بفضل الدولار.. بريق الذهب يزداد تألقا في 2024
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
إنجلترا – لامست أسعار الذهب أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2230 دولارا للأونصة في وقت سابق من مارس/آذار الجاري، متجاوزة المستوى السابق البالغ 2134 دولارا في ديسمبر/كانون أول 2023.
يأتي صعود أسعار الذهب مدفوعة إلى حد كبير بضعف الدولار الأمريكي والتوقعات بأن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، خلال وقت لاحق من العام الجاري.
وستصبح تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية وانخفاض العائدات الحقيقية الأمريكية مرة أخرى، هي المحرك الرئيسي وراء أسعار الذهب في عام 2024.
والأربعاء الماضي، قال رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إن لجنة السوق المفتوحة ترى أن بدء سياسة التيسير النقدي (خفض أسعار الفائدة) ستكون اعتبارا من النصف الثاني من 2024.
حاليا تبلغ أسعار الفائدة على الدولار 5.25 بالمئة – 5.5 بالمئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001، فالدولار القوي يضعف الذهب كأداة ادخار واستثمار وملاذ آمن.
إلا أن خفض أسعار الفائدة المرتقب بدأ يلقي بظلال إيجابية على عقود الذهب، لتسجل قمة تاريخية الأسبوع الماضي عند قرابة 2230 دولاراً.
كذلك، تشير تقديرات الفيدرالي التي نشرها الأربعاء إلى خفض لثلاث مرات في عام 2025 ومثلها في 2026، ما يعني إلى تراجع شهية المستثمرين تجاه الدولار، وفرصة لمزيد من الارتفاعات في أسعار الذهب.
يشير تقدير حديث لبنك غولدمان ساكس، أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار الذهب على المدى القريب، قبل أن ترتفع إلى مستويات قياسية جديدة في وقت لاحق من العام، مع ذروة متوقعة تبلغ 2300 دولار.
كذلك، يتزامن صعود أسعار الذهب في الأشهر القليلة الأخيرة بعد ارتفاع قوي أثارته مشتريات البنوك المركزية، وتزايد قلق المستثمرين بشأن الصراعات في الشرق الأوسط وأوروبا.
وتميل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي إلى أن تكون محركات إيجابية للذهب، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن نظرا لقدرته على البقاء مخزنا موثوقا للقيمة.
وبسبب هذه التوترات، تخشى الدول من دخول أطراف أخرى في الصراعات، خاصة مع وجود الولايات المتحدة الأمريكية طرفا داعما لأوكرانيا وإسرائيل، طرفي صراع شرق أوروبا والشرق الأوسط.
لذلك، تتحوط البنوك المركزية بشراء الذهب لمواجهة أية مخاطر محتملة من تصاعد هذه التوترات، ودخولها مرحلة أخرى قد تشترك فيها قوى أخرى.
فيما يرى بنك جي بي مورغان، أن لديه أعلى قناعة بشأن التوقعات الصعودية على المدى المتوسط لكل من الذهب والفضة على مدار 2024 وحتى النصف الأول من 2025.
ويقول البنك: “ستبلغ أسعار الذهب ذروتها عند 2300 دولار للأونصة مطلع 2025.. ويفترض هذا التوقع أن تؤدي دورة التخفيض التي يقوم بها الفيدرالي الأمريكي في البداية إلى تخفيضات بمقدار 125 نقطة أساس خلال النصف الثاني من عام 2024، مما يدفع أسعار الذهب إلى مستويات عالية اسمية جديدة”.
وتستند توقعات أسعار الذهب إلى التوقعات الرسمية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي ترى أن التضخم الأساسي سيتراجع إلى 2.4 بالمئة في 2024 و2.2 بالمئة في عام 2025، قبل العودة إلى هدف 2 بالمئة في 2026.
بحلول الربع الثاني من عام 2024، يتوقع الاقتصاديون في جي بي مورجان أن يتباطأ النمو الأمريكي إلى 0.5 بالمئة على أساس ربع سنوي. ومن شأن هذا أن يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى البدء في خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران المقبل.
ومن المفترض أن يؤدي هذا في النهاية إلى دفع أسعار الذهب إلى ارتفاعات جديدة في النصف الثاني من عام 2024 (لمتوسط 2250 دولارا للأونصة).
اشترت البنوك المركزية بقيادة الصين نحو 1037.4 طنا من الذهب خلال العام الماضي، مقابل 1081.9 طنا عام 2022، إلّا أنه ما يزال ثاني أعلى مستوى منذ أكثر من 55 عاما.
ويقدر جي بي مورجان، أن مشتريات البنوك المركزية العالمية لهذا العام ستصل إلى 1100 طن، مع بقاء الصين مشتر ثابت كبير. وسيتجاوز هذا المبلغ الذي تم شراؤه خلال نفس الفترة من عام 2022، مما أدى إلى طلب قياسي.
وتصدَّر بنك الشعب الصيني قائمة أكثر البنوك المركزية شراء للذهب في 2023، بحجم بلغ 224.88 طنا، وفقا لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي.
وتعدّ مشتريات البنك المركزي الصيني من الذهب خلال العام الماضي الأعلى للبلاد منذ عام 1977، ليصل إجمالي احتياطياته من المعدن الأصفر إلى 2235 طنا.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: خفض أسعار الفائدة البنوک المرکزیة أسعار الذهب الثانی من من عام عام 2024
إقرأ أيضاً:
الذهب يصعد قبيل قرار الفيدرالي بشأن الفائدة
ارتفع الذهب خلال تعاملات جلسة، اليوم الثلاثاء، مع استمرار حالة التفاؤل بين المتعاملين قبل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن سعر الفائدة، في حين صعدت الفضة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 60 دولارا للأونصة مع مواجهتها قيودا على المعروض.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.36% إلى 4215.19 دولار للأونصة بحلول الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير 0.6% إلى 4244.80 دولار للأونصة.
وقفزت الفضة في المعاملات الفورية أكثر من 4 % إلى 60.52 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقال فواد رزاق زادة محلل السوق لدى (سيتي إندكس) و(فوركس دوت كوم): "يتوقع الناس أن يكون هناك طلب صناعي قوي على الفضة لسنوات قادمة، وهذا هو السبب في ارتفاع سعرها"، مضيفا أن زخم الشراء قوي في الوقت الحالي.
وتلقت أسعار الفضة الدعم من استمرار انخفاض الإمدادات وتضاؤل المخزونات العالمية وتوقعات خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة، بالإضافة إلى إضافة الفضة في الآونة الأخيرة إلى قائمة المعادن المهمة في الولايات المتحدة.
وقال بوب هابركورن كبير خبراء السوق لدى شركة (آر.جيه.أو فيوتشرز) "يُعزى تحرك الذهب في الوقت الحالي إلى الارتفاع الكبير في الفضة والتوقعات الكبيرة لخفض آخر (في سعر الفائدة) بمقدار ربع نقطة مئوية".
اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الاتحادي
ويبدأ اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الاتحادي اليوم ويستمر حتى غد الأربعاء عندما يصدر البنك المركزي الأمريكي قراره بشأن الفائدة.
وتشير بيانات أداة (فيد ووتش) التابعة لمجموعة (سي.إم.إي) أن المتعاملين يتوقعون الآن بنسبة 87.4% خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، إذ انخفضت توقعاتهم 2% بعد أحدث تقرير للوظائف.
وزاد البلاتين 2.8% إلى 1688.30 دولار وصعد البلاديوم 2.6% إلى 1503.43 دولار، بحسب الاسواق العربية.