أنموذج للمعلم المبدع.. حنان جديد تكرس موهبتها في الرسم لإعداد وسائل تعليمية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
اللاذقية-سانا
عبر تصميم نماذج ووسائل تعليمية باستخدام مواد بسيطة ومتوفرة لديها، نجحت المعلمة حنان جديد أحد كوادر مدرسة عز الدين القسام في مدينة جبلة في خلق بيئة تعليمية غنية بالأفكار الإبداعية لتكون أنموذجاً للمعلم الفعال المبدع في خدمة الرسالة التعليمية والإنسانية النبيلة، وبناء جيل فاعل.
وفي حديث لمراسلة سانا أوضحت جديد الحاصلة على إجازة في التربية قسم معلم صف أنها استفادت من موهبتها في الرسم التي ورثتها عن والدها في خدمة الأهداف التدريسية عبر تصميم وسائل تعليمية توضيحية كان لها وقع إيجابي على التلاميذ، مشيرة إلى أن عبارات الشكر والامتنان على عملها شهادة حقيقية أنها في المسار الصحيح، وتشكل لديها حافزاً لتقديم كل ما هو أفضل للأطفال في كل عام وصولاً إلى متابعتهم في منازلهم، والمشاركة مع الأهل في تحمل المسؤولية عن النتائج العلمية والوجدانية لكل طفل ومستوى تطوره الاجتماعي.
وأكدت المعلمة حنان أن المناهج المطورة تتطلب استخدام مثل هذه الوسائل لتقديم معلومات بشكل عملي وتفاعلي للتلاميذ لأنها ملموسة ومحسوسة عند الطفل، وبذلك تساعد المعلم في تبسيط المادة العلمية المقدمة للطفل وتطوير القدرات العقلية والمعرفية لديه، مبينة أنها تحضر المواد الأولية لإعداد المجسمات التوضيحية من المنزل، وتحتاج إلى مهارة يدوية وقدرة إبداعية وموهبة في الرسم بأبسط الأدوات من مقص وأوراق ملونة وكرتون، وجزء منها تتم إعادة تدويره.
وبالرغم من الوقت الطويل والجهد الذي يتطلبه إعداد هذه الوسائل ترى حنان أنها بذلك تحقق هدف ورسالة المعلم في التربية والتعليم التفاعلي، وليس مجرد نقل للمعلومات، وسعادتها لاتوصف عندما ترى ثمار تعبها بتميز تلاميذها، منوهة بما أسهمت به هذه الوسائل التعليمية بعد كارثة الزلزال العام الماضي في تسهيل عملية تكثيف المعلومات خلال مبادرة تعويض الفاقد التعليمي، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي عند الأطفال باستخدام إستراتيجيات جديدة، حماسية، وتفاعلية، رسمت ابتسامة على وجوههم، وخلقت جواً محبباً وقريباً لهذا الطفل بعيداً عن الحزن والأفكار السلبية.
هازار حمود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: هل للفكر جنسية أو عرقية؟
الفكر ليس غربياً ولا صينياً ولا يونانياً ولا شعوبياً، ولو صحّ افتراض صفة الغربي، لما صحّ من سلفنا قراءة أرسطو واستلهامه، ولما صحّ للصيني أن يقرأ فلسفة اليونان، ولا صحّ لأحدٍ منّا أن يتعامل مع التكنولوجيا بزعم غربيتها. فالفكر لا يحمل جنسيةً ولا جواز سفر ولا بوليصة تأمين، ولذا لا يحتاج إلى تأشيرات دخول، والعبرة ليست بالنظريات مفردةً وإنما بمهارة تطبيقها وإلا لما تسنى للجرجاني أن يطرح نظرية التخييل، وهي مستمدة أساساً من أرسطو، ولكن الجرجاني طوّرها ووظفّها بغير ما فعل أرسطو، ولم يتعذر ذلك على الجرجاني بسبب جنسية الفكرة من حيث النشأة، وهكذا هو الفكر كالهواء تستنشقه كل رئة سليمة، ويتحول عندها لأوكسجين يمد الجسم بطاقاته الحيوية.
على أن الفكر إذا تجسّد في منتجات فكرية مثل الفلسفة والكتابة النظرية خاصةً، تحركت المشاعر المضادة للفكرة نفسها، لتكون مضادة لمصدر الفكر ولمكان تجسّدها، ومن ثم ستجنح الظنون أن التعامل معها يشبه التعامل مع المستعمر، الذي هو غازٍ ومعتدٍ، وكأن الفكر حالةٌ استعماريةٌ وغزو يسمونه بالغزو الفكري، وأكثر من أشاع فكرة الغزو الفكري هم منظرو الإخوان المسلمين لسبب تحزبي، بمعنى الاستقطاب السياسي، واستخدم سيد قطب مصطلح (جاهلية القرن العشرين)، ليشمل في هجومه نظريات فكريةً في علم النفس والفلسفة، وكل ما هو غربي رغم أنه نفسه يلبس اللباس الغربي، وكأن اللباس ليس علامةً ثقافية وقيمةً اقتصادية، ويوحي بالتماهي التمام مع المستعمر بما آن ذاك اللباس لم ينتشر إلا بعد انتشار الاستعمار، أما الفكر فيدّعون أنه يمسخ الهوية الإسلامية، وبالتالي هو عندهم غزوٌ فكري، على نقيض سلف الأمة في عصورها المبكرة، التي تعاملت مع الفلسفة اليونانية بحرية معرفيةٍ وفكرية، لدرجة أنهم أطلقوا صفة المعلم الأول على أرسطو، وجعلوا الفارابي المعلم الثاني بوعي تام بأن الفكر لا جنسية له ولا عرقية.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض