لوفيغارو: 5 سيناريوهات لانتشار فرنسي عسكري بأوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
في حربها مع روسيا يبدو جليا أن أوكرانيا تعاني، وهو ما عكسه سقوط أفدييفكا المحصنة منذ 2014 وما صاحب ذلك من تأخر للمساعدات الأميركية واستنزاف للذخيرة، وفي ظل هذه الظروف أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب الحلفاء عندما ناقش علنا إمكانية إرسال "قوات برية" إلى أوكرانيا، فما هي السيناريوهات المحتملة لتك الخطوة إن نفذت؟
سؤال حاولت صحيفة لوفيغارو الإجابة عنه، فحددت في تقرير لكاتبها أموري كوتانساي-بيرفينكيير 5 سيناريوهات محتملة لانتشار محتمل للقوات الفرنسية في أوكرانيا.
في البداية أوضحت لوفيغارو أن ماكرون بإمكانه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة إصدار الأمر بذلك، وسيتعين عليه إبلاغ البرلمان "في موعد لا يتجاوز 3 أيام بعد بدء التدخل".
وإذا ما تقرر إرسال القوات فإنه يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة، كما أنه سيكون محدودا، إذ يمكن لباريس نشر 20 ألف جندي في أوكرانيا خلال 30 يوما كما أكد ذلك رئيس أركان جيشها الجنرال بيير شيل لصحيفة لوموند في 19 مارس/آذار الحالي، وفي ما يلي السيناريوهات الممكنة، وهي تستند إما إلى سوابق في هذا الصدد أو إعلانات وزارية:
السيناريو الأول.. فرنسا تشيّد مصانع للأسلحة في أوكرانيافي هذا السيناريو ستقوم باريس بإنشاء مصانع أسلحة في أوكرانيا -سواء للإنتاج أو للصيانة- قد تشمل إنتاج الذخيرة، وهو ما يشبه ما قامت به شركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية التي وقعت عقدا مع كييف لإنتاج الأسلحة الصغيرة، كما تخطط شركة "رينمتال" الألمانية لإنشاء مصنع لإصلاح الدبابات هناك.
ومع ذلك، من المرجح أن يتم إنشاء تلك المصانع -كما فعلت الشركتان المذكورتان- من قبل المدنيين الفرنسيين، لكن الجنرال فرانسوا شوفانسي مستشار الجغرافيا السياسية والدكتور في علوم المعلومات والاتصالات يشكك في إمكانية تنفيذ مثل هذا المشروع في ظل ارتفاع تكلفة عقود التأمين لدرجة تجعل تنفيذ مثل هذا المشروع شبه مستحيل.
كما ستمثل هذه المصانع -التي تنتج معدات ذات قيمة مضافة عالية جدا- هدفا رئيسيا للجيش الروسي، وهنا تنقل الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن مثل هذه الخطوة لن يكون لها تأثير يذكر إلا بعد أشهر عدة "وبالتالي فإن تشييد هذه المصانع في دولة مجاورة عضوة في حلف شمال الأطلسي ربما يكون أكثر كفاءة، ومن المؤكد أن تأثيره السياسي سيكون أقل".
السيناريو الثاني.. المساعدة في إزالة الألغام وتدريب وتشغيل معدات معينةوهذا ما تقول الصحيفة إن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو ألمح إليه حينما قال في مقابلة له مع إحدى القنوات بداية الشهر الحالي إن هناك أساليب للوجود العسكري لا تعتبر قتالا مشتركا، مثل إزالة الألغام وتدريب الجنود الأوكرانيين على أراضيهم.
ويتم بالفعل تدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا وبولندا على يد الجيش الفرنسي، لكنهم في هذه الحالة سيكونون داخل بلدهم، وهذا حسب مصدر عسكري فرنسي أمر ممكن من الناحية الفنية، لكن علينا أن نتساءل عما إذا كان هذا التدريب سيسرع تآكل الجيش الروس.
السيناريو الثالث.. حماية أوديساهنا تنقل لوفيغارو عن صحيفة لوموند أن ماكرون قال في 21 فبراير/شباط الماضي "على أي حال، في العام المقبل سأضطر إلى إرسال رجال إلى أوديسا".
كما أوضحت صحيفة "لوكنار آنشيني" الفرنسية أن ماكرون يخشى من ارتفاع أسعار الحبوب وامتداد الصراع نحو مولدوفا في حال "الغزو الروسي لميناء أوديسا"، خصوصا أن موانئ أوديسا الثلاثة شكلت 64.8% من إجمالي الصادرات و67% من الواردات الأوكرانية في عام 2019، وقد مر عبرها 91.4 مليون طن من البضائع، وبالإضافة إلى ذلك فهي تسمح بتصدير الحبوب الضرورية لتجنب المجاعة العالمية.
في هذا السيناريو، سينشر الجيش الفرنسي جنودا لضمان الأمن البري والجوي في أوديسا، وتنقل "لوفيغارو" عن نيكولا تينزر المدرس في معهد العلوم السياسية بباريس قوله إن الروس ليس لديهم الوسائل في هذه المرحلة للوصول إلى أوديسا، لكن يمكنهم زيادة الضربات الصاروخية، مما يعني أن الجنود الفرنسيين سيكونون على احتكاك مباشر مع الجيش الروسي
وتوقعت الصحيفة أن تنطوي مثل هذه الخطوة على مخاطر هائلة بالنسبة لفرنسا وأن تتطلب موارد كبيرة، إذ سيتعين على باريس نشر أنظمة مضادة للطائرات، وفي كل الأحوال ستضطر السلطة السياسية إلى أن تبرر ذلك الوجود بين الرأي العام، خصوصا إذا كانت هناك وفيات.
السيناريو الرابع.. الجيش الفرنسي يقيم منطقة ملاذ آمن
ينطوي هذا السيناريو على القيود نفسها الموجودة في السيناريو السابق، ولكن على نطاق أوسع، وهنا يتوقع أن تنشر فرنسا قوات لإغاثة الجنود الأوكرانيين.
وهو ما يفسره تينزر الذي دعا منذ بداية "الغزو" إلى الوجود العسكري الفرنسي في أوكرانيا بقوله "يمكننا أن نتخيل أن هذه القوات ستنشر في المناطق المحررة، مثل الحدود البيلاروسية أو خيرسون أو خاركيف، وهو ما من شأنه أن يرسل إشارة إلى الروس لثنيهم عن الاستمرار في الغزو، كما يمكنها أيضا توفير حماية للمناطق المدنية التي يستهدفها الجيش الروسي بانتظام".
لكن الكولونيل ميشيل جويا يرى أن "عملية توفير ملاذ آمن في قلب أوكرانيا هي حاليا حلم بعيد المنال".
هذا السيناريو هو الأقل احتمالا، وسيشهد قتال القوات الفرنسية إلى جانب الأوكرانيين، وتقول جوليا غرينيون أستاذة القانون في جامعة لافال في كيوبيك "سنكون طرفا في النزاع لأننا سنشتبك مع قوات مسلحة ضد عدو مشترك"، ويوضح خبير مقرب من وزارة القوات المسلحة أن "هذا سيكون بمثابة إعلان حرب على روسيا".
ويؤكد الجنرال شوفانسي أن "التكلفة السياسية ستكون باهظة وسيضطر ماكرون إلى طلب التصويت البرلماني، لأن الرأي العام لن يفهم أن التوابيت تعود بالجملة دون استشارته".
ويضيف أن فرنسا لا تستطيع نشر أكثر من 20 ألف جندي في 30 يوما مقارنة بنحو مليون جندي أوكراني، كما سيشكل نشر القوة تحديا لوجستيا كبيرا، وسيتطلب الأمر زيادة سريعة في إنتاج الذخائر والمركبات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات هذا السیناریو فی أوکرانیا وهو ما
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس مجلس الدوما للجزيرة: هناك فرصة كبيرة لإنهاء الحرب بأوكرانيا
واعتبر أن التفاهم بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب مثّل أساس الخطة التي اقترحها ترامب، مشيرا إلى أن بوتين تحدث مع ترامب بأنه "لا أوكرانيا ولا أوروبا مستعدتان للمفاوضات السلمية".
ولم يستبعد تولستوي انتهاء الحرب قريبا جدا "إذا نجحت محاولات إدارة ترامب لوقف الأعمال العسكرية، عبر المفاوضات السلمية". ورجح إمكانية التوصل إلى اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين عظميتين، كما وصفهما.
وأشار إلى مفاوضات تجري في الكرملين بشأن تسوية الوضع الأوكراني، بين الرئيس بوتين والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر ترامب) مشيرا إلى أن الرئيس وقبل بدء المفاوضات أعاد التأكيد على موقف روسيا بأنها مستعدة لإنهاء الصراع سلميا شرط تحقيق أهدافها وضمان مصالح الأمن الروسي.
وعن فرص نجاح المبادرة الأميركية بشأن أوكرانيا، قال نائب رئيس مجلس الدوما إن هناك فرصة كبيرة لتحقيق تسوية للنزاع عندما تتخذ روسيا والولايات المتحدة موقفًا صلبًا، معتبرا أن الأخيرة "تسيطر تماما على أوكرانيا وبدرجة كبيرة يمكنها التحكم في حلفائها الأوروبيين".
وعن التنازلات القصوى التي يمكن أن تقبل بها روسيا، قال تولستوي إن "التنازلات الروسية هي عدم ضم أوديسا وكييف" ويمكن لموسكو النظر في بعض الفرص المتعلقة بالمشروعات الاقتصادية المشتركة، وقال إن "ويتكوف وكوشنر بما أن لهما خلفية تجارية فيبدو أنهما أرادا اقتراح بعض المشروعات المشتركة".
وأشار إلى أن المناطق الأربع (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا) أجريت فيها استفتاءات وانضمت إلى روسيا، ووفق الدستورالروسي، فإن الرئيس "ليس له الحق في التنازل عن الأراضي الموجود داخل البلاد".
رفض المقترحات الأوروبيةكما أكد تولستوي رفض روسيا للمقترحات الأوروبية بشأن مصادرة الأصول السيادية الروسية، وقال "من المبكر أن يقوم الأوروبيون بتقسيم أموال روسيا، وكل الأموال ستعاد".
ومن جهة أخرى، اتهم المسؤول الروسي أوكرانيا والأوروبيين بمحاولة تقويض خطة ترامب وتقليصها وإزالة موضوع استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا اليوم، والتي تشمل جزءا من جمهورية دونيتسك.
وقال أيضا إن بلاده لا تثق في الأوروبيين الذين لديهم خطاب "عدواني" تجاه روسيا ويهددونها باستمرار ويعلنون استعدادهم لأي عمليات عسكرية ضدها، وهذا يحدث -حسبه- مشكلات أمام المفاوضات السلمية.
ويذكر أن الخطة الأميركية -المكوّنة من 28 نقطة- تلزم أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة دونيتسك لروسيا، بما فيها المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، لتصبح هذه الأراضي منطقة عازلة منزوعة السلاح ومُعترفا بها دوليا على أنها روسية، كما ستمنح الخطة موسكو السيطرة على منطقتي لوغانسك والقرم، مع تجميد خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا.
Published On 3/12/20253/12/2025|آخر تحديث: 12:56 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:56 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ