أدلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني اليوم الأربعاء بشهادتها في محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهم الفساد.
وكانت ليفني تدلي بشهادتها في القضية 2000، التي اتهم فيها نتنياهو بمناقشة صفقة مقايضة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نوني موزيس، في شكل الحصول على تغطية إعلامية إيجابية له ولعائلته، وتغطية سلبية لخصومه السياسيين، في "يديعوت"، مقابل تقديم قانون من شأنه أن يؤدي إلى الحد من التوزيع الكبير لصحيفة "إسرائيل هيوم" اليومية المنافسة.
وقالت ليفني في شهادتها إنها فوجئت في عام 2014 عندما سمح نتنياهو للوزراء بالتصويت على النحو الذي يرونه مناسبا على ما يسمى بقانون "إسرائيل هايوم"، الأمر الذي كان سيضر بمصالح الصحيفة المؤيدة لنتنياهو.
ولفت إلى أنه "كان من الواضح بالنسبة لي أنه كما كان الحال في الماضي، فإن رئيس الوزراء سيعارض هذا القانون بشدة، وسيفرض الانضباط الائتلافي (في اللجنة الوزارية الرئيسية للتشريع)، ولن يتم إقرار القانون، وسينتهي الأمر برمته".
وأفادت ليفني، التي ترأست اللجنة في ذلك الوقت، بأنه قبل طرح مشروع القانون للتصويت، تم استدعاؤها إلى مكتب نتنياهو لإبلاغها بأنه تم التوصل إلى اتفاق داخل الائتلاف من أجل حرية التصويت على مشروع القانون.
وأضافت: "من وجهة نظري كان ذلك مفاجأة. وكانت نتيجة حرية التصويت أنه ترك مشروع القانون للكنيست، وأنه لن يتمكن بعد الآن من التأثير عليه".
المصدر: "تايمز أوف إسرائيل"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: السلطة القضائية بنيامين نتنياهو تسيبي ليفني تل أبيب
إقرأ أيضاً:
بين حرية جورج وغياب زياد
أسوأ أنواع الكتابة هي الكتابة الناجمة عن شعور متناقض؛ كالكتابة عن الفرح ومضاده، عن الموت ونقيضه؛ فلا تعرف التعبير عن البهجة ولا وصف الأسى الجاثم على النفس بعد وقوع حدث أليم. وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية؛ إذ لم يدم فرح استقبال المناضل الأممي اللبناني جورج إبراهيم عبدالله (74 عاما) في بيروت أكثر من أربع وعشرين ساعة، فقد نهض اللبنانيون والعرب على خبر صاعق برحيل الفنان زياد الرحباني، كأن لبنان لا يحتمل شخصيتين مناضلتين في الوقت نفسه وفي البلد ذاته، ولا يعترف إلا بالحزن والفقد والخسارة مثلما كتب الشاعر اللبناني شوقي بزيع (74 عاما) قصيدته (جبل الباروك) في رثاء الزعيم كمال جنبلاط ( 1917-1977)
«أرضَ الخسارة يا لبنانُ هل رجلٌ
يعيدُ للنَّاسِ بعد اليومِ ما خسروا»
لا نريد أن نسهب في الحديث عن الشخصيات الوطنية اللبنانية التي فُقدت في لبنان، لكن سأعرّج قليلا على هذه الفرحة المنقوصة لدى الجماهير العربية التي تصطف إلى القضايا والمواقف التي يُعبّر عنها بالفعل والقول كل من جورج وزياد؛ فجورج البالغ من العمر (74 سنة) قضى أكثر من أربعة عقود في السجون الفرنسية، بتهمة «قتل الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بار سيمان توف، والدبلوماسي الأمريكي تشارلز ر. راي في باريس عام 1982»، ولكن تهمته الحقيقية تكمن في تشكيله لتنظيم الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا الموقف لم يتزحزح عنه ولم يتراجع، وكأن العقود الأربعة التي قضاها في المعتقل الفرنسي ما هي إلا نزهة في طريق الحرية. فحين نزل في بيروت، أشاد بالمقاومة قائلا: «المقاومة باقية وممتدة، ولا يمكن اقتلاعها، وأن إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها».
في رسالة واضحة بأن النضال ضد المشروع الصهيوني لا توقفه السجون ولا القوانين الظالمة التي زجت بجورج خلف القضبان، ورضوخ القضاء الفرنسي للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية بعدم الإفراج عن جورج، إذ عبّرت الولايات المتحدة عن غضبها بعد خروج جورج من السجن، وكذلك تل أبيب.
أما زياد الرحباني فقد شكّل ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها، إذ وظّف الفن في خدمة القضايا الإنسانية العادلة، ولم يستسلم لوهج اسم والديه عاصي الرحباني والسيدة فيروز، ولم يشأ العيش تحت مظلة فيروز والرحابنة. بل شق لنفسه طريقا آخر منذ إقدامه على تلحين أغاني فيروز وهو في سن الطفولة، وحين واجهته صعوبة الحياة وتعرض لمنغصاتها قابلها بالسخرية والفن معا. كان يمكن لزياد أن يعيش حياة أخرى غير تلك التي عاشها، لكنه أخلص لضميره الإنساني وحمّل فنه وثقافته معاناة الإنسان وآلامه، مجسدا بذلك قيمة الثقافة الحقيقية المنحازة للإنسان والدفاع عن الكرامة والحق في حياة آمنة وحرة. لهذا حظي زياد بحب الجماهير التي تختلف معه سياسيا وتتفق معه فنيا، فالفتى الذي تجرأ على تغيير نمط الغناء لفيروز ترك بصمته التي لا تُمحى في سجل الموسيقى العربية، مؤكدا بذلك على أن الفن الملتزم يبقى ولا يفنى يدوم ولا يزول وتزداد شعبيته كلما كان الواقع قاسيا وموجعا.
رحل زياد وسيرحل جورج حتمًا، ولكن لا يبقى إلا الأثر الخالد المدون بالمواقف التي لا تقبل المهادنة ولا ترضى إلا بالانحياز إلى الحق مهما كانت التكلفة أو قلة سالكي درب الحق.