جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@17:41:08 GMT

دماء على طريق النصر والفداء

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

دماء على طريق النصر والفداء

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

أين العالم وأين ملايين البشر وأين العرب وأين ملايين المسلمين وأين حقوق الإنسان وأين الشرف وأين الكرامة وأين العزة وأين الحق وفي أي عصر نعيش؟ رجعنا إلى زمن الطغيان بأبشع أصنافه التي لا يحتملها حتى الحجر والقتل والتقتيل في زمن الخيانة والنذالة والذل والهوان.

جرائم ترتكب بحق آخر صرخة حق في وجه الطغيان وباسم الدفاع عن النفس فلم يبق العدو أحدا إلا أبكاه من هول جرائمه بعد أن كممت الأفواه وألجمت الألسن وخارت قوى الأمم عن إيقاف تلك المجازر التي لم نسمع عنها إلا في حروب التتار والمغول الصليبية.

إنها حرب تصفية عرقية وحرب إبادة جماعية وحرب خزٍ وعار على شعوب العالم أجمع في ترك مغتصب يسعى في الأرض فسادا وتقتيلا وتنكيلا.

هزُلت والجميع يشاهد بلا حراك ولا مجابهة؛ فلغة القوة هي لغة اليوم، وقد نسفت كل الأعراف الدولية ولا حل مع متكبر جبار سوى القوة ولا رادع للأعداء ومن في شيعتهم سوى القتال وعودة الحق لأصحابه.

غزة تستصرخكم وتستصرخ ضمائر العالم وكل أحراره من كل ظالم وكل فاجر مغتصب عاث في الأرض بغيًا وتقتيلا.

اليوم تنتصر غزة بشهدائها وبمقاومتها الباسلة، اليوم تثبت غزة أنَّ معادن الرجال الأحرار قد فنيت من الوجود فبقي أشبابههم على ملذات الحياة البائسة يركعون تحت وطأة الخوف من عدو واهن ترتعد فرائصه من مشاهدة مجاهد صادق شجاع.

اليوم حكم العالم بالإجماع بإعدام أمة كانت تعيش آمنة مطمئنة بدون وجود دفاع قبل نطق الحكم، وستتحمل الأمم أوزار وتداعيات حرب غزة قريبا، وستذوق وتتجرع كأس الخيانة والتخاذل والصمت، لأن الدائرة قادمة عليهم، فلن تذهب دماء الشهداء على طريق الحق هدرًا وظلمًا، فغزة تستصرخكم ورفح تستصرخكم وكل جزء منها يناشدكم.

غدًا بإذن الله سيشرق فجر جديد وسيُهزم الجمع وتنتصر الأمة الباقية من المؤمنين المخلصين الأشداء على الكافرين وسيعض كل ظالم على أصابع الندم بما لم يقدم لنصرة دينه وأهله.

ذهبت النخوة وحفظ ماء الوجه من وجوه الكثيرين، وبقينا نجُر أذيال الخزي والعار بما ارتكبته أيدينا وما سعت لطمره أنفسنا من حقائق يندى لها جبين الشرفاء.

اليوم نشهد دماء تسيل على طريق النصر والفداء ضاربةً أروع الأمثلة التي سيتذكرها هذا العالم المجنون، وستنتصر قريباً بإذن الله وسيولي العدو الدبر وسيزول الكيان المحتل بإذن الله إن الصبح قريب وإن غداً لناظره قريبُ.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي مشارق الأرض ومغاربها. اللهم لُمَّ شملهم ووحد صفهم واجمع كلمتهم وسدد رميهم وارفع رايتهم وقوي شوكتهم وثبت أقدامهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم

يمانيون  ـ حزام الأسد*

في زمن تتصدّر فيه عناوين الرفاهية، والشكوى من ضيق المعيشة، وانقطاع المرتبات، يخرج البعض ممن يجهلون طبيعة الصراع أو يتجاهلون أسبابه ليتساءلوا: لماذا تصنع اليمن الصواريخ والمسيّرات في وقت الجوع؟ ولماذا لا تُنفق تلك الموارد على تحسين الوضع المعيشي؟.

سؤال يبدو للوهلة الأولى مشروعاً، لكنه في الحقيقة امتداد لدعاية العدو، وترديد لخطاب الخضوع، وتبرئة لمن حاصر ونهب ودمّر، وتحميل المظلوم وزر ما جناه الظالم. هذا المقال يُقارب المسألة من جذورها الإيمانية، ويُسقطها على الواقع السياسي والعسكري، مستعرضًا تجارب دولية راهنت على السلاح من قلب المعاناة، لكنه يُبيّن في الوقت نفسه أن اليمن، بقيادته القرآنية، يختلف جوهريًا في المنطلق، والمنهج، والغاية.

بين بوتو وماو… والسيد القائد

“سوف نأكل العشب وأوراق الشجر وسنجوع، لكننا سنحصل على قنبلة تكون ملكنا.”

بهذه العبارة الشهيرة أعلن ذو الفقار علي بوتو، رئيس وزراء باكستان الأسبق، في ستينات القرن الماضي، بداية مشوار بناء السلاح النووي لبلاده. كانت باكستان حينها دولة فقيرة، محاصرة بالتهديد الهندي، وبحرب الاستنزاف، لكنها اختارت أن تجوع بكرامة، لا أن تعيش في ظل الخوف.

أما في الصين، فقد كانت المجاعة في أشدها، وعشرات الملايين يموتون جوعًا، والعالم يتعامل مع الصين كـ”دولة مارقة” غير معترف بها دوليًا، لا صوت لها في الأمم المتحدة، ولا مقعد في مجلس الأمن، لأن أمريكا وحلفاءها أبقوا تايوان بديلاً عنها في تمثيل “الصين” دوليًا.

ومع ذلك، قال ماو تسي تونغ عبارته المفصلية: “من لا يملك القنبلة الذرية سيُجبر على الركوع.”

وبعد أعوام قليلة من تفجير أول قنبلة نووية عام 1964، تغيّر كل شيء: استعادت الصين مقعدها الدائم في مجلس الأمن عام 1971، واعترف بها العالم كقوة لا يمكن تجاوزها، وبدأت رحلة نهوضها العظيم.

لكن اليمن… شيء آخر

نعم، باكستان صنعت القنبلة من العشب، والصين من الرماد، لكن اليمن ليس نسخة منهما. نحن لم نبنِ مشروعنا العسكري من منطلق قومي أو مادي، بل من صميم التوجيه القرآني: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ…” هذه الآية ليست تكتيكًا حربياً، بل منهجاً حضارياً، وقاعدة ربانية تؤسس لردع الطغيان وصون السيادة.

اليمن يصنع سلاحه لأن الله أمره. نصنعه لأن القوة شرط من شروط الإيمان، ولأن الذل لا يليق بالمؤمنين. نصنعه من قلب المعاناة، وتكالب الأعداء، لا برغد الوفرة. ونبنيه بقيادة مؤمنة، لا بزعامات قومية أو عسكرية.

السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، لم يقل “سوف نأكل العشب لنصنع سلاحنا”، بل قال: “سنتوكل على الله، وسنواجه، ولن نركع إلا له، وسنعدّ ما استطعنا من قوة.” وهنا يكمن الفارق الجوهري: قيادتنا لا تقايض قوت يومنا بكرامة أمتنا، بل تربط الجهاد العسكري بالجهاد الاقتصادي، وتعتبر الصبر على الضيق جزءا من تعبيد الطريق إلى النصر.

وهم الرواتب ودجل المرتزقة

يرفع المنافقون اليوم شعار “المعاناة مقابل الصاروخ”، محاولين زرع التذمر في نفوس أبناء شعبنا. لكن الحقيقة الساطعة هي أن هؤلاء أنفسهم هم من تسببوا بالمعاناة الاقتصادية:

• هم من استجلبوا العدوان على شعبهم خدمةً لمشاريع أسيادهم في الخارج.

• وهم من نقلوا البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

• وهم من التزموا أمام المجتمع الدولي بدفع المرتبات ثم تنصلوا.

• هم من شاركوا في الحصار، ونهب الثروات، وحوّلوا موارد الدولة إلى بنوك السعودية.

• وهم من اعترفوا بأن أموال المرتبات مودعة في البنك الأهلي السعودي، تُستخدم للابتزاز والمقايضة السياسية.

ورغم ذلك، لم يتوقف التصنيع العسكري، ولم تُشل الإرادة، لأن معركتنا لا تُدار بالحسابات البنكية، بل بالإيمان، والصبر، والتوكل على الله.

ختاماً… معادلة الحق والنصر

نعم، عانينا كما عانى غيرنا، لكننا لم ننهَر، ولم نركع، بل اخترنا أن نستمر في معركتنا المقدسة: أن نصنع قوتنا، ونبني سلاحنا، ونحرّر قرارنا، وندفع ثمن ذلك من ضيقنا لا من كرامتنا.

في اليمن، لا توجد مجاعة كما يزعم المهرجون في إعلام العدو، بل معاناة اقتصادية وضيق معيشي صنعه العدوان ومن استجلبه، ويستثمر فيه المنافقون من الفنادق والمنتجعات السياحية لنفخ اسطواناتهم المشروخة، بينما الشعب صامد وواعٍ ومدرك أن العدو هو من يحاصره، وأن السلاح الذي يُصنع اليوم هو طريق الخلاص ووسيلة الردع وراية الكرامة.

في اليمن، بفضل الله وتوفيقه لم نعد نُدافع عن أنفسنا فقط، بل نساند إخواننا المستضعفين في غزة، نحاصر العدو الصهيوني في البحر، نستهدف عمقه الوجودي، ونتصدّى للأمريكي ونكبّده الخسائر ونهزمه…

لأننا وثقنا بالله، وتسلّحنا بالإيمان، وصنعنا سلاح الردع.

وهذا هو الفارق بين تجارب اختارت أن تُضحّي لتحيا بكرامة، وتجربتنا الإيمانية التي تجعل من التوكل على الله منطلقًا، ومن القرآن مصدرًا للقرار، ومن التصنيع والتطوير العسكري عبادةً وجهادًا.

وإن سألونا: من أين لكم هذه القدرة؟

نقول: من الله تعالى، من المشروع القرآني، من القيادة الربانية المؤمنة والشجاعة، من ماء الشهداء وآلآم الجرحى، من المعاناة، من الوعي الجمعي لشعب الإيمان والحكمة ومن يقين لا يتزعزع بأن العاقبة للمتقين.

* عضو المكتب السياسي لأنصار الله
* موقع انصار الله

مقالات مشابهة

  • مساءً... استهداف رابيد على طريق شقرا في الجنوب
  • حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم
  • اليوم .. أهلي سداب يلتقي النصر .. وصلالة في صدام مع السيب
  • صرخة الحق الغاضبة تدوي في وجه الخسة.. المستشار الشامي أيقونة صمود
  • سلاسة الحركة المرورية على طريق الملك عبد الله في جدة
  • نور على نور
  • غطرسة الاستكبار تتحطم على صخرة إرادة شعب الإيمان
  • الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم
  • عراقجي: دماء علمائنا النوويين أريقت من أجل التخصيب ولا يمكن التفاوض عليها
  • دماء على الأسفلت.. حبس المتهمة بالتسبب في مصرع شخص بالشروق