أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، أن الهجوم الذي تعرضت له ناقلة النفط الصينية "إم/ڤي هوانج پو" من قبل ميليشيا الحوثي باستخدام خمسة صواريخ باليستية أدى إلى اندلاع حريق تمت السيطرة عليه، وذلك في سادس حادث استهداف لناقلات المواد الكيماوية والنفطية في المياه الدولية منذ نوفمبر الماضي.

وأشار إلى أن هذه الهجمات، التي يُزعم أنها تأييد لغزة، تمثل تصعيدًا إرهابيًا غير مسبوق، وتهدد بحوادث بيئية واقتصادية وإنسانية قد تؤثر على اليمن وشعبه لعقود قادمة.

وأضاف الإرياني، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية، أن هذه الهجمات المتكررة تكشف عن مدى استهتار ميليشيا الحوثي وغياب اكتراثها بالعواقب الكارثية المحتملة لأي تسرب نفطي على القطاعات الاقتصادية المختلفة في اليمن، وخاصة القطاع الزراعي والسمكي، وتأثيرها السلبي على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في المنطقة، بالإضافة إلى الشريط الساحلي لليمن الذي يعتبر حيويًا لاقتصاد البلاد.

ودعا الإرياني المجتمع الدولي إلى التصدي بحزم لهذه الأعمال العدائية، وضرورة توحيد الجهود للحد من التهديدات الإرهابية التي تستهدف الملاحة الدولية والسلام والاستقرار في المنطقة.

أطلق وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، تحذيرات ملحة بشأن تداعيات الهجمات الإرهابية لميليشيا الحوثي على ناقلات النفط، معتبرًا أنها تشكل خطرًا جسيمًا على البيئة والاقتصاد والصحة العامة في اليمن. وأشار الإرياني إلى خطورة أي انسكاب نفطي، محذرًا من تأثيره السلبي على مخزونات الصيد اليمنية وصحة الملايين من السكان في المدن الساحلية.

وأوضح الوزير اليمني أن النفط المتسرب سيؤدي إلى تلوث المياه والأراضي الزراعية، ما سيؤثر على الحبوب والفواكه والخضروات، وسيعطل عمل الموانئ ويضر بمصانع تحلية المياه، مما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والمعيشة في اليمن.

وشدد الإرياني على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة الميليشيا الحوثية ووقف أنشطتها الإرهابية، ودعم القيادة الرئاسية والحكومة الشرعية في اليمن في استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والسلام في البلاد.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اليمن معمر الإرياني ميليشيا الحوثي

إقرأ أيضاً:

الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟

 

 

في لحظة خاطفة، تهاوى وهم “السماء المحصّنة”. ففي الرابع من مايو 2025، لم يكن الشرق الأوسط على موعد مع مجرّد تصعيد جديد، بل مع ولادة معادلة استراتيجية غير مسبوقة. بإعلان القوات اليمنية المسلحة فرض “حصار جوي شامل” على الكيان “الإسرائيلي”، تحوّلت خارطة الاشتباك من جغرافيا غزّة إلى فضاء إقليمي مفتوح، تجاوز خطوط التماس المباشر، ليضرب أحد أكثر رموز البنية التحتية “الإسرائيلية” حساسية: مطار “بن غوريون” الدولي.
الصاروخ الذي استهدف مطار “بن غوريون” لم يكن اعتياديًا. لقد اخترق طبقات الدفاع المتعددة، الأمريكية و”الإسرائيلية”، ليصيب هدفه بدقة، وسط صدمة استخبارية لم تنفع معها التبريرات. فشل منظومات الدفاع “القبابيّة” كشف هشاشة ما سُمّي لعقود بـ”حصن الردع الإسرائيلي”، وكشف معه محدودية القدرة الأمريكية في تأمين الحليف المدلل في لحظة الحقيقة.
منذ سبتمبر 2024، دأبت القوات اليمنية على إطلاق صواريخها باتجاه البحر الأحمر والأراضي الفلسطينية المحتلة، دعمًا واضحًا وصريحًا للمقاومة في غزة. لكن استهداف المطار المركزي لـ”إسرائيل” شكل نقطة تحوّل: فالأمر لم يعد مجرّد إسناد رمزي، بل دخول فعلي في معركة فرض المعادلات.
ما جرى لم يكن فقط خرقًا أمنيًا؛ بل خرقًا مفهوميًا لمعنى “الحدود الآمنة”، وأسّس لمرحلة جديدة، تُفقد “تل أبيب” تفوقها الجوي والناري، وتضع مطاراتها ومرافئها تحت رحمة قرار يُتخذ من جبال صعدة أو كهوف عمران.
القدرة على التحرك الجوي كانت جزءًا من تفوق “إسرائيل” الاستراتيجي: حركة الطيران المدنية والعسكرية، استقبال الدعم الخارجي، والهروب نحو الملاذات الدولية عند الأزمات. اليوم، كل تلك القواعد باتت مهددة. فحين تُصبح مطارات “اللد” و”إيلات” و”ريشون لتسيون” ضمن مدى نيران منظمة ومتكررة، فإن “إسرائيل” لم تعد نقطة منيعة في شرق المتوسط، بل هدفًا مرصودًا ضمن مجال ناري يمتد من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسورية والعراق.
ما يحرج واشنطن أكثر من الضربة نفسها هو العجز عن منعها. الغارات الأمريكية على اليمن، وإسقاط طائرة “إف-18 سوبر هورنت” في البحر الأحمر، والانكشاف الاستخباري أمام منصات الإطلاق المتنقلة، جميعها مؤشرات على مأزق الردع الأمريكي، لا تجاه اليمن فحسب، بل تجاه المحور الذي تقوده طهران ويضم صنعاء وبغداد وبيروت وغزة.
الإدارة الأمريكية، العالقة بين مستنقع أوكرانيا وارتدادات صراع غزة، تدرك أن توسيع الجبهة ضد إيران لم يعد خيارًا واقعيًا، خصوصًا بعد دخول روسيا علنًا على خط الحلف الاستراتيجي مع طهران. فالاتفاقية العسكرية الموقّعة بين موسكو وطهران، والتي دخلت حيز التنفيذ لعشرين عامًا، تقلب طاولة التهديدات، وتجعل أي عدوان على إيران مغامرة غير محسوبة العواقب.
الضربات الأمريكية و”الإسرائيلية” لم توقف مسار الصواريخ اليمنية، بل زادت من وتيرتها ومن دقتها. وهذا بحد ذاته يُسقط إحدى أهم ركائز العقيدة العسكرية الغربية: القدرة على الضرب الاستباقي. فالحوثي – كما تُصرّف النخبة السياسية الغربية اسمه – لم يعد مجرد “متمرّد” في نظرهم، بل فاعل إقليمي يمتلك ناصية القرار في منطقة حساسة، تمتد من باب المندب إلى عمق الأراضي الفلسطينية.
أما التهديدات “الإسرائيلية” بالردّ “بسبعة أضعاف” فهي أقرب إلى الاستعراض الإعلامي منها إلى الخطط الفعلية. فتجربة اليمن أثبتت أن الحرب المفتوحة مع صنعاء مكلفة ومكشوفة ومحفوفة بالمخاطر، سواء من ناحية الجغرافيا أو القدرة القتالية أو حتى مناخ الإسناد الشعبي العربي المتصاعد.
اليوم، لم تعد صنعاء في موقع الدفاع عن غزة، بل أصبحت لاعبًا يفرض مفاعيل قراره على عمق “إسرائيل”. الحصار الجوي لم يأتِ كرد فعل، بل كخيار هجومي مدروس، ينقل المواجهة من الرمزيات التضامنية إلى فرض المعادلات الصلبة.
تل أبيب في مرمى النيران الدقيقة، وواشنطن في مأزق الخيارات، وعواصم الغرب أمام اختبار حقيقي لصدقية تحالفاتها. أما العرب، فإن لحظة الحقيقة أمامهم: إمّا أن يكونوا شهودًا على تغيير التاريخ، أو شهود زور في محكمة تسقط فيها فلسطين مرة أخرى.
الضربة اليمنية لم تُعطّل مطارًا فحسب، بل عطّلت أيديولوجيا بكاملها، تلك التي بُنيت على تفوّق السماء. لقد ولّى زمن الهيمنة الجوية، وبدأ زمن الأهداف المكشوفة. ومن لا يملك سماءه، لن يفرض شروطه على الأرض.

مقالات مشابهة

  • الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟
  • اليمن يخسر 7.5 مليار دولار بسبب وقف الحوثي صادرات النفط
  • المبعوث الأممي إلى اليمن يمضي في إحاطاته الناعمه تجاه مليشيا الحوثي.. ويتجاوز عن كل كوارثهم ويجدد التوسل لهم
  • الحوثي تعلن إعادة تأهيل مطار صنعاء بعد العدوان الإسرائيلي.. يستأنف عمله الأربعاء
  • من اتفاق مسقط الى محاولة استهداف مبعوث ترامب.. الحوثي كورقة تفاوض وابتزاز إيرانية
  • بعد استهداف مطار “بن غوريون”.. تأثيرات القصف اليمني تتعاظم
  • الإعلامي الحكومي يدين استهداف العدو الصهيوني مجمع ناصر الطبي بغزة
  • 8 مليارات دولار كلفة الهجمات الأميركية على اليمن
  • ترامب يسخر من ضربات التحالف العربي على مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية.. ويفاخر بالنصر على المليشيا خلال 50 يوما... عاجل
  • السودان يلوح بوقف صادرات نفط جنوب السودان بعد هجمات بورتسودان