أب يحمل ابنه الثلاثيني المصاب بشلل كلي على ظهره في رحلة يومية للعلاج: «ربنا مقويني»
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
لأكثر من 33 عاما، لم يكل الأب أو يمل من رحلته اليومية التي يقطعها ذهابا وإيابا من حلوان إلى منطقة العباسية لعلاج ابنه، الذي ابتلي بمرض أقعده عن الحركة بشكل كلي.
يحمل المسن صاحب الـ 64 عامًا ابنه الثلاثيني على ظهره من المنزل، ويسير به حتى أقرب وسيلة مواصلات، يستقلها وكله أمل أن يُمن الله على نجله بالشفاء، وكل ما يتمناه هو رؤية ابنه محمد يسير على قدميه مثل أقرانه، يدعو الله صباحا ومساء لعل أحدها تصيب، ويشفى الشاب من الشلل الكلي.
وبرغم الحياة الصعبة والرحلة اليومية الشاقة التي يقطعها الأب، إلا أنه وهب حياته لخدمة ابنه، بعدما قواه الله على إتمام رسالته تجاه ابنته حتى زفافها، لا يشغل باله سوى علاج الابن وجلسات العلاج الطبيعي التي يخضع لها جميع أيام الأسبوع ما عدا الجمعة.
رحلة شاقة تبدأ من الـ 6 صباحايروي «مصطفى» لـ«الوطن»، أنه يخرج يوميًا في تمام الساعة 6 صباحًا، من بيته مدينة حلوان: «بقالي 33 سنة شايله من يوم ما اتولد، كل يوم بخرج من البيت علشان أروح المستشفى يعمل جلسات العلاج الطبيعي في مستشفى الدمرداش، وما بتعبش وأنا شايله لأني بحس إن ربنا بيديني قوة أقدر بيها أشيله، لدرجة إن في حاجات أخف منه لكن ما بقدرش أشيلها، ومحمد بشيله عادي بإيد واحدة، أنا بشيله واحنا في الطريق بس، لكن لما بوصل المستشفى بيقعد على الكرسي».
ويمتلك «مصطفى» فرشة صغيرة أمام بيته لبيع الصابون السائل وبعض أكياس الشيبسي، ليجني بعض الجنيهات التي تعينه على قضاء احتياجات أسرته، بالإضافة لتلقيه المساعدة من بعض فاعلي الخير.
«ابني بيتحسن على جلسات العلاج الطبيعي اللي بياخدها في مستشفى الدمرداش، لكن أنا خايف عليه من بعدي، ودايمًا بقول يارب سهلها، بلاقي العلاج يجيلي من أي مكان» على حد قول الأب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أب حلوان العلاج الطبیعی
إقرأ أيضاً:
جلده مختلف لكنه جميل.. كيف أُهيئ طفلي المصاب بالبهاق لمواجهة المجتمع؟
انتشر فى الأونة الأخيرة معاناة الكثير من الإصابة بالبهاق يظهر على الكثير من الأشخاص بكافة الأعمار، وبالأخص لدي الكثير من الأطفال وتبدأ المشاعر على كل من الوالدان تتداخل مع ظهورأول بقعة بيضاء على جلد طفلهما الصغير.
تتداخل المشاعر ما بين القلق والخوف والحزن والأسئلة الكثيرة التي لا تنتهي: هل سيتقبل المجتمع طفلي؟ هل سيتعرض للتنمر؟ هل سيشعر بالنقص أو الحرج أمام الآخرين؟
فى هذا السياق، كيف تهيئ طفلك المصاب بالبهاق، نفسيا وعصبيا وإجتماعيا، لتجعله يواجع المجتمع، وتمنحه قوة داخلية، تجعله يفتخر بنفسه ولا يشعر بالخجل.
من جانبة قال الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن البهاق ليس مرضاً معدياً ولا يؤثر على صحة الطفل الجسدية، لكنه يصيب الجلد بشكل واضح وظاهر، مما يفتح باب التحدي النفسي والاجتماعي الكبير للطفل وأسرته، خاصة في مجتمع ما زال يفتقر في أحيان كثيرة لثقافة التقبل والوعي.
لماذا يخشى الأطفال المصابون بالبهاق مواجهة المجتمع؟لأن شكل بقع الجلد يختلف عن أقرانهم.الأطفال الآخرين قد يحدقون أو يسألون أسئلة محرجة.البعض قد يتجنب اللعب معهم ظنًا أنه مرض معدٍ.بعض الكبار يتصرفون بجهل أو سخرية.الثقافة تفتقر أحيانًا لثقافة اختلاف الجلد لا ينقص من قدر الإنسان.كل هذه العوامل قد تجعل الطفل يشعر بالخجل، أو العزلة، أو الحزن الداخلي.
هذه العبارات وإن بدت مشجعة لكنها تحمل رسالة ضمنية أن شكل جلده عيب يحتاج للإصلاح، وهو أخطر ما يمكن زرعه في نفس الطفل.
في المدرسة:
تحدث مع إدارة المدرسة ومعلميه ووضح لهم الحالة.اطلب تثقيف زملائه بطريقة مبسطة حتى لا يصبح عرضة للتنمر.مع الأقارب:
شجع المحيطين أن يعاملوا الطفل كأي طفل آخر دون شفقة أو اهتمام زائد. في المجتمعشارك في حملات التوعية عن البهاق.انضم لمجموعات دعم للأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي. متى تحتاج لمساعدة أخصائي نفسي؟إذا لاحظت انعزاله المستمر.إذا بدأ في كراهية شكله أو مقارنة نفسه باستمرار بالآخرين.إذا تأثر مستواه الدراسي والاجتماعي بسبب حالته النفسية.التدخل المبكر مع أخصائي نفسي متخصص في دعم الأطفال سيصنع فارقًا هائلًا في مسيرته النفسية والإنسانية.