يثبت التقرير صحّة العديد من قصص الاغتصاب، ويثبت حادثة الاغتصاب الجماعي التي حدثت عصر الخميس 7 مارس الجاري، قبل رمضان بأيام. حيث تناوبت مجموعة من عناصر الدعم السريع اغتصاب ثلاث من الفتيات يعملن في مستشفى المدينة القريب من السوق تحت تهديد السلاح

التغيير: الخرطوم

قالت لجان مقاومة الحصاحيصا، إن حالة السيولة الأمنية التي بدأت مع انسحاب الجيش، واستمرت بدخول مليشيا الدعم السريع وإصرارها على استمرار نوع من النهج المنفلت، أصبحت واقعاً يومياً راسخاً يضغط بشدة على مواطن الحصاحيصا.

وأوضحت في تقرير حديث، صدر اليوم الاثنين، يتضمن مجمل الأوضاع بالمدينة، إنه مضت أكثر من ثلاثة أشهر على دخول مليشيا الدعم السريع لمدينة الحصاحيصا الواقعة شمال ولاية الجزيرة في وسط السودان، بعد أن قامت العناصر القليلة الموجودة في المدينة من الجيش والشرطة بالانسحاب بشكل دراماتيكي، وبعد أن فَتَحت السجون، وأخرجت المحكومين، لإغراق المدينة في فصلٍ أسود من الفوضى المصنوعة.

ولفت التقرير إلى أن غياب الأمن وانتشار الجرائم هما السمة الأبرز للمشهد خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة بجانب شُح النَقد ونُدرة السلع وتحَوُّل السواد الأعظم من سكان المدينة المنتجة إلى جيش من العاطلين.

وتابع: نزح بعض السكان، وصمد البعض الآخر في ظروف يتناقص فيها الغذاء والدواء، ويتذبذب فيها إمداد الكهرباء والمياه، مع انقطاع تام لشبكات الاتصال التي تعَد المنفذ الوحيد لدخول المساعدات المالية عبر التطبيقات البنكية.

وأكدت لجان مقاومة الحصاحيصا في تقريرها، أنه طوال الأشهر المنصرمة، شن طيران الجيش غارة جوية وحيدة على موقع بالقرب من مبنى المحكمة بمدينة الحصاحيصا أواخر الشهر الماضي، قُتِل فيها عدد من المدنيين الأبرياء بجانب الإصابات وتناثر الشظايا على البيوت القريبة.

كما أكدت استمرار انتهاكات “مليشيا الدعم السريع” الموجهة ضد المواطنين في منطقة الحصاحيصا.

وأوضحت أن هذه الانتهاكات شملت القتل والنهب والسلب والترويع وقطع الطرق والاغتصاب والإخفاء القسري والترحيل لمناطق المواجهات العسكرية وسرقة السيارات والأموال والمقتنيات والاختطاف بغرض طلب فدية، وغيرها من الجرائم والانتهاكات.

كما أكد التقرير عدم سلامة سوق الحصاحيصا من حالة السيولة الأمنية التي أطّر لها، ومارسها طرفا الحرب، فأضحى السوق مكاناً تنطلق فيه الجرائم، ويغادره رُوّاده القليلون قُبيل صلاة العصر خوفاً من السَلب والنَهب الذي ظلّت تمارسه عناصر المليشيا منذ دخولها المنطقة.

وأضاف: بشكل يومي وعلى يد عناصر من مليشيا الدعم السريع يتواصل نهب ما تبقى من محلات صغيرة كانت قد فتحت مؤخراً بتشجيع وتطمين من قادة المليشيا، والذين دائماً ما تنهار وعودهم في مقابل سلوكهم.

وأفاد التقرير أن جرائم المليشيا تتمركز على أطراف السوق، وفي مداخله وفي المناطق المهجورة فيه.

وقالت إن السوق المهجور صار مسرحاً لجرائم الاغتصاب التي تزايدت في غياب العقوبات الرادعة.

وأشار التقرير إلى ثبوت صحّة العديد من القصص المتواترة في هذا الخصوص، ونذكر منها على سبيل المثال حادثة الاغتصاب الجماعي التي كانت عصر الخميس 7 مارس، قبل رمضان بأيام. حيث تناوبت مجموعة من عناصر الدعم السريع اغتصاب ثلاث من الفتيات يعملن في مستشفى المدينة القريب من السوق تحت تهديد السلاح، وهو ما أدّى لاحقاً إلى إضراب الكادر الطبي بالمستشفى وإغلاق الأقسام القليلة العاملة به.

ويشير التقرير إلى أنه مع غياب الإنتاج وتوقف الاستيراد، فإن عناصر “مليشيا الدعم السريع” هم المصدر الأبرز إن لم يكن الوحيد للبضائع والسلع القليلة الواردة إلى السوق.

ونوه التقرير إلى أن أفراد المليشيا احتكرت توريد أغلب المحاصيل الزراعية التي نُهِبَت تحت تهديد السلاح من المَزارع القريبة، ومن المخازن والأسواق.

وبحسب التقرير، فإن عناصر المليشيا تقوم ببيع هذه المحاصيل لتجار القطاعي الذين ربما لن يسلَموا كذلك من النهب الذي قد يطال ذات البضائع، أو النهب الذي قد يطال المال الذي يمكن أن يجنيه منها.

لاحظ التقريرأن النهج الذي يتبعه أفراد المليشيا هو السيطرة الاحتكارية على كل شيء مع الغياب الكامل لأي نوع من أنواع الإدارة أو التخطيط المستقبلي

ويلاحظ التقرير أن النهج الذي يتبعه أفراد المليشيا هو السيطرة الاحتكارية على كل شيء مع الغياب الكامل لأي نوع من أنواع الإدارة أو التخطيط المستقبلي.

وكشف التقرير عن نجاح قوات الدعم السريع في تجنيد بعض من مواطني المنطقة في صفوفها، إلا أنها فشلت في استقطاب السواد الأعظم من المواطنين.

ويشير التقرير إلى أن “المليشيا” اختارت مواقع حكومية وخاصة كمقار لها كما اختارت أقسام الشرطة وعدد من المنازل، لتكون مقرات إدارية وثكنات وأماكن للاحتجاز.

وبحسب لجان مقاومة الحصاحيصا، فإن قوات الدعم السريع أقامن عدداً من الارتكازات على مداخل مدينة الحصاحيصا والسوق، لتكون بمثابة مصادر لجباية الأموال. حيث تفرض مبالغ على عبور المركبات والبضائع والعربات الكارو والبهائم وحتى على المواطنين الراجلين، كما يُضَايَق المسافرون وتفتيش أمتعتهم وسلب ما يحملون تحت دعاوى أنهم من الكيزان والفلول.

وأوضح التقرير أن التواصل بين منطقة الحصاحيصا وبقية العالم، يتم بشكل نادر واضطراري عبر أجهزة (ستار لينك) التي توفرها عناصر من “مليشيا الدعم السريع” كاستثمار لها في السوق، وفي بعض الساحات والنوادي.

وفقا للتقرير تتم التحويلات البنكية من وإلى المواطنين عَبرَ هذه القناة التي توفرها أجهزة (ستار لينك. ومع شح النقد، تستغل “المليشيا” حاجة المواطنين، وتفرض نسباً كبيراً على التبديل النقدي قد تصل في بعض الأحيان إلى 30%.

لا شيء يسلم من النهب

ويلفت التقرير إلى أن تجمعات المواطنين في مناطق الإنترنت لم تسلم من السلب والنهب تحت تهديد السلاح وتحت ذرائع الانتماء إلى الجيش، ولم تسلم كذلك من الاستيلاء على الأموال النقدية الشحيحة التي بحوزتهم وكذلك الهواتف والحسابات البنكية، وهناك حوادث حصلت في موقف البحر وحي العمدة على سبيل المثال لا الحصر.

ويؤكد التقرير أن أغلب الجهود في الأحياء والقُرى والفرقان السكنية تحولت إلى جهود دفاعية تعمل على الحد من نهب عناصر المليشيا والمتعاونين معهم من العناصر المحلية.

وبحسب التقرير، تُعد المحال التجارية والبقالات الصغيرة والبيوت في الأحياء، أهدافاً يومية محتملة لسرقات عناصر الدعم السريع.

 

الوسومإنتهاكات حرب السودان إنتهاكات قوات الدعم السريع لجان المقامة مدينة الحصاحيصا ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إنتهاكات حرب السودان إنتهاكات قوات الدعم السريع مدينة الحصاحيصا ولاية الجزيرة ملیشیا الدعم السریع تحت تهدید السلاح التقریر إلى أن التقریر أن

إقرأ أيضاً:

هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟

انتشرت أخبار مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوفاة الصحفي السوداني المعتقل لدى قوات الدعم السريع معمر إبراهيم، داخل مكان احتجازه في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وفي إفادة للجزيرة نت، أكد محمد إبراهيم، الشقيق الأكبر للصحفي المعتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول أن مصدر الإشاعة التي نفى صحتها ما زال مجهولا، وأن معمر بخير ولم يتعرض لأي أذى، مشيرا إلى أنه استطاع الاطمئنان عليه عقب ورود إشاعة وفاته مساء أمس الأربعاء.

وأضاف شقيق الصحفي الذي عمل مراسلا لدى قناة الجزيرة مباشر أن آخر تواصل مباشر معه كان عقب ظهوره إلى جانب المتحدث باسم الدعم السريع الفاتح قرشي مطلع الشهر الماضي، غير أن ثمة تواصلا غير مباشر يسعون عبره إلى الاطمئنان على معمر وتأمين احتياجاته.

وأكد المتحدث باسم تحالف السودان التأسيسي -الذي يقوده الدعم السريع- علاء الدين نقد في تصريح للجزيرة مباشر أن الصحفي معمر بـ"أمن وأمان"، وفق تعبيره.

ما مصير الصحفي معمر إبراهيم؟
الناطق باسم تحالف السودان التأسيسي يجيب #الجزيرة_مباشر #السودان #الفاشر pic.twitter.com/JpygwAP36v

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 16, 2025

مطالبات بظهور الصحفي

وتعليقا على تصريح نقد، دعا الصحفي السوداني مزمل أبو القاسم إلى السماح لزميله معمر بالظهور على شاشة قناة الجزيرة مباشر للتأكد من سلامته، وكتب عبر حسابه على فيسبوك بأن معمر تعرض لإخفاء قسري واحتجاز غير مشروع وإهانة وضرب وتعذيب ظهرت بجلاء في مقاطع فيديو عقب سقوط مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

لكنّ الإشاعة حفّزت حالة القلق على سلامة معمر وعدد غير معلوم من الصحفيين المعتقلين والمختفين قسريا في السودان، ورغم نفي الأمر، يبدي نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس قلقه بشأن سلامة الصحفي معمر، مطالبا بإطلاق سراحه على الفور.

إعلان

ويقول أبو إدريس للجزيرة نت "معمر كان يؤدي مهنته كصحفي وهي ليست جريمة حتى يُحتجز بسببها، وما يمرّ به يُعد خرقا للقوانين الدولية والإنسانية"، مناشدا المنظمات المهتمة بحرية الصحافة للتضامن مع معمر وسائر الصحفيين السودانيين في ما يقاسونه من تحديات وتهديدات جراء الحرب.

سي بي جيه: صحة معمر متدهورة ونريد دليلا على حياته

وفي تصريح لها مساء الأربعاء، أعربت لجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (CPJ) عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي معمر قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه، داعية إلى الإفراج الفوري عنه لتمكينه من تلقي الرعاية اللازمة.

#السودان: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي السوداني معمر إبراهيم، المحتجز لدى قوات الدعم السريع، قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه. إذ أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه. وتدعو… pic.twitter.com/Sx0zRTfVMq

— CPJ MENA (@CPJMENA) December 10, 2025

وقالت المديرة الإقليمية للّجنة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة القضاة إن معمر أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه.

لكنْ في اليوم التالي، الخميس، صدر تصريح آخر للّجنة الدولية، يفيد بأنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبة بتقديم أي دليل على أن الصحفي معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه، في حين لم تجزم اللجنة بنفي الأخبار المتداولة.

تؤكد لجنة حماية الصحفيين أنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبةً بتقديم أي دليل على أن الصحفي السوداني معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه لدى قوات الدعم حيث يقول زملاؤه إنها مزاعم غير مؤكدة حتى الآن." سارة القضاة. pic.twitter.com/HZujvEmIel

— CPJ MENA (@CPJMENA) December 11, 2025

وكانت شبكة الصحفيين السودانيين في الـ18 من الشهر الماضي أعربت عن قلقها البالغ على مصير الصحفي، عقب تصريحات لوزير الصحة في حكومة التأسيس علاء نقد خلال لقاء له عبر قناة الجزيرة، ذكر فيها جملة من التهم الموجهة للصحفي، وقال إنه كان سببا في تأجيج الحرب.

وقالت الشبكة في بيان آنذاك إن "سيل الاتهامات التي أطلقها نقد في حق معمر تجعلنا في قلق شديد من المصير الذي ينتظره".

الصحفي بوصفه مدني بموجب القانون الدولي الإنساني يجب حمايته من أطراف النزاع ويحظر احتجازه أو معاملته بقسوة أو الاعتداء عليه.

ندعو @ICRC للعمل على ضمان سلامة الزميل الصحفي معمر إبراهيم @MUAMMAR_SUD الذي ظهر محتجزا ويعامل بقسوة من قبل عناصر الدعم السريع وفقا للمقطع أدناه. pic.twitter.com/fw1WsD4j1S

— Mojahed Taha (@mojahedashw2k) October 26, 2025

وظهر معمر إبراهيم اليوم الثاني لسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر 26 أكتوبر/تشرين الأول، في مقطع فيديو صُوّر ليلًا مع مجموعة من المسلحين، وقال فيه إنه حاول الخروج من المدينة، وقد قُبض عليه قبل أن يتمكن من ذلك.

إعلان

وفي الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بثت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا ظهر فيه إبراهيم إلى جانب الفاتح قرشي، الذي قال إن الصحفي يواجه تهمة الإساءة لقوات الدعم السريع بسبب استخدامه كلمتي "مليشيا وجنجويد" توصيفا للدعم السريع، معتبرا الوصفين إخلالا بالحيادية المطلوبة لدى الصحفيين.

وقبل نحو أسبوعين، اغتالت قوات الدعم السريع الصحفي تاج السر محمد سليمان، مدير مكتب وكالة السودان للأنباء (سونا) في منزله مع شقيقه بحي الدرجة في مدينة الفاشر.

وأشار وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر في بيان نعيه الصحفي سليمان، إلى أن قوات الدعم السريع اعتقلت عددا من الصحفيين السودانيين العاملين لدى وسائل إعلام مختلفة، ونقلتهم من الفاشر إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور غربي السودان.

وناشد الإعيسر المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين الاضطلاع بدورها في متابعة الصحفيين المعتقلين والعمل على ضمان سلامتهم.

وغطى إبراهيم أخبار الحرب في دارفور على مدى العامين الماضيين، ويُعدّ من بين الصحفيين القلائل الذين بقوا لتوثيق التطورات في الفاشر رغم الغارات الجوية المستمرة وانقطاع الاتصالات والأزمة الإنسانية الحادة.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع
  • التقرير المبدئي وضح وفاتها بسبب الضرب المبرح.. محامي عروس المنوفية يوضح تقرير الطب الشرعي
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • "منهم أبو لولو".. بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • ماذا حدث في أول أيام جولة الإعادة للدوائر الملغاة.. تقرير يرصد
  • انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
  • الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر